بوابة الوفد:
2024-10-03@19:21:56 GMT

الدولار.. أزمة أم افتعال!

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

تعد السياسات المالية والنقدية عوامل مساعدة مهمة لإدارة النشاط الاقتصادى.. لكنها ليست النشاط الاقتصادى نفسه.. ولا يمكن الاعتماد عليها وحدها لإدارة النشاط الاقتصادى.

فتلك السياسات تعمل بشكل أساسى على تحفيز النشاط الاقتصادى.. وإزالة العقبات التى تواجهه.. أما النظر لها باعتبارها مجرد أداة للجباية دون مراعاة الأبعاد الاقتصادية لها.

. فذلك يجعل منها عائقاً حقيقياً أمام عجلة الاقتصاد.. وهنا لابد أن تكون هناك وقفة حقيقية أمام أهداف تلك السياسات ومدى توافقها مع متطلبات الاقتصاد بشكل عام.. والأمثلة على ذلك كثيرة.

فقد أعلنت الحكومة مؤخراً فى نوفمبر 2023 عن مبادرة لبيع العقار بالدولار.. وهل كان البيع بالدولار ممنوعاً أصلاً فى دولة أزمتها الرئيسية الدولار.. يا للعجب!!.. من الذى منع؟ ولماذا، وما هدفه؟

لقد نسيت أو تناست الحكومة توجه الدولة للاستثمار العقارى منذ مقدمها.. بل تناست حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل 6 سنوات كاملة عن تصدير العقار.. فكيف لم تتوافق قوانينها مع توجهها.. وكيف تناست فى ظل سعيها للحصول على الدولار بأى ثمن أن لديها قانوناً يمنع البيع بالدولار؟!.. وبالطبع كان نتيجة ذلك الوضع الغريب دخول الدولارات للسوق الموازى.. ومنح الحكومة المأزومة سعر العقار بالجنيه!.

قبل عدة أشهر أصدر وزير المالية قراراً بإعفاء الذهب القادم مع المصريين من الخارج من الجمارك.. وفى نفس اليوم وبعد سلسلة من الارتفاعات غير المبررة لأسعار الذهب.. انخفض سعر الجرام 600 جنيه دفعة واحدة.. وبالطبع لا يستطيع أحد أن يتجاهل العلاقة الوطيدة بين أسعار الذهب والدولار فى مصر.. فهل أدركت «المالية» من أين تأتى الأزمات؟!.

وننتقل من الذهب إلى انخفاض تحويلات المصريين بالخارج بنسبة 30,8%.. فهل بحثت الحكومة أسباب ذلك الانخفاض الضخم الذى يصل لـ10 مليارات دولار؟!.. وهل أدركت أن سلوكيات صغار الموظفين فى البنوك.. ونهج التعامل اليومى مع تحويلات المصريين بالخارج.. والمماطلة فى صرف الحوالات أو إجبار المتعاملين على صرفها بالجنيه.. كانت سبباً رئيسياً فى البحث عن طرق ووسائل أخرى لتحويل الأموال بعيداً عن يد الحكومة وبنوكها؟.

قد يقول قائل إن ذلك السلوك يستهدف محاصرة السوق الموازى.. ولهذا أقول: وماذا كانت النتيجة؟.. فأقل الفهم الاقتصادى يشير إلى أنه حتى لو خرجت هذه الأموال إلى السوق الموازى.. فمن شأنها أن تحدث تشبعاً فى ذلك السوق.. يؤدى إلى انخفاض قيمة الدولار نتيجة زيادة العرض بدلاً من المحاولات البائسة للحاق به عبر تخفيض قيمة العملة رسمياً!.

نفس الحديث ينطبق على التجارة الإلكترونية وأموال البلوجرز.. ففى الوقت الذى بدأت الكثير من الدول الغربية التى لا تعانى أزمات عملة.. فى فتح أبوابها لهؤلاء.. ومحاولة جذبهم بشتى السبل للعيش على أراضيها.. من منطلق أن وجودهم داخل الدولة سيجذب لها المزيد من العملات الصعبة التى ستنفق حتماً فى الداخل.. نجد أن هذه الفئة ونتيجة إجراءات التتبع والتعسف.. وعدم القدرة على تيسير عملها وجذب المزيد منهم.. بدأت البحث عن ملاذات أخرى لأموالها.. والبحث عن قنوات أخرى لتحويل الدولار.. أو الإبقاء عليه فى الخارج. 

الخلاصة أن الوضع الاقتصادى الراهن وأزمة الدولار.. يحتمان على الدولة وقفة جادة وفاعلة لإزالة كل العقبات الإدارية والمالية والشخوص المعرقلة أمام دخول الدولار إلى الدولة.. وخلق مناخ جاذب من الثقة يتيح لمن يملك الدولار الأمان وحرية التصرف فيه.. سواء تم ذلك عبر القنوات الشرعية أو حتى السوق الموازى.. فما دام ذلك التصرف بالداخل، ففوائده ستعود على الاقتصاد حتماً.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشافعي الدولار لوجه الله السياسات المالية والنقدية النشاط الاقتصادى والدولار

إقرأ أيضاً:

اترك الصيرفات خلفك.. مختص يطرح علاجا لارتفاع الدولار ويوجه نداء للمركزي العراقي

بغداد اليوم - بغداد

أكد الخبير في الشأن المالي والاقتصادي مصطفى أكرم حنتوش، اليوم الثلاثاء، (1 تشرين الأول 2024)، أن سيطرة البنك المركزي العراقي على شركات الصيرفة لا يحل ازمة الدولار المرتفعة بالسوق الموازي منذ فترة طويلة.

وقال حنتوش لـ "بغداد اليوم" إن "سيطرة البنك المركزي على سعر الصرف الموازي (الدينار أمام الدولار) لا ترتبط بالسيطرة على شركات الصيرفة أو تقييد عرض الدولار بالسوق العراقية، إنما مرتبط بإيجاد حلول للطلب في السوق المحلي والناتج من تجارة ايران وسوريا بأكثر من (10) مليارات دولار سنويا، والحل عبر منصة تجارية، سلعة مقابل ذهب أو حوالات لدولة ثالثة من دول المنطقة".

وأضاف، أن "مسافرين بالملايين سنويا لدول، مثل إيران وسوريا ولبنان وتركيا وروسيا، لا يباع لهم الدولار، فيجب ايجاد حل لهذا الامر حتى لا يضطر هؤلاء المسافرون للحصول على الدولار من السوق الموازي، إضافة إلى ضرورة فتح حسابات ميسرة للتجار الصغار".

وشدد الخبير الاقتصادي انه "يجب ضبط الحدود المفتوحة مع كردستان، والبضائع مثل المنظفات وغيرها تكون ضرائبها قليلة جدا"، مؤكدا: "إذا وجد حل لهذه المشاكل سوف يستقر سعر الصرف مباشرة".

وفي الرابع من تموز الفائت، كشف البنك المركزي العراقي، عن آلية جديدة لاستلام المسافرين العملة الأجنبية (الدولار) والتي ستكون حصراً عبر منافذ الشركات والمصارف في المطارات الدولية، مؤكداً أن الهدف من الآلية الجديدة التي ستدخل حيّز التنفيذ في 14 من شهر تموز 2024، هو وصول الدولار للمسافر الحقيقي وتمرير معاملات سليمة، فضلاً عن تسهيل وصول المسافرين الى الدولار بشكل أسرع.

وشهدت أسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، ارتفاعا ملحوظا خلال الاشهر الماضية حيث تخطى سعر البيع الـ 150 الفا لكل 100 دولار.

مقالات مشابهة

  • سوق الصرف غير النظامية في العراق: حصان( طروادة ) في الصراعات الجيو اقتصادية.
  • تراجعات كبيرة في أسعار الذهب عالميا.. ماذا حدث بعد أزمة لبنان؟
  • الدولار يحقق قفزة جديدة: هل تلوح أزمة اقتصادية في الأفق؟
  • الدولار يواصل صعوده: أزمة جديدة في سعر الصرف أمام الجنيه المصري
  • سميرة الجزار تطالب الحكومة بتطوير المستشفيات وحل أزمات نقص الدواء والأطقم الطبية
  • درميش: نتوقع استقرار السوق الموازية حال رفع الضريبة واستمرار انتظام فتح منظومة الفيزا والاعتمادات
  • حفل “كولدبلاي” في الهند.. السماسرة يثيرون أزمة والشرطة تتدخل
  • حفل "كولدبلاي" في الهند.. السماسرة يثيرون أزمة والشرطة تتدخل
  • اترك الصيرفات خلفك.. مختص يطرح علاجا لارتفاع الدولار ويوجه نداء للمركزي العراقي
  • مقترح جديد لإنهاء أزمة الإيجار القديم.. هل ينجح في ضبط السوق العقاري؟