حذر تقدير موقف إسرائيلي، من أن التوصل لاتفاق سلام بين السعودية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، سيدعم الجماعة الموالية لإيران، وسيمنحها نفوذاً ويزيد من جرأتهم.

جاء ذلك في تقرير لـ"معهد دراسات الامن القومي الإسرائيلي"، وترجمه "الخليج الجديد"، تعليقا على إعلان المبعوث الأممي لليمن هانز جروندبرج، توصل أطراف النزاع في اليمن إلى اتفاق للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل وقفاً لإطلاق النار يشمل عموم البلاد، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة، معرباً عن ترحيبه بتلك التدابير.

ووفق التقرير الإسرائيلي، فإن شروط اتفاق السلام الناشئ يعد "انتصارا للحوثيين إلى حد كبير، حيث ستحتفظ الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران بمعظم الأراضي الخاضعة لسيطرتها، والتي تشمل غالبية السكان، والعاصمة صنعاء، والوصول إلى البحر الأحمر".

ويضيف: "سترفع السعودية الحصار الجوي والبحري الذي فرضته على هذه المناطق وتمويل إعادة إعمار اليمن وآليات حكومته المشتركة بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها، والمدعومة من السعوديين".

ويلفت التقرير إلى أن الرياض لطالما كانت حريصة على وضع الحرب في اليمن وراء ظهرها، من أجل شراء السلام والتركيز على إصلاحاتها الداخلية ومبادراتها الطموحة.

ويتابع: "هذا الهدف تتقاسمه الولايات المتحدة، المهتمة بإنهاء الحرب التي أودت بحياة ما يقارب 150 ألف ضحية بشكل مباشر، وضعف هذا العدد بشكل غير مباشر".

اقرأ أيضاً

تعطل بمحادثات اليمن ووقف التطبيع مع إسرائيل.. حرب غزة تقلب الخطط الاستراتيجية السعودية

ويخلص التقرير إلى أن الاهتمام السعودي الأمريكي بنجاح محادثات السلام في اليمن "يمنح الحوثيين نفوذاً ويزيد من جرأتهم، فهم يدركون أن الولايات المتحدة ستتردد في اتباع رد قاس ضدهم حتى لا يعرضوا السلام الهش في اليمن للخطر، ويؤدي إلى انهيار المحادثات".

ويشير إلى أنه للسبب نفسه، "ترفض السعودية المشاركة في القوة البحرية الدولية".

ويختتم التقرير بالقول: "تنفيذ الاتفاق سيعزز القوة السياسية والاقتصادية للحوثيين، الذين يطالبون أيضًا بحصة من عائدات النفط اليمنية، ويمنحهم حافزًا لمواصلة معركتهم الجديدة ضد إسرائيل والولايات المتحدة".

وتتكثف منذ مدة مساعٍ إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل لأزمة اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعُماني إلى صنعاء، وجولات خليجية للمبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ والأممي غروندبرغ.

كما أنهى وفد من الحوثيين في سبتمبر/أيلول الماضي جولة محادثات استمرت 5 أيام مع مسؤولين سعوديين في الرياض، بحضور وفد الوساطة العمانية، لبحث اتفاق محتمل قد يمهد الطريق لإنهاء الصراع الدائر في اليمن منذ نحو 8 سنوات.

وأدت الحرب في اليمن بين الحكومة والحوثيين -الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ 2014- إلى مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر، واعتماد معظم السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

اقرأ أيضاً

لماذا يهاجم الحوثيون إسرائيل؟ وما تداعيات ذلك على اليمن؟

المصدر | معهد دراسات الامن القومي الإسرائيلي - تردمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اليمن حرب اليمن الحوثيون الحرب في اليمن السعودية سلام اتفاق سلام فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الزنداني: الحكومة اليمنية تأمل إنهاء الحرب عبر التفاوض لكنها مستعدة للخيار العسكري

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أكد وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني أن الحكومة اليمنية تأمل في إنهاء الحرب عبر التفاوض، لكنها إذا أُجبرت على العودة إلى الخيار العسكري، فستفعل ذلك.

وجدد الزنداني في مقابلة مع صحيفة  “العربي الجديد”، التأكيد على أن خريطة الطريق الأممية لإنهاء الحرب في اليمن لا تزال صالحة، رغم المتغيرات السياسية والدولية التي أثرت على خريطة الطريق.

وأشار الزنداني إلى أن الحكومة اليمنية تبذل جهوداً للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب، لكنها مستعدة للخيار العسكري إذا لم يكن هناك خيار آخر.

وأكد على أن الحرب لا تخدم مصلحة اليمن أو اليمنيين، وإنما تخدم مصالح المليشيا الحوثية التي تتلقى دعمًا إيرانيًا.

وبشأن إمكانية وجود تدخل أميركي بشأن خارطة السلام اليمنية، وربط عودة المسار التفاوضي بتوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، قال الزنداني، “إن الحكومة اليمنية، على تواصل مع الإدارة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، ومع بريطانيا وأيضاً مع دول التحالف، وبشكل عام تُبذل جهود، ولكن وُجدت أيضاً بعض الاختلافات وأصبحنا مثلاً نجد دول الاتحاد الأوروبي التي كان موقفها إلى حد ما ليّناً مع جماعة الحوثيين أصبح مختلفاً، وأيضاً بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية”.

وتابع: “لكن في المحصلة، التفكير بالانطلاق في أي عملية سياسية لتحقيق السلام يعتمد على سلوك الحوثيين بشكل أساسي، وهل لديهم الاستعداد للقبول بحل سياسي، وهل لديهم الاستعداد للتخلي عن السلاح وأن يكونوا مكوناً مثل بقية المكونات السياسية، وفي المحصلة السلام ليس مجرد رغبة فقط، ولكن هو أيضاً سلوك وممارسة”.

وأشار الزنداني إلى أن هناك تواصلاً مع المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، بخصوص إعادة إحياء خريطة الطريق، لكنه أكد على أن المبعوث الأممي لا يستطيع أن ينجز شيئاً بنفسه، وإنما يحتاج إلى إرادة سياسية قوية من قبل الدول المؤثرة على السياسة الدولية وفي مجلس الأمن.

وأفاد الزنداني أن الحكومة اليمنية تواجه أزمة اقتصادية خانقة، وإنها تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي من خلال تعزيز كفاءة أجهزة الدولة ومؤسساتها، وزيادة المقدرة على تحصيل الموارد، وتحسين السياسات المالية.

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء بريطانيا: بوتين غير جاد بشأن السلام في أوكرانيا
  • “أوتشا” يحذر من تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة
  • معهد إسرائيلي: الهجمات من اليمن ستستمر ما دامت “إسرائيل” ماضية في عدوانها على غزة
  • المركزي الأوروبي يحذر من آثار الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي
  • اليمن: صمودٌ أُسطوريٌّ في وجه الطغيان العالميّ
  • الزنداني: الحكومة اليمنية تأمل إنهاء الحرب عبر التفاوض لكنها مستعدة للخيار العسكري
  • غروندبرغ يحث على التنسيق الدولي لدعم السلام في اليمن
  • تصاعد الانتهاكات ضد العاملين الإنسانيين في مناطق الحوثيين وسط صمت دولي
  • الزنداني يحذر من العودة للخيار العسكري مع تعثر مسار السلام في اليمن
  • أردوغان يحذر من زرع التفرقة في تركيا بإثارة نعرات عرقية وطائفية