ملتقى الهناجر.. منصة الثقافة الفاعلة
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
من بين ظلمات التجهيل يبزع ضوء ساطع أحيانا، يعيدنا إلى أيام كانت للثقافة فيها التواجد الأرحب والكلمة الأمضى، ننسى بها أو نتناسى ما يئن منه حال المثقفين من تهميش وربما ازدراء، ليأخذنا هذا الوهج إلى لحظات من الفرح والتألق والتمني.
هذا ما تملكنى يوم أمس الأول عندما شهدت أحد لقاءات ملتقى الهناجر الثقافى الشهري، بدار الأوبرا المصرية، والذى أسسته وتديره وتعده باقتدار الدكتورة ناهد عبدالحميد، بفكر مختلف وخلطة سحرية تحتويها جلسات الملتقى، مزيج أخاذ من الفكر والأدب والفن، ذلك المزيج الذى يحد من وطأة وثقل الفكر على البعض، ببعض طرب وتمثيل يجدد الطاقة ويحيلها لتتقبل تلك الوجبة الدسمة من الثقافة، ليجعل من ذلك الملتقى قِبلة يؤمها الكبار والصغار على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم، الباحثون منهم عن الفكر ومن يبغون الترفيه، هكذا يصبح الطريق إلى الثقافة رحبا معبدا بالبسمة والفن.
فى ملتقى هذا الشهر كان الأستاذ بطلا للحكاية، التى دارت على ألسنة نجوم الثقافة والصحافة والإبداع، فتحت عنوان صيغ بعبقرية «نجيب محفوظ.. رواية لا تغيب»، انطلق اللقاء، وعنه كأديب وإنسان وصديق، كانت الحكايات التى قصها كل من الأستاذ الدكتور حسين حمودة أستاذ النقد الأدبى بجامعة القاهرة، الكاتب الصحفى والروائى مصطفى عبدالله رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب الأسبق، الشاعر والروائى أحمد فضل شبلول عضو لجنة الرواية والسرد بالمجلس الأعلى للثقافة، الفنان التشكيلى والروائى أحمد الجناينى رئيس أتيليه القاهرة، الروائى الدكتور شريف مليكة، الكاتبة والإعلامية سوزان حرفى، الدكتور عبدالبديع عبدالله، أستاذ الأدب بجامعة بورسعيد، وكان لى شرف المشاركة فى ذلك اللقاء المهم، الذى خلصنا منه جميعا إلى أن الأستاذ سيظل مركزا لكثير من المناقشات، وسيظل إبداعه هدفا لكثير من التأمل والنقد والاكتشاف، فهكذا هم العظماء لا تغيب شموسهم مهما مرت من سنوات على انتقالهم الجسدي.
وقد جذب انتباهى بعد ثراء ذلك اللقاء فكريا وثقافيا، تلك الفرقة الفنية التى قدمت فقرات متنوعة أثناء اللقاء، وهى فرقة «أنغامنا الحلوة»، بقيادة المايسترو شريف عباس، والتى فاجأتنى شخصيا بكم المواهب التى تضمها، وأعادتنا إلى زمن الفن الجميل، لتثبت أن مصر أم كلثوم وعبدالحليم وعبد الوهاب، قادرة على إخراج مواهب مذهلة، لن أبالغ إن قلت إنها تضاهى تلك الأسماء الرنانة فى تاريخنا الفني، وتستحق أن تلتفت إليها الانظار ويوجه إليها الاهتمام أكثر، شباب وفتيات يحملن من الحناجر الذهبية ما جعل مسرح مركز الهناجر الذى امتلأ عن آخره بالمشاهدين، يصدح فى موجة من السلطنة التى لا تتكرر، ليتأكد لنا أن مصرنا ستظل ولودًا ولن تغيب أبدا شمس فنانيها وأدبائها ومثقفيها، فتحية عطرة للدكتورة والأديبة ناهد عبدالحميد، راعى هذا الزخم الثقافى الشهري، وتحية واجبة للفنان شادى سرور، رئيس مركز الهناجر للفنون.
وأتمنى أن يشهد الوسط الثقافى تجارب مماثلة لصالونات وملتقيات تحمل الثراء الفكرى والفنى ذاته، ولو بإمكانات أقل، نعم هناك كثير من الصالونات الثقافية التى لا يمكننا إنكار دورها الفاعل وجهود القائمين عليها، لكنها تعانى مشكلات كثيرة، أهمها وهو ما يهدد استمرارها قلة الإقبال من قبل المثقفين وشباب الجمهور، فالمقصود بأهداف أى صالون ثقافي، الوصول إلى الشباب وترغيبهم فى تلقى الوجبات الثقافية، وهى مشكلة تحتاج فى حلها لوضع خطط جذب وتسويق، نعم جذب وتسويق، فالثقافة منتج وسلعة أرقى، تستحق منا أن نبذل التفكير والاهتمام لتعود إلى سابق عهدها.. فلربما استطعنا.. من يدرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ملتقى الهناجر نبضات الأوبرا المصرية
إقرأ أيضاً:
برعاية رئيس الدولة.. "الاتحادية للشباب" و"الخدمة الوطنية" تنظمان "ملتقى فخر"
تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبحضور الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، نظمت المؤسسة الاتحادية للشباب، بالتعاون مع هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية فعاليات "ملتقى فخر" بدورته الثانية تحت شعار "وصية وطن".
ويعتبر الملتقى، أحد المبادرات التي تهدف إلى الاحتفاء بالشباب الإماراتي من منتسبي الخدمة الوطنية وخريجيها، وإعلاء القيم الأصيلة، وبثّ روح الفخر والتضحية والعطاء في نفوسهم، وجعلها هوية راسخة تُعزز روح الولاء والانتماء لديهم، فضلاً عن تسليط الضوء على أفضل تجارب الشباب ودورهم المشرّف في خدمة الوطن.
جيل الشبابوقال الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، في الكلمة الرئيسية للملتقى إنه: "لطالما آمنت القيادة الرشيدة بأن بناء المستقبل يبدأ بإعداد جيل من الشباب الواعي، المؤمن بدوره، المدرك لمسؤوليته، لأنهم الأمل الذي تنعقد عليه طموحاتنا، والقوة التي تصنع التغيير، وكل إنجاز يتحقق على أرض الوطن يأتي بفضل عزمهم وتفانيهم".
بناء وتطويروأضاف أن "ملتقى فخر" يشكل انعكاساً لعظمة الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات خلال 53 عاماً من البناء والتطوير والتضحية والعطاء والطموح الذي لا يتوقف، لنستذكر بكل فخر أن الوطن الذي ننعم به اليوم، والذي ما كان ليتحقق لولا إرادة الآباء المؤسسين ورؤيتهم المستقبلية الملهمة، الذين واجهوا الصعاب، وناضلوا، وقدموا الكثير من التضحيات لإرساء دعائم قوية لدولة عظيمة، لتواصل القيادة الرشيدة اليوم، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ’حفظه الله‘، مسيرة البناء والتمكين نحو الازدهار المستدام.
قيم الوفاءوأكد ولي عهد رأس الخيمة في حديثه للشباب، أن "الخدمة الوطنية محطة مُلهمة تعزز عزيمتهم، وتُرسخ حب الوطن لديهم، وتمنحهم أدوات النجاح، وتغرس فيهم قيم الوفاء والولاء، وتؤهلهم ليكونوا الجدار الحصين أمام أي تحدٍ"، مشيراً إلى أن شباب الإمارات أثبتوا أن العطاء للوطن لا يعرف الحدود ولا يتوقف، لأنهم ملتزمون بكل قيم التضحية والإخلاص واستذكر بكل فخر واعتزاز تجربته في الخدمة الوطنية، التي منحته القوة والعزيمة والإصرار على خدمة الوطن، لتصنع منه شخصاً أقوى وأكثر التزاماً، وجعلته يدرك أهمية التضحية والوقوف صفاً واحداً لحماية الوطن والحفاظ على مكتسباته، وزرعت في قلبه معنى المسؤولية والانتماء، وكانت الخدمة الوطنية بالنسبة له مدرسة في بناء الإرادة لمواجهة التحديات بروح لا تعرف الهزيمة.
قيادة المستقبلوتعليقاً على هذه المناسبة، قال الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب: "نشعر بفخر واعتزاز بشباب الوطن الذين يجسدون القيم الأصيلة لدولة الإمارات في ميادين العطاء من شجاعة وتضحية وانتماء للقيادة الرشيدة التي تولي اهتماماً بالغاً بهم وتفخر بإنجازاتهم وطاقاتهم، حيث تسخر كل الإمكانات لتمكينهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة لقيادة المستقبل، لإيمانها المطلق بأن الشباب هم الركيزة الأساسية للتقدم والنهضة، ومصدر الفخر والعزة للوطن، بما يملكونه من عزيمة وإصرار على العطاء، واضعين نصب أعينهم خدمة الوطن ورفع رايته خفاقة عالية فوق القمم.
فرصة استثنائيةوأضاف أن "ملتقى فخر" جاء يشكل فرصة استثنائية للتعبير عن الامتنان لشباب الوطن في حدث يجسد هذا التقدير والاهتمام، والاحتفاء بمجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية الذين يمثلون نموذجاً مشرفاً للعطاء والوفاء تحت شعار ’وصية وطن‘، والتي هي إرث الآباء المؤسسين للأجيال المتعاقبة، والرؤية الراسخة في مسيرة الاتحاد، ووثيقة الوفاء والإخلاص، ومنهج البناء والتطوير، ومسار التنمية الشاملة المستدامة، وهي الإرادة والطموح، والتطلعات الاستشرافية للمستقبل، وأساس تحقيق الإنجازات التي تعزز جودة الحياة، وعهد الالتزام والمسؤولية التي يجب أن يتحلى بها الشباب تجاه وطنهم للدفاع عن مكتسباته واصف الملتقى بأنه تكريم للشباب الذين ساهموا في بناء مستقبل الإمارات وتعزيز مكانتها إقليمياً وعالمياً.
مدرسة تعلّموأكد النيادي أن الخدمة الوطنية والاحتياطية تبقى تجربة استثنائية في حياة الشباب، فهي ليست مجرد واجب وطني، بل مدرسة تعلّم شباب الإمارات العزيمة والشجاعة، وتغرس في نفوسهم روح المسؤولية والإصرار على مواجهة التحديات وتسهم في بناء جيل قوي متمسك بالقيم الأصيلة التي تجسد الهوية الإماراتية قادر على حماية الوطن والدفاع عنه، ليظل الشباب دائماً نبراساً للمستقبل وعنواناً للفخر والعزة.
وقال :" نحن واثقون بأن الشباب الإماراتي بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، سيواصلون حمل راية الوطن بكل فخر وإخلاص، والالتزام بتمكينهم وتعزيز هويتهم الوطنية، ما يسهم في أن تبقى الإمارات فخورة بهم وبإنجازاتهم وتعتز بها أمام العالم".