الوطن:
2025-03-04@16:49:28 GMT

أزهار شهاب تكتب: إلى ستّي.. كاذبون مَن قالوا رحلتِ

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

أزهار شهاب تكتب: إلى ستّي.. كاذبون مَن قالوا رحلتِ

بعيداً عن البيت ببضعة أمتار طلبت من السائق أن يوقف سيارة الأجرة.. كان الزحام شديداً وكان شوقى لبيتى أشد منه.. شهران طويلان غبتهما ولم يعد بمقدورى الانتظار أكثر ولو لدقائق.. ترجلت من السيارة مسرعة، وصوبت نظرى نحو بيتى، فوجدته هو بالذات مصدر الزحام، الناس تلتف حوله، وعلى يمينه شىء يشبه الخيمة ولكنه أكبر حجماً.

. أنا أعرف هذا الشىء، أعرف متى يُستخدم ولماذا، ولأنى أعرفه جيداً تسرب القلق والخوف إلى قلبى، وتسارعت أفكارى لدرجة أصبحت ألهث وراءها، كل الأفكار تلاطمت فى عقلى كموج البحر، إلا فكرة واحدة جاهدت بكل قوتى لأبعدها عنى، إلا أنها ظلت تلاحق خطواتى تجاه منزلى وكأنها ابن يطالب بحقه فى الاعتراف به.

تجسدت الفكرة.. الفكرة البغيضة نفسها.. فى كل شىء حولى.. فى نظرات الناس المصوبة نحوى، والمملوءة بالألم والحسرة.. فى الشارع الذى خلا فجأة من المارة.. والبيوت التى اتشحت بالسواد.. والشمس التى انسحبت من المشهد بهدوء.. وفى أمى التى تحترق من البكاء.. وأبى الذى يغالب دموعه فتغلبه.. ونظرات إخوتى المملوءة بالاستسلام.. كل شىء يُنبئ برحيلك!.

رحلت «ستك» والخيمة البيضاء من أجل عزائها.. لم أصدقهم يا ستى.. أنت لا تفعلين هذا بى.. والموت لا يجرؤ على الاقتراب منكِ وهو يعلم كم أحبك.. رُحت أبحث عنك فى كل مكان.. أتذكرين العطلة الماضية عندما أخبرتنى بأن حذاءك لا يشبهك فى طول العمر، وأنكِ تحتاجين لإصلاحه، وقتها ابتسمت ودعوت الله أن يحفظك ويطيل عمرك، وها أنا الآن أحمل حذاءك الجديد بين يدى، فأين أنتِ الآن لترتديه؟!

أحقاً شمسك غابت عن سمائى؟.. وغشى الظلام الكون كلّه.. وخلا العالم كله من الألوان.. ولكن صوتك يا ستى ما زال يرنّ فى أذنى.. ووجهك لم يغب لحظة عن بالى، لم أعد أتذكّر إلا صورتك ونظرات عينيك، كيف ترحلين وأنتِ تستوطنين كيانى؟

أيها الموت سيئ الطباع لمَ لا تعيدها لى ولو لدقيقة؟.. لمَ لا تنتظر حتى تعطينى رأيها فى الحذاء الجديد؟.. أيها الشبح الأسود لمَ كانت خطواتك أسرع منى إليها؟.. أيها الموت هتفت للوحشة لتستوطن قلبى.. لماذا؟ لو تعلم ما فى قلبى من غصة لأعدتها إلىّ.

«ستى» أتعلمين ماذا فعل رحيلك بى؟.. مع مَن سأتقاسم سريرى، ومن سيسهر معى حتى الصباح، على من سأطلق نكاتى؟.. آه يا «ستى» لو تعلمين كما تمنيت أن أكون ساحرة لأبقيك على قيد الحياة حتى قيام الساعة، أو عالمة كيمياء لأخترع دواءً يُبقيكِ حتى ألفظ أنفاسى.. أوصيتك أن تخبرينى عندما يشتد عليكِ المرض.. ألومك وتسمعيننى أعرف.

وها أنا الآن أجلس فى غرفتنا المشتركة، الغرفة ذاتها التى كانت شاهدةً على كلامنا معاً، ضحكاتنا ودموعنا، على راحة البال وطمأنة القلب التى كان يضفيها حضورك فى حياتى، ولكنها الآن أصبحت شاهدةً على غيابك، وعلى قلبى الممزق، ودموعى التى تنهمر بلا حساب، وموجات الألم والحسرة التى تعصف بى من وقت لآخر.. كيف بالله يا ستى رحلتِ دون كلمة وداع واحدة؟ وكيف يمكن للقلب أن يتحمل رحيلك؟ وكيف أناديك ولا تُجيبينى؟!

