تواصل إسرائيل التهديد بتوسيع الحرب ضد "حزب الله"، في حال لم تفض الجهود الدبلوماسية إلى حلول تمكن سكان المستوطنات والمناطق الحدودية من العودة إلى البيوت.

هكذا كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير الجمعة، قال إن أمر لدخول جيش الاحتلال الأراضي اللبنانية جاهز، وهو رهن إشارة المستوى السياسي، مشيرة إلى أن "السيناريو الأسوأ هو توقف "حزب الله" عن إطلاق النار".

ويأتي هذا بعد يومين من الإعلان عن تصديق قائد هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، ووزير الأمن يوآف غالانت، على خطط تتعلق بالتطورات على الجبهة الشمالية.

وهذا ما عبر عنه المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، حين ألمح ليل الأربعاء/الخميس، لاحتمال "توسيع القتال في الشمال" على الحدود مع لبنان.

وأتت تصريحات هاغاري، بعد زيارة قام بها هاليفي إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية، حيث أكد أن الجيش في "مستوى جاهزية عالٍ للغاية"، وفق ما أفاد بيان عسكري.

وأضاف: "لقد صادقنا اليوم على خطط مختلفة للمراحل اللاحقة، حيث يتعين علينا أن نكون جاهزين للهجوم إذا لزم الأمر".

اقرأ أيضاً

الجيش الإسرائيلي يصادق على خطط لاحتمال توسع الحرب في لبنان

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن 9 من جنوده قتلوا في المواجهات مع "حزب الله"، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويذكر الصحفي والمعلّق في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنيع، أن الفرقة 91 في جيش الاحتلال، التي أوكلت إليها المهمة على الحدود الشمالية، جاهزة للدخول إلى لبنان، وأن "هذا هو مطلب الضباط والجنود".

ويضيف أنه "ليس من الصحيح توقّع شيء آخر من المستوى العسكري، وبالتأكيد ليس بعد 3 أشهر من انتظار صدور الأمر".

ويوضح برنيع أن الأمر لعملية برية في لبنان جاهز، ولكنه "محاصر" في مقر القيادة الشمالية وفي الفرقة العسكرية، في إشارة إلى أنه ليس من الواضح ماهية قرارات المستوى السياسي، وما ستؤول إليه التطورات وجهود الوساطة.

كما يشدد على أن المستوى السياسي الإسرائيلي يتحدث عن 3 سيناريوهات على الحدود اللبنانية بعد انتقال جيش الاحتلال إلى المرحلة المقبلة من الحرب على قطاع غزة، والتي ستعتمد على نيران أقل كثافة مقابل مداهمات وعمليات موضعية بناء على معلومات استخباراتية.

ويرى المحلل العسكري البارز، أنه "إما أن تفضي الوساطة الأمريكية الفرنسية إلى اتفاق يقنع سكان الشمال بالعودة إلى منازلهم، وإما أن يتوقف (حزب الله) عن إطلاق النار، بينما تواصل إسرائيل القصف حتى التوصل إلى اتفاق، أو أن يستمر التصعيد أكثر وصولاً إلى حرب شاملة".

اقرأ أيضاً

أنفاق "حماس" الضخمة.. هكذا تثير المخاوف في إسرائيل من "حزب الله"

أما السيناريو الأسوأ في نظر قوات جيش الاحتلال الموجودة على الحدود الشمالية، حسب ما نقلت الصحيفة العبرية، هو توقف "حزب الله" عن إطلاق النار.

وفي هذه الحالة، "سيرى العالم أنه بإمكان سكان المناطق الحدودية العودة إلى منازلهم وإلى قواعد اللعبة التي سادت حتى 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وعندها سيكون السؤال إن كان السكان سيعودون؟"، مضيفة أن "هناك شكاً كبيراً في ذلك"، بمعنى أنهم لن يوافقوا على العودة لعدم شعورهم بالأمان.

ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس المحلي في المطلة دافيد أزولاي قوله: "في كل ليلة أقوم بتلخيص عدد القذائف التي تلقيناها على مدار اليوم، ثم أتوجه للنوم وأستيقظ على ذات الوضع بالضبط.. لا شيء يتغير.. أنا لا أريد أموالاً من الحكومة، ولكني أريد أفقاً"، مضيفاً أن "على رئيس الحكومة اتخاذ قرار".

ويشير برنيع إلى تصاعد المعارك على الجبهة الشمالية والخسائر في الجانب الإسرائيلي وفي صفوف "حزب الله"، وإلى المعضلات التي يواجهها المستوطنون والمسؤولون في المستوطنات الحدودية، كون الأوضاع تراوح مكانها ولا تتغير.

ويقول إنه يتفهم سكان المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان، والذين يرفضون العودة إلى منازلهم في ظل التصعيد الحالي، مشيراً في الوقت ذاته إلى تفهم موقف الوزراء الذين يشيرون إلى الخطر الكامن في حرب على جبهتين على الأقل، وأمام صواريخ دقيقة وبدون دعم أميركي.

ويضيف أن "الدولة ستخرج من هذا في النهاية. إنها قوية بما فيه الكفاية (..). ولكن الطريق طويل، وحقيقة أن لدينا حكومة مشلولة، غارقة في الفساد القطاعي، وسلوكيات جنائية، ومصالح شخصية، تجعل الطريق أطول".

اقرأ أيضاً

إسرائيل تقصف عدة مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان

من جهته، نقل موقع "واللاه" العبري، عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن "الحرب في الشمال هي مسألة وقت فقط"، وأنه تمت المصادقة على خطط الحرب في لبنان وسيتعين على إسرائيل اتخاذ خطوات، والأخذ بعين الاعتبار احتمالات قيام "حزب الله" بمداهمة مفاجئة على غرار ما فعلته حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

يأتي ذلك في وقت يستعد مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين، للعودة إلى بيروت في النصف الأول من يناير/كانون الثاني المقبل، للقيام بوساطة بين لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود البرية بين البلدين.

وكشفت مصادر سياسية لبنانية رفيعة، أن السفيرة الأمريكية لدى لبنان دوروثي شيا، أبلغت القيادات التي التقتها في سياق جولتها الوداعية بموعد عودة الموفد الأمريكي إلى بيروت، في محاولة جديدة لإنعاش الوساطة الأمريكية لتحديد الحدود البرية اللبنانية - الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، يقول مصدر دبلوماسي أوروبي، إن هناك ضرورة لإعادة الاعتبار للقرار (1701) بخلق الأجواء المواتية لتطبيقه لمنع انزلاق الوضع في الجنوب نحو توسعة الحرب.

ويؤكد المصدر أن التصعيد العسكري، وإن كان يوحي بأن الجبهة تقف على حافة الهاوية، لكن لا مصلحة للحزب بأن يبادر إلى تصعيد المواجهة بشكل تصعب السيطرة عليه.

و"تضامنا مع قطاع غزة"، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.

اقرأ أيضاً

تحليل: اللبنانيون يعارضون فتح جبهة مع إسرائيل لكن لا يمكنهم منع الحرب 

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان جنوب لبنان حزب الله وقف إطلاق النار إسرائيل حرب برية جیش الاحتلال إطلاق النار تشرین الأول العودة إلى على الحدود اقرأ أیضا حزب الله فی لبنان على خطط

إقرأ أيضاً:

الجنوب يضخّ الدم في حزب الله

من الواضح أن الزخم الشعبي في جنوب لبنان لا يزال كبيراً رغم التراجع النسبي خلال أيام الأسبوع، لكن على ما يبدو أنّ عطلة نهاية الأسبوع ستشهد عودة للزخم الشعبي هناك.
فما الذي حقّقه "حزب الله" من هذه التحركات، وما هو وضع الحزب حالياً، وهل يمكن البناء على فكرة الهزيمة الكاملة له أم أنّ ترميم نفسه من جديد وصل الى مراحل متقدّمة؟!

تقول مصادر سياسية مطّلعة أن "حزب الله" تمكّن من تحقيق أمور عدّة من خلال التحرّك الشعبي باتجاه القرى الحدودية، وبعيداً عن ما إذا كان مُنظّماً ومدروساً في يومه الأول، إلّا أنه خدم "حزب الله" بشكل كبير، إذ تمكّن "الحزب" من تثبيت سردية الانتصار التي كان يحتاج اليها بشكل أو بآخر واسترجع الثقة بينه وبين قواعده الجماهيرية التي رغم الخسائر لا يزال مُمسكاً بالمقاومة.

من جهة اخرى، فإن تحرير الأهالي لعدد كبير من القرى ساهم في إفشال أمرين؛
الاول ابعاد "حزب الله" بشكل حاسم عن الحدود الجنوبية، إذ إن اهالي القرى الذين ينتمون الى الحزب بجُزئهم الكبير قد عادوا الى خطوطهم الأمامية، وبعيداً عن الأسلحة الثقيلة والمنشآت العسكرية فإن عودة الاهالي وعناصر "الحزب" الى الحدود سيُعيد طرح فكرة إستعادة الردع ومشهد "رجالات" المقاومة على الطاولة من جديد.

كذلك فإن ما حصل من شأنه أن يؤدي حتماً الى انهاء خطة المنطقة العازلة، إذ إن ما بقي من القرى والتلال قليل نسبياً بالمقارنة مع الرغبة الاسرائيلية، حيث كان العدو يطمح للسيطرة على الشريط الحدودي كاملاً مع لبنان وهذا ما فشل به تماماً مع عودة الاهالي وسكنهم في قراهم حتى ولو داخل خيم بعد نسف اسرائيل العديد من القرى بكاملها.

كما أن "حزب الله" اليوم يعمل على اعادة إظهار قوته من خلال تحركات واضحة وبعض مسيرات الإستطلاع، اضافة الى أن الغارات الاسرائيلية على الحدود اللبنانية - السورية تفضح فكرة أن "الحزب" يستعيد عافيته ويعمل ليل نهار في مواقع عسكرية محددة، ولا يزال قادراً على ادخال السلاح من سوريا والا لما كانت اسرائيل تشنّ كل هذه الغارات التي تُحرجها امام المجتمع الدولي وتعزّز قدرة "حزب الله" على فرض سرديته في المجتمع اللبناني.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • حزب الله يهدد بالرد على خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • إسرائيل: "لن يكون هناك حزب الله" في هذه الحالة
  • الجنوب يضخّ الدم في حزب الله
  • خبير: إسرائيل تتبنى سياسة التصعيد العسكري لمواصلة الحرب على غزة
  • اللبنانيات الجنوبيات في مواجهة الميركافا من مسافة الصفر
  • عدوان ممنهج : إسرائيل تواصل «التضييق» على «حزب الله» بغارات في شمال لبنان والبقاع
  • الخارجية: اتصالات دورية لوقف إطلاق النار ومطالبة إسرائيل بالانسحاب من لبنان
  • خبراء يحذرون.. هذا ما قد يسببه احتلال إسرائيل للبنان وسوريا
  • إسرائيل تضرب أهدافًا لحزب الله.. وتقدّم شكوى ضد إيران لمواصلة تمويلها الجماعة
  • بيان من إسرائيل بشأن الضربات في شرق لبنان