الثورة نت../

على نحو أسبوعي ودونما أي تنسيق أو ترتيب مسبق تشهد العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية، مسيرات حاشدة ومليونية للتعبير عن التضامن والنصرة والمساندة القوية للشعب الفلسطيني، وحركات الجهاد والمقاومة ضد كيان العدو الصهيوني الغاصب.

تخرج الجماهير اليمنية كل يوم جمعة خروجا مليونيا يملأ الساحات وتهتف بأصواتها الهادرة تعبيرا عن الغضب والرفض المطلق لما يتعرض له شعب فلسطين العربي المسلم من ظلم وقتل وتنكيل وتجويع وامتهان على أيدي أعداء الإنسانية الصهاينة والأمريكان على مرأى ومسمع من كل شعوب وأنظمة العالم، بما فيها تلك التي تربطها به روابط الدم والدين والجوار، كما تردد تلك الجماهير هتاف البراءة والصرخة في وجه المستكبرين بذلك الشعار الجريء والواضح والمعبر عن الموقف المسؤول للشعب اليمني.

ويؤكد اليمنيون من خلال خروجهم الكبير إلى ساحات المحافظات والمديريات عن صلابة ومبدئية وثبات موقفهم تجاه القضية الفلسطينية، ويطالبون القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بالمضي قدما في اتخاذ كل الخيارات والتدابير الممكنة والمتاحة لضرب الكيان الصهيوني المجرم سواء بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على أهدافه الحساسة في الأراضي المحتلة، أو بمنع السفن التابعة له والمتجهة إليه من عبور البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن حتى يوقف عدوانه وحصاره على غزة.

لم يسبق أن أجمع اليمنيون على رأي أو قضية مثلما هم عليه اليوم في وحدة الموقف تجاه نصرة الشعب والقضية الفلسطينية، وتفويض القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى لاتخاذ كل ما يمكن القيام به من قرارات وعمليات لردع العدو الصهيوني، الذي يواصل إبادة الشعب الفلسطيني أطفالا ونساء وشيوخا وبوحشية وإجرام وعنصرية لم يسبق أن شهدتها البشرية على مر التاريخ.

كما ان الخروج الشعبي المستمر وبذلك الشكل الكبير في كل الساحات يمثل دليلا على أن الشعب اليمني يتمتع دون غيره بنفس طويل في الصمود والثبات والمواجهة والتصدي لمكائد الأعداء أيا كانوا ومهما استمروا في عدوانهم دون أي كلل أو ضعف أو تراجع، إذ لا يوجد في قاموس اليمنيين أي مجال للخنوع أو الاستسلام والسكوت على الظلم، ولعل صمودهم لتسع سنوات في مواجهة ذلك العدوان والحصار الذي اجتمعت فيه أكثر من سبع عشرة دولة لديل دامغ على قوة وبأس هذا الشعب الأصيل، خصوصا بعد أن تولته قيادة حرة شجاعة.

وانطلاقا من هذا الموقف الشعبي الكبير جاء تأكيد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه التاريخي في العشرين من ديسمبر، بأن الشعب اليمني عبر بوضوح من خلال حضوره الجماهيري المليوني عن موقفه القوي والسقف العالي لمطالبه التي تتجاوز وتفوق ما يتم اتخاذه من خطوات عملية لدعم ونصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، كما أكد أن قيادة البلد وقواته المسلحة تفعل ما تستطيع وتسعى لفعل ما هو أكبر وأشد ضد العدو الصهيوني تلبية لمطالب الشعب اليمني الحر بضرورة الوقوف والمساندة القوية والمستمرة للشعب الفلسطيني حتى يحقق الله له النصر ويستعيد كل حقوقه المشروعة.

قائد الثورة أوضح أن الشعب اليمني تحرك واتخذ الموقف الصحيح على كل المستويات وأعلن تقديم كل أشكال الدعم الممكنة للشعب الفلسطيني، وتحرك من منطلق المسؤولية الايمانية والاخلاقية والدينية ليعلن الحرب على العدو الصهيوني، فحرك قوته الصاروخية وطائراته المسيرة لاستهداف العدو، كما تحرك أيضا على مستوى البحر الأحمر والبحر العربي ليمنع تحرك السفن الإسرائيلية والسفن المرتبطة بإسرائيل التي تحاول إيصال المؤن للصهاينة ليواصلوا مخططهم الإجرامي في إبادة شعب فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية ان أمكنهم ذلك.

لم يوفر الشعب اليمني وقيادته الحرة أي خيار أو فرصة لمؤازرة ومناصرة المقاومة الفلسطينية إلا واستخدمها إذ وصل موقفه، بحسب قائد الثورة حد مطالبة الدول التي تفصل اليمن جغرافيا عن فلسطين المحتلة لتفتح منافذ برية ليتحرك عبرها مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني إلى فلسطين، في الوقت الذي يواصل فيه تقديم التبرعات المالية للشعب الفلسطيني رغم الظروف المعيشية الصعبة جدا التي يمر بها، باعتباره شعب محاصر ولا يزال في حالة حرب.

ومما يميز هذا الموقف القوي أنه لا يخص فئة معينة من أبناء الشعب اليمني، بل هو تحرك رسمي وشعبي يعبر عن إرادة الشعب حتى في المحافظات المحتلة التي يسيطر عليها تحالف العدوان، وهذا يعبر عن ضمير وقيم الشعب اليمني المنسجم مع مبادئه وانتمائه وحريته وهويته الايمانية.

لهذا وصف قائد الثورة الموقف والتحرك الشعبي في اليمن بأنه “لا مثيل له على المستوى العربي والإسلامي وحتى على مستوى العالم، لما يحظى به من إجماع كبير في أوساط الشعب بأكثر حتى من القضايا الوطنية، حيث لم يكن إجماع الشعب اليمني تجاه العدوان عليه كما هو عليه تجاه القضية الفلسطينية ومناصرة الشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة”.

كما وصف موقف الشعب اليمني بالموقف المشرف والصحيح الذي ينسجم مع المسؤولية الإيمانية والإنسانية، ويستحق التضحية، والوصول إلى أقصى مدى ممكن دون تحرج ولا تردد، وذلك من خلال بذل المزيد من الجهود والمساعي لتطوير قدرات اليمن العسكرية لتتجاوز أي عوائق وتحقق أهدافها، بما يرقى إلى مستوى المسؤولية ويلبي رغبة وإرادة الشعب اليمني وموقفه الواضح ضد العدو الصهيوني في عدوانه الإجرامي على الشعب الفلسطيني في غزة.

لا يتسع المجال للحديث عن كل ما تضمنه ذلك الخطاب التاريخي لقائد الثورة في العشرين من ديسمبر والذي وجهه لكل العالم وحظي بمتابعة واهتمام وسائل الإعلام والدول والحكومات العربية والغربية التي باتت تدرك جيدا أن هذا القائد إذا قال فعل وإذا وعد أوفى، وعلى هذا الأساس جاءت ردود غالبية الدول سريعا لتحديد موقفها وتجنيب نفسها ومصالحها مما تحاول أمريكا توريطها فيه خدمة للكيان الصهيوني.

وعلى هذا فقد شكل ذلك الخطاب بداية مرحلة جديدة في تاريخ اليمن وكل دول المنطقة، من خلال وقوفه في وجه قوى الهيمنة العالمية وإرساله الكثير من رسائل التحدي لأمريكا وإسرائيل وغيرهما من دول الغرب التي ظلت دول المنطقة تدين لها بالولاء وتقدسها وتمتثل لتوجيهاتها حتى لو كانت على حساب كرامتها وثوابتها.

أصبح اليمن بفضل هذه المواقف المشرفة لقيادته الايمانية الصادقة والشجاعة وشعبه الحر الأبي عنوان المرحلة، وملهما لكل شعوب الأمة الإسلامية لاستعادة مجدها وكرامتها المسلوبة إن هي سارت على النهج والموقف اليماني وأدركت حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها في التحرك الشعبي والرسمي لإسناد الشعب الفلسطيني ودعمه على كافة المستويات في مواجهة العدو اللدود للأمة ودحره من أرض فلسطين كون ذلك هو الضمانة والسبيل الوحيد لاستعادة مجدها والحفاظ على ثوابتها ومستقبل أجيالها.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی للشعب الفلسطینی العدو الصهیونی الشعب الیمنی قائد الثورة من خلال

إقرأ أيضاً:

قبائل اليمن تعلن النكف والنفير استعدادا لمواجهة أي تصعيد

شهدت الأسابيع الأخيرة الكثير من الوقفات القبلية المسلحة التي جاءت في إطار الموقف اليمني المتعاظم في مواجهة قوى الشر والاستكبار أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، والتي مثلت رسالة تحدي صريحة لكل طواغيت العالم.

القبائل اليمنية أعلنت من خلال تلك الحشود المسلحة المهيبة أنه لا يمكن للتهديدات والاستهداف الأمريكي الصهيوني للمنشآت والمقدرات في اليمن أن توهن من عزائم هذا الشعب الصامد وثباته في مواجهة كل الأخطار والمؤامرات.

