الوطن:
2024-10-06@01:57:59 GMT

أزهار شهاب تكتب: إلى ستّي.. كاذبون مَن قالوا رحلتِ

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

أزهار شهاب تكتب: إلى ستّي.. كاذبون مَن قالوا رحلتِ

بعيداً عن البيت ببضعة أمتار طلبت من السائق أن يوقف سيارة الأجرة.. كان الزحام شديداً وكان شوقى لبيتى أشد منه.. شهران طويلان غبتهما ولم يعد بمقدورى الانتظار أكثر ولو لدقائق.. ترجلت من السيارة مسرعة، وصوبت نظرى نحو بيتى، فوجدته هو بالذات مصدر الزحام، الناس تلتف حوله، وعلى يمينه شىء يشبه الخيمة ولكنه أكبر حجماً.

. أنا أعرف هذا الشىء، أعرف متى يُستخدم ولماذا، ولأنى أعرفه جيداً تسرب القلق والخوف إلى قلبى، وتسارعت أفكارى لدرجة أصبحت ألهث وراءها، كل الأفكار تلاطمت فى عقلى كموج البحر، إلا فكرة واحدة جاهدت بكل قوتى لأبعدها عنى، إلا أنها ظلت تلاحق خطواتى تجاه منزلى وكأنها ابن يطالب بحقه فى الاعتراف به.

تجسدت الفكرة.. الفكرة البغيضة نفسها.. فى كل شىء حولى.. فى نظرات الناس المصوبة نحوى، والمملوءة بالألم والحسرة.. فى الشارع الذى خلا فجأة من المارة.. والبيوت التى اتشحت بالسواد.. والشمس التى انسحبت من المشهد بهدوء.. وفى أمى التى تحترق من البكاء.. وأبى الذى يغالب دموعه فتغلبه.. ونظرات إخوتى المملوءة بالاستسلام.. كل شىء يُنبئ برحيلك!.

رحلت «ستك» والخيمة البيضاء من أجل عزائها.. لم أصدقهم يا ستى.. أنت لا تفعلين هذا بى.. والموت لا يجرؤ على الاقتراب منكِ وهو يعلم كم أحبك.. رُحت أبحث عنك فى كل مكان.. أتذكرين العطلة الماضية عندما أخبرتنى بأن حذاءك لا يشبهك فى طول العمر، وأنكِ تحتاجين لإصلاحه، وقتها ابتسمت ودعوت الله أن يحفظك ويطيل عمرك، وها أنا الآن أحمل حذاءك الجديد بين يدى، فأين أنتِ الآن لترتديه؟!

أحقاً شمسك غابت عن سمائى؟.. وغشى الظلام الكون كلّه.. وخلا العالم كله من الألوان.. ولكن صوتك يا ستى ما زال يرنّ فى أذنى.. ووجهك لم يغب لحظة عن بالى، لم أعد أتذكّر إلا صورتك ونظرات عينيك، كيف ترحلين وأنتِ تستوطنين كيانى؟

أيها الموت سيئ الطباع لمَ لا تعيدها لى ولو لدقيقة؟.. لمَ لا تنتظر حتى تعطينى رأيها فى الحذاء الجديد؟.. أيها الشبح الأسود لمَ كانت خطواتك أسرع منى إليها؟.. أيها الموت هتفت للوحشة لتستوطن قلبى.. لماذا؟ لو تعلم ما فى قلبى من غصة لأعدتها إلىّ.

«ستى» أتعلمين ماذا فعل رحيلك بى؟.. مع مَن سأتقاسم سريرى، ومن سيسهر معى حتى الصباح، على من سأطلق نكاتى؟.. آه يا «ستى» لو تعلمين كما تمنيت أن أكون ساحرة لأبقيك على قيد الحياة حتى قيام الساعة، أو عالمة كيمياء لأخترع دواءً يُبقيكِ حتى ألفظ أنفاسى.. أوصيتك أن تخبرينى عندما يشتد عليكِ المرض.. ألومك وتسمعيننى أعرف.

