عبدالعزيز سلامة يكتب ..شكرا فلسطين
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
مغريات شتى تلهى الشباب، وتَقدُّم تقنى غير مسبوق يأخذ بعقول الناس إلى عالم افتراضى مجهول. فبُعد عن الدين، وجهل بتاريخ الأمة وقضاياها، وسبات عميق أخذ بلب الشباب، حتى ظن الرائى أن الوحدة تفككت، والقضية قد ماتت، والعروبة قد انتهت، لكن فلسطين تأبى أن تتركنا هكذا نياماً سُكارى.
يتفجر بركان القضية الفلسطينية بين الفينة والأخرى، ويقوم الاحتلال بواحدة من جرائمه كل عدة أشهر أو سنوات، فيصحو الشباب، وينتبه الأطفال، ويتحسر الشيوخ، لكن «طوفان الأقصى» هو الذى حشدهم جميعاً وأعاد القضية إلى قلوبهم، وبيّن أنها قضية أمة لا تموت، بل ما زالت محفورة فى أعماقهم.
فمنذ بدء الهجوم الغاشم الذى شنته دولة الاحتلال على غزة وما تقوم به من مجازر ومذابح ربما لم يشهد التاريخ مثلها، مسلطة قذائفها على أرواح الأطفال والنساء، تاركة خلف النيران وأسفل الرماد والركام آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وفى خضم ذلك ترى المصريين بين ناصر للقضية بقلمه على وسائل التواصل الاجتماعى، وبين متبرع بماله أو نفسه لحملات الإغاثة المقدمة إلى الشعب الشقيق، وبين فاضح لما يقوم به الاحتلال من مجازر تتعدى على قوانين الإنسانية، وبين مُقاطع لمنتجات الشركات الداعمة للاحتلال.
فارتباط العروبة بالعقيدة والمقدسات الإسلامية التى دنسها اليهود فى فلسطين، كان هو المحك، الذى استطاع أن يفعل ما بتنا نراه فى أعين الشباب، وتحت أسنة أقلامهم، من دعم للقضية الفلسطينية ولإخوانهم المستضعفين فى غزة، وهذا ما يجدر بنا، وهو ما يجب أن نجعله محفوراً فى أفئدتنا.
الغرب وأمريكا كرسوا جهودهم وأعلنوها صراحة، بأنهم داعمون لإسرائيل، وراضون عما تقوم به من دمار وخراب وقتل وتهجير، ويرسلون تبعاً لذلك الأسلحة وحاملات الطائرات، ومختلف أدوات القتل والخراب، وهذا ليس جديداً عليهم بل لهم تاريخ طويل من القتل والتهجير، أقربه حرب العراق الذى تركت فيه الولايات المتحدة تدميراً شاملاً للبنية التحتية العراقية، وقضت على كل أشكال الحضارة والتراث الإنسانى، ودمرت المبانى والمساجد، بالإضافة إلى ما خلفته من آلاف الضحايا المدنيين.
ومن قبل تلك الحرب كان التحالف الغربى الأمريكى على البوسنة التى كانت تتبع اتحاد يوغوسلافيا جنوب شرق أوروبا، إذ قتلوا خلال حرب البوسنة تلك أكثر من 200 ألف مسلم، وشُرد أضعافهم، وطرد الكثير من أرضهم، فى عملية يطلق عليها سياسة التطهير العرقى كالذى تريد إسرائيل فعله فى غزة الآن ولن يستطيعوا.
فشكراً فلسطين على إحياء القضية فى أذهاننا من جديد، وشكراً على ما بذلتِه من دماء فى سبيل الحفاظ على مقدساتنا، وشكراً على ما قدمتِه لنا من دروس علّمت أطفالنا معنى القضية، ومعنى الإنسانية، وجعلت قلوبنا تنبض بالنخوة من جديد، وها نحن نعلنها صراحة بأننا داعمون لأشقائنا فى فلسطين بكل ما أوتينا من قوة، وما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، فإن لم تطله أيدينا، فبألسنتنا أو بقلوبنا، وهذا أضعف الإيمان.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية طوفان الأقصى غزة
إقرأ أيضاً:
عائلة طبيب أردني تطالب اعتقله سلطات الاحتلال تطالب بعودته
#سواليف – خاص
صرح شيخ #عشيرة_بلي في #الأردن سلامة البلوي ، اليوم الأحد، أن سلطات الاحتلال اعتقلت ابن القبيلة #الطبيب الأردني #عبدالله_سلامة_البلوي، ا قبل عدة أيام، وهو في طريقه إلى قطاع #غزة ضمن وفد طبي إغاثي، دون توضيح الأسباب.
وفي التفاصيل، أوضح الشيخ البلوي لسواليف الإخباري، إن ابنهم توجّه ضمن وفد إغاثي إلى الحدود الأردنية صباح الخميس بهدف الوصول إلى قطاع غزة، وذلك بعد حصوله على كافة الموافقات اللازمة، إلا أن #شرطة_الاحتلال قامت بتوقيفه على جسر الملك حسين والطلب من باقي أعضاء الوفد الطبي استكمال طريقهم إلى قطاع غزة “حيث أن الدكتور عبدالله سيبقى محتجزا لغايات التحقيق”.
من جهة أخرى ، أضافت عائلة الطبيب أنه ومنذ يوم الخميس، جرى التواصل مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين لوضعهم بصورة الحدث، وذلك بعدما قامت شرطة الاحتلال بالتواصل مع العائلة وإبلاغها باحتجاز ابنهم دون تقديم أية توضيحات.
مقالات ذات صلة اسم يتردد مجددا.. ما هو دور فاروق الشرع في سوريا الجديدة؟ 2024/12/22وأوضحت المصادر العائلية، أن الطبيب عبد الله سلامة البلوي وهو متخصص بجراحة عامة يعمل في مستشفى الرويشد الحكومي، كان في طريقه إلى قطاع غزة يوم الخميس الماضي، ضمن حملة إغاثية تابعة لمنظمة PANZMA بموافقة رسمية من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال المنظمة، وعبر الجهات المعتمدة رسميًا.
وأشارت العائلة إلى أن سلطات الاحتلال تمنع المحامي الذي عيّنته المنظمة -PANZMA- من لقاء الدكتور عبدالله أو الاطلاع على تفاصيل ملفّ القضية، مشيرة في ذات السياق إلى أنها تواصلت مع منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة متابعة الفرد والعديد من المنظمات الحقوقية.
وطالبت العائلة السلطات الأردنية باتخاذ إجراءات واضحة وسريعة للإفراج عن ابنها الطبيب فوراً.