قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية اليوم الجمعة إن إسرائيل وضعت وثيقة بعنوان "الخطوط الحمراء" في أعقاب فرضها الحصار على قطاع غزة ، في العام 2007. وتضمنت هذه الوثيقة ما هو مسموح أو ممنوع إدخاله إلى القطاع من مواد غذائية، من خلال حسابات دقيقة للغاية للحد الأدنى من كمية السعرات الحرارية اليومية التي يجب السماح بدخولها إلى القطاع من دون التسبب بمجاعة.

أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخبارية

إثر ذلك، أجرت إسرائيل حسابات حول كميات المواد الغذائية الأسبوعية والشهرية، وبالتالي عدد الشاحنات التي يسنح بدخولها إلى قطاع غزة. وحسب الوثيقة، فإنه يمكن إدخال 170.4 شاحنة يوميا، ويخفض منها 68.6 شاحنة التي توازي حمولتها كمية الإنتاج الزراعي المحلي، ليصل عدد الشاحنات التي يمكن إدخالها إلى القطاع إلى 101.8 شاحنة.


 

في حينه، اعترف قائد الوحدة العسكرية الإسرائيلية "منسق أعمال الحكومة في المناطق" المحتلة، بإن حساب الكمية الدقيقة من المواد الغذائية هدفه "التيقن" من أن تكون هناك مجاعة بسبب نقص في المواد الغذائية. وارتفع عدد الشاحنات في أعقاب العدوان على غزة في نهاية العام 2008 وبداية العام 2009، واتسعت قائمة المواد الغذائية أيضا.

واستمرت إسرائيل في الاستناد إلى هذه "الخطوط الحمراء" وإلى "قائمة السعرات" التي تضمنتها منذ العام 2007، بالرغم من أن عدد سكان القطاع في هذا العام كان قرابة 1.4 مليون نسمة، بينما ارتفع عددهم الآن إلى حوالي 2.3 مليون نسمة.

وبعد أن شنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، منعت دخول شاحنات المواد الغذائية إلى القطاع، حتى 21 تشرين الأول/أكتوبر، وسمحت حينها بدخول 20 شاحنة فقط في اليوم، بينما كان عددها حوالي 500 شاحنة قبل الحرب.

وارتفع عدد الشحنات التي يسمح بدخولها إلى القطاع، في الأسابيع الأخيرة، ثم تضاعف في أعقاب ضغوط مارستها على إسرائيل الإدارة الأميركية. وأشارت الصحيفة إلى أنه "بحساب بسيط فإن إسرائيلي تستوفي شروط عتبة عدم التجويع التي وضعتها في العام 2007".

إلا أنه في أعقاب الحرب، فقد قطاع غزة قدرته الكاملة على إنتاج مواد غذائية محلية زراعية أو بحرية أو أي مواد غذائية أخرى، التي كانت مكملة لاحتساب كميات المواد الغذائية المسموح بإدخالها.

وادعت إسرائيل في الماضي أن مسموح لها بخوض "حرب اقتصادية ضد العدو"، فيما تدعي الآن أن فرض الحصار على القطاع هدفه من وسائل وجودية عن "العدو المباشر"، أي حركة حماس ، وأنها هذه "الحرب الاقتصادية" تساعد على انهيار حماس. لكن بتقييدها عدد الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والأدوية بشكل بالغ، فإنها "تصف جميع السكان في قطاع غزة بأنهم عدو. وبذلك هي تسحب بنفسها أساس ادعائها"، وفقا للصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى دول أخرى في التاريخ المعاصر التي سعت إلى تجويع سكان مدنيين، بينها ألمانيا النازية من خلال خطة زعيمها، أدولف هتلر، التي تسببت بموت 4.2 مليون مواطن جوعا في الاتحاد السوفييتي. وحدث ذلك في كمبوديا أيضا. وفي العام 1945، نفذت الولايات المتحدة ما أطلقت عليها تسمية "حملة التجويع" ضد اليابان.


