فورين بوليسي: الحوثيون أربكوا العالم بسبب البحر الأحمر.. ونجاح تجربتهم يغري إيران بالمزيد
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
بات البحر الأحمر محفوفا بالمخاطر منذ أن بدأ الحوثيون في اليمن هجماتهم ضد السفن التي يقولون إنها تتعامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لكن الأمر تحول إلى حالة ذعر عام بين شركات الشحن والنقل البحري العالمية.
وترى إليزابيث براو، كاتبة العمود في مجلة "فورين بوليسي" والزميلة المشاركة في شبكة القيادة الأوروبية، أن الاضطراب الذي خلقه الحوثيون في البحر الأحمر وردود الأفعال الدولية الكبيرة اعتبرته إيران تجربة ناجحة للغاية لدرجة أنها تستحق التكرار في البحر المتوسط، حيث هدد قائد الحرس الثوري بذلك علانية عندما قال: "سينتظرون قريبا إغلاق البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق والممرات المائية الأخرى إذا استمرت المجازر في غزة".
اقرأ أيضاً
رويترز: هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر تكبد عمليات التوريد والتجزئة خسائر باهظة
اضطراب هائل بالشحن البحريوتقول الكاتبة إن تداعيات ما فعله الحوثيون في البحر الأحمر، إذا تكررت في مسطحات مائية أخرى، فسوف يتجاوز الاضطراب في حركة التجارة والشحن البحري الدولية كل الحدود، وهو ما يجب أن يكون محل مناقشة داخل القوى المؤثرة بالمجتمع الدولي.
وتضيف أن ما حدث في البحر الأحمر من قبل الحوثيين والردود النارية من فرقاطات ومدمرات أمريكية وغربية على طائراتهم المسيرة المفخخة وصواريخهم خلق تحديات لوجيستية هائلة عندما قررت شركات الشحن التحول إلى طرق بديلة، أبرزها رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا.
هذه التحديات لم تتضمن فقط رسم خرائط بحرية جديدة للتنقل واستهلاك مزيد من الوقود للسفن، بل أيضًا نقل الطواقم والبضائع إلى مواقع انطلاق بديلة.
ونظرًا لأن الشحن العالمي لا يزال يسير بشكل فعال، فلن يلاحظ معظم الأشخاص شيئً، لكن إذا استمرت الهجمات على الشحن، فسنبدأ في دفع الثمن ومن المفيد أن نتوقع حملات شبيهة بحملات الحوثيين في المياه الأخرى، تقول الكاتبة.
وبحلول 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كان قد تم بالفعل تغيير مسار نحو 280 سفينة صندوقية، وكذلك الكثير من الناقلات وناقلات البضائع السائبة وناقلات السيارات والسفن التجارية الأخرى. (بحلول 27 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت شركتا ميرسك وسي إم إيه سي جي إم أنهما سيعودان تدريجياً إلى البحر الأحمر - ولكن إذا استمر الوضع في التدهور، فيمكنهما تحويل مسارهما مرة أخرى).
اقرأ أيضاً
تعثر لحارس الرخاء.. ديناميكيات معقدة تكبل التحالف البحري الأمريكي بالبحر الأحمر
تداعيات تغيير المسارات البحريةوكما هو معرف، فإن السفر عبر رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس يضيف 10 إلى 12 يومًا إضافيًا من الإبحار - وطريقًا مختلفًا تمامًا للقباطنة وكبار مساعديهم لرسمه.
ولكن ربما هذا هو الجزء الأسهل، حيث يقول ضابط كبير يعمل على أكبر أنواع سفن الحاويات لمجلة فورين بوليسي: "إن التخطيط لمسار جديد لا يستغرق الكثير من الوقت عند العمل باستخدام الخرائط الإلكترونية، ولكن الالتفاف حول كيب يجلب اعتبارات جديدة".
وتشمل هذه الاعتبارات الجديدة والشائكة إيصال الأطقم والبضائع إلى المكان الذي يحتاجون إليه - لأنه في كثير من الحالات، يحدث أن تنتهي أطقم السفن الحالية من دوراتهم وينتظر البحارة الآخرون تولي المسؤولية.
ويشير الضابط إلى أنه "إذا كنت تتجول في جنوب أفريقيا، فقد تحتاج إلى التوقف في مكان ما أثناء الرحلة للتزود بالوقود وتغيير الطاقم، وإذا كنت تريد تغيير طاقم من مكان ما في جنوب أفريقيا بدلاً من مكان ما حول السويس، فأنت بحاجة إلى تغيير المكان الذي يسافرون منه وإليه".
وقال إن السفن قد تغير عادة أطقمها والبضائع بالقرب من القناة. والآن، لابد أن تحدث التغييرات في أماكن مثل مومباسا في كينيا؛ ديربان، جنوب أفريقيا؛ دار السلام، تنزانيا؛ أو غران كناريا، إحدى جزر الكناري الإسبانية.
اقرأ أيضاً
وزيرا الخارجية التقيا بالقاهرة.. مصر والأردن: تطورات البحر الأحمر تمس أمننا القومي
تكاليف هنا وهناكوالآن بات أي مسار أمام السفن يجلب تكاليف إضافية، تقول الكاتبة، فالإبحار عبر البحر الأحمر يجلب أقساط مخاطر حرب باهظة، كما أن طريق رأس الرجاء الصالح يجلب تكاليف وقود إضافية، ناهيك عن تكاليف إعادة توجيه الطواقم والبضائع.
وتضيف: في الواقع، قد تكون التأخيرات والتكاليف الإضافية مجرد الفصل الأول من الاضطرابات المرتبطة بالجيوسياسية والتي تواجه الشحن العالمي، وبالتالي الاقتصاد المعولم.
كما تسبب اضطرابات البحر الأحمر مشاكل للدول المجاورة. ومع قضاء السفن لأقل وقت ممكن في البحر الأحمر، فإن دول مثل السودان وإريتريا - التي تقع موانئها الوحيدة على البحر الأحمر - ستكافح من أجل إقناع السفن بالتوقف في موانئها.
أيضا مصر، بصفتها الراعي لقناة السويس، تعاني بالفعل.
ومع انخفاض حركة المرور عبر القناة، سيصبح الشحن إلى دول البحر المتوسط مثل اليونان وإيطاليا وتركيا مرهقًا بشكل خاص.
المصدر | إليزابيث براو / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: البحر الاحمر الحوثيون الشحن البحري البحر المتوسط اضطرابات فی البحر الأحمر فورین بولیسی
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي في صدد فرض عقوبات جديدة على إيران تشمل شركة الشحن
الاقتصاد نيوز - متابعة
وفقا لمسؤولين في الاتحاد الأوروبي، فإن الدول الأعضاء في هذا الاتحاد تعتزم تطبيق “إجراءات عقابية” على إيران عقب تقارير عن إرسال طهران صواريخ باليستية إلى روسيا.
وذكرت التقارير أن الاتحاد الأوروبي سيعلن رسميًا عن قائمة العقوبات الجديدة يوم الاثنين 18 نوفمبر.
وستشمل قائمة العقوبات الجديدة على الأرجح تجميد أصول العديد من الأفراد والكيانات المرتبطة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية في الاتحاد الأوروبي.
ووفقا لبعض التقارير الإعلامية، فإن عقوبات بروكسل الجديدة ستشمل أيضا مجموعة الشحن التابعة لإيران. ويعتقد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أن هذه المجموعة تنشط منذ سنوات في “نقل الشحنات العسكرية”.
وكانت مجموعة الشحن التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية (IRISL) قد فرضت عليها عقوبات سابقة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2020. كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على هذه المجموعة في عام 2013 بسبب تعاونها مع البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وتم رفع العقوبات عن مجموعة الشحن الإيرانية بعد الاتفاق النووي بين طهران والدول الغربية. والآن يسعى الاتحاد الأوروبي مرة أخرى إلى إعادة هذه العقوبات.
وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي حزمة من العقوبات على إيران فيما يتعلق بنقل الصواريخ والطائرات بدون طيار وأسلحة أخرى من إيران إلى روسيا في أكتوبر من هذا العام. وكانت العقوبات على الخطوط الجوية الإيرانية وماهان وساها إيرلاينز أحد آخر الإجراءات الأوروبية ضد إيران.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرا في مؤتمر صحفي أن تحقيقات بلاده أظهرت أن طهران “لم تزود روسيا بعد بصواريخ باليستية”.