وها أنا الآن أجلس فى غرفتنا المشتركة، الغرفة ذاتها التى كانت شاهدةً على كلامنا معاً، ضحكاتنا ودموعنا، على راحة البال وطمأنة القلب التى كان يضفيها حضورك فى حياتى، ولكنها الآن أصبحت شاهدةً على غيابك، وعلى قلبى الممزق، ودموعى التى تنهمر بلا حساب، وموجات الألم والحسرة التى تعصف بى من وقت لآخر.. كيف بالله يا ستى رحلتِ دون كلمة وداع واحدة؟ وكيف يمكن للقلب أن يتحمل رحيلك؟ وكيف أناديك ولا تُجيبينى؟!

هذه المرة لم يكن كابوساً وأستفيق منه عندما يدق هاتفى المحمول وأضعه على أذنى وأسمع صوتك وأنتِ توبخيننى قائلة: «بقينا الضحى وإنتى لسه نايمة».

ثلاثة أشهر وأنا أنتظرك لتوبخينى، كاذبون من قالوا إنك رحلتِ، كاذبون من قالوا لى ستعتادين غيابها، هل تعلمين.. أمس وجدت إحدى القنوات تبث ابتهالات ومدحاً فى سيدنا النبى، التى طالما كنا نرددها سوياً عندما نستمع إليها على هاتفى، اتصلت مسرعة بأمى لتفتح التلفاز لكِ، هل شاهدتِها؟

أنا أرددها الآن، هل ترددينها أيضاً؟، مَن قال إنك ذهبتِ؟ عُكازك هنا، وثيابك فى مكانها، وأكواب الشاى التى احتسيناها ما زالت فى غرفتنا.. أنتِ لا تفارقين خيالى.. إذن لماذا يقولون «ستك» رحلت مثل كثيرين، أنت لا تشبهين أحداً.. أنت تستوطنين كيانى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الظلام الدامس

إقرأ أيضاً:

الحرب الروسية الأوكرانية| تصعيد جديد أم بداية الحسم؟.. فيديو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الإعلامي عمرو شهاب، إن الحرب الأوكرانية الروسية لا تزال مستمرة بالتزامن مع التطورات الميدانية في ظل توسع القوات الروسية في سيطرتها على مناطق جديدة في أوكرانيا.

وأضاف «شهاب» خلال تقديمه عرضًا على قناة «إكسترا نيوز»، أنه خلال الأسابيع الماضية تمكنت القوات الروسية من السيطرة على عدد من البلدات الأوكرانية، مما يزيد بالضغط على القوات الأوكرانية، فضلا عن أن سيطرة القوات الأوكرانية تركزت في المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا.

ولفت إلى أن المعركة بين روسيا وأوكرانيا مستمرة بشكل عنيف، إلى جانب محاولات القوات الروسية لتعزيز مواقعها في بعض المناطق لتحقيق أهدافها الاستراتيجية وسط تقارير عن استخدام أسلحة جديدة  في ساحة الحرب.

وأوضح أن كييف المدعومة من الغرب استعادت جزء من أراضيها في هجوم مضاد في خريف 2022، متابعًا: «الهجوم التالي الذي خاضته القوات الأوكرانية كان في صيف 2023 وفشل في مواجهة أنظمة الدفاع الروسية في الجنوب والشرق».

وبين أن أوكرانيا أكدت استمرارها في الدفاع عن أراضيها، وأن المعارك لم تنتهي بعد، فضلا عن أن كييف تعمل على استعادة السيطرة على البلدات التي فقدتها لاسيما وأن الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • وفاة الممثلة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر ناهز 81 عامًا
  • وفاة الممثلة المغربية نعيمة المشرقي عن 81 عاماً
  • وفاة الممثلة المغربية نعيمة المشرقي عن 81 عاما
  • ما حكم الشرع الشريف في التحرُّش الجنسي؟ الإفتاء تجيب
  • اليوم العالمي للمعلم 2024.. ماذا قالوا عن المدرس؟
  • غادة البدوي تكتب: نصر أكتوبر.. 51 عاما تحت راية الانتصار
  • طفلة فلسطينية تكتب وصيتها قبل استشهادها: لا تبكوا عليّ ولا تصرخوا على أخي!
  • " قالوا لي أن زواجي بغير ولي باطل".. عالم أزهري يُجيب
  • الحرب الروسية الأوكرانية| تصعيد جديد أم بداية الحسم؟.. فيديو
  • الركراكي يعلن قائمة اللاعبين لمباراة أفريقيا الوسطى ويستدعي أسماء جديدة