كفى لفاً ودوراناً.. الحل الوحيد هو قيام الدولة الفلسطينية والبدء مع مطلع العام الجديد
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
ديسمبر 29, 2023آخر تحديث: ديسمبر 29, 2023
رامي الشاعر
كاتب ومحلل سياسي
“جولة جديدة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تشمل إسرائيل والأردن وفلسطين والإمارات والسعودية وقطر لمناقشة الحرب في فلسطين”.
هكذا يجب أن تكون صيغة الخبر من الآن فصاعدا، وليس كما ورد في الخبر الرسمي “جولة جديدة تشمل إسرائيل والأردن والضفة الغربية.
ورسالتي بشأن “اللف والدوران” إنما موجهة وبالدرجة الأولى إلى الإدارة الأمريكية، التي تمارس ذلك “اللف والدوران” والمناورة والألاعيب لعرقلة كل الجهود المؤدية إلى إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأولوية الخطوات التي يجب أن تتخذ لا بد وأن تبدأ من الإنعاش الفوري للجنة الرباعية الدولية المعتمدة من الأمم المتحدة والتي تشمل روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي تعد الأداة الأساسية التي أنشأتها هيئة الأمم المتحدة لتسوية القضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، واتخاذ قرار بتكليف الأمين العام أنطونيو غوتيريش للجنة بإعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وتشكيل لجنة خاصة مكونة من مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات والجزائر والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأمم المتحدة تتلخص مهامها خلال شهر إنهاء كل الإجراءات الخاصة بعقد مؤتمر دولي، يتم من خلاله تحديد الجدول الزمني، الذي لا يتجاوز نهاية العام القادم، لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة، والشروع في ممارسة مهامها وفقا للدستور، الذي تكلّف لجنة، يشارك فيها ممثلين عن جميع القوى الفلسطينية بما في ذلك المستقلين، لوضعه.
وخلال هذه الإجراءات وحتى إتمامها، تبقى منظمة التحرير الفلسطينية هي من يمثل الشعب الفلسطيني، إلى أن يتم الاعتراف الدولي بالحكومة الفلسطينية، ومؤسسات دولة فلسطين، وهو ما يحتاج فوراً، ومنذ الأيام الأولى من بداية العام القادم، أن تشكل منظمة التحرير الفلسطينية لجنة تشارك فيها جميع القوى الفلسطينية دون استثناء، وليس هناك أي ضرورة لتضييع الوقت بعقد مؤتمر وطني، فكل شيء واضح والظروف تتطلب اتخاذ إجراءات وترتيبات ميدانية خاصة بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما أرجو من وزراء الخارجية العرب، الذين سيلتقون بلينكن أن يكون تركيزهم أيضاً على الإنعاش الفوري للجنة الرباعية، وحينما يبدأ الوزير الأمريكي في “اللف والدوران” ويحاول التهرب من ذلك متحججاً بأن مسعاه في الجولة الجديدة هو حل الوضع الراهن في فلسطين، فيجب إيقافه عند حده، ومواجهته بعدم الجدية والمناورة لكسب الوقت لصالح نتنياهو وإسرائيل ولصالح الانتخابات الأمريكية وإعطاء مزيد من الفرص للاستمرار في الإبادة الجماعية وتصفية شعبنا الفلسطيني.
كما يتعين على الرئيس الأمريكي التوقف عن المراهنة على إبعاد روسيا عن دورها في حل أزمة الشرق الأوسط (لمعرفته التامة أن روسيا لن تتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني كاملة)، والمراهنة على الخلافات الفلسطينية والتناقضات العربية والإسلامية التي انتهت بالكامل مع الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الفلسطيني من أطفاله ونسائه وشيوخه في نهاية هذا العام.
وموقف شعبنا الفلسطيني الباسل معروف وواضح ومثبت ومتحقق بأنه شعب لا يخشى الشهادة، ينضم إلى ذلك شعوب عربية وإسلامية كثر، نسمع كل يوم الآن عن ارتقاء أحد شهدائها الأبرار، كان آخرهم علي أحمد بزي “قاسم” من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان، مرتقيا
على طريق القدس. وبعده مباشرة ارتقى أخ له في مسيرة الشهادة من أجل فلسطين الشهيد ابن إيران البار العميد رضا الموسوي، الذي استشهد نتيجة استهداف لمحل إقامته في دمشق من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
ولن يتوقف العالم العربي والإسلامي عن تقديم الشهداء حتى تعود فلسطين، وتعود القدس عاصمة لها.
وإذا كان العام الحالي، الذي تبقى على نهايته بضعة أيام، هو عام فلسطين، فإن العام المقبل سيكون عام إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بسواعد العالم العربي والإسلامي وبدعم الأحرار في جميع أنحاء العالم.