هذه المرة لم يكن كابوساً وأستفيق منه عندما يدق هاتفى المحمول وأضعه على أذنى وأسمع صوتك وأنتِ توبخيننى قائلة: «بقينا الضحى وإنتى لسه نايمة».

ثلاثة أشهر وأنا أنتظرك لتوبخينى، كاذبون من قالوا إنك رحلتِ، كاذبون من قالوا لى ستعتادين غيابها، هل تعلمين.. أمس وجدت إحدى القنوات تبث ابتهالات ومدحاً فى سيدنا النبى، التى طالما كنا نرددها سوياً عندما نستمع إليها على هاتفى، اتصلت مسرعة بأمى لتفتح التلفاز لكِ، هل شاهدتِها؟

أنا أرددها الآن، هل ترددينها أيضاً؟، مَن قال إنك ذهبتِ؟ عُكازك هنا، وثيابك فى مكانها، وأكواب الشاى التى احتسيناها ما زالت فى غرفتنا.. أنتِ لا تفارقين خيالى.. إذن لماذا يقولون «ستك» رحلت مثل كثيرين، أنت لا تشبهين أحداً.. أنت تستوطنين كيانى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الظلام الدامس

إقرأ أيضاً:

حريق معرض دياب بالحلقة الأولى بمسلسل" قلبى ومفتاحه"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت أحداث الحلقة الأولى من مسلسل قلبى ومفتاحه بطولة النجم آسر ياسين الذى ظهر خلال أحداث العمل بدور محمد عزت، الذي يعمل سائق  بعد خسارته لعمله، حيث ظهر في مشهد يجمعه بخاله شناوي والذي يجسده الفنان أشرف عبد الباقي، وهو يخبره باستبدال عربيته بأخرى بسبب تعرضه لأزمة مالية وخسارة عمله
يطلب اسر ياسين من  خاله عدم إبلاغ والدته بذلك، فهي ما زالت تظن حتى الآن أنه يعمل بالشركة.
من ناحية أخرى تضمنت الاحداث حريق الجزء السفلي من معرض أسعد (دياب)، ليتفاجأ هو بذلك، ويذهب إلى مكان الحريق لمعرفة الأضرار الناجمة عن ذلك الحريق، ويأمر العمال بإغلاق المكان.

مسلسل قلبي ومفتاحه بطولة آسر ياسين، ومي عز الدين، أشرف عبد الباقي، أحمد خالد صالح، سما إبراهيم،، عايدة رياض، تقى حسام، حازم سمير، أسامة أبو العطا، سارة عبد الرحمن، محمود عزب، محمد علي ميزو، جنا صلاح، وغيرهم من الفنانين، تأليف تامر محسن ومها الوزير وإخراج تامر محسن وتدور احداثه حول فكرة "المحلل" القانوني بعد تطليق الزوجة 3 مرات، من خلال شخصية سعد الذى يعمل سائق ويبلغ من العمر 40 عاما، ولم يتزوج بسبب والدته التي ترفض جميع المرشحات، وحينما يلتقي ميار يشعر بانجذاب شديد نحوها، أما ميار فهي مطلقة ثلاث مرات من سعد، تاجر الأدوات المنزلية، وترغب في عدم العودة إليه، لكنها تخشى حرمانها من ابنها، وتبحث عن محلل" بشرط أن تختاره بنفسها، وتتطور الأحداث عندما تعرض ميار على عزت الزواج مما يغير مسار حياته بشكل غير متوقع.

يعرض  مسلسل قلبي ومفتاحه يوميا في النصف الأول من رمضان على قناة on في تمام الساعة 11 مساء، والإعادة 8 صباحا، بينما يعرض على شاشة قناة on دراما في تمام الساعة 9 مساء، والإعادة الساعة 6 صباحا، بالتزامن مع عرضه على إحدى المنصات الشهيرة

مقالات مشابهة

  • ارتفاع درجات الحرارة يهدد قاعدة شبكة الغذاء في المحيطات
  • «بطاقة حمراء» تكتب نهاية نجم فرنسا مع ميلان!
  • شخصيات إسلامية: الإمام الزهري.. أعلم الحفاظ
  • تعليقات الفنانين على عودة شيماء سيف لزوجها ..ماذا قالوا؟
  • "قلبى ومفتاحه" الحلقة الثانية.. مى عز الدين تطلب الزواج من آسر ياسين
  • شيخة الجابري تكتب: مرحباً خيرَ الشهور
  • "قلبى ومفتاحه".. دياب يساوم مي عز الدين على ابنها
  • حريق معرض دياب بالحلقة الأولى بمسلسل" قلبى ومفتاحه"
  • بهتشلي: تركيا تكتب تاريخًا جديدًا!
  • إيناس الدغيدي لبسمة وهبة: مفكرين قالوا إني أكبر من شيخ الحارة فتركت البرنامج