بوابة الوفد:
2025-02-01@00:52:03 GMT

تراتيل السلام!

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

جميع شعوب الأرض تطمح اليوم إلى السلام الذى يستجيب لآمالها وأمنياتها، ويؤمِّن لها حياة آمنة ومستقرة دون أى شكل من أشكال الخوف والرعب، فقد خلق الإنسان ليعيش فى سلام وأمان واطمئنان، ولم يخلق ليُقتل ويباد.

إن ما يمكن تحقيقه فى أوقات السلام لصالح البشرية هو أضعاف ما يمكن تحقيقه فى النزاعات الدموية والحروب والكوارث البشرية، فالسلام لا يعنى زوال الصراع والخصام فقط، إنما يمكن أن يكون تأسيس حزمة من القيم والأفكار والمواقف والعادات التى ترتكز على الاحترام الكامل لمبادئ السيادة والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والحوار والتعاون بين الشعوب والثقافات المتعددة، ونبذ ثقافة القوة واستخدامها، وإكراه الشعوب على خوض خيارات ضد إرادتها.

لقد أجهدت الحروب والصراعات على مر الزمان شعوب الأرض كلها، وأصاب انعدام السلام الإنسان بعدد من الاضطرابات والأمراض النفسية، والتى قد تجر إلى أمراض جسمانية أيضاً، وهذا ما ظهر جلياً وحدث للشعوب المشاركة فى الحربين العالميتين الأولى والثانية، فصارت أعداد المصابين بالاكتئاب والهستيريا والفوبيا والفصام والقلق وأمراض القلب فى تزايد.

عموماً السلام يمكِّن الإنسان من بث أفكاره التى من الممكن أن تندثر خلال الحروب بالعنف والتدمير، أو على الأقل تم تشويهها، وهو يمكِّن الشعوب من التعلم، واكتساب ونشر الثقافة وبناء الحضارات والنهوض بالدول اقتصادياً واجتماعياً، فالبناء لا يكون إلا فى أوقات السلم والأمن، وهو يجعل الناس على وعى كافٍ لخطر الدخول فى الحروب والانشغال بها وبمتطلباتها وتأثيرها عليهم، والتى ستكلفهم حياتهم مقابل هذه الغطرسة البشرية.

كما يغلق السلام الطريق أمام تجار الحروب الذين يربطون مصلحتهم بافتعال الحروب وإشعالها، والذين يرغبون بدوامها وقتاً طويلاً من أجل زيادة أرباحهم من بيع الأسلحة والذخائر.

من مساوئ الحروب أنها تقدم أسوأ ما فى الإنسان وتقويه لصالح الشر ودمار البشرية، والسلام يقدم أفضل ما بداخله، عندما يتحول إلى بيئة مشجعة للإبداع وزيادة الإنتاج، على عكس الحروب التى تنتج الدمار والخراب والفساد.

الجنوح إلى السلم يجعل الناس واعين ومدركين لمغبة الدخول فى الحروب التى ستكلفهم حياتهم مقابل هذه الغطرسة البشرية. كما يوفر السلم الاستقرار الاجتماعى والسياسى فى المجتمعات، ويسهم فى بناء بيئة تعايش سلمى بين الأفراد والمجتمعات المختلفة، ويعزز التعاون والتضامن ويحقق التنمية المستدامة.

لقد قام مؤرخ بريطانى يدعى «أرنولد توينبى»، بتلخيص معنى السلام، فقال: «عش ودع غيرك يعيش»، وقصد بهذه المقولة أن تعيش الشعوب بعضها بجانب بعض، وأن يعيش الأفراد بعضهم بجانب بعض، فلا تعتدى دولة على أخرى، ولا فرد على فرد، ويعد السلام نعمة لكل البشرية، بغيضة الحرب وهى لعنة تقضى على الأخضر واليابس.

إن عكس كلمة السلام هى الحرب، وقد قامت حروب كثيرة بين الشعوب على مر العصور فى كل أنحاء الأرض. تلك الحروب التى أنهكت شعوبها، واليوم تتمنى شعوب العالم أن يسود السلام حتى يستكملوا حياتهم دون خوف من قذائف أو رصاص أو قنابل أو أسلحة نووية تؤذى الجنين فى بطن أمه، وتقضى على طفولة الأبرياء، وتهدم أى صرح من المبانى والحضارات وتدمر الميراث التاريخى لأى وطن.

فعملت الشعوب على المناداة بالسلام لعل أحداً يستمع إليها، خاصة أن السلام قد جاء ذكره فى مختلف الديانات السماوية، فتجد أن المسيحية كان أساسها هو المحبة والرحمة. كما أن الدين الإسلامى الحنيف أمر بالسلام، وكذلك اليهودية، ومن عظمة معنى كلمة السلام أن الله سبحانه وتعالى اختاره ليكون أحد أسمائه الحسنى، كما أنه هو التحية التى نادى بها كل الأنبياء وهو ختام الصلاة.

ومن هذا كله جاء ميثاق تأسيس هيئة اليونسكو، ليؤكد المعنى الحقيقى للسلام فقال: «لما كانت الحروب تتولد فى عقول البشر، ففى عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام». 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن شعوب الأرض حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

«الداخلية»تنظم احتفالية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج

فى إطار إستراتيجية وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها إلى إعلاء قيم حقوق الإنسان وإستمراراً لتفعيل أوجه الرعاية المختلفة للنزلاء لاسيما المشاركات الفعالة بالمناسبات الدينية.

وبمناسبة الإحتفال بذكرى ليلة الإسراء والمعراج..فقد نظم قطاع الحماية المجتمعية بوزارة الداخلية إحتفالية بمراكز الإصلاح والتأهيل وذلك بحضور عدد من علماء الأزهر الشريف.

حيث تضمنت الإحتفالية تلاوة آيات من الذكر الحكيم وندوات دينية وثقافية تطرق خلالها المحاضرون إلى الحديث عن ذكرى الإسراء والمعراج والدروس المستفادة منها والإشارة للبرامج الإصلاحية والتأهيلية لتهذيب النزلاء وتثقيفهم دينياً ومهنياً وتأهيلهم نفسياً للإندماج بالمجتمع وحثهم على الفضيلة وإنتهاج السلوك القويم.

يأتى ذلك فى إطار حرص وزارة الداخلية على إعلاء قيم حقوق الإنسان وتطبيق السياسة العقابية بمنهجها الحديث ، وتوفير أوجه الرعاية المختلفة للنزلاء.

بمناسبة عيد الشرطة .. الأحوال المدنية تستخرج بطاقات الرقم القومى بالمجان


بمناسبة الإحتفال بالذكرى الـ 73 لعيد الشرطة وحرصاً من وزارة الداخلية على مشاركة المواطنين الإحتفال بتلك الذكرى الوطنية الخالدة التى جسدت تلاحم أبناء الشعب مع رجال الشرطة للدفاع عن تراب الوطن

قام قطاع الأحوال المدنية بمشاركة المواطنين هذه المناسبة من خلال توزيع عدد من الهدايا عليهم ، وإستخراج وتجديد بطاقات الرقم القومى لعدد من المواطنين المتقدمين "بالمجان".

وقد لاقى ذلك إستحسان المواطنين وعبروا عن إمتنانهم لهيئة الشرطة لما تقدمه من خدمات للمواطنين ، وقاموا بتقديم التهنئة لرجال الشرطة بمناسبة عيد الشرطة.

وفب هذا السياق واصلت الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية إتخاذ الإجراءات التى من شأنها التسهيل والتيسير على المترددين والمواطنين الراغبين فى الحصول على الخدمات والمستندات الشرطية بما يتماشى مع إحترام حقوق الإنسان، ذلك من خلال رصد الحالات الإنسانية من المترددين على كافة الأقسام التابعة للإدارة بالمحافظات المختلفة ، لتقديم كافة التيسيرات لهم.

قامت أقسام الإدارة المختلفة على مستوى الجمهورية بإستقبال عدد من الحالات المرضية والإنسانية وكبار السن بمقرات الأقسام ، وتم إنهاء الإجراءات الخاصة بهم.

وتؤكد الوزارة على مواصلة إتخاذ كافة الإجراءات التى من شأنها التسهيل والتيسير على المواطنين والمترددين الراغبين فى إستخراج المستندات بكافة المواقع الشرطية، كأحد الثوابت الجوهرية التى ترتكز عليها المنظومة الأمنية المعاصرة.
 

مقالات مشابهة

  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • اقتراح إدراج نوع جديد من البشر على شجرة العائلة البشرية
  • «الداخلية»تنظم احتفالية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج
  • حمزة: جهود فرنسا لإحلال السلام في ليبيا محل تقدير
  • وقفات احتجاجية في جنيف تطالب بتعويض الشعوب الأفريقية عن سنوات الاستعمار الغربي
  • وزير الخارجية: الدولة ملتزمة بتعزيز حقوق الإنسان وصون الحريات في الجمهورية الجديدة
  • مصر دولة الحقوق والحريات.. الحكومة تستعرض في جنيف تقريرها الشامل لتحسين أوضاع مواطنيها
  • وقفات حقوقية حاشدة في جنيف.. صوت الشعوب يرتفع ضد التهجير والاستعمار
  • السلام من خلال القوة كأسلوب جديد لتطبيق المخطط الإمبريالى- الصهيونى وتجاوز اسلوبى الإسقاط العنيف والهبوط الناعم
  • محمود فوزي: نأمل أن تكون حقوق الإنسان مكتسبًا للإنسانية تتمتع به جميع الشعوب