 

كذلك تسبب الحصار المشدد الذي فرضته السعودية والإمارات على مناطق في اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون، الذين يدعمون غزة الآن، بوفاة عشرات آلاف اليمنيين جوعا وبسبب أوبئة، ووصف ذلك بأنه "الكارثة الإنسانية الأخطر في التاريخ المعاصر".

يضاف إلى ذلك تجويع ملايين البشر في جنوب السودان، والحصار القاتل على الروهينغا في ميانمار، وحصار النظام السوري على مدن مثل حمص ودرعا وحلب وتسبب بمقتل عشرات الآلاف جوعا.

وخلصت الصحيفة إلى أن "إسرائيل ليست قلقة من الجوانب الأخلاقية لوسائلها الحربية، وبينها التجويع، لكن كمن تخوض حربا يتوقع أن تستمر لفترة طويلة، عليها أن تدرس طوال الوقت في مدى شرعية ذلك في الحلبة الدولية، وخاصة في الولايات المتحدة. وعدد السعرات الحرارية التي ستدخل إلى القطاع ستملي عدد الأيام التي ستستمر إسرائيل خلالها بالحرب، من دون أن تعتبر مجرمة حرب".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: المواد الغذائیة عدد الشاحنات إلى القطاع فی أعقاب

إقرأ أيضاً:

أردوغان: إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها

أكد رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، اليوم الاثنين، أن "رسائل الإدارة السورية الجديدة مطمئنة وتبعث على التفاؤل".

أردوغان: تركيا لن تسمح بأي تهديدات تمس سيادة سوريا سفير تركيا بالقاهرة : مجموعة الثمانية هي مجموعة تمت بمبادرة كفكرة ومشروع من قبل رئيس وزرائنا ‏الأسبق أربكان


وبحسب"سبوتنيك"، قال أردوغان، في كلمة له، إن "تركيا كانت الدولة الأفضل في التعامل وفهم ما يجري في سوريا"، مؤكدا أن "استقرار سوريا سينعكس على باقي دول المنطقة"، حسب وكالة "الأناضول" التركية.
وبشأن إسرائيل، قال الرئيس التركي، إن "إسرائيل ستنسحب من الأراضي التي احتلتها في سوريا، عاجلا أم آجلا، وستكون مجبرة على ذلك"، متابعا: "لا يوجد أي مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل سوريا والمنطقة.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي، ومنذ الثامن من الشهر الحالي، بدأ باستهداف مواقع عسكرية في كافة المحافظات السورية، عبر سلاح الطيران، حيث رصدت أكثر من 500 غارة جوية، بالإضافة لصواريخ أطلقت من بوارج إسرائيلية، متمركزة بالقرب من السواحل السورية.
وفي 8 ديسمبر الجاري، سيطرت مجموعة من المسلحين المنتمين إلى "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) على مبنى التلفزيون السوري الرسمي في العاصمة دمشق، وأعلنوا سيطرتهم على البلاد، وسقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها
  • نقيب الصناعات الغذائية: القطاع سيشهد نموا بنسبة 20% في 2025
  • القطاع يشهد نموا 15%.. وضع استراتيجية لزيادة صادرات الصناعات الغذائية
  • ضبط معمل مخبوزات ومصادرة 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة بجدة
  • خبر محزن لسكان إسطنبول حول ساقط الثلوج!
  • وزير الزراعة يدحض بالأرقام التقارير التي تروج للمجاعة بالسودان
  • ضبط 18 طن من المواد الغذائية الغير صالحه للاستهلاك الآدمى الدقهلية
  • لليوم الـ230 .. استمرار إغلاق العدو الصهيوني لمعابر غزة خلّف مجاعة حقيقية.. والمرضى يواجهون الموت
  • استشهاد 7 أطفال من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية وحشية
  • الصناعة العُمانية في مهب تحديات المنافسة ونقص المواد الخام