أولمرت: هزيمة حماس في غزة ما زالت بعيدة المنال
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت اليوم الجمعة 29 ديسمبر 2023 ، أن ما وصفه بـ" هزيمة حماس " ما زالت بعيدة المنال وليست سهلة.
أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخبارية
وكتب أولمرت، في مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "كانت احتمالات تحقيق القضاء التام على حماس معدومة، منذ اللحظة التي أعلن فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، أن ذلك هو الهدف الرئيسي للحرب".
وأضاف: "حتى في ذلك الوقت كان واضحا لكل من فكر في الأمر أن التدمير الكامل للمنظمة مجرد أُمنيات غير قابلة للتطبيق عسكريا، حتى في ظل ظروف غير تلك الموجودة في قطاع غزة ".
وأشار أولمرت، إلى أن "المعلومات الاستخبارية، التي ثبت منذ ذلك الحين أنها محدودة للغاية، والتي كانت لدينا قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت كافية لكي ندرك أن شبكة أنفاق متطورة منتشرة في جميع أنحاء قطاع غزة".
واعتبر أن شبكة الأنفاق "من شأنها أن تحول دون القيام بعملية عسكرية سريعة وحاسمة يمكن (من خلالها) القضاء على حماس، حتى في ظل ظروف أفضل".
وقال رئيس الوزراء الأسبق: "هزيمة حماس بعيدة المنال. ليست سهلة".
وأضاف: "بالطبع كان نتنياهو، يعلم منذ البداية أن خطابه لا أساس له من الصحة، وأنه سينهار في نهاية المطاف في مواجهة واقع عسكري وإنساني من شأنه أن يجبر إسرائيل على الوصول إلى نقطة النهاية في الحملة الحالية، لقد حان ذلك الوقت الآن".
وتابع أولمرت: "هزيمة حماس ما زالت بعيدة المنال. ولم نصل بعد إلى النقطة التي نسيطر فيها على الجدول الزمني للحرب".
وأشار إلى أنه "علينا أن نتوقع أياما صعبة مقبلة، مع تزايد عدد الجنود (الإسرائيليين) الذين سقطوا، ومشاهد مؤلمة من الدمار والخراب في غزة، الأمر الذي يُلقي بظلال ثقيلة على دولة إسرائيل، ويُقوض الدعم والصبر الذي تظهره لنا حتى من الدول الصديقة".
وقال أولمرت: "ماذا علينا أن نفعل؟ أعتقد أن الوقت حان لكي تعرب إسرائيل عن استعدادها لإنهاء القتال. نعم، أنهوا القتال. ليس هدنة ولا توقف مؤقت ليومين أو ثلاثة أو أربعة أيام، وإنما نهاية القتال- نقطة".
وأضاف: "وفي ذلك الوقت، سيكون على إسرائيل أن تعيد الرهائن، الأحياء منهم والأموات. إذا انتظرنا، فلن يمر وقت طويل قبل أن يصبح الأشخاص الوحيدين الذين يمكننا إعادتهم هم الموتى، لأنه لن يكون هناك أي أحياء".
واستدرك: "وقف الأعمال العدائية يجب أن يكون مشروطا بالإفراج عن جميع الرهائن، كل واحد منهم، والجنود وجثث جميع الذين تحتجزهم حماس منذ سنوات. كلهم".
أولمرت، لفت إلى أنه "في المقابل، لن يكون أمام إسرائيل خيار سوى إطلاق سراح جميع سجناء حماس الذين تحتجزهم".
وتابع: "يجب على إسرائيل أن تقول إن وقف القتال سيتضمن تجميد انتشار القوات العسكرية أينما كانت في اليوم الذي يدخل فيه الوقف حيز التنفيذ".
واستطرد "وفي الوقت نفسه، يجب على إسرائيل أن تقول إن المفاوضات ستبدأ مع الفلسطينيين حول مستقبل قطاع غزة، مع قيام مصر بدور الوسيط".
واستدرك أولمرت: "ليست هناك فرصة لأن يوافق نتنياهو على ذلك، لأنه يعتقد أن مستقبله الشخصي، وبقاءه، ومسيرته السياسية، وإرثه، وعائلته وأطفاله، كلها تعتمد على مواصلة الحرب. ولهذا فهو على استعداد لترك الأمة تحترق".
وتساءل رئيس الوزراء الأسبق: "هل سيكون لدى أي من زملائه (نتنياهو) في حكومة الحرب ما يكفي من الشجاعة والتصميم للقيام بما هو مطلوب الآن؟"
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: رئیس الوزراء بعیدة المنال هزیمة حماس
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد وسُمعة عُمان
خلفان الطوقي
يُقال إنَّ سُمعة الفرد هي أهم ما يملك، وإن فقدها، كأنما فقد كل شيء، وهذا ينطبق على الفرد، وفي أحيانٍ كثيرة ينطبق على العائلة والحي والمؤسسة الخاصة ومؤسسات الدولة وحتى الدول ذاتها، فإذا كانت السمعة أو الصورة النمطية العالقة في الأذهان سلبية، فإنها تحتاج إلى جهد إضافي لتحويلها إلى إيجابية.
ولتسهيل شرح موضوع أهمية الصورة النمطية، لنقسمها إلى سمعة جيدة أو سمعة سيئة، والمحظوظ من يتمتع بسمعة جيدة، ولكن من الصعوبة تغيير الصورة من سيئة إلى جيدة، أو سلبية إلى إيجابية، وتحتاج إلى جهود مستمرة وخطوات وقرارات وخطة زمنية، خاصة إذا كانت معنية بمؤسسات الدولة، ولأن الحديث في هذه المقالة معنيا بالاقتصاد والمؤسسات الحكومية وسمعة عُمان، فالتركيز سوف يكون في هذا الجانب.
ومن الملاحظ أن هناك جهودا حكومية تهدف إلى التحديث والتحسين في كل شيء، ويظهر ذلك جليًا في القوانين التي صدرت مؤخرا في مجالات عديدة، وفي البرامج الوطنية التي تم الإعلان عنها، وفي عشرات المبادرات الفرعية والتي بدأ تنفيذها، ولكن وبالرغم من ذلك، إلّا أن الصورة النمطية والتقليدية ما زالت عالقة لدى فئة كبيرة في المجتمع.
ويرى الكثير من أفراد المجتمع أن المعاملات الحكومية ما زالت تتسم بالبطء الشديد، وأن بيئة الأعمال في عُمان غير جاذبة، وأن القضايا تستغرق الكثير من الوقت الذي يدعو للتململ وفقد الثقة، وأن الرقمنة ما زالت لم تصل إلى حدٍ يُرضي تطلعات المجتمع، وأن البلد ما زالت مُغلَقة، وأن قوانيننا وتشريعاتنا لا تواكب وسرعة المتغيرات والمعطيات.
هذه أمثلة فقط، وبغض النظر إن كانت الأمثلة المذكورة صحيحة أو خاطئة، فذلك موضوع آخر، ولا يخص محتوى المقال هذا، وإنما هدف المقالة هو أهمية تغيير الصورة النمطية إن شابها أي شائب.
وفي كل الأحوال، لا بُد أن يؤخذ موضوع تحسين الصورة النمطية للاقتصاد العُماني مأخذ الجد والصرامة إن أرادت البلاد أن تُكمل رحلة التجديد والتحسين والتطوير، واستقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وخلق بيئة أعمال تنافسية، وتوفير مزيدٍ من الرفاهية للمجتمع من مواطنين ومقيمين وزوار، وإن أرادت أن تكون في مقدمة الركب الحضاري.
إنَّ جهود تغيير الصورة النمطية لا بُد أن تكون مدروسة ومُمنهَجة ومُستمرة ومرِنة، وتحتاج إلى فريق حكومي مؤهل وكفاءات قيادية منوعة ومن تخصصات إدارية وتسويقية وإعلامية وتقنية، وعليه، من المؤكد وبشكل تلقائي وتدريجي سوف تتطور الصورة الذهنية إلى مستويات أفضل وتحقيق ما هو مُستهدَف.
رابط مختصر