الشرق الأوسط بات بركانا على وشك الانفجار.. بهذه العبارة حذر الباحث والدبلوماسي الباكستاني السابق زامير أحمد أوان، في مقال نشره موقع "مودرن دبلوماسي" دول العالم، لا سيما الدول الأوروبية، من الاستمرار في الانجرار وراء الولايات المتحدة وعدم فعل ما يلزم ضد إسرائيل لوقف حربها في غزة، والتي باتت تأخذ أبعادا إقليمية خطيرة.

تململ أوروبا

ويعتبر الكاتب أن هناك إرهاصات على إمكانية تململ أوروبا من الاصطفاف خلف واشنطن في تلك المسائل، مدللا بـ"تحالف حارس الازدهار"، والتي أعلنت الولايات المتحدة في البحر الأحمر، وقالت إنه ضم 20 دولة، معظمها أوروبية، حيث نأى بعض شركاء واشنطن الأوروبيين عن ذلك التحالف، رغم إعلان الأمريكيين مشاركتهم.

في واقع الأمر، وبعد أن جرت الولايات المتحدة أوروبا خلفا في حرب أوكرانيا، والتي كبدت القارة العجوز خسائر اقتصادية وسياسية كبيرة، فإن هناك حالة من الوعي باتت تتشكل داخل الرأ ي العام الأوروبي، لا سيما على مستوى الشباب الذي أصبح متسلحا بالوعي، ترفض الانجرار خلف واشنطن في تحركاتها العالمية، وخلق سياسة أوروبية أكثر استقلالا.

اقرأ أيضاً

هجمات إقليمية وضربات أمريكية إسرائيلية.. هل بدأت حرب أوسع؟

من هنا، يقول الكاتب، إن الجغرافيا السياسية تتغير بسرعة، وقد وصل الوعي إلى مزيد من الجماهير حول العالم وفي أوروبا، وعلى الرغم من أن الشباب الذي يقود تلك التغييرات ليس لديهم رأي يذكر في صنع السياسات، إلا أن المستقبل يعتمد عليهم، ومن المعروف أن أهميتهم ومشاركتهم في القرارات الكبرى أمر مرغوب فيه للغاية وذو أهمية كبيرة.

إسرائيل تريد حربا أبدية

ويقول الكاتب إن الشرق الأوسط مثل بركان قد ينفجر في أي لحظة، حيث بدأت إسرائيل الحرب، ويبدو أنها لا تريد إنهاءها أبداً.

ومنذ أكثر من سبعة عقود، وهي تعمل على إخراج الفلسطينيين من الأرض الأم وتجميعهم في نقطتين، غزة والضفة الغربية، والآن تطالب بإخراجهم من غزة، ومن المعروف أن وغزة منطقة غنية بالغاز، وإسرائيل تراقب مواردها الطبيعية.

ويرى أوان أن الدعم الاقتصادي والدفاعي والدبلوماسي غير العقلاني الذي قدمته الولايات المتحدة جعل إسرائيل جريئة لدرجة أن العالم كله لم يتمكن من تهدئتها ولم يتمكن من إجبارها على إنهاء الحرب.

ومن ناحية أخرى، أعربت "حماس" عن رغبتها في التفاوض وإنهاء العداون.

اقرأ أيضاً

تحليلات غربية: حرب غزة أكثر النزاعات العسكرية تدميرا في القرن الـ21

الكرة في الملعب الأمريكي

من هنا، يقول الكاتب إنه إذا علقت الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية ودعمها الدبلوماسي، فيمكن لإسرائيل أن تأتي إلى طاولة المفاوضات وقد يتمكن المجتمع الدولي من حل جميع النزاعات في إطار محادثات الأمم المتحدة سلمياً.

لكن إذا ظلت الولايات المتحدة على حالها، فإن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة وقد يصبح كارثة ليس على المنطقة فحسب، بل قد تجتاح العالم أجمع، يقول الكاتب.

المصدر | زامير أحمد أوان / مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الشرق الاوسط حرب غزة حرب إسرائيل البحر الاحمر غزة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا.. تداعيات على العراق

2 يناير، 2025

بغداد/المسلة: سوريا الجديدة، بعد سقوط نظام الأسد مؤهلة أكثر من أي وقت مضى للاضطلاع بدور الممر الاستراتيجي لنقل الطاقة من منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط والغاز إلى أوروبا.

وشهدت السنوات الماضية طرح عدة أفكار لمشاريع خطوط لأنابيب الغاز التي تربط الشرق الأوسط بأوروبا النهمة للطاقة، من بينها خط الغاز العربي الذي استهدف ربط مصر بالأردن ولبنان وسوريا، ومن ثم تركيا وينتهي بأوروبا.

خط الغاز القطري التركي يمثل تحولاً استراتيجياً في مشهد الطاقة في الشرق الأوسط وأوروبا، مع تداعيات قد تكون عميقة على العراق. بصفته دولة غنية بالموارد الطبيعية وذات موقع جغرافي حيوي، يمكن أن يصبح العراق لاعباً رئيسياً في هذا المشروع أو منافساً متأثراً بتغير ديناميكيات السوق.

إذا نجح المشروع، فقد يخلق مساراً جديداً لنقل الغاز من الشرق الأوسط إلى أوروبا، مما يقلل من الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، الذي تقلصت حصته من 40% إلى أقل من 15% من واردات الاتحاد الأوروبي بعد الحرب الروسية الأوكرانية. هذا التحول قد يدفع العراق إلى إعادة تقييم دوره في سوق الطاقة العالمي، خاصة أن الخط المقترح يعبر دولاً منافسة مثل قطر وسوريا وتركيا.

العراق يعاني من مشكلات هيكلية في قطاع الطاقة، منها تراجع إنتاجه بسبب ضعف البنية التحتية وسوء الإدارة، فضلاً عن التحديات الأمنية. لكنه يبقى شريكاً محتملاً قوياً، إذا ما أراد تعزيز حضوره الإقليمي. يمكن للعراق أن يمد المشروع بالغاز عبر ربطه بخطوط تصدير جديدة، ما يمنحه فرصة للاستفادة من البنية التحتية المحدثة وخفض الاعتماد على صادرات النفط التقليدية. هذا الخيار يتطلب استثمارات ضخمة وإصلاحات داخلية لضمان استقرار الإمدادات.

على الجانب الآخر، قد يكون العراق عرضة للتهميش إذا لم يُدمج في المشروع. نجاح خط الغاز القطري التركي قد يضعف من فرص العراق في تحقيق مشاريعه الخاصة لنقل الغاز إلى أوروبا عبر تركيا. كما أن المنافسة مع الغاز القطري الأكثر تنافسية في الأسعار قد تجعل الغاز العراقي أقل جاذبية للأسواق الأوروبية.

الجغرافيا السياسية تلعب دوراً كبيراً في نجاح المشروع. الدول التي سيمر بها خط الأنابيب، مثل سوريا وتركيا، تواجه تحديات سياسية وأمنية كبيرة. تحقيق الاستقرار في سوريا سيظل شرطاً أساسياً لإنجاز المشروع، وهو ما قد يستغرق سنوات. من ناحية أخرى، يشكل الوضع الأمني في العراق تحدياً مماثلاً، حيث لا تزال المناطق الحدودية غير مستقرة، مما قد يهدد سلامة أي خطوط أنابيب مقترحة.

قطر تركز حالياً على الغاز المسال، الذي يمثل خياراً أقل مخاطرة وأكثر ربحية، مما يثير الشكوك حول مدى التزامها بالمشروع. كما أن الدول الأوروبية قد تميل لتفضيل شحنات الغاز المسال، التي تُعتبر أكثر مرونة مقارنة بخطوط الأنابيب الثابتة.

في ظل هذه الظروف، يجب على العراق صياغة استراتيجية متوازنة تعزز تعاونه الإقليمي وفي الوقت ذاته تحمي مصالحه الوطنية. ذلك يشمل تحسين بنيته التحتية للطاقة، وزيادة إنتاج الغاز، وتطوير علاقاته مع الدول المشاركة في المشروع لضمان دور محوري في هذا النظام الإقليمي الناشئ.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا.. تداعيات على العراق
  • 5 وقائع مرعبة تضرب أوروبا وأمريكا في 2025..ماذا حدث أول أيام العام الجديد؟
  • ضياء رشوان: إسرائيل شنت حربا غير مسبوقة على قطاع غزة ولكن لم تنجح
  • فزغلياد: لماذا تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟
  • زيلينسكي: الولايات المتحدة قادرة على مساعدة أوكرانيا لإجبار روسيا على تحقيق السلام
  • جورج مارشال أهم الشخصيات العسكرية الأمريكية.. لماذا عارض تأييد إسرائيل؟
  • “رابطة محترفات التنس”: “مبادلة أبوظبي” من أبرز البطولات بالشرق الأوسط
  • العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
  • عقبتان أمام حل دبلوماسي بين ترامب وإيران
  • "رابطة محترفات التنس": "مبادلة أبوظبي" من أبرز البطولات بالشرق الأوسط