عاملان يؤخران الانفجار الإقليمي الكبير
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أجندته الخاصة لتعزيز ائتلافه وموقعه، وهو يعرف أن استمرار الحرب يقوي هدفه.
مصالح إيران تتحقق على أفضل وجه من خلال إبقاء الحرب بعيدة عنها
منذ اليوم الأول لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ارتفعت التحذيرات من تصعيد على مستوى المنطقة يشمل الشرق الأوسط بأكمله.
ومن السائد عموماً أن أخطر نقطة اشتعال هي الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث اشتدت حدة الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى حد كبير في الأيام الأخيرة.
ويقول الكاتب سايمون تسيدال في مقاله بصحيفة "غارديان" البريطانية إن الضربات الجوية الإسرائيلية المتفرقة داخل سوريا، والهجمات المحدودة المتكررة من قبل الميليشيات على القواعد الأمريكية في العراق، والغارات الانتقامية الأمريكية - مثل تلك التي أمر بها الرئيس جو بايدن يوم الثلاثاء - تعزز رواية حريق قريب وأوسع نطاقاً.
وتزيد الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على السفن في البحر الأحمر من المتمردين الحوثيين في اليمن.
الانفجار الإقليمي
حتى الآن، لم يحدث الانفجار الإقليمي الذي تنبأ به الكثيرون، وهناك سببان رئيسيان لذلك. الأول هو أن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، بقيادة نتانياهو، الذي تردد أنه فكر في البداية في شن هجمات متزامنة على حماس وحزب الله بعد 7 أكتوبر، امتنع عن ذلك بسبب الضغوط الأمريكية.
ومنذ ذلك الحين كان الموقف الرسمي الإسرائيلي يتلخص في أن تدمير حماس في غزة يشكل الأولوية.
Amid fears of escalation in the Israel-Gaza conflict, consider this: war without end suits Netanyahu | Simon Tisdall https://t.co/nQA4nsavqU
— David (@DavidWa01448973) December 29, 2023
ويكمن السبب الثاني في حسابات القيادة المحافظة المتشددة في إيران، بأن مصالحها تتحقق على أفضل وجه من خلال إبقاء الحرب بعيدة عنها.
وتتمتع حماس وحزب الله والجماعات السورية والعراقية واليمنية بتسليح وتدريب جيدين، وعلى الرغم من النفي، غالباً ما يتم توجيههم من طهران والحرس الثوري الإسلامي.
وبهذه الطريقة، تشن إيران حرباً - ولكن بشكل غير مباشر، وإلى حد ما، بشكل يمكن إنكاره.
ويلفت تسيدال إلى أن المشكلة المباشرة هنا هي أن قوة هذين العاملين الرئيسيين، اللذين يعملان معاً على تشجيع ضبط النفس المتبادل، بدأت تتدهور.
وربما يفسر هذا التصور التدخل المحموم الأخير من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي طالب ــ مردداً ما ورد في الجمعية العامة للأمم المتحدة ــ بـ"وقف دائم لإطلاق النار" في غزة في محادثاته مع نتانياهو هذا الأسبوع.
Don't expect Netanyahu to agree to a ceasefire. War enables his political survival. Without it, he is gone.#Gazahttps://t.co/9fiGnacvqK
— Anne Greensmith ???? (@snowleopardess) December 29, 2023
ويضيف تسيدال أن هذا التصور يساعد أيضاً في تفسير التركيز الأمريكي والبريطاني والألماني المتزايد على وقف التصعيد وإيقاف واحتواء الفوضى في غزة.
ويرجع هذا ظاهرياً إلى المخاوف بشأن مقتل أكثر من 21 ألف فلسطيني، بحسب حماس، وما تدينه الأمم المتحدة باعتباره كارثة إنسانية.
ومع ذلك، فإن القادة الغربيين، يعرفون أن موجة القتل التي لا هوادة فيها والعشوائية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة أصبحت استفزازاً يومياً لا يطاق لأعداء إسرائيل.
وأكد الكاتب أن شبح الانفجار الإقليمي البعيد المدى الذي يلوح في الأفق، وليس صور الأطفال الفلسطينيين القتلى، هو ما يحركهم حقاً.
تجاوز الخط الأحمر
ويرى تسيدال أن الاغتيال الذي نفذته إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع لرضا موسوي، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، تجاوز أحد الخطوط الحمراء غير المرئية التي سمحت حتى الآن لإسرائيل وإيران بتجنب المواجهة المباشرة.
وكان موسوي مسؤولاً عن تنسيق تعاملات إيران مع حزب الله والحكومة السورية.
وتعهدت إيران بالانتقام الرهيب من إسرائيل، لكن القتل وجه رسالة أخرى أيضاً.
ويعتبر تسيدال أن تصفية موسوي ينظر إليها في المنطقة على أنها إشارة إسرائيلية إلى أن إيران لا تستطيع الاستمرار في التمتع بالحصانة، كما أنها تقرب من احتمال التصعيد مع حزب الله، وحتى مع إيران، على الحدود الشمالية”.
وأشار إلى أنه في ظل النيران المكثفة من حزب الله، فإن صبر إسرائيل بدأ ينفد.
وألمح بيني غانتس، وهو عضو كبير في حكومة الحرب، إلى أن إسرائيل قد تغزو لبنان قريباً إذا لم يتحسن الوضع.
ويلخص الكاتب إلى أن ثمة سبباً آخر للاعتقاد بأن التصعيد أصبح الآن خطراً حقيقياً للغاية، ذلك أن نتانياهو اليائس والمحاصر والذي لا يحظى بشعبية قد يرحب باحتمال وقوع إسرائيل في حالة حرب شبه دائمة، فمن شأن الصراع الشامل، الذي يتم تصويره على أنه وجودي بطبيعته، أن يساعد في إسكات منتقديه، وتقوية حكومته الائتلافية، وتشتيت الدعوات المطالبة باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين
تعالت الاصوات في تل أبيب التي تؤكد ان من يقوم باستهداف إسرائيل هي إيران وليست المليشيات الحوثية، وهي أصوات توكد ان التوجيهات والاسلحة كلها من ايران وما الحوثيين الا مليشيا تابعه لطهران.
حيث انضم زعيم جبهة الوحدة الوطنية الإسرائيلية بيني غانتس يوم الاثنين إلى رئيس الموساد ديفيد برنياع في الدعوة إلى توجيه ضربات مباشرة إلى إيران ردًا على هجمات الحوثيين على إسرائيل.
وقال غانتس في اجتماع لفصيله: "الحل في طهران: إذا كنت تريد وقف إطلاق النار من قبل الحوثيين، فعليك ضرب إيران بشكل مباشر"، وفق وسائل إعلام عبرية.
واضاف: "اليوم، لدينا الفرصة لتحفيز" انقلاب استراتيجي "ضد إيران ووكلائها. يجب أن نستفيد من الفرصة. سيكون من الخطأ الاستراتيجي التاريخي عدم القيام بذلك".
وجاءت تعليقاته بعد يوم واحد من تقرير لموقع Ynet الذي ذكر أن رئيس الموساد دعا إلى توجيه ضربة مماثلة إلى إيران ردًا على الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون على إسرائيل