سيناريوهات إسرائيل المزعومة
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
طالت الحرب فى غزة أم قل أمدها، فلابد لها من نهاية مهما كانت نتيجتها وأياً كانت الآثار المترتبة عليها، فسوف تنتهى يوماً وستكون هناك سيناريوهات لما بعد الحرب تنفذ على أرض الواقع، وربما شكلت خريطة جديدة للمنطقة. وعلى كل حال فستبقى فى النهاية حبراً على ورق، وربما أوجدت الظروف سيناريوهات أخرى خلال الأيام المقبلة.
باتت أصعب أطروحة على أهالى غزة الآن، ماذا بعد الحرب؟ وما هو المصير؟ وكل من يسأل لا يجد إجابة شافية لسببين فى غاية الأهمية، الأول أنه لا يضمن أن يبقى حياً ليشهد هذا المصير، فما بين طرفة عين وإفاقتها ربما ارتقت روحه للسماء وكان من الشهداء، والثانى أن التطورات المتلاحقة والإبادة الجماعية لا تنبئ بيوم الخلاص من كابوس النازية الإسرائيلية.
بداية هناك مبادرة عربية بقيادة مصر، والتى أعلنت مؤخراً أنه لم تتلقَّ رداً من الأطراف المعنية لقبولها، معلنة أن مقترحها هدفه الأساسى هو حقن دماء الفلسطينيين ووقف القصف على قطاع غزة، وإعادة السلام والاستقرار للمنطقة، وأن مقترحها يتضمن ثلاث مراحل متتالية تنتهى إلى وقف إطلاق النار.
وفى المقابل، فإن اليهود تكشف الأيام نواياهم السوداء تجاه الغزيين عبر سيناريوهات لما بعد الحرب، تعمل جميعها ضمن إطار واحد لتؤكد ما سبق أن حذرنا منه خلال هذه المساحة عبر ثلاثة أشهر تقريباً وكشفت الأيام صدق رؤيتنا وهو تطهير القطاع من سكانه بصورة أو بأخرى وفق خطط أعدت بإحكام.
السيناريو الأول كشف عنه مخطط أعده العقيد السابق فى جيش الاحتلال غيورا آيلاند، الرامى إلى نزوح الغزيين إلى سيناء عبر تنازل مصر عن قطعة أرض مقابل تنازل الاحتلال لمصر عن ممر برى إلى الأردن فى جنوب سيناء، هذا المقترح لاقى رفضاً قاطعاً من قبل مصر والأردن المتمسكتان بموقف ثابت منذ اندلاع الحرب، برفض التهجير والنزوح وتصران على أن الأمل الوحيد لإنهاء الصراع إلى الأبد هو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
السيناريو الثانى يتمثل فى مخطط أعده ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق إيغال كارمون، ويرمى إلى تحويل أرض القطاع إلى أرض طاردة لا يمكن العيش فيها وغير صالحة للحياة الآدمية، وهذا المخطط بدأت إسرائيل بالفعل فى تنفيذه بعد تدميرها للبنية التحتية للقطاع، وقصفه بآلاف الأطنان من القنابل الفسفورية المحرمة دولياً، وأخيراً بدء إغراق الأنفاق بمياه البحر ما يرفع نسبة الملوحة فى التربة ويتسبب فى انهيارها وهدم مئات المنازل.
وكشف باحثون إسرائيليون أن إغراق الأنفاق سيجعل القطاع يحتاج إلى 100 عام لإعادة تأهيله للعيش فيه، وهو الأمر الذى سيدفع الأهالى إلى التهجير الطوعى.
السيناريو الثالث صاغه باحث عسكرى فى مركز بيجن للبحوث الاستراتيجية، ويدعى شاى شيبتاى، ويعمل على محور التهجير إلى صحراء النقب بالقرب من الضفة الغربية تحت ذريعة إفراغ القطاع لمواجهة حماس.
باختصار.. مخطط التهجير يرفضه الفلسطينيون قبل العرب، ويتفق الجميع على أنه مخطط صهيونى لتصفية القضية، وفى المقابل اليهود يعملون على أنه الفرصة الأخيرة أمامهم ولابد من إنجازها مهما كلفهم الأمر خصوصاً فى ظل الدعم الأمريكى اللامحدود، وأنه لا سبيل أمامهم سوى تحقيق أحلامهم التوسعية المزعومة لإقامة دولتهم الكبرى.
تبقى كلمة.. سيناريوهات الاحتلال لما بعد الحرب على غزة كلها مبنية على أساس فكرة التهجير وإفراغ القطاع من أهله، وابتلاع وطن كامل فى المقابل ثبات دول المواجهة العربية وخاصة مصر والأردن والفلسطينيين أنفسهم، واشتعال الصراع بين الحق والباطل إلى هذه الدرجة ينبئ بأن الأيام المقبلة سوف تشهد وتيرة متسارعة من الأحداث ربما هددت الاستقرار فى المنطقة والعالم أجمع.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سيناريوهات المزعومة باختصار الآثار المترتبة ورق مصر بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تهدد مجددا بعودة الحرب في غزة
قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الثلاثاء، إن إسرائيل ستعود إلى القتال في قطاع غزة إذا لم تفرج حماس عن الرهائن.
وأضاف ساعر في تصريحات صحفية مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي، أن "قرار حماس بعدم الإفراج عن الرهائن عودة إلى الحرب"، مضيفا: "لم نفعل أي شيء من جانب واحد حتى الآن".
كما أكد ساعر أيضا أن "إسرائيل مستعدة لحقيقة أن حماس قد تهاجمها".
وقال الوزير: "ما شاهدناه السبت الماضي كان خطيرا، حيث تم تجويع وتعذيب المختطفين الذين تم إطلاق سراحهم".
واستطرد: "كل من تابع عملية إطلاق سراح المختطفين رأى مشاهد مروعة. ما شاهدناه يوم السبت الماضي كان قاسيا، فقد المختطفون الذين تم إطلاق سراحهم الكثير من وزنهم بعد تجويعهم وتعذيبهم، وهناك أدلة على ذلك".
وتأتي تصريحات ساعر بعد تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن فيه أن الحكومة قررت بالإجماع أنه إذا لم تعد حماس المختطفين حتى ظهر السبت، فإن وقف إطلاق النار سينتهي وسيعود الجيش الإسرائيلي إلى القتال في غزة.
وكانت حماس قد أعلنت الإثنين تأجيل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين حتى إشعار آخر، متهمة إسرائيل بعدم الالتزام ببنود الهدنة.
وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديدات بإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار، في حال لم تطلق حماس سراح المحتجزين الإسرائيليين بحلول السبت.