كم عدد البشر الذين عاشوا على الأرض منذ بدء التاريخ، وكم سيبلغ عددهم عام 2050؟
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
#سواليف
8 مليار شخص يعيشون على سطح #كوكب_الأرض في الوقت الحالي، وهو رقم كبير للغاية إذا ما قورن بأعداد #البشر الذين استوطنوا الكوكب في وقت أزهقت فيه الأمراض والمجاعات حياة الملايين.
لكن هل أطلقتم العنان يوماً لمخيلتكم وتساءلتم عن العدد التقريبي للبشر الذين سكنوا كوكبنا منذ بدء #التاريخ حتى الآن؟ إليكم أرقاماً ستثير دهشتكم بلا شك:
أعداد البشر الذين سكنوا كوكب الأرض منذ بدء التاريخيقدر العلماء مرور 50 ألف عام على بدء التاريخ #البشري، أي منذ ظهر البشر للمرة الأولى على سطح #الكرة_الأرضية.
فيما مضى ساهمت المجاعات والأوبئة بإزهاق أرواح الملايين من البشر فمرض الجدري وحده على سبيل المثال أدى إلى وفاة قرابة 300 مليون شخص حول العالم، وفقاً لما ورد في موقع World Atlas الكندي.
لكن لاحقاً عززت الأدوية الحديثة من جودة حياة البشر، فبات الإنسان يعيش لفترة أطول من السابق، مع ذلك قد يدهشك أن عدد سكان الأرض منذ بداية التاريخ البشري حتى الآن هو قرابة 108.2 مليار شخص، أي ما يعادل 14 ضعف عدد الأحياء حالياً.
لكن كيف تم حساب هذا الرقم؟يبلغ متوسط العمر الافتراضي للإنسان 79 عاماً؛ ما يعني أن كل 100 عام يموت جيل بالكامل ويُولَد آخر؛ ومن ثم وفقاً لمنظمة The Population Reference Bureau الأمريكية، فقد قدر عدد البشر المولودين منذ 50 ألف عام نحو 108.2 مليار شخص، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل عديدة أخرى في الحسبان.
فعلى مدى سنوات، تراوحت الإحصائيات الخاصة بالبشر ما بين ارتفاعات في النمو وانخفاضات اعتماداً على عوامل عديدة ظهرت في أوقات محددة في التاريخ، لكن يمكن تصنيف نمو التعداد البشري إلى 3 فترات أساسية:
تشير فترة ما قبل الزراعة إلى العصر الذي بدأ فيه البشر في شق طريقهم إلى قمة هرم الحياة، وتغطي هذه الفترة أول 10000 سنة من اكتساح البشر لكوكب الأرض.
وكان معدل النمو السكاني في هذه الفترة بطيئاً للغاية بسبب الصعوبات التي أحاطت بالإنسان الذي توجب عليه أن يصارع العديد من عوامل الطبيعة من أجل البقاء.
وخلال تلك الفترة، استخدم البشر أدوات بدائية ولم تكن الزراعة قد ظهرت بعد في حياتهم.
وكان على البشر الأوائل التعامل مع عالم مليء بالحيوانات الخطرة والمناخ القاسي والأمراض التي كان علاجها مجهول تماماً.
وتشير التقديرات إلى أنَّ عدد السكان في هذا العصر بلغ نحو 10 ملايين شخص في أفضل تقدير.
2. عصر الزراعةعصر الزراعة هو الفترة التي غيَّرت حظوظ البشر كلياً. ويُطلق عصر الزراعة على الفترة ما بين 10 آلاف إلى ألف سنة مضت، وهي الفترة التي شهدت تحسناً كبيراً في جودة حياة البشر؛ الأمر الذي نجم عنه انفجار في التعداد السكاني.
فقد كان الغذاء وفيراً وأعلى قيمة غذائية أكثر من أي وقت سابق. وللمرة الأولى، بدأ الإنسان في استئناس الحيوانات؛ ما قلَّل اعتماده على الصيد، وبالتالي مخاطر التعرض للإصابة والوفاة.
وبدأ تعداد السكان يتضاعف خلال 1000 عام، وبحلول نهاية عصر الزراعة، وصل عدد البشر إلى 500 مليون شخص.
وكانت هذه نقطة اللاعودة، بمعنى أنَّ البشر آنذاك كانوا قد طوّروا مجتمعات مستقرة يمكنها الصمود في وجه أي شيء.
