كيف تتعامل مع الشخص الحساس؟
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
سرايا - يعاني كثيرون من صعوبة في التعامل مع الأشخاص الحساسين، سواء في المحيط العائلي، أو دائرة الأصدقاء، أو حتى في العمل. فالأشياء التي قد تبدو طبيعية مثل الأضواء الساطعة أو الضوضاء العالية، قد تسبب لهم الإرباك والتوتر.
ولتجنب إثارة غضبهم، لا بد أولا من التعرف على الشخص الحساس، ثم فهم الطريقة المثلى للتعامل معه دون إثارة غضبه.
يقول اختصاصي الطب النفسي الدكتور أسامة كنعان إن الشخص الحساس "هو الذي يميل إلى الشعور بمشاعر وعواطف وأحاسيس وتصورات للعالم من حوله بقوة أكبر من الشخص العادي. وقد تؤدي هذه الحساسية إلى مشاعر مؤلمة أو سلبية بشكل أكبر من أثرها في الشخص العادي، كذلك الأمر بالنسبة للمشاعر الممتعة والمحفزات الإيجابية".
وبحسب كنعان، فقد أظهرت دراسات أن الأشخاص الحساسين لديهم زيادة في نشاط بعض أجزاء الدماغ المرتبطة بالوعي والتعاطف والتخطيط والمعلومات الحسية.
ويتابع، "لا تعتبر الحساسية العالية مرضا أو اضطرابا عقليا، بل هو وصف لمجموعة من سمات الشخصية والخبرات التي يتمتع بها بعض الأشخاص".
المشاعر العميقة والقوية: وجود مشاعر قوية إيجابية أو سلبية على حد سواء، فقد يبكون بسهولة من مشهد فيلم بسيط، أو يقدرون بشدة جمال منظر طبيعي.
أحاسيس جسدية قوية: عادة يكون للأشخاص ذي الحساسية العالية وعي شديد بالأحاسيس الجسدية، سواء أكانت أصواتا أو أضواء أو إحساسا، فقد لا يتحملون الأماكن الصاخبة أو المزدحمة أو الساطعة، أو يفضلون ارتداء الملابس الناعمة والمريحة فقط.
التعاطف الكبير مع الآخرين: عادة يلتقط الأشخاص الحساسون مشاعر الآخرين بسرعة وسهولة، ويمكنهم أن يشعروا بما يشعر به الآخرون، مما قد يورثهم إرهاقا مستمرا لامتصاص مشاعر الآخرين.
حساسية عالية تجاه الآخرين: غالبا ما يواجهون صعوبة في قبول التعليقات النقدية، حتى لو قيلت بشكل معقول، ويشغل بالهم ما يفكر به الآخرون.
حساسية عالية تجاه النفس: غالبا ما يكون الشخص كثير القلق والتوتر، ويلقي اللوم على نفسه، ويواجه صعوبة بالتخلي عن أفكاره ومشاعره السلبية.
علامات أخرى: مثل ضعف القدرة على تحمل الألم، والتزامهم بالروتين وكرههم للتغيير، بالإضافة للحذر الشديد كي لا يرتكبوا الأخطاء، وسرعة الغضب، وردود الفعل غير المتوقعة، وحاجتهم إلى وقت أطول لاتخاذ القرارات.
2-لا تعتبر الحساسية العالية مرضا أو اضطرابا عقليا-(بيكسلز)
الانتباه إلى حاجة الأشخاص الحساسين للتعبير عن مشاعرهم وإمضاء بعض الوقت وحدهم (بيكسلز)
يقترح اختصاصي الطب النفسي بعض الطرق للتعامل مع ذوي الحساسية العالية، بحيث لا تؤذي مشاعرهم، ومنها:
التقبل وعدم إطلاق الأحكام عليه.
معالجة وتقليل ما يشعرهم بالتوتر.
توفير بيئة هادئة لهم.
احترام الحدود، وإعطاؤهم مساحة شخصية أكبر.
التواصل معهم بلطف.
توفير الدعم والمساعدة عند الحاجة.
الاستماع لهم بعناية.
تقدير احتياجاتهم للتعبير عن مشاعرهم دون لومهم.
لا تأخذ الأمور على أنها شخصية عند حاجتهم إلى البقاء وحدهم.
تجنب إخبارهم أنهم حساسون للغاية.
3-عادة يلتقط الأشخاص ذوي الحساسية مشاعر الآخرين بسرعه وسهولة-(بيكسلز)
الأشخاص الحساسون يتميزون بقدرتهم على التقاط مشاعر الآخرين والإحساس بهم بسرعة وسهولة (بيكسلز)
مشاعر متزايدة
وبدورها، تقول المستشارة وخبيرة الإتيكيت رامه العساف إن شخصيات الأفراد متعددة وفق تعدد ثقافاتهم وبيئاتهم "لذلك قد نرى عدة أنماط لشخصياتهم المختلفة تحتاج إلى معاملة خاصة. وقد نجد كثيرا من الأشخاص لديهم حساسية عالية أثناء التعامل معهم، وهذا يتطلب معاملة خاصة ومختلفة عن التعامل مع الشخصيات الأقل حساسية".
ويمتلك 15-20% من الأشخاص سمة الحساسية العالية في شخصيتهم، وفق العساف، "ودائما ما نراهم يواجهون كثيرا من المواقف الحياتية المتقلبة بحدة، وفقدان القدرة على التحكم بانفعالاتهم بشكل كبير والسيطرة عليها، وقد تكون بشكل مبالغ به في بعض المواقف، وقد تكون واهنة في مواقف أخرى".
وتشرح العساف في حديثها للجزيرة نت، "الشخص عالي الحساسية يظهر مشاعر متزايدة ومبالغ بها إلى حد كبير، وتفاعل أقوى مع شعوره الداخلي، مثل الشعور بالفرح أو الألم، كما يمتلك حدسا قويا يسيطر على تعامله مع المواقف التي تشعره بالإرهاق والتوتر".
وتضيف العساف أن لدى الأشخاص الحساسين، "علاقات وثيقة بالصداقة ويهتمون بها، وتكوين روابط عميقة، لكنهم في المقابل يتجنبون كثيرا من المناسبات الاجتماعية والاستماع إلى الموسيقى الصاخبة".
وترى العساف أن الأشخاص الحساسين يتمتعون بمستوى عالٍ من الإبداع إذا ما تم التعامل معهم بالشكل السليم "فلديهم سرعة بديهة، ودقة ملاحظة، مع قدرة عالية على التحليل والتركيز، كما أن لديهم القدرة على أداء المهمات التي تحتاج إلى الانتباه والدقة والسرعة".
وتشير المستشارة وخبيرة الإتيكيت إلى أن وعي الناس بطبيعة شخصياتهم ونمطها "مهم يسهم في التعامل بمرونة مع المواقف الحياتية المختلفة ومع الآخرين من حولهم، فلكل شخصية نقاط قوة ونقاط ضعف، لكن تنمية القوة عند إدراكها يثبط من الضعف".
4-الاشخاص ذو الحساسية العالية يتمتعوا بمستوى عالي من الإبداع-(بيكسلز)
الأصوات المفاجئة أو المتكررة: مثل الضجيج الذي يأتي من طنين سيارة الشرطة بالقرب من المنزل، أو الضوضاء المتكررة المزعجة مثل الساعة التي تدق، إذ يتمنى الشخص ذو الحساسية العالية أحيانا العيش داخل فقاعة.
بقاء الأصدقاء أو الضيوف في المنزل: يحب الشخص الحساس عائلته، ويمكنه تحمل وجودهم في مساحته لفترة قصيرة، لكن إذا بقي الضيوف لأكثر من يوم، فإنه يشعر بالتوتر والضيق.
المواجهة: يكره إيذاء الآخرين، وعند المواجهة -مهما كان نوعها- فإنه يشعر بأنه قد يصاب بالشلل، ولا يعرف ماذا يقول أو ماذا يفعل.
الفوضى والاضطراب: خصوصا في المساحة الشخصية الخاصة بذوي الحساسية العالية، إذ يحتاج إلى كل شيء منظم ونظيف، ولا يستطيع تقبل الفوضى.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: مشاعر الآخرین التعامل مع
إقرأ أيضاً:
دليل الأم الذكية في التعامل مع غضب الأطفال
الغضب من أكثر المشاعر الإنسانية تأثيرا وتعقيدا، ويزداد التحدي عند التعامل مع الأطفال الصغار الذين يفتقرون للقدرة على التعبير عنه بشكل متوازن. قد يجد الأهل أنفسهم أمام مواقف صعبة، مثل غضب طفل في الثالثة من عمره يظهر انزعاجه بملامح عابسة وصوت غاضب. وعلى الرغم من أن هذا السلوك قد يبدو مزعجًا، فإنه يمثل خطوة إيجابية نحو تعلم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره دون إيذاء نفسه أو الآخرين.
لماذا يصعب تعليم إدارة الغضب؟تختلف تجربتنا مع الغضب بناء على تجارب طفولتنا. فقد يكون بعض الآباء قد نشؤوا في بيئات يميل فيها الكبار إلى الانفجار غضبا أو على العكس، تجنبوا إظهاره تمامًا. هذه الخلفية تؤثر على كيفية تعامل الأهل مع غضب أطفالهم، مما يجعلهم يشعرون بعدم الراحة عند مواجهة هذا الشعور لدى أطفالهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟list 2 of 2منصة ألعاب الأطفال "روبلكس" تُحدّث أدوات الرقابة الأبويةend of listومع ذلك، إدراك أن الغضب شعور طبيعي يساعد في تغيير هذا التصور. من خلال فهم أن الغضب لا يجب قمعه أو تفجيره، يمكن للأهل تعليم أطفالهم كيفية قبوله والتعامل معه بطرق صحية.
الغضب وتطور الدماغ عند الأطفالأدمغة الأطفال الصغيرة قادرة على الشعور بالمشاعر القوية، لكنها لم تطور بعد المهارات اللازمة للتحكم بها. الطفل الغاضب غالبًا ما يواجه صعوبة في التعبير عن مشاعره بالكلمات. هذا يعود إلى عدم نضوج أجزاء الدماغ المسؤولة عن المراقبة الذاتية والتعبير.
إعلانكيف تساعدين طفلك؟ 1. التنظيم العاطفي المشترك
عندما يعاني الطفل من مشاعر قوية مثل الغضب، يحتاج إلى مساعدة من البالغين لتهدئة جسمه وعقله. يمكن تحقيق ذلك من خلال الهدوء الجسدي (مثل الجلوس بجانب الطفل أو الإمساك بيده) والتواصل اللفظي الهادئ. على سبيل المثال، يمكنكِ وضع يد طفلك على قلبه لتشجيعه على ملاحظة سرعة نبضاته وتهدئتها.
2. تقبل الغضب كمشاعر مشروعة:أظهري لطفلك أن الغضب شعور طبيعي ومقبول. يمكنك القول: "أنا أرى أنك غاضب لأنك لم تحصل على ما تريد، وهذا شيء صعب". هذا يعزز لديه الشعور بأنكِ تتفهمين مشاعره، مما يسهل عليه تجاوزها.
3. تعليم إستراتيجيات للتعبير الصحي:بمجرد أن يهدأ الطفل، شجعيه على وصف ما شعر به وكيف تجاوز تلك المشاعر. يمكن أن يكون ذلك من خلال الرسم، أو الكلمات البسيطة التي تناسب عمره، مثل: "كنت غاضبًا لأنني أردت تلك اللعبة".
نتائج مثبتةتشير الأبحاث إلى أن تدريب الأطفال على التنظيم الذاتي للمشاعر منذ الصغر ينعكس إيجابيًا على صحتهم النفسية والاجتماعية. أظهرت دراسة نشرت في مجلة "علم النفس التنموي" أن الأطفال الذين يتعلمون إدارة مشاعرهم يطورون مهارات أعلى في حل المشكلات، وتقل لديهم المشكلات السلوكية في المستقبل.
التعامل مع غضب الطفل ليس تحديا فقط، بل هو فرصة لتطوير مهاراته العاطفية. من خلال تقبّل الغضب كعاطفة طبيعية وتعليم الأطفال طرقًا صحية للتعبير عنها، يمكن إعدادهم للتعامل مع مشاعرهم بثقة. كوني نموذجًا إيجابيًا لطفلكِ، ولا تنسي أن الأطفال يتعلمون أفضل من خلال مشاهدتهم لكِ وأنتِ تديرين مشاعركِ بهدوء واتزان. كوني صبورة. فتطوير مهارات التحكم بالمشاعر رحلة طويلة، لكن ثمارها تستحق الجهد.