تحولت حياة السياسي جان دانييل روش بعد حملة تحريضية ضده تستند إلى اتهامات موجهة له من قبل مؤيدين لدولة الاحتلال بذريعة التواصل مع حركة حماس.

وبدأت حياته السياسية عندما قدمت رئيسة وزارة الدفاع السويسرية فيولا أمهيرد في 15 سبتمبر السفير جان دانييل روش كأمين دولة جديد للسياسة الأمنية حيث تم تكليف روش الذي كان يعمل سفيرا في تركيا بتولي وظيفة جديدة أُنشئت استجابة للحرب الروسية على أوكرانيا.


 
وعبر روش خلال مؤتمر صحفي في برن عن مشاعره باستخدام اقتباس من الشاعر الفرنسي جواكيم دو بيليه يعبر عن عودته إلى وطنه بعد 30 عاما من الخدمة الدبلوماسية في الخارج.
 


ورفض روش التحدث لوسائل الإعلام حول الأحداث التي أدت إلى نهاية مسيرته إلا أن أصدقاءه وتقارير وسائل الإعلام السويسرية يشيران إلى أنه كان ضحية حملة إعلامية تستند إلى اتهامات موجهة ضده من قبل مؤيدين لإسرائيل.
 
وتصاعدت تلك الحملة بشكل خاص بعد هجوم حماس في أكتوبر بدأت الحملة بمقال رأي للنائب ألفريد هير، عضو حزب الشعب السويسري اليميني، الذي طالب بفورة باستقالة روش.
 
انتقد هير الدبلوماسي روش بشدة بسبب لقائه بالقيادي في حركة حماس خالد مشعل في القاهرة عام 2012 واتهمه بدعم فكرة التفاوض مع حماس كجزء من الحل للسلام مع إسرائيل معتبرا إياه "أحمق مفيد لحماس حسب قوله".
 
ويعرف هير بعلاقاته مع الجماعات المؤيدة لإسرائيل وهو رئيس مؤسسة أودياتور.
 


رغم أن انتقادات هير لروش جذبت الانتباه في أكتوبر إلا أن تأثيرها زاد في نهاية الشهر نتيجة لأداء حزبه بقوة في الانتخابات الفيدرالية.
 
يعزى ذلك إلى زيادة عدد مقاعده في البرلمان بتسعة مقاعد مما يظهر أن الحملة كان لها تأثير سلبي على مسار روش الدبلوماسي.
 
الصعود والسقوط
 
ترسخت سيرة جان دانييل روش بشكل لافت حيث عمل في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وساهم في دمج روسيا في هيكل الأمان الأوروبي خلال التسعينات.
 
قضى سنوات عديدة في منطقة البلقان وتولى دورا مهما كمستشار سياسي لكارلا ديل بونتي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي.
 
في عام 2006 شغل منصب مبعوث خاص لسويسرا في الشرق الأوسط تحت إشراف وزيرة الخارجية الحين ميشيلين كالميري عضوة في حزب الديمقراطيين الاجتماعيين.
 
وفي ذلك الوقت، كانت كالميري تروج للحاجة إلى الحفاظ على الاتصال مع حركة حماس بعد فوزها في انتخابات التشريع الفلسطينية عام 2006 حيث تم تكليف روش بمهمة القيام بذلك.
 


بعد ذلك، شغل روش منصب سفير سويسرا في إسرائيل في الفترة من عام 2016 إلى 2021 وفقا لصحيفة Die Weltwoche وهي صحيفة أسبوعية سويسرية
 
وبحسب الصحيفة كانت خدماته محل تقدير حيث حاول كسفير التشاور مع حكومة بنيامين نتنياهو للإفراج عن رهائن لدى حركة حماس وتسليم الجثث.
 
جاء روش إلى الأضواء كمؤمن حقيقي بمبدأ حيادية سويسرا، حيث أعرب قائلا: "لماذا لا يمكنني أن أحقق الكثير في حياتي المهنية إذا لم تكن سويسرا حيادية؟" خلال مؤتمر صحفي أثناء الكشف عن تعيينه في 15 سبتمبر.
 
كانت الحيادية بنظره ذات أهمية بالغة لقدرة سويسرا على أداء دورها كوسيط موثوق به على الساحة العالمية.
 
وعلى الرغم من ذلك كانت هناك محاولات لإبعاد روش حيث أعلن فجأة تصنيفه كتهديد أمني.
 
ذكرت صحيفة "بليك" اليمينية في 25 أكتوبر أن روش كان "قابلاً للابتزاز" مستندة إلى تفاصيل حياته الجنسية.
 
وقال مصدر مقرب منه لموقع ميدل إست إي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "كل شيء يشير إلى حدوث عمليات مراقبة أثناء عمل روتش في إسرائيل كسفير".
 
وقال دبلوماسيون سويسريون لم يذكر أسماؤهم لصحيفة Die Weltwoche إنهم مقتنعون بأن هذه المواد جاءت من أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
 
وقال التقرير: "هذا واضح لأنه، وفقا لمطلعين على بواطن الأمور، يتم اعتراض السفراء في إسرائيل ومراقبتهم بشكل روتيني، خاصة إذا كانوا يحافظون على اتصالات مع حماس، كما فعل روش نيابة عن وزيرة الخارجية السويسرية السابقة ميشلين كالميري".
 
وتحت ضغط متزايد، قرر روش عدم تولي وظيفته الجديدة ومغادرة منصبه في أنقرة بحلول العام الجديد.
 


ومع ذلك، استمرت "بليك" في نشر مقالات نقدية عنه ووصفته بأنه مدمن جنسي.
 
في أكتوبر، كشفت صحيفتا "بليك" و"تاغس أنتسايغر"، صحيفة سويسرية أخرى، أن هناك حديثا عن وجود عاملات في مجال الجنس يزورن مقر إقامة السفير في تل أبيب.
 
روش نفى هذه الاتهامات بشدة، وأكد أشخاص مقربون منه لموقع ميدل إست إي أنه "لا يمكن أن يكون قابلا للابتزاز، وليس لديه أي علاقة مع جواسيس، وإنما كانت لديه علاقة مع امرأة سويسرية فقط، وكانت هذه العلاقة معروفة لزوجته أيضا".
 
وأضاف المصدر: "لذا لم يكن لديه أي تهديد بالابتزاز ببساطة لم يكن لديه اهتمام في نشر حياته الشخصية في العلن."
 
رغم أن الحكومة السويسرية لم تقدم أي اتهامات رسمية ضده إلا أنها لم تجري أي تحقيقات للكشف عن كيفية حصول الصحف على صور حميمة لمسؤول أعلى أثناء خدمته في إسرائيل.
 
يعتقد المقربون من روش أن التقارير حول شخصيته كانت ذات طابع سياسي بدلا من صحفي ومن المقرر أن يغادر الخدمة الدبلوماسية السويسرية في يونيو دون أن يحصل على أي مكافأة إنهاء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس تركيا سويسرا تركيا حماس سويسرا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی إسرائیل حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: استئناف الحرب لن يغير مواقف حماس

أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية تأكيد عدد من الخبراء والمحللين العسكريين الإسرائيليين أن استئناف الحرب على قطاع غزة لن يغير من مواقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيما يتعلق بالمفاوضات بشأن ملف الأسرى.

وعقب مقتل اثنين من الجنود الإسرائيليين في اشتباكات بحي الشجاعية، قال رئيس الموساد السابق داني ياتوم إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تواصل دفع البلاد نحو مزيد من التدهور.

وأضاف أن الحكومة استأنفت الحرب بذريعة أن ذلك سيضغط على حماس ويؤدي إلى تليين موقفها فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى، وهذا لم يحدث أبداً، وحماس تواصل التصلب في مواقفها، وتساءل: "كم مرة دخلنا الشجاعية، وكم من الدماء سُفكت هناك؟".

من جانبه، قال اللواء احتياط جدعون شيفر العضو في حركة "قادة من أجل أمن إسرائيل": تحولت إسرائيل من صياد إلى طريدة، مؤكداً أن عناصر حماس موجودون بانتشار واسع، ولذلك فإنهم يتمكنون من توجيه ضربات للجيش، وهذه الحرب لا تخدم أي هدف.

وعزز خبير عسكري إسرائيلي آخر هذا الرأي قائلاً: كلما أدخل الجيش المزيد من القوات واحتل المزيد من المساحات، فإن ذلك لن يغير من مقاومة حماس، وستواصل العمل بالطريقة ذاتها، لكن الجيش سيوفر لها المزيد من الأهداف.

إعلان

وأضاف أن تصريحات الجيش أو الحكومة بتصعيد القتال وزيادة القوات هي نوع من الأفخاخ تزيد الجيش غوصا أكثر في الطين الذي يسعى إلى تجنبه.

كما تساءل محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد عن جدوى العمليات العسكرية، مشيراً إلى أن الجيش نشر معطيات عن قصف 1800 هدف خلال شهر وأسبوع منذ بداية العملية، لكنه شكك في ما إذا كان كل هذا يخدم هدف إسرائيل في تحرير الأسرى وهزيمة حماس، مضيفاً: "لست متأكداً من ذلك، فأنا لا أرى صلة هنا".

معركة الشجاعية

وتأتي هذه التعليقات بعد حادثة استهدفت وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود في حي الشجاعية بغزة، حيث سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشر خبر مقتل جنديين إسرائيليين أمس.

وأوضحت القناة 13 الإسرائيلية أن الجنديين قتلا في معركة طويلة بحي الشجاعية، وهي المرة الثالثة هذا الأسبوع التي يسمح فيها بنشر أخبار عن قتلى إسرائيليين.

وحسب مراسل الشؤون العسكرية في قناة كان 11 إيتاي بلومنتال، فإن "حدثاً صعباً" وقع في حي الشجاعية عندما وصل "مخربون" إلى مبنى يتمركز فيه مقاتلون من وحدة المستعربين في حرس الحدود.

وأوضح أن مقاتلاً من المستعربين قُتل في هذا الاشتباك، وبعد نحو ساعة تمكن "المخربون" من إطلاق قذيفة آر بي جي على دبابة إسرائيلية، مما أدى إلى مقتل ضابط من سلاح المدرعات.

وكشف مراسل القناة 12 نيتسان شابيرا عن تفاصيل إضافية بشأن الحادثة، مشيراً إلى أن قوة من وحدة المستعربين دخلت إلى مبنى في حي الشجاعية لنصب كمين، لكن "المخربين" دخلوا عليهم البيت ووقع اشتباك.

وأضاف أنه بعد هذا الحدث وقعت سلسلة من الاشتباكات الأخرى في منطقة الشجاعية، شملت خمسة اشتباكات أخرى مع إطلاق صواريخ مضادة للدروع ونيران من أسلحة خفيفة باتجاه الجنود، مما أدى إلى مقتل جندي من الكتيبة 46 وإصابة 8 آخرين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: أهالي الأسرى ناقمون وبعضهم يدعو للهجرة
  • باحث إسرائيلي: قادة غربيون يسعون لتشويه صورة إسرائيل وكبح جماحها
  • مصدر أمني إسرائيلي: الجيش يستعد لهجوم واسع على غزة
  • هجوم إسرائيلي على المشاركين في عرائض وقف الحرب.. تقوي حماس
  • لقاء مصري إسرائيلي لبحث وقف إطلاق النار في غزة
  • وفد إسرائيلي يلتقي وزير مخابرات مصر.. وحديث عن تقدم بالمفاوضات
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يسعى لإنهاء حرب غزة في هذا الموعد
  • تعليق إسرائيلي على مقترح "هدنة الـ5 سنوات"
  • كاتب إسرائيلي: غزة تحولت إلى فيتنام والجيش يغرق بحرب العصابات
  • إعلام إسرائيلي: استئناف الحرب لن يغير مواقف حماس