ونأمل أن يبادر زعماء الدول العربية من بداية عام 2024 بعقد قمة عربية للإعلان خلالها الإصرار على الخروج الكامل للقوات الإسرائيلية المتواجدة بشكل غير شرعي على أراضي دولة فلسطين، وتشكيل لجنة متابعة عربية دائمة للمشاركة والمساعدة في الترتيبات الخاصة ببناء المؤسسات الحكومية الفلسطينية وإعادة بناء البنى التحتية ليتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حياته اليومية الاعتيادية في دولته المستقلة فلسطين .
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الدولة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
أكثر من 6200 لاجئ غادروا الأردن منذ مطلع العام لإعادة توطينهم في بلد ثالث
#سواليف
غادر 6259 لاجئا الأردن خلال العام الحالي لإعادة توطينهم في بلد ثالث، وفق بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، حتى شهر تشرين الأول الماضي.
وفي الشهر الماضي، غادر قرابة 790 لاجئا الأردن إلى دول ثالثة من خلال إعادة التوطين، 50 لاجئا منهم أجل لم شمل الأسرة، والرعاية الخاصة وغيرها من الفرص.
وبلغ عدد المغادرين بهدف إعادة التوطين منذ إطلاقه في العام 2014، أكثر من 76 ألف لاجئ، 10,761 لاجئا منهم في العام الماضي، فيما كانت الحصيلة الأعلى 21,499 لاجئا في العام 2016.
مقالات ذات صلة العدالة الغربية المزعومة: مذكرة اعتقال أم مسرحية هزلية؟ 2024/11/22ويحتاج قرابة 111 ألف لاجئ في الأردن إلى إعادة التوطين، أي ما يقرب من 14% من اللاجئين المسجلين. ومع ذلك، لا يمكن النظر سوى في إعادة توطين 1% بسبب الأماكن المتاحة المحدودة.
وإعادة التوطين؛ عملية تؤدي إلى حل دائم في بلد ثالث لاجئين لا يستطيعون الاندماج محليا أو العودة إلى بلدهم الأصلي، وممن لديهم احتياجات حماية مستمرة في البلد الذي يعيشون فيه، وفق الأمم المتحدة.
وتدرس المفوضية باستمرار حالات الأشخاص الأكثر ضعفا من أجل تقييم مدى مطابقتها لمعايير إعادة التوطين، عبر بيانات ومعلومات يتم مشاركتها من اللاجئ مع مكتب المفوضية أثناء مرحلة التسجيل (أو التجديد)، ومعلومات يتم جمعها من خلال شركاء المفوضية وأثناء الزيارات المنزلية.
ووفق تقرير المفوضية، بلغ عدد طلبات إعادة التوطين منذ مطلع العام الحالي 8880 طلبا، مقارنة مع 8536 طلبا في العام الماضي، و7166 طلبا في العام 2022.
وبينت المفوضية أن البلد “الثالث”، سيعمل على توفير الحماية والحقوق للاجئ وتعليمه اللغة السائدة فيه ومنحه والعائلة دورات تثقيفية عن البلد لتسيير أمور حياته اليومية لفترة زمنية ولإيجاد عمل يحقق له دخل دائم للاندماج في المجتمع والحصول على إقامة دائمة ثم جنسية بحسب قانون كل بلد.
ولدراسة حالة اللاجئ الذي يحتاج إلى “إعادة توطين”، تشترط المفوضية أن يكون اللاجئ مسجلا فيها ولديه ملف وأن تكون لديه احتياجات للبدء في دراسة ملفه، ولا يحتاج اللاجئ إلى تسجيل أو التقّدم للحصول على هذا الطلب.
“وعادةً ما تُمنح الأولوية في مسألة لم شمل الأسرة لأفراد الأسرة النواة مثل الأزواج والأطفال دون سن 18 عاما، وغالباً ما يكون الآباء والبالغون والأطفال غير المُعالين والأشقاء البالغين والأجداد والأقارب الآخرين غير مؤهلين للم شملهم بالأسرة في بلد ثالث ما لم تكن هنالك ظروف استثنائية”، وفق المفوضية.
وعن الفرق بين إعادة التوطين إلى بلد ثالث والعودة الطوعية للاجئين إلى بلدهم الأصلي، قالت المفوضية إن إعادة التوطين تخضع لمعايير وشروط تحددها المفوضية وبلد التوطين وتحتاج إلى دراسة، فيما أن العودة الطوعية فإنها خيار للاجئ لعودته إلى وطنه الأصل، والمفوضية لا تفرضه على اللاجئ ولا تقبل بأن يعود اللاجئ إلى وطنه في حال شكل هذا الأمر خطر على حياته وعائلته.
وأشارت إلى أنه في حال الموافقة على التوطين من قبل البلد الثالث وسفر اللاجئ إلى هذا البلد سيتم إغلاق ملف اللاجئ في مفوضية اللاجئين.