قال الشيخ الدكتور عبدالله الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الأخلاق الفاضلة الحسنة ، والشمائل الطيبة الكريمة ، والصفات الحميدة الرفيعة ، هي من قواعد الدين وأصوله الثابتة الراسخة.

أساس العقيدة الإسلامية

وأوضح " الجهني " خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الخلق الحسن أساس العقيدة الإسلامية والعمل، وثمرة التهذيب والتقويم، وأية قيمة لعقيدة وعمل لا يصحبها خلق كريم فاضل يقود صاحبه إلى العفة والحكمة.

وتابع: وشرف النفس وعلو الهمة ، ويرده عن مواطن السوء ، ورذائل الطبع ، ويحول بينه وبين ما يفسد المروءة ، ويثلم الشرف ، ويمس حرمة العقيدة والدين، فجاء عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : أَقَمْتُ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالمَدِينَةِ سَنَةً ما يَمْنَعُنِي مِنَ الهِجْرَةِ إلَّا المَسْأَلَةُ .

وواصل:  كانَ أَحَدُنَا إذَا هَاجَرَ لَمْ يَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن شيءٍ ، قالَ : فَسَأَلْتُهُ عَنِ البِرِّ وَالإِثْمِ ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ ، وَالإِثْمُ ما حَاكَ في نَفْسِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ . رواه مسلم ، منوهًا بأن البر هو الإحسان إلى الناس، والتقرب إلى الله تعالى ولا يتم ذلك إلا بحسن الخلق.

وأضاف أن  الإثم صفات قبيحة وأفعال شنيعة ، يحرص المرء على سترها ، ويكره أن يطلع الناس عليها ، فهي تؤثر وترسخ في الصدر ، وتتحدث بها النفس ويوسوس بها الشيطان ويترجمها الفعل إلى جرائم وآثام ، مشيرًا إلى أن الخلق العظيم مبدأ عظيم من مبادئ الهداية والإصلاح بين الناس .

سائر الفضائل الخلقية

وبين أنه يندرج تحته سائر الفضائل الخلقية ، والمكارم النفسية ، من عفة، وأمانة، ووفاء، وصدق، وكرم، وحياء، وشجاعة وتراحم وإخاء ، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً الغاية من بعثته، فقال عليه الصلاة والسلام : (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) رواه أحمد والبيهقي واللفظ لهما،  أي: أُرْسِلْتُ للخلْق، "لأُكمِّلَ ما انتقَصَ من الأخلاقَ الحَسنةَ.

وأفاد بأن أساسها توحيد الله عزوجل والإخلاص له سبحانه وتعالى في عبادته وترك الإشراك به، ثم يلي ذلك الصلوات الخمس فهي أعظم الأخلاق وأهمها بعد التوحيد وترك الإشراك بالله عزوجل، وتليهما الأفعال المُستحسَنة الَّتي جبَلَ اللهُ عليها عِبادَه مِن الوفاءِ والمُروءةِ والحياءِ والعِفَّةِ فيَجعَلُ حَسَنَها أحسَنَ، ويُضيِّقُ على سيِّئِها ويَمنَعُها.

واستشهد بمَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لما هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ سَأَلَهُ النَّجَاشِيُّ عَنْ حَقيقَةِ هَذَا الدِّينِ فَأَجَابَهُ قَائِلًا:(أيها الملك، لَقَدْ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةِ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ ، وَنُسِيءُ الْجَوَارَ ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ ، وَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِنُوَحِدَهُ وَنَعْبُدَهُ ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَان ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَحُسْنِ الْجِوَار ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ ، وَنَهَانَا عَنِ الْفُحْشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكُلِ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ .... ) .

وأشار إلى أن الحديث، قَدْ لَخُص الدِّينَ كُلَّهُ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ الَّتِي عُنْوَانُهَا الْكَبِيرُ : مَكَارِمُ الْأَخْلَاق ، وَقَدْ تَلