هل فقد الدولار بريقه.. عام كارثي للعملة الخضراء والأسوأ لم يأتي بعد
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
حالة من الاضطراب يعيشها الدولار الأمريكي، الذي يستعد لأسوأ عام له منذ بدء جائحة كورونا (كوفيد 19) قبل 4 أعوام، فيما تراهن "وول ستريت" على اتجاه البنك المركزي الأميركي إلى خفض الفائدة بعد السيطرة الآمنة على الأسعار وتراجع معدلات التضخم.
وانخفض مؤشر "بلومبرج" للدولار الفوري بنحو 3% منذ يناير، ما يعد أكبر تراجع سنوي للعملة الأميركية منذ 2020، وحدث القدر الأكبر من الانخفاض خلال الفصل الرابع من العام، نتيجة تزايد الرهانات على إجراء الفيدرالي تيسيراً نقديا شديدا في 2024.
ويأخذ متداولو عقود المقايضة في حسبانهم حاليا أن الفيدرالي الأمريكي سيخفض الفائدة 150 نقطة أساس على الأقل، على أن يحدث أول خفض في مارس المقبل.
ومنذ أطلق المركزي الأميركي دورته لتشديد السياسة النقدية في أوائل 2022 كانت التوقعات المرتبطة بمقدار الحاجة لرفع الفائدة محركا أساسيا للدولار.
ولكن مع تواتر البيانات الاقتصادية التي تشير إلى استمرار تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، تحول تركيز المستثمرين للموعد الذي قد يبدأ فيه المركزي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة.
وانخفض الدولار مقابل سلة من العملات 0.02% إلى 101.18، ويسير قرب أدنى مستوى في 5 أشهر عند 100.61 الذي سجله في الجلسة السابقة.
ويتجه مؤشر الدولار لتسجيل خسارة تتجاوز الـ 2% خلال هذا الشهر ونحو 2.2% للعام بأكمله، فيما أتاح ضعف الدولار متنفسا للعملات الأخرى، بما في ذلك اليورو الذي سجل في أحدث تداولات 1.1076 دولار، ويسير قرب أعلى مستوى في 5 أشهر، وفي طريقه للارتفاع بأكثر من 3% هذا العام.
ويمضي الجنيه الإسترليني في طريقه لتحقيق مكاسب سنوية بـ 5% وهو أفضل أداء له منذ 2017. وارتفع الإسترليني في أحدث التداولات 0.04% إلى 1.2740 دولار.
وفيما يتعلق بالدولارين الأسترالي والنيوزيلاندي الحساسين للمخاطر فهما في طريقهما لتحقيق مكاسب 3.5 و3% خلال الشهر على التوالي، على الرغم من أنهما لم يشهدا تغيرا يذكر خلال العام.
وفي آسيا، يتجه الين لتسجيل انخفاض بأكثر من 7% في 2023 ليواصل التراجع للعام الثالث بضغط من السياسة النقدية فائقة التيسير التي يتبناها بنك اليابان. واستقر الين في أحدث التعاملات عند 141.45 للدولار.
وفي الصين، يتجه اليوان في البر الرئيسي لتسجيل خسارة سنوية تقارب الـ 3% بضغط من تعثر تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم من تداعيات كورونا. وبلغ اليوان في أحدث تعاملات 7.0925 للدولار، في حين وصل سعره في الخارج إلى 7.0898 للدولار.
من جانبه أكد محللون في المصرف الفرنسي الشهير ناتيكسيس (Natixis) قاموا بتحليل أداء مؤشر الدولار الأمريكي كعملة احتياطي نقدي خلال الفترة الماضية، أنه بالرغم من تراجع أهمية الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي، إلا أن أهمية الدولار كعملة احتياطية ومستخدمة في المعاملات التجارية والمالية لم تتضاءل.
وأشار الخبراء، إلى أن الولايات المتحدة كانت تمثل 35% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بعام 1986، ومن ثم انخفضت لنحو 26% عام 1990، لكن النسبة ارتفعت لحوالي 29% عام 2000، في حين سجلت الولايات المتحدة من حجم النمو العالمي نحو 24% و25% بعامي 2010 و2022.
ومع ذلك؛ قال المحللون بأن حصة الدولار في الفواتير التجارية واحتياطيات النقد الأجنبي ومعاملات الصرف الأجنبي لم تنخفض، رغم أن حجم الولايات المتحدة فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي كان في انخفاض مضطرد.
وحول هيمنة الدولار، قال الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030، إنها لا تزال مستمرة ورغم انخفاض نسبته في إجمالي الاحتياطي الدولي فإنها الأعلى بما يعادل ثلاثة أمثال نصيب اليورو، الذي يمثل 20 في المائة من إجمالي الاحتياطي الدولي.
وبشأن تأثير تحالف بريكس، أوضح أن بريكس يستهدف منافسة الولايات المتحدة والغرب، وكسر هيمنة الدولار الأمريكي لا سيما فيما يخص التمويل والديون، من خلال طرح بدائل وحلول مختلفة لشغل مساحة أكبر على الساحة الاقتصادية الدولية، وخاصة في ظل الخطر الآتي من المشاكل المالية الأمريكية المتصلة بسوء الحوكمة وتبنّي سياسة خارجية متشددة تقوم على استخدام العقوبات الاقتصادية سلاحاً دبلوماسياً.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدولار الدولار الأمريكى المركزي الأميركي التضخم الفيدرالى الامريكى الجنيه الاسترليني اليوان بريكس الدولار الأمریکی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
“العملاق الصامت” يخيف الولايات المتحدة!
الولايات المتحدة – يشير الخبير الأمريكي براندون ويخرت إلى أن القدرات الفريدة للطائرة الروسية “Tu-214R” التي تعتبر حاليا واحدة من أحدث طائرات الاستطلاع المتكاملة في العالم، تقلق الولايات المتحدة.
ويذكر أن هذه الطائرة صممت في الأصل على أساس طائرة ركاب لأن هذا يجعل تشغيلها رخيصا ويخلق ظروف عمل مريحة للطاقم. علاوة على ذلك، تطير الطائرة المدنية بهدوء أكثر من طائرة النقل العسكرية، وهو ما ينعكس حتى في اللقب الذي حصلت عليه من الأميركيين. وهناك عامل مهم آخر وهو أن تكون الطائرة قادرة على البقاء في الجو، وإجراء الاستطلاع، لفترة زمنية كبيرة. يمكن للطائرة Tu-214R البقاء في الجو لمدة تصل إلى 9 ساعات.
وتتميز طائرة الاستطلاع بعدد من الاختلافات الخارجية المذهلة عن الطائرة المدنية. تظهر الأغطية المميزة أسفل جسم الطائرة وعلى جوانبها. وتوجد خلفها أجهزة استشعار قوية وهوائيات رادار ومعدات بصرية.
وتخفي النتوءات الموجودة في مقدمة الطائرة نظام الاستطلاع البصري Fraction، الذي صمم للحصول على صور وفيديو عالية الدقة ليلا ونهارا في نطاق الأشعة تحت الحمراء المرئية. أما هوائيات الرادار متعدد الترددات MRK-411 فتقع في الأغطية الجانبية. أي على عكس طائرات الإنذار المبكر المحمولة جوا، المزودة بهوائي دوار ضخم مثبت على جسم الطائرة، فإن هوائيات الرادار هنا لا تبرز كثيرا على جسم الطائرة، ما يؤدي إلى تحسين أداء الطيران بشكل كبير.
والنقطة الأساسية هي أن هذا رادار بهوائي صفيف مرحلي نشط. ويعمل رادار الرؤية الجانبية MRK-411 بمبدأ الفتحة المركبة، وهو الميزة الرئيسية للطائرة. يسمح هذا المبدأ للرادار بالحصول على صور مفصلة للأهداف على مسافات بعيدة. ويقال إنه قادر على تتبع الأهداف على مسافة تصل إلى 400 كيلومتر في الوضع السلبي، وما يصل إلى 250 كيلومترا في الوضع النشط، ما يوفر صورا في الوقت الفعلي مباشرة إلى المقر الرئيسي ومراكز القيادة. ومع ذلك، لا يمكن الاختباء من الرادار بنفس الطريقة التي يمكن بها الاختباء من المراقبة البصرية. إنه يرى الأشياء بشكل مثالي تحت شبكات التمويه، وأوراق الشجر، والثلوج، وحتى بعمق صغير تحت سطح الأرض.
ويعتقد الخبراء أن الطائرة لم تكشف بعد عن إمكاناتها الكاملة. وقد تسمح المعدات الإلكترونية المتقدمة، المستخدمة حاليا في الاستطلاع الإلكتروني، للطائرة في المستقبل بالعمل كمركز تحكم جوي لأسراب الطائرات المسيرة.
المصدر: mail.ru