الزخم القبلي تزامن مع الانتصار العظيم والتاريخي للمقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني، والذي كان لليمن قيادة وشعبا وجيشا شرف المشاركة فيه بقوة وعلى كافة المستويات، والذي مثل مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب اليمني وقبائله الأبية التي كانت وستظل في صدارة الموقف اليمني المساند لغزة وللقضية الفلسطينية.

عبر الخروج القبلي الكبير أيضا عن الرفض للقرار الأمريكي الإجرامي بحق أبناء يمن الإيمان والحكمة ومحاولة وصمهم بالإرهاب، واعتبره ورقة فاشلة ومحاولة مكشوفة للتغطية على الهزيمة المذلة التي لحقت بالبوارج وحاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر على أيدي أبطال القوات المسلحة.. مؤكدا في نفس الوقت أن أمريكا هي أم الإرهاب والإجرام ومصدر الشر في العالم بما اقترفته من جرائم بحق شعوب العالم.

لذلك أبدت قبائل اليمن الاستعداد التام للتحرك الشامل في مواجهة كل مخططات الأعداء التي تستهدف اليمن أو الأمة، وكذا الاستمرار في التعبئة والتحشيد والتدريب والتأهيل استعداداً لأي طارئ أو خيارات تتخذها القيادة الثورية في مواجهة أي حماقة قد يقدم عليها العدو.

وصدرت عن الوقفات والنكف القبلي التي عمت المحافظات اليمنية بيانات شديدة اللهجة أكدت الثبات على الموقف المبدئي في التصدي لأعداء اليمن والأمة، ومواصلة النصرة والإسناد لكل المظلومين وفي المقدمة الشعب الفلسطيني باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لأهل الحكمة والإيمان ولا يمكن التخلي عنها مهما بلغت التحديات.

وجددت تلك البيانات التفويض لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لاتخاذ أي خطوات تصعيدية لمواجهة قوى العدوان والاحتلال وخوض أي جولات صراع مقبلة مع العدو الصهيوني الأمريكي.

التحرك القبلي الملفت لقبائل اليمن، اعتبره قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تأكيدا على الموقف الصريح والواضح والقوي والثابت لهذه القبائل الأبية، مذكرا بالرصيد العظيم للقبيلة اليمنية على مدى التاريخ في ثباتها، وشجاعتها، ونخوتها، وشهامتها وإبائها، ودورها الجهادي المشرف والمشهود على مر التاريخ في التصدي للغزاة والطامعين.

ولأنها جزء أصيل من هذا الشعب الصامد الأبي خرجت قبائل اليمن بعدتها وعديدها لتجدد العهد للقيادة الثورية الحكيمة بأنها في أتم الجهوزية والاستعداد لمواجهة أي تصعيد من قبل الأعداء الأمريكان والصهاينة، وانها ستظل كما عهدها الجميع الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كل مؤامرات وأحلام الغزاة الطامعين.

عرفت القبائل اليمنية على مر العصور بصلابتها وقوة بأسها وعدم قبولها بظلم الأعداء مهما كلفها ذلك من تضحيات، بيد أنها اليوم أكثر وعيا وبصيرة بتحركات الأعداء وأكثر قدرة على تلقينهم الدروس القاسية.

وبفضل صمود وبأس القبائل اليمنية وما سطرته من ملاحم بطولية في مواجهة الغزاة، أصبح اليمن يسمى "مقبرة الغزاة" أي أن جباله وسهوله ووديانه وصحاريه كانت وستظل مقابر جماعية لجحافل الغزاة والمستكبرين في حال ارتكبوا أي حماقة أو فكروا بدخول اليمن.

مقالات مشابهة

  • قبائل اليمن تعلن النكف والنفير استعدادا لمواجهة أي تصعيد
  • مسؤولون إيرانيون: الشعب اليمني سطّر ملحمة تاريخية في دعم الشعب الفلسطيني
  • {أنصار الله}: اليمن سيظل ثابتاً في موقفه الداعم للمقاومة والشعب الفلسطيني
  • صنعاء: قبائل نهم تؤكد الجهوزية لمواجهة العدو الصهيوني
  • عبدالسلام: سيبقى اليمن إلى جانب الحق الفلسطيني حتى التحرير الشامل
  • العلامة مفتاح: الموقف اليمني كان له أثر كبير في صمود الشعب الفلسطيني
  • رسالة حاسمة من السيسي عن تهجير الشعب الفلسطيني
  • سياسي أنصار الله: اليمن سيبقى الى جانب المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني
  • يديعوت احرنوت : اليمن بات خطرا على الكيان الصهيوني
  • الشيخ نعيم قاسم يبارك انتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته على الصهاينة ويشكر اليمن