بوابة الوفد:
2024-10-02@06:13:00 GMT

سيناريوهات إسرائيل المزعومة

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

طالت الحرب فى غزة أم قل أمدها، فلابد لها من نهاية مهما كانت نتيجتها وأياً كانت الآثار المترتبة عليها، فسوف تنتهى يوماً وستكون هناك سيناريوهات لما بعد الحرب تنفذ على أرض الواقع، وربما شكلت خريطة جديدة للمنطقة. وعلى كل حال فستبقى فى النهاية حبراً على ورق، وربما أوجدت الظروف سيناريوهات أخرى خلال الأيام المقبلة.

باتت أصعب أطروحة على أهالى غزة الآن، ماذا بعد الحرب؟ وما هو المصير؟ وكل من يسأل لا يجد إجابة شافية لسببين فى غاية الأهمية، الأول أنه لا يضمن أن يبقى حياً ليشهد هذا المصير، فما بين طرفة عين وإفاقتها ربما ارتقت روحه للسماء وكان من الشهداء، والثانى أن التطورات المتلاحقة والإبادة الجماعية لا تنبئ بيوم الخلاص من كابوس النازية الإسرائيلية.

بداية هناك مبادرة عربية بقيادة مصر، والتى أعلنت مؤخراً أنه لم تتلقَّ رداً من الأطراف المعنية لقبولها، معلنة أن مقترحها هدفه الأساسى هو حقن دماء الفلسطينيين ووقف القصف على قطاع غزة، وإعادة السلام والاستقرار للمنطقة، وأن مقترحها يتضمن ثلاث مراحل متتالية تنتهى إلى وقف إطلاق النار.

وفى المقابل، فإن اليهود تكشف الأيام نواياهم السوداء تجاه الغزيين عبر سيناريوهات لما بعد الحرب، تعمل جميعها ضمن إطار واحد لتؤكد ما سبق أن حذرنا منه خلال هذه المساحة عبر ثلاثة أشهر تقريباً وكشفت الأيام صدق رؤيتنا وهو تطهير القطاع من سكانه بصورة أو بأخرى وفق خطط أعدت بإحكام.

السيناريو الأول كشف عنه مخطط أعده العقيد السابق فى جيش الاحتلال غيورا آيلاند، الرامى إلى نزوح الغزيين إلى سيناء عبر تنازل مصر عن قطعة أرض مقابل تنازل الاحتلال لمصر عن ممر برى إلى الأردن فى جنوب سيناء، هذا المقترح لاقى رفضاً قاطعاً من قبل مصر والأردن المتمسكتان بموقف ثابت منذ اندلاع الحرب، برفض التهجير والنزوح وتصران على أن الأمل الوحيد لإنهاء الصراع إلى الأبد هو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

السيناريو الثانى يتمثل فى مخطط أعده ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق إيغال كارمون، ويرمى إلى تحويل أرض القطاع إلى أرض طاردة لا يمكن العيش فيها وغير صالحة للحياة الآدمية، وهذا المخطط بدأت إسرائيل بالفعل فى تنفيذه بعد تدميرها للبنية التحتية للقطاع، وقصفه بآلاف الأطنان من القنابل الفسفورية المحرمة دولياً، وأخيراً بدء إغراق الأنفاق بمياه البحر ما يرفع نسبة الملوحة فى التربة ويتسبب فى انهيارها وهدم مئات المنازل.

وكشف باحثون إسرائيليون أن إغراق الأنفاق سيجعل القطاع يحتاج إلى 100 عام لإعادة تأهيله للعيش فيه، وهو الأمر الذى سيدفع الأهالى إلى التهجير الطوعى.

السيناريو الثالث صاغه باحث عسكرى فى مركز بيجن للبحوث الاستراتيجية، ويدعى شاى شيبتاى، ويعمل على محور التهجير إلى صحراء النقب بالقرب من الضفة الغربية تحت ذريعة إفراغ القطاع لمواجهة حماس.

باختصار.. مخطط التهجير يرفضه الفلسطينيون قبل العرب، ويتفق الجميع على أنه مخطط صهيونى لتصفية القضية، وفى المقابل اليهود يعملون على أنه الفرصة الأخيرة أمامهم ولابد من إنجازها مهما كلفهم الأمر خصوصاً فى ظل الدعم الأمريكى اللامحدود، وأنه لا سبيل أمامهم سوى تحقيق أحلامهم التوسعية المزعومة لإقامة دولتهم الكبرى.

