الكنيسة القبطية والوطنية المصرية
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
«الكنيسة القبطية مجد مصرى قديم ومقوم من مقومات الوطن المصرى، فلابد من أن يكون مجدها الحديث ملائماً لمجدها القديم».. هى مقولة شهيرة لعميد الأدب العربى طه حسين، ولعل من أبرز وأهم الرموز المصرية المساهمة فى صناعة ذلك المجد قداسة البطريرك شنودة الثالث الذى نحتفل بمئوية ميلاده وروعة وعبقرية إنجازاته المصرية الوطنية والروحية.
جاء فى مقال مهم للكاتب د. مصطفى عبدالرازق، نائب رئيس تحرير جريدة الوفد، بعنوان «صعايدة زيورخ.. وريادة الكنيسة القبطية» ما يؤكد فيه أنه ورغم ركام الإحباطات وأجولة اليأس التى ينوء الظهر عن حملها، تزودنا قراءة التاريخ بومضات ربما يؤدى حسن استقبالها والتعاطى معها إلى استرداد الأمل فى مستقبل أفضل لهذا الوطن، ويواصل الكاتب «كنت قد قرأت منذ فترة الكتاب الرائع لهنرى بريستد
انتصار الشرق القديم» وأشرت وقتها إلى مدى الفخر الذى بثه فى لصالح إحساسى بمصريتى، الأمر الذى على وقعه وعظمته بدأت أتخيل أنه ربما يكون من الصعب تخيل أن «مصريى» هذه الأيام من نسل أولئك المصريين القدماء الذين دانت لهم الدنيا آنذاك، ثم عاودنى هذا الشعور بالفخر بأننى مصرى أباً عن جد، إثر قراءة كتاب آخر هذه الأيام وهو «تاريخ المسيحية الشرقية» لعزيز سوريال وهو مصرى من زفتى هاجر وأصبح علماً فى مجال دراسته للتاريخ فى الخارج، فى جزئه الأول المتعلق بالأقباط يسبح معنا المؤلف فى عمق أحداث تاريخ نشأة المسيحية ودور الكنيسة القبطية فى صياغة أسس تلك النشأة بشكل يجعلك تفخر بأنك مصرى، حتى إننى، وأنا المسلم ديناً، رحت أزهو بينى وبين نفسى بمصريتى ما يشير إلى أن البعد الحاكم لدى القطاع الأكبر منا ليس انتماءهم الدينى وإنما يسبقه انتماؤهم الوطنى...».. انتهى الاقتباس من مقال كاتبنا الكبير..
تجنى الكنيسة حصاد مشوار طويل تحت رعاية بابوية مستنيرة لعدد من بطاركتها، وفى الصدارة الجهد الرائع لقداسة البابا شنودة الثالث فى مجال رفع كفاءة وثقافة وعلم الكهنة والرهبان والشمامسة، وبات الأمر مفرحاً أن نتابع حصول العديد منهم على رسائل علمية دينية وتاريخية أكاديمية مرجعية مهمة..
لقد وقع فى يدى بالمصادفة رسالة دكتوراه رائعة بعنوان «تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدولة النمسا والآثار الروحية والاجتماعية (1953 م – 2015م )..» والمقدمة للكلية الإكليريكية بالقاهرة للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة فى التاريخ الكنسى القبطى من قبل الباحث القمص إبراهيم إبراهيم حنا كاهن كنيسة مارمرقس بفيينا فى النمسا، والرسالة فى موضوعها وتوقيت العمل بها ونشرها تشير إلى عدد من النتائج والمؤشرات المهمة التى جعلتنى أقبل على قراءة محتواها فى ليلة واحدة..
الكاهن الباحث يدرك مدى المسئولية الاجتماعية والثقافية والروحية الملقاة على عاتقه ككاهن قبطى مصرى فى بلاد الغربة، فيذهب إلى البحث والدراسة للتعرف على تاريخ البلد المبعوث إليها للتعامل مع مواطنيه من أبناء جلدته بعد حملهم جنسية تلك البلد..
تعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدولة النمسا من أوائل الكنائس التى تأسست بقارة أوروبا، وقد سأل وأجاب الدكتور الكاهن بكل جدية وموضوعية حول مدى العلاقة بين أقباط مصر والإدارة النمساوية عبر الحقب الأخيرة والتعريف بتاريخ تلك العلاقة وتناميها بعرض بديع.. وما هى رؤية رجال الدين والمفكرين النمساويين عن الأقباط المسيحيين؟
وعليه، تلعب الكنيسة ومجموعة أحبارها من المثقفين فى كنائسنا فى الخارج دورهم كسفراء للوطنية المصرية..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الوطنية المصرية رؤية مصري الوطن المصري الکنیسة القبطیة
إقرأ أيضاً:
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز أمريكا والغرب عن اعتراض صاروخ أوريشنيك
أكدت كارين كنيسل، وزيرة خارجية النمسا سابقاً، عجز الولايات المتحدة والغرب عن اعتراض صاروخ "أوريشنيك" الروسي.
ما هو صاروخ "أوريشنيك" الذي استخدمته روسيا لضرب اوكرانيا؟ زيلينسكي يعلق على الضربة التي شنتها روسيا بصواريخ "أوريشنيك"وبحسب روسيا اليوم، وقالت كنيسل في منشور عبر قناتها على "تلجرام": "ردت روسيا اليوم على العديد من استفزازات الناتو الأخيرة، لقد أدرك الكثيرون أن روسيا نفذت هجوما مشتركا على أهداف في أوكرانيا باستخدام صاروخ جديد متوسط المدى تفوق سرعته سرعة الصوت".
وأكدت كنيسل: "لا تمتلك الولايات المتحدة ولا أية دول أخرى في العالم حاليا أنظمة دفاع جوي قادرة على اعتراض الصواريخ الروسية الحديثة".
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الاختبارات في الظروف القتالية لنظام الصواريخ "أوريشنيك" تجرى ردا على الأعمال العدوانية لدول "الناتو" تجاه روسيا.
وأضاف: "أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية، بما في ذلك الأمريكية في أوروبا، لن تكون قادرة على اعتراض صواريخ مثل أوريشنيك، أحدث الصواريخ الروسية تهاجم الأهداف بسرعة 2-3 كيلومتر في الثانية، ولا تعترضها أنظمة الدفاع الصاروخي"