جمعية المرأة بـطاقة تختتم فعاليات العام الجاري
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
احتفلت جمعية المرأة العمانية بولاية طاقة أمس بختام فعاليات أنشطتها لعام 2023 ، إذ استهل الحفل بورقة عمل للجمعية بعنوان "شبابنا ثروة" قدمها محاد بن سعيد العوايد من فريق طاقة الخيري، حيث أشار إلى أن برنامج "شبابنا ثروة" يمثل أحد البرامج المتكاملة لدعم الشباب وتمكينهم لعمل مشاريعهم وخلق بيئة إيجابية لاستثمار الطاقات الإيجابية الواعدة وذلك بعمل دورات تدريبية في مجال اهتمام الشباب، كما يهدف إلى سد فجوة المهارات بين الشباب في المؤسسات التعليمية وسوق العمل من خلال توفير فرص دراسية مجانية متقدمة في مختلف القطاعات، والاستعانة بالخبراء والمحترفين لصقل مهارات الشباب واستثمار وقتهم في التعليم المستمر وإعدادهم لسوق العمل.
أما الورقة الثانية، فكانت عن دور بنك التنمية في أهمية تمكين المرأة العمانية وتعزيز دورها الريادي في تنمية الاقتصاد المحلي، وقدمها سعيد بن حسن بيت علي سليمان من فرع صلالة، تناول في ورقته الخدمات التي يقدمها البنك والبرامج التمويلية الداعمة لمشروعات المرأة الريفية وتمكين المرأة الريفية من إدارة مشروعها الخاص.
أما الورقة الثالثة، فكانت عن الخدمات والبرامج التمويلية وأهم المبادرات في ريادة الأعمال قدمتها سميرة بنت سعيد مسن من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إذ أكدت ان الهيئة تسعى لتحقيق رؤيتها خلال الفترة القادمة والتي تكمن في تمكين المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة والتي تمثل اللبنة الأساسية في منظومة الاقتصاد الوطني لتعزيز التنمية المستدامة. مشيرة إلى أن رسالة الهيئة التي تعمل على تنفيذها هي دعم وتمكين المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة للنمو والتوسع، ورفع قدراتها التنافسية من خلال برامج مبتكرة ومستدامة بهدف تنمية الفرد والمجتمع وتنويع مصادر الدخل ورفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.
وقام المهندس محمد بن عوفيت المعشني الرئيس التنفيذي لشؤون الشركة بميناء صلالة راعي هذه الفعالية بتكريم المساهمين والداعمين لإنجاح أنشطة وفعاليات الجمعية لعام 2023 .
وعلى هامش الحفل تم افتتاح معرض بعنوان "شبابنا ثروة" تضمن ركنا فنيا للجنة الصحية بطاقة، وركنا لفريق ارتقاء الفني، وركنا للكورشية وركنا للمشغولات اليدوية بأيادي الأشخاص ذوي الإعاقة (مركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة).
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
التعليم بين جمود الماضي وابتكار المستقبل
#التعليم بين #جمود_الماضي و #ابتكار_المستقبل
#عبدالبصير_عيد
لم يعد التعليم اليوم مجرد عملية تلقين، بل تحول إلى منظومة متكاملة تتطلب الابتكار والتكيف مع التطورات التكنولوجية. ومع ذلك، لا تزال بعض المؤسسات التعليمية متمسكة بمناهج وأساليب تدريس لم تعد تلبي احتياجات العصر. في المقابل، يشهد التعليم قفزات نوعية بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي يعزز التعلم الشخصي والمتمايز، مما يستدعي اعتماد طرق تدريس أكثر مرونة وابتكارًا. لكن مقاومة هذا التغيير من قبل بعض المؤسسات تعرقل تطوير العملية التعليمية.
المشكلة لا تتوقف عند المناهج، بل تمتد إلى السياسات الإدارية التي غالبًا ما تستبعد الكفاءات الشابة من مراكز صنع القرار. بدلًا من الاستفادة من أفكارهم المبتكرة، يتم تهميشهم لصالح أصحاب الخبرة التقليدية، حتى لو لم تعد تلك الخبرة تواكب متطلبات العصر. هذا النهج يؤدي إلى إحباط الشباب ودفعهم للبحث عن فرص خارج المنظومة التعليمية التقليدية، مما يحرم المؤسسات من طاقات بشرية قادرة على التطوير.
إن استمرار المؤسسات في الاعتماد على كوادر غير محدثة معرفيًا ومهارياً يسهم في تراجع جودة التعليم. فالتعليم ليس مجرد وظيفة، بل عملية مستمرة تتطلب التعلم مدى الحياة، حيث يجب أن يظل الأكاديميون منخرطين في برامج تنمية مهنية دائمة لمواكبة كل جديد.
وما يثير الاستغراب أن بعض المؤسسات التعليمية لا تزال تتردد في تبني التكنولوجيا بشكل كامل في العملية التعليمية. في حين أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية يمكن أن تحول التعليم إلى تجربة تفاعلية أكثر جاذبية، نجد أن المشكلة لا تكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في العقليات التي ترفض الاعتراف بأنها ضرورة وليست مجرد خيار.
دول عديدة أثبتت أن تبني التكنولوجيا في التعليم يعزز جودة التعلم ويجعله أكثر كفاءة. على سبيل المثال، فنلندا وسنغافورة من بين الدول التي استفادت من الذكاء الاصطناعي والتعلم التكيفي، مما مكنها من تقديم تجربة تعليمية مصممة خصيصًا لكل طالب. في المقابل، لا تزال بعض الجامعات العربية تعتمد على مناهج لم تتغير منذ عقود، مما يزيد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.
ومن الأسباب الرئيسية لهذا الجمود هو غياب رؤية استراتيجية واضحة في بعض المؤسسات التعليمية. بدلًا من التخطيط لمواكبة العصر، نجد أنها تُدار بعقلية تقليدية لا تتناسب مع التطورات السريعة التي يشهدها العالم. هذه الفجوة بين التعليم وسوق العمل تجعل المؤسسات غير قادرة على تخريج كوادر مؤهلة للمستقبل.
على سبيل المثال، رغم التوسع في التعليم عن بُعد عالميًا، نجد بعض الجامعات لا تزال ترفضه، رغم قدرته على توفير فرص تعلم أكثر مرونة وكفاءة. هذا التردد يؤدي إلى تعطيل الاستفادة من إمكانيات التعليم الرقمي، ويزيد من عزلة المؤسسات عن التطورات الحديثة.
التغيير لا يعني إلغاء الماضي، بل الاستفادة من التجارب السابقة لصنع مستقبل أفضل. الحل لا يكمن في إقصاء أصحاب الفكر التقليدي، ولا في تهميش الشباب المبتكر، بل في تحقيق توازن بين الجانبين.
يجب على المؤسسات التعليمية تبني سياسات تشجع دمج الشباب في عملية صنع القرار، وتوفر لهم فرصًا حقيقية للمشاركة في تطوير المناهج وطرق التدريس. كما ينبغي دعم الكفاءات الشابة وتدريبها لتكون قادرة على قيادة التغيير. التعليم ليس ساحة للصراع بين القديم والجديد، بل اختبار لقدرتنا على التكيف مع تطورات العصر.
إذا أردنا تعليمًا يتناسب مع المستقبل، فعلينا تجاوز هذا الجمود وفتح الأبواب أمام الشباب للمشاركة في تطوير التعليم، مع الاستفادة من خبرات الماضي لصنع مستقبل أكثر إشراقًا. التغيير ليس خيارًا، بل حاجة ملحة يحتاجها شباب اليوم لبناء المستقبل.