تبقى كلمة.. سيناريوهات الاحتلال لما بعد الحرب على غزة كلها مبنية على أساس فكرة التهجير وإفراغ القطاع من أهله، وابتلاع وطن كامل فى المقابل ثبات دول المواجهة العربية وخاصة مصر والأردن والفلسطينيين أنفسهم، واشتعال الصراع بين الحق والباطل إلى هذه الدرجة ينبئ بأن الأيام المقبلة سوف تشهد وتيرة متسارعة من الأحداث ربما هددت الاستقرار فى المنطقة والعالم أجمع. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سيناريوهات المزعومة باختصار الآثار المترتبة ورق مصر بعد الحرب

إقرأ أيضاً:

سؤال النازح الغزي اليومي: ما أخبار منزلي؟

غزة- 5 أشهر كاملة مرّت على عطاف أبو الجديان عقب نزوحها من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وهي لا تعلم شيئا عن مصير منزلها الذي تركته مُرغمة.

كانت هذه الأم الفلسطينية (47 عاما) تُمنّي نفسها أن المنزل سليم ولم تهدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأنها ستعود إليه بعد انتهاء الحرب لتقطنه مع أسرتها المكونة من زوجها و3 أبناء مكفوفين، ويعاني أحدهم من ضمور دماغي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كالكاليست بعد عام على حرب غزة: إسرائيل تقع في فخ الديونlist 2 of 2غزة في عامend of list

وغادرت عطاف منزلها رابع أيام الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعد تعرض المنطقة التي تقطنها لوابل من قذائف الاحتلال، ونزحت إلى مركز إيواء بمدينة دير البلح وسط القطاع.

الأم عطاف أبو الجديان تعتبر أن هدم منزلها أصعب حدث في حياتها (الجزيرة) خبرٌ صاعقة

ومنذ ذلك الوقت، لم يكد ينقضي نهار، إلا وتتصل عطاف بأقاربها ومعارفها الذين لم يغادروا شمالي القطاع لتسألهم عن مصير المنزل، دون جدوى، حيث إنه يقع في منطقة قريبة من أماكن وجود قوات الاحتلال، إلى أن جاءها خبر هدمه بشكل كامل في شهر مارس/آذار الماضي، وهو ما وقع عليها كالصاعقة.

وتقول للجزيرة نت "لم ينكسر ظهري على تربية أولادي المكفوفين الثلاثة طوال 27 عاما، لكن هدم منزلي كسر ظهري، عمري ما يئست ولا تعبت، أعاني وأشعر بمتعة المعاناة في تربية أولادي وأنا صابرة، لكن تدميره هدمني، لم أمر بأصعب من ذلك".

ورغم إعاقتهم البصرية، حصل اثنان من أبناء عطاف أبو الجديان على درجة البكالوريوس من كلية الآداب في تخصص اللغة الإنجليزية.

مراكز الإيواء في غزة مكتظة بالنازحين الذين يعيشون أوضاعا قاسية (الجزيرة)

وتُكمل "كنت في منزلي مستورة، والآن نعيش في خيام بلا كرامة ولا نعرف ماذا ينتظرنا، وحينما تنتهي الحرب لن أجد بيتي الذي كنت أعيش فيه بعزة وكرامة".

وبعد انتهاء العدوان، تخطط عطاف أبو الجديان للعودة لبيتها وإقامة خيمة على أنقاضه والعيش فيها، مضيفة "على الأقل سأكون بكرامتي على بيتي وأرضي".

سنة مرت على الحرب الإجرامية المروعة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 41 ألف شخص وإصابة أكثر من 96 ألفا آخرين، إضافة إلى 10 آلاف مفقود.

ومنذ الأسبوع الأول للحرب، شردت إسرائيل مئات الآلاف من الفلسطينيين من مناطق سكنهم، وخاصة من شمالي القطاع، إلى جنوبه، ويعيشون في مراكز إيواء مصنوعة من الخيام وسط ظروف معيشية قاسية.

النازحون يعيشون في مراكز إيواء تفتقد لأبسط مقومات الحياة (الجزيرة) "ضاع شقاء العمر"

بدوره، نزح أبو محمد الخالدي من منزله في الشهر الأول للحرب، نظرا لموقعه القريب من محور "نتساريم" الذي يفصل شمالي القطاع عن جنوبه. ويسكن حاليا في خيمة بمركز إيواء بدير البلح.

وعلى مدار شهرين، ظل يحاول الاطمئنان على منزله البالغة مساحته حوالي 150 مترا مربعا، من خلال زيارته بشكل خاطف وبحذر شديد، أو الاتصال ببعض جيرانه ممن بقوا قريبين من المكان.

ويقول للجزيرة نت "كنت أذهب للاطمئنان عليه عبر طرق فرعية، وأُحضر منه بعض الأغراض الشخصية، ثم توقفت بسبب الخطورة الشديدة واكتفيت بالاتصال هاتفيا ببعض المعارف".

وبعد حوالي شهرين، جاء الخبر الذي كان الخالدي (50 عاما) ينتظره ويخشاه، وهو هدم قوات الاحتلال منزله بالكامل وتسويته بالأرض، والذي كان قد اشتراه قبل الحرب بنحو 3 أشهر بقرابة 70 ألف دولار.