3. عصر الصناعةيشير عصر الصناعة إلى الفترة الزمنية التي بدأت منذ 1000 عام إلى يومنا هذا؛ وهي الفترة التي شهدت أكبر نمو في جميع جوانب الوجود البشري.
إذ ابتُكِرت التكنولوجيا، التي بدورها غيَّرت كل شيء من الأدوية إلى الصرف الصحي.
وأتاحت الممارسات الزراعية الأفضل زراعة المحاصيل في المناطق التي اعتُبِرَت الزراعة فيها مستحيلة؛ ما رفع الإمدادات الغذائية.
وقد ارتفعت أعداد البشر من 500 مليون فقط إلى 7 مليارات في تلك الفترة القصيرة.
البشر ينجون من حافة الفناءعلى مر السنين، تعرض البشر لضغوط هائلة، سواء من القوى الطبيعية أو الصناعية؛ التي دفعتهم إلى حافة الفناء.
وعلى الرغم من أن البشر تمكنوا من التغلب على تلك الضغوط فإنها أثرت بشكل جوهري على الانخفاض في التعداد السكاني لكوكب الأرض، وهذه هي أبرز العوامل التي كادت تفني البشر:
الأمراضقبل القضاء على الجدري في عام 1979، كان قد حصد بالفعل أرواح 300 مليون شخص؛ ما يجعله أحد أكثر الأمراض فتكاً على الإطلاق.
وتُوفِي 3 من كل 10 أشخاص أصيبوا بالمرض؛ ما يجعل الجدري أكثر الأمراض المخيفة في القرن العشرين.
وفي ذروة انتشاره، كان الجدري يحصد 400 ألف شخص كل عام في أوروبا وحدها، وذلك في الوقت الذي كان فيه عدد السكان لا يتجاوز الملايين.
إضافة إلى ذلك، قضى الجدري على 90% من السكان الأمريكيين الأصليين.
ويأتي في المرتبة الثانية بعد الجدري وباء الموت الأسود الذي قضى على ما بين 75 و200 مليون شخص.
ويساوي عدد السكان الذين قضى عليهم الموت الأسود بين عامي 1437 و1350 ثلث إجمالي سكان أوروبا.
إضافة إلى ذلك، قضت الإنفلونزا الإسبانية على 50 مليون شخص في عام 1918 أثناء الحرب العالمية الأولى.
وكان المرض قوياً لدرجة أنه قلَّل من متوسط عمر الأمريكيين بمقدار عشر سنوات.
وقتل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) حتى الآن 36 مليون شخص منذ ظهوره في الثمانينيات، ولا يزال تعداد الوفيات مستمراً.
وتستمر المزيد من الأمراض الخطيرة، التي يمكن أن تؤثر تأثيراً كبيراً في السكان، في الظهور كل يوم، وآخرها مرض “كوفيد-19” الناجم عن فيروس كورونا المستجد الذي اتخذ ببطء شكل الجائحة.
الحروبلم يعرف البشر السلام خلال الـ4000 سنة الماضية سوى خلال 268 عاماً فقط، أما السنوات المتبقية فقد شهد الكوكب فيها حروباً وصراعات أودت بحياة الملايين.
وشهد القرن العشرون وحده مقتل 108 ملايين شخص بسبب الحروب.
وفي المجموع، فُقِد ما يقرب من مليار شخص في الحروب منذ أن اكتشف الإنسان أنه يستطيع الحصول على ما يريده بالقوة.
وأسفرت الحرب العالمية الثانية التي اندلعت بين عامي 1939 و1945 عن مقتل 70 مليوناً في جميع أنحاء العالم، ويُعتقَد أن القوات المتحالفة الألمانية أبادت أكثر من 6 ملايين يهودي.
كانت الحرب العالمية الأولى أقل وطأة على البشرية؛ إذ أودت بحياة 17 مليون شخص في جميع أنحاء أوروبا.
إضافة إلى ذلك، تسببت الغارات المغولية بأوروبا في القرن الثالث عشر في مقتل 70 مليون شخص في أعقابها.
وكان المغول من الوحشية بحيث فضل الناس الانتحار على الوقوع تحت رحمتهم.
إلى جانب هذا، أودت الحروب النابليونية في فترة لاحقة من القرن الثامن عشر بحياة 6.5 مليون شخص في أوروبا.
الكوارث الطبيعيةالمجاعات والجفاف والزلازل والأعاصير هي بعض من أهم عناصر قائمة الكوارث الطبيعية التي لا تنتهي، والتي تصيب البشر دون سابق إنذار من وقت لآخر.
في عام 1931، توفي نحو 4 ملايين شخص في الصين بعدما دمرت الفيضانات الدولة، 420 ألفاً منهم لقوا حتفهم على خلال الفيضانات، والباقي بسبب المجاعة والأمراض التي أعقبتها.
وفي عام 1556، تسبَّب زلزال في الصين في مقتل 830 ألف شخص في شنشي.
ومنذ القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، أودت المجاعة في جميع أنحاء العالم بحياة 128 مليون شخص، وكان أسوأها المجاعة الصينية الكبرى في عام 1958 التي قتلت 43 مليون شخص.
يُعتقَد أنَّ الكوكب قد امتد إلى حدوده القصوى بسبب تعداد السكان الحالي البالغ 7 مليارات نسمة، وأنه إذا لم نفعل أي شيء حيال ذلك قريباً، تنتظرنا كارثة.
إليكم قائمة بأكثر الدول اكتظاظاً بالسكان في الوقت الحالي مع توقعات لأعداد السكان المستقبلية في كل دولة اعتماداً على نسب النمو السكاني:
عدد السكان المتوقع بحلول 2050 | عدد السكان الحالي | الدولة |
1.3 مليار نسمة | 1.42 مليار نسمة | الصين |
1.6 مليار نسمة | 1.36 مليار نسمة | الهند |
400 مليون نسمة | 329 مليون نسمة | الولايات المتحدة الأمريكية |
300 مليون نسمة | 269 مليون نسمة | إندونيسيا |
وشهد إجمالي سكان العالم زيادة بنسبة 25.6% بين عامي 2000 و2019، وإذا حافظ على نفس الوتيرة، فسيكون هناك 9.3 مليار شخص على سطح الأرض بحلول عام 2050.
حقائق سكانية مثيرة نيجيريا، الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في إفريقيا، لديها أسرع نمو سكاني في العالم ومن المتوقع أن يتجاوز تعداد سكانها أمريكا في غضون 30 عاماً. في حين أن روسيا وأوكرانيا وإيطاليا واليابان والمجر وبيلاروسيا واليونان، هي الدول الوحيدة على وجه الأرض التي تعاني من نمو سكاني سلبي. تضم اليابان الشعب الأكبر سناً في العالم، ويشكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً فيها ثلث سكان الدولة، وهي ظاهرة أدت إلى انخفاض عدد سكان اليابان بمقدار مليون نسمة بين عامي 2012 و2017. وإمارة موناكو، وهي مدينة مستقلة في فرنسا تتمتع بحكم ذاتي، هي الأكثر كثافة سكانية في العالم. ويبلغ عدد سكانها 39000 نسمة، جميعهم محصورون في مساحة 2 كيلومتر مربع. في حين أنَّ شعب النيجر هو الأصغر سناً مقارنة بدول العالم، بمتوسط عمر 15.5 سنة. ويواجه الاقتصاد الروسي خطر الانهيار بسبب النمو السكاني السلبي. فقد فقدت البلاد ما يقرب من 4 ملايين شخص منذ التسعينيات. وعلى الرغم من ارتفاع معدلات الهجرة إليها، فإنَّ العديد من الروس لا ينجبون، وذلك بسبب تدهور نوعية الحياة والارتفاع الحاد في معدل وفيات الذكور.المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف كوكب الأرض البشر التاريخ البشري الكرة الأرضية تعداد السکان ملیون شخص فی عصر الزراعة البشر الذین عدد السکان ملایین شخص کوکب الأرض ملیار شخص عدد سکان بین عامی فی جمیع فی عام
إقرأ أيضاً:
تفاصيل خطة مصر للإعمار.. تقسيم «غزة» إلى 3 مناطق لكل منها مخيم لإقامة السكان
ترتكز الخطة المصرية على إعادة إعمار القطاع فى وجود سكانه من خلال تقسيمه إلى ثلاث مناطق إنسانية، يكون لكل منها مخيم كبير يقيم فيه السكان مع توفير وسائل الإعاشة من ماء وكهرباء وغيرهما، وسيجرى إدخال آلاف المنازل المتنقلة والخيام التى تشبه المنازل إلى مناطق آمنة للإقامة لمدة ستة أشهر بالتوازى مع رفع الركام الناتج عن الحرب خلال نفس المدة.
«بدر الدين»: إعادة إعمار غزة تتويج للجهود العربية والدولية وتأكيد وجود الفلسطينيين على أرضهموأكد الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، خلال لقائه نظيره الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس، مساء أمس الأول، اعتزام مصر تقديم التصور الشامل لإعادة إعمار غزة، مع بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه، مشدداً فى هذا الصدد على أهمية البدء فى عملية التعافى المبكر.
ووسط استمرار المفاوضات تستعد أكبر قافلة مصرية من اللوادر ومعدات إعادة الإعمار لدخول قطاع غزة من أمام معبر رفح، حيث اصطفت معدات الإعمار والشاحنات المحملة بالكرافانات على الجانب المصرى من معبر رفح، فى انتظار السماح بدخولها إلى قطاع غزة، ضمن جهود دعم وإعادة إعمار المناطق المتضررة.
وتضم القافلة لوادر حديثة وكرافانات مجهزة، ويأتى ذلك فى إطار استمرار الجهود المصرية لدعم الشعب الفلسطينى، من خلال إرسال المساعدات والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية والمساهمة فى تحسين الأوضاع الإنسانية داخل القطاع.
«البرديسى»: إعادة إعمار القطاع هى الطريق الأوحد نحو تحقيق الاستقرار الإقليمى وحفظ السلام.. وصمام أمان يحمى غزة من مخططات الاقتلاع.. ويحافظ على وجود الشعب الفلسطينى فى أرضهمن جانبه، أكد الدكتور طارق البرديسى، خبير العلاقات الدولية، أن الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة تعكس بشكل واضح التزام الدول العربية بدعم الشعب الفلسطينى فى مواجهة التحديات الراهنة، وعلى رأسها محاولات التهجير القسرى التى تسعى إسرائيل إلى فرضها، موضحاً أن هذه الخطة هى مرآة حقيقية للإرادة السياسية لكل من مصر، الأردن، والسعودية، حيث ترى هذه الدول أن إعادة إعمار القطاع هى الطريق الأوحد نحو تحقيق الاستقرار الإقليمى وحفظ السلام، فضلاً عن كونها الضمانة الأساسية لبقاء الفلسطينيين فى أرضهم ومنع أى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
مبادرة إنشاء صندوق عربى خطوة مهمة للغاية فى التصدى لهذه المخططات وتعزز صمود الفلسطينيينوأضاف «البرديسى»، فى تصريحات، أن المبادرة المصرية لإنشاء صندوق عربى لإعادة الإعمار تمثل خطوة نوعية، حيث يهدف هذا الصندوق إلى توفير الدعم والتمويل اللازمين لضمان تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار على أرض الواقع، مشيراً إلى أن وجود إرادة سياسية صلبة من قبل الدولة المصرية يعزز من فرص نجاح هذه المبادرة، لا سيما أن مصر أثبتت على مدار العقود الماضية تمسكها بحقوق الشعب الفلسطينى ورفضها القاطع لأى مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشدداً على أن توفير الموارد المالية اللازمة لإعادة الإعمار هو ما سيضمن إحداث تغيير حقيقى فى غزة، من خلال إزالة آثار الدمار والبدء فى مشاريع تنموية تشمل بناء المساكن، البنية التحتية، والمرافق الحيوية.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن الأثر المتوقع لهذه الخطة يتمثل فى قدرتها على تذليل كل العقبات المادية التى لطالما كانت عائقاً أمام إعادة الإعمار، ما يخلق واقعاً مغايراً للحياة فى غزة، يعيد الأمل لسكانها ويمكنهم من الصمود فى وجه التحديات، لافتاً إلى أن البدء فى تنفيذ هذه الخطة سيكون بمثابة الحاجز القوى أمام المخططات الإسرائيلية، والتى تهدف إلى تهجير سكان غزة وفرض واقع جديد فى المنطقة، مضيفاً أن هذه الخطة ليست مجرد خطوة إنسانية، بل صمام أمان يحمى غزة من مخططات الاقتلاع، ويحافظ على وجود الشعب الفلسطينى فى أرضه.
وأوضح «البرديسى» أن التدخلات الخارجية لن تجد مبرراً لها إذا ما تم تنفيذ هذه الخطة بالشكل المأمول، حيث ستعيد الحياة إلى غزة وتضمن بقاء سكانها فى أرضهم، وهو ما سيسحب البساط من تحت أى محاولة لفرض حلول غير عادلة، مشدداً على أن هذه الخطة تمثل رسالة واضحة بأن الفلسطينيين ليسوا للبيع أو المساومة، وأن المجتمع الدولى، خاصة الدول العربية، يقف صفاً واحداً فى مواجهة أى محاولة لتهجيرهم.
القمة العربية ستسفر عن خطة عمل واضحة تدعم إعادة الإعمار.. وتدعو إلى إطلاق مبادرة سياسية لتنفيذ حل الدولتين.. والتحديات تكمن فى المحاولات الإسرائيلية المستمرة لعرقلة إدخال المعدات اللازمة لإعادة الإعماروحول أبرز التحديات التى قد تواجه القمة العربية المقبلة فى بلورة خطة متكاملة لإعادة الإعمار، أشار «البرديسى» إلى أن التحديات تكمن فى المحاولات الإسرائيلية المستمرة لعرقلة إدخال المساعدات والمعدات اللازمة لإعادة الإعمار، حيث تستخدم إسرائيل ذرائع مختلفة لفرض قيود على العمليات الإنسانية، بما فى ذلك الادعاء بعدم التزام الوفد الفلسطينى بشروط التفاوض أو المماطلة فى تنفيذ الاتفاقات، لافتاً إلى أن هذه العراقيل ليست بالأمر الجديد، حيث سبق لإسرائيل أن عرقلت إدخال المساعدات منذ الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى 19 يناير الماضى.
وأكد أن التعاون المصرى الأردنى الخليجى يشكل حجر الأساس فى حماية سكان غزة من التهجير القسرى، حيث يمثل الدور المصرى والأردنى تحديداً عنصراً حاسماً فى التصدى لأى محاولات لفرض واقع جديد على الأرض، مشيراً إلى أن مصر أعلنت مراراً أن التهجير يمثل خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، وأنها تعتبر أى محاولة لفرضه اعتداءً على سيادتها الوطنية، معرباً عن تفاؤله بأن القمة العربية المقبلة لن تكتفى ببيانات الشجب والإدانة، بل ستسفر عن خطة عمل واضحة تدعم إعادة الإعمار وتدعو إلى إطلاق مبادرة سياسية دولية لتنفيذ حل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق الاستقرار فى المنطقة.
من جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن ملف إعادة إعمار غزة يحمل أهمية بالغة فى الوقت الحالى، حيث يمثل تتويجاً للجهود العربية والدولية الرامية إلى إعادة البناء، مع تأكيد ضرورة وجود الفلسطينيين على أرضهم، مضيفاً أن عملية الإعمار تتم فى إطار دعم دولى وعربى كبير يضمن بقاء الفلسطينيين فى غزة وعدم تهجيرهم، فى وقت تحاول فيه بعض الأطراف الدولية، خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، تنفيذ مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، موضحاً أن الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة تعكس التزام الدول العربية بالحقوق الفلسطينية، وتعزز من موقف الفلسطينيين فى مواجهة محاولات تهجيرهم تحت أى مسمى.
وأكد «بدر الدين» أن مبادرة إنشاء صندوق عربى لإعادة الإعمار، التى تم اقتراحها على جدول أعمال القمة العربية المقبلة، تعد خطوة مهمة للغاية فى التصدى لهذه المخططات، وتلعب دوراً كبيراً فى تعزيز صمود الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذه الخطة تسعى لتوفير الدعم المالى والفنى اللازمين لإعادة بناء غزة بشكل يتماشى مع الاحتياجات الفعلية للسكان الفلسطينيين، وتجنب أى تدخلات خارجية قد تؤثر على سير العملية، ومضيفاً أن من أبرز التحديات التى قد تواجه الخطة المصرية العربية هى المعوقات التى قد تضعها إسرائيل فى طريق إعادة الإعمار، بما فى ذلك عرقلة إدخال المساعدات والمعدات الثقيلة، هذه العراقيل تكشف عن نوايا الاحتلال الإسرائيلى فى فرض مزيد من القيود على عملية الإعمار، ما يعوق تنفيذ المبادرة.
وأكد الدكتور خالد سعيد، خبير الشئون الإسرائيلية، أن الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة تمثل حائط صد قوياً أمام أى مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو طمس معالم القضية الفلسطينية، موضحاً أن الحل الوحيد لضمان استقرار الأوضاع فى قطاع غزة حالياً هو الشروع فى إعادة الإعمار بشكل فورى، مشدداً على أن هذا المسار يعكس موقفاً عربياً موحداً يرفض تماماً ما جاء فى «وعد ترامب» بشأن تهجير الفلسطينيين، ويرفض كذلك أى مخطط إسرائيلى أو أمريكى يسعى إلى إفراغ غزة من سكانها.