التراث الثقافي اللامادي في 2023… حضور محلي ودولي يبشر بخطوات التعافي
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
دمشق-سانا
شهدت معظم المحافظات طيلة عام 2023 فعاليات ونشاطات ثقافية تراثية تسلط الضوء على العناصر الثقافية اللامادية التي تتميز بها المجتمعات المحلية في محاولة لصونها والحفاظ عليها، وبالمقابل كان هناك حضور استثنائي لعناصر ثقافية سورية مسجلة على القوائم الوطنية محلياً منها “شرانق الحرير أو تربية القز” و”صناعة العود والعزف” و”الوردة الشامية والممارسات المرتبطة بها” و”مسرح خيال الظل” و”نفخ الزجاج السوري يدوياً” والتي تبشر بخطوات التعافي في هذا المجال بعدما شهدت سورية حرباً طالت مكوناتها وعناصرها الثقافية.
الحدث الأبرز كان إدراج منظمة اليونيسكو في 5 كانون الأول عنصر نفخ الزجاج يدوياً على قائمة التراث الثقافي اللامادي الذي يحتاج إلى صون عاجل خلال اجتماع الدورة الثامنة عشرة للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي اللامادي في بوتسوانا.
وكانت فرق من وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية بمشاركة الحرفيين حاملي عنصر نفخ الزجاج التقليدي عملت على رصد هذا العنصر الثقافي السوري ومعاينته وتوصيف التحديات التي تواجهه وتوثيقه تمهيداً لتجهيز الملف الخاص الذي تم تقديمه لمنظمة اليونيسكو التي عملت على تقييم واعتماد خطة الصون الوطنية له والتي تهدف لإعادة إحياء الحرفة وتطويرها كإحدى الصناعات الإبداعية السورية.
وفي 5 شباط كرمت مطرانية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس 150 مشاركاً من كبار السن في مشروع إحياء التراث السرياني الشعبي، وهدفه إحياء التراث السرياني السوري المحكي وحفظه من الضياع، وشمل ذلك محافظات حلب وحمص والحسكة، وتضمن إجراء لقاءات مع كبار السن تمحورت حول الكنائس المنسية بين حلب وإدلب والعادات والتقاليد، وأجواء الأفراح التراثية، والأمثال الشعبية واللغة والألحان السريانية، والمطبخ السرياني، والشخصيات الريادية.
أما البروكار الدمشقي فحط رحاله في اليابان في 20 آذار فحاكت منه الفنانة اليابانية يوكي ياسودا قطعاً فنية فريدة شاركت فيها بأسواق ومعارض فنية في بلادها.
وفي 26 نيسان وبمشاركة سورية ووفود عدة دول، تم الإعلان عن إطلاق التحالف الآسيوي لحماية التراث الثقافي، وذلك ضمن أعمال مؤتمر مجلس حماية التراث الثقافي الآسيوي الذي أقيم في مدينة شيآن بالصين.
كما منح الاتحاد العام للحرفيين في 26 نيسان أول صك ملكية للحرفي محمد الكجك عن تحفة تراثية إبداعية، وهي عبارة عن كرة من الصدف مطعمة بالفضة والذهب كُتبت عليها أبيات شعر عن دمشق، ويعتبر هذا الصك أول صك ملكية تحفة تراثية في سورية.
وكطقس تراثي مجتمعي واحتفاء بموسم قطاف الوردة الشامية أقيم في حلب بتاريخ 20 أيار مهرجان قطاف الوردة الشامية الذي نظمته وزارة الثقافة-مديرية التراث اللامادي ومديرية الثقافة بحلب في قرية النيرب بريف حلب.
وفي قرية المراح بمحافظة ريف دمشق في 25 أيار شاركت السيدة الأولى أسماء الأسد أهالي المراح قطاف الوردة الشامية، فطقوس القطاف كل عام هي شاهد على الأهمية الاجتماعية والثقافية التي لا تخبو للوردة الشامية بالنسبة لمن يصون هذا التراث ويحميه.
وفي 4 حزيران وبمشاركة سورية أقيمت فعاليات الملتقى العربي للتراث الثقافي بنسخته الرابعة في الإمارات العربية المتحدة بعنوان “ثقافة العمران وصمود التراث”، نظمه المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم-الشارقة) بالتعاون مع معهد الشارقة للتراث، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، وذلك في مقر المكتب بمركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي بالمدينة الجامعية.
وفي 23 حزيران نظمت مؤسسة وثيقة وطن معرضاً للتراث الفلسطيني بعنوان (من جيل إلى جيل) بالتعاون مع الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين (جمعية التراث الشعبي-مجموعة إبداعات) بهدف التعريف بالأعمال التراثية الفلسطينية باعتبار أن الحرب في العالم اليوم هي حرب هوية وإثبات وجود من خلال الثقافة وتضمن منتوجات من التراث الفلسطيني، وقطع مطرزات بمختلف أنواعها ومنسوجات تراثية.
ومن تاريخ 4 إلى 7 تموز انطلقت في مدينة تورينو الإيطالية أيام “الوردة الشامية.. من سورية إلى تورينو” نظمتها المتاحف الملكية في تورينو والأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع منظمة سانتاغاتا لاقتصاديات الثقافة بهدف تعزيز الثقافة السورية والتعريف بأهمية دورها في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وإيماناً بقوة الدبلوماسية الثقافية كأداة حيوية لتعزيز الحوار الدولي، وتشجيع التعاون والسلام والتنمية بين شعوب العالم.
وتضمنت الأنشطة معرضاً للصور الفوتوغرافية تحاكي الوردة الشامية والممارسات والحرف المرتبطة بها، وعرض الفيلم الوثائقي قسم سيرياكوس، وندوة تتناول الوردة الشامية في الأدب السوري لكونها مصدراً غنياً للكتاب والشعراء في القرن الحادي عشر، وأمسية موسيقية بعنوان قصيدة للوردة، ومؤتمر التراث الثقافي بعنوان جسور السلام، واختتمت الأيام بأمسية موسيقية كلاسيكية لعازفين من سورية وإيطاليا.
وتكريماً للحرف اليدوية السورية التراثية وضمن أيام الوردة الشامية.. من سورية إلى تورينو عرض مجسم فني للوردة الشامية في 5 تموز وذلك في الحدائق الملكية الإيطالية، واعتمد التصميم على ست حرف تقليدية عريقة.
وحاولت مجموعة كراسي كوليكتف الفنية الناشئة في حلب والتي تضم شباباً وشابات يجمعهم الشغف تجاه الفن بجميع أنواعه، استكشاف ثقافة وتاريخ سورية ومشاركتها مع العالم، لتترجم آخر مشاريعها بتقديم منتج مصنوع يدوياً لتكون جزءاً من أيام الوردة الشامية.. من سورية إلى تورينو في إيطاليا.
وفي 27 تموز انطلقت في طرطوس فعاليات مهرجان دلبة مشتى الحلو الحادي عشر للثقافة والفنون بعنوان “صدى التوت والحرير” الذي نظمته وزارة الثقافة بالتعاون مع مؤسسة الملتقى الثقافي الخيري والفعاليات الأهلية والاغترابية بالمشتى احتفاء بعنصر ثقافي سوري لا مادي تميزت به المنطقة وهو “شرانق الحرير أو تربية دودة القز” حيث ازدهرت في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين صناعة الحرير الطبيعي وزراعة شجر التوت وتربية دودة القز في المنطقة.
وتضمنت فعاليات المهرجان نشاطات ثقافية وتشكيلية مع عرض لمنتجات الحرير الطبيعي وعرض حي لدودة القز، أما الأمسيات الموسيقية فحاكت أهمية هذا العنصر الثقافي فقدمت أمسية “طريق الحرير” لكورال الحجرة بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، وأمسية “وصايا الحرير” بقيادة الموسيقي جورج طنوس و”خيط حرير” لجوقة الفرح بقيادة المايسترو كلوديا توما.
وفي 7 آب نظراً للالتزامات المقدمة لعناصر التراث الثقافي ووضع وتنفيذ خطط صونها بالاشتراك مع المجتمع المحلي والجهات المعنية من حكومية ومجتمعية للارتقاء بصناعة العناصر الثقافية وتناقلها، نظمت وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية ورشة متخصصة لوضع ملامح أولية لخطة صون عنصر صناعة العود والعزف عليه المدرج على قوائم التراث الإنساني في اليونيسكو عام 2023 وذلك في خان أسعد باشا بدمشق القديمة.
وفي 20 آب انطلقت فعاليات مهرجان الأغنيّة السورية التراثية بنسخته الثانية في قصر العظم بدمشق بهدف الحفاظ على التراث الموسيقي السوري، واستمر لمدة ثلاثة أيام وشملت مجموعة متنوعة من الأغاني التراثية التي تعكس غنى النسيج الثقافي والاجتماعي الذي يتميز به الشعب السوري عبر العصور.
وعملت الغرفة الفتية الدولية بدمشق طيلة شهر آب على مشروع حرفة التراثي المعني بتسليط الضوء على الحرف التقليدية السورية؛ والذي أطلقته بالتعاون مع وزارة الصناعة والأمانة السورية للتنمية ويهدف إلى تفعيل دور الشباب في التوثيق والتعريف بالحرف اليدوية التراثية من خلال القيام بجولات ميدانية وبناء قاعدة بيانات موحدة لجميع الحرف متضمنة التعريف بالحرفيين، وتاريخ كل حرفة ومنتجاتها.
وفي إطار تنفيذ خطة صون عنصر مسرح خيال الظل كركوز وعيواظ بعد تسجيله على قائمة الصون العاجل للتراث الإنساني العالمي بمنظمة اليونيسكو عام 2018 تابعت الأمانة السورية للتنمية التدريب الاحترافي الرابع بعد دمشق والسويداء وحلب، لتستهدف شباب محافظة طرطوس، حيث أطلقت برنامجاً تدريبياً متقدماً لاستقطاب مخايلين جدد في 14 أيلول بهدف تدريبهم على هذا العنصر السوري الأصيل.
وفي 17 تشرين الثاني بمشاركة سورية وأكثر من 40 دولة استضافت مدينة سان بطرسبورغ الروسية فعاليات منتدى سان بطرسبورغ الثقافي الدولي منتدى الثقافات المتحدة بهدف مناقشة الاتجاهات والقضايا الراهنة لتطوير البيئة الثقافية الحديثة وتبادل الأفكار والآراء حولها.
والجدير بالذكر أن معظم المراكز الثقافية والجمعيات الثقافية والمجتمعية في المحافظات شهد إقامة فعاليات ثقافية تراثية منوعة من معارض تشكيلية وأمسيات موسيقية ومحاضرات وندوات ومعارض تصوير ضوئية ومعارض للخط العربي.
رشا محفوض
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: التراث الثقافی وزارة الثقافة بالتعاون مع من سوریة
إقرأ أيضاً:
4.8 مليون نزيل بـ«فنادق أبوظبي» حتى أكتوبر
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «دانة الإمارات» تطبّق برنامجاً دولياً معتمداً للسلامة اختتام المؤتمر الدولي الأول لصون أشجار القرم وتنميتها في أبوظبيأعلنت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي استقبال فنادق الإمارة 4.8 مليون نزيل حتى أكتوبر 2024، مسجِّلةً زيادة بنسبة 27% في عدد النزلاء الدوليين مقارنةً بالفترة ذاتها من عام 2023.
استقبلت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أكثر من 3.9 مليون زائر عبر البرامج الثقافية والفنية والمعالم ومواقع الفعاليات لغاية شهر أكتوبر 2024، مع زيادة بنسبة 21% مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2023، ما يُبرز نجاح المبادرات الثقافية التي تستلهم عناصر الحداثة والمعاصرة بالتمازج مع أصالة التقاليد العريقة والتراث الثقافي. وقال سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «كانت رحلتنا تحوُّلية التزاماً بأعلى معايير الأداء والإنجاز المعتمَدة عالمياً، بينما نواصل مشاركة أبوظبي مع العالم برؤية واضحة مُحدَّدة المعالم رسمتها استراتيجية السياحة 2030 المحدَّثة واستراتيجية الثقافة، حيث حقَّقنا نتائج باهرة تعكس حِرصنا والتزام أبوظبي بالتميُّز والنمو المستدام، وتُبرز تأثير الجهود المنسقة في تطوير الوجهات والمشهد الثقافي العام».
وأضاف: «من خلال صياغة تجارب أصيلة، وتطوير بنيتنا التحتية، وبناء القدرات وتعزيز المواهب، والمشاركة المجتمعية الملهمة والفاعلة، والشراكات الاستراتيجية الوطنية والعالمية، نُسهم في ترسيخ مكانة الإمارة وريادتها عالمياً في قطاع السياحة والثقافة». واستقبلت أبوظبي من يناير إلى أكتوبر 2024 نحو 4.8 مليون نزيل في الفنادق، متجاوزةً الأرقام قبل جائحة «كوفيد»، وحقَّقت زيادة بنسبة 27% في عدد النزلاء الدوليين من 26 سوقاً رئيساً، تشمل الهند والصين وروسيا والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ومع توافر أكثر من 34.398 غرفة فندقية حتى سبتمبر 2024، تخطِّط أبوظبي لإضافة أكثر من 360 غرفة حتى نهاية عام 2024، و1.000 غرفة خلال عام 2025، لدعم الطلب المتزايد من الزوّار الدوليين.
ووسَّعت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي جهودها الترويجية إلى 27 سوقاً في 2024 مقارنةً بـ11 سوقاً في 2019، لتعزيز حضورها العالمي. وبالتوازي مع شراكات فاعلة وأساسية مع قطاع الطيران، شهدت أبوظبي قدرة استقطاب مسافرين وحجوزات مقاعد طيران بلغت 17.5 مليون مقعد في 2024، بزيادة 26% مقارنةً بعام 2023.
مؤتمرات ومعارض
تحت مظلة وجهود مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض، استضافت الإمارة 20 فعالية ضخمة في 2024، بزيادة 15% عن 2023. واجتذبت إلى هذه الفعاليات 1.15 مليون مشارك، ما يمثِّل نمواً سنوياً بنسبة 20% في أعداد المشاركين، ويُسهم في تعزيز سمعة أبوظبي وجهةً رائدةً لسياحة الأعمال.
وشهدت المواقع الثقافية والمكتبات والمتاحف التابعة لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أكثر من 3.9 مليون زائر حتى أكتوبر 2024، بزيادة 21% مقارنةً بعام 2023. وبلغ عدد الحضور في الفعاليات الثقافية الرئيسية لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي نحو 700.000 شخص بين يناير وأكتوبر 2024، بزيادة 26% مقارنةً بالفترة نفسها في 2023. واستقبلت الأنشطة التعليمية الثقافية نحو 540.000 مشارك حتى أكتوبر 2024، بزيادة 43% مقارنةً بالفترة ذاتها من عام 2023.