وتسبب ذلك بصدمة كبيرة له حيث يقول "حينما أفكر بهدم المنزل، أُصاب بأزمة نفسية، لكن أحاول أن أنسى حتى أقدر أعيش، حتى الآن أنا في صدمة، هذا شقاء العمر، هذا منزلي الذي وضعت فيه كل ما أملك وبقي 10 آلاف دولار من ثمنه ديونا عليّ لم أدفعها".

وقرر الخالدي أن يبني خيمة على أنقاض بيته عقب انتهاء الحرب، والإقامة فيها، آملا أن تسارع الدول الصديقة للشعب الفلسطيني بإعادة إعمار القطاع، أو -على الأقل- توفير خيام "قابلة للحياة".

ورغم المخاطرة الكبيرة التي تصل إلى حد الموت برصاص الطائرات الإسرائيلية المسيّرة أو قذائف الدبابات، يصر عادل فرج الله على تفقد منزله بنفسه، بين الفينة والأخرى. ويقول للجزيرة نت "آخر مرة زرت منزلي، كانت قبل يومين، كانت مخاطرة كبيرة".

يقع منزل الشاب الفلسطيني جنوبي محور "نتساريم"، ونزح عنه قبل 5 أشهر، ويقيم حاليا في مركز إيواء بمدينة دير البلح. ويوضح أن منزله متضرر بشكل جزئي بفعل قذائف الدبابات الإسرائيلية، لكنه قابل للترميم والسكن بعد انتهاء الحرب.

نازحون في مراكز إيواء في غزة دمر الاحتلال منازلهم (الجزيرة) حلم العودة

وفي آخر زيارة له، انطلق فرج الله من مخيم النصيرات باتجاه منزله الكائن جنوبي وادي غزة، مصوبا بصره نحو السماء لتلافي خطر المسيّرات الإسرائيلية الصغيرة "كواد كابتر"، وتستخدمها قوات الاحتلال لاغتيال الفلسطينيين. ولم يمكث فيه أكثر من 5 دقائق، وعاد أدراجه بسرعة قبل اكتشافه من هذه القوات.

كما يُجري -بشكل شبه يومي- اتصالات ببعض جيرانه الذين يقيمون في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" القريبة من المكان، عله يجد لديهم معلومات حول حالة منزله.

ويحلم فرج الله باليوم الذي تنتهي فيه الحرب ويتمكن من العودة لبيته، حيث سيعمل على تنظيفه وترميم ما تهدم منه، وتغليف شبابيكه بالنايلون كي يتمكن من السكن فيه مجددا.

خليل عيطة يخشى تكرار مأساة نكبة 1948 (الجزيرة)

وعلى خلاف سابقيه، لا يجد خليل عِيطة معاناة في الاطمئنان على حالة منزله الذي نزح عنه بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أن سكنت فيه شقيقته مع أسرتها إثر فقدانها منزلها.

ويقول للجزيرة نت إن بيته الكائن في شمالي مدينة غزة، متضرر جزئيا بفعل قذائف الدبابات، لكنه صالح للعيش. ويشعر بالراحة نظرا لعيش أخته فيه، فهذا "يحميه من السرقة" ويوفر له وسيلة للاطمئنان على وضعيته.

ويخشى عيطة من إمكانية عدم سماح إسرائيل له ولمئات الآلاف من النازحين من العودة لشمالي القطاع، وتكرار ما حصل في نكبة 1948. ويؤكد "أنا خائف جدا من تكرار النكبة وعدم قدرتنا على العودة لمنازلنا، هناك مخطط إسرائيلي لتهجير بقية السكان والاستيطان اليهودي في أراضينا".

وطردت العصابات المسلحة الصهيونية عام 1948، غالبية عرب فلسطين عن ديارهم عبر إرهابهم بالمذابح وقصف قراهم بالطائرات، ولم تسمح لهم بالعودة منذ ذلك الوقت.

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران بعد هجوم صاروخي من لبنان: سيناريوهات متوقعة
  • كيف أثرت الحرب على الحالة الصحية لسكان قطاع غزة؟
  • مسئول أمريكي يكشف سيناريوهات هجوم إيران على إسرائيل
  • عام من العدوان على غزة.. تدمير وتجويع وتهجير
  • سؤال النازح الغزي اليومي: ما أخبار منزلي؟
  • “الحرب الشاملة انطلقت في الشرق الأوسط”.. خبير سياسي يكشف عن مخطط أمريكي إسرائيلي للقضاء على غزة وتهجير الضفة الغربية وتدمير “المقاومة” في لبنان
  • سيناريوهات التقدم البري.. احتمالان امام نتنياهو
  • استشهاد 17 ألف طفل في غزة منذ 7 أكتوبر
  • خبير عسكري: هذه سيناريوهات حرب إسرائيل المحتملة في لبنان
  • صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع