«العبودية» تجلب انتقادات على مرشحة الرئاسة الأمريكية نيكي هيلي
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
واجهت المرشحة لانتخابات الرئاسة الأميركية نيكي هيلي، التي يعتبرها البعض النجمة الجديدة لتيار اليمين، انتقادات شديدة لرفضها ذكْر العبودية خلال سؤال عن أسباب الحرب الأهلية في الولايات المتحدة.
وسأل ناخب خلال حديث مع المرشحة لانتخابات 2024 في ولاية نيوهامشير: «لماذا اندلعت الحرب الأهلية في الولايات المتحدة؟»، لترد سفيرة واشنطن السابقة لدى الأمم المتحدة: «هذا سؤال سهل»، قبل أن تسهب في انتقاد إدارة الدولة الأميركية للحريات الفردية في الداخل حينذاك.
وقال محاورها: «أجد أن من الجنون الرد في 2023 على هذا السؤال من دون ذكر العبودية».
وخلال الحرب الأهلية الأميركية، التي دارت رحاها بين عامي 1861 و1865، أعلن الجنوب الكونفدرالي استقلاله عن الولايات المتحدة، وحارب من أجل الحفاظ على العبودية التي أُلغيت في بقية أنحاء البلاد.
وقالت هيلي: «ماذا تريد مني أن أقول عن العبودية؟»، رداً على الرجل الخمسيني، وبدت في موقف دفاعي. ثم التفتت إلى الجمهور لتقول: «السؤال التالي».
وواجهت هيلي سيلاً من الانتقادات لهذا الرد الذي بُث عبر شاشات التلفزيون في الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن عبر منصة «إكس» معلقاً على التسجيل المصور للمرشحة الجمهورية: «كان الأمر يتعلق بالعبودية».
وسخر المتحدث باسم فريق حملة رون ديسانتيس، أحد منافسي هيلي في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، والتي يخوضها أيضاً الرئيس السابق دونالد ترمب أيضاً، من ردها، قائلاً: «نيكي هيلي أدخلت نفسها في حالة إرباك كبيرة أثارتها بنفسها».
وعندما سُئلت هيلي عن الأمر، حاولت التراجع، وقالت لمحطة إذاعية محلية: «بالطبع كانت الحرب الأهلية مرتبطة بالعبودية، كلنا نعرف ذلك».
ومع ذلك، أعاد العديد من الأشخاص مشاركة تصريحات أدلت بها المرشحة، يعود تاريخها إلى الفترة التي كانت فيها حاكمة لولاية كارولاينا الجنوبية.
ورفضت هيلي حينذاك تغيير العلم الكونفدرالي لهذه الولاية مع أن الكثيرين يعتبرونه رمزاً للعبودية والعنصرية.
ثم غيَّرت رأيها بعدما أطلق أحد الأشخاص النار داخل كنيسة في ولايتها، ما أسفر عن سقوط 9 أميركيين من أصل إفريقي في عام 2015.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الولایات المتحدة الحرب الأهلیة
إقرأ أيضاً:
مقابر في تربة العبودية
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
الطيور التي تولد في الأقفاص تعتقد ان الطيران جريمة. .
أبشع ما قد يمر به الإنسان في حياته ان يكون مضطهدا في بلاده. مشكوكاً بوطنيته، مطاردا مستهدفا ملاحقا من يوم ولادته حتى مماته. لا خيار أمامه سوى الاعتراف للجلاد بجرائم لم يرتكبها، أو الموت تحت سياطه. هذا هو مصيره المحتوم ومصير كل الأبرياء الذين ساقتهم الأقدار، فوقعوا في قبضة عناصر امن الدولة منذ خمسينيات القرن الماضي وربما حتى يومنا هذا. .
شاهدنا في أفلام الرعب الهوليودية شخصيات وهمية من وحي الخيال السينمائي، نذكر منها: شخصية (الرجل المستذئب)، الذي يجسد حالة نادرة يتحول فيها الانسان إلى ذئب كاسر ليلة اكتمال القمر، اما عندنا نحن العرب فلدينا جماعات تتقمص أخلاق الضباع والتماسيح من دون ان تكون لها توقيتات قمرية محددة، فجأة يتحول المتنفذون والمتسلطون إلى ضباع لا تعرف الرحمة. .
وحتى لا نظلم الحيوانات المفترسة لابد من الاعتراف بانها لا تعذب بعضها البعض للتسلية أو من اجل انتزاع اعترافاتها. فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستمتع بتعذيب أبناء جلدته، ويمتلك الخصال الدونية الخسيسة. .
لا ريب ان ضحالة الأخلاق في سياسة الأنظمة التعسفية الحاكمة تسببت في انحراف الأجهزة الأمنية القائمة على الوشاية وتقارير المخبر السري والاتهامات الباطلة، وما إلى ذلك من صلاحيات مفتوحة تسمح لها بارتكاب الجرائم. .
لقد فقد الناس ثقتهم بالاجهزة الأمنية التي تعتمد على القيل والقال في تقرير مصير المواطنين، الذين فقدوا ثقتهم بمؤسسات مسكونة بتمجيد الاغبياء والسفلة. . مؤسسات يترأسها الجاهل، ويحكمها الأحمق، ويتسلط فيها المتغطرس. ويشعر فيها المواطن باليأس والإحباط. .
لقد وصل الطغيان بجزار السجون المصرية حمزة البسيوني إلى مخاطبة المعتقلين بهذه العبارة: (لو جاء ربكم بنفسه لحبسته في سجن انفرادي). ثم وجدوا هذا المجرم ممزقا ومشوها بحادث سير بين الإسكندرية والقاهرة. كانت لديه مجموعة من الكلاب المفترسة. أشهرها لاكي، الذي كان يشبه الأسد من فرط ضخامته وقوته، وأيضا ميمي وليلى وهما كلبتان معدتان لترويع المعتقلين الجدد. كان المجرم (بسيوني) انموذجا من نماذج المجرمين المتخصصين بتعذيب المواطنين حتى يذوقوا الموت غصة بعد غصة. .
لقد شهدت أحوال المواطنين تداعيات كبيرة في بعض العواصم العربية، التي لم تعد فيها الأجهزة الأمنية بحاجة إلى جلسات التعذيب، بعدما صار القتل على الهوية وعلى الشبهة، وربما سمعتم بالمواقف الأجرامية التي سجلها وزير العدل السوري (شادي الويسي) بنفسه عندما كان يسدد بندقيته إلى رؤوس النساء، ويطلق عليهن النار في الساحات العامة وامام أنظار الجموع الغفيرة. .
في معظم البلدان العربية يغدوا الانسان مسجونا في دائرة عبثية، فهو يتكاثر لا ليحيا بل ليضاعف بؤسه، بينما الطغاة يتلذذون بثمار هذا الانحناء المتكرر امام أعينهم، وهكذا يغرق الإنسان في مستنقع القهر. انه عجز الضعيف عن تحويل معاناته إلى رفض مطلق. عجز يحول الحياة المؤلمة إلى فعل عبثي يدور حول محور الالم حيث يزدهر الطغاة كظلال دائمة لهذا الانكسار، كشجرة سامة لا تزدهر الا في تربة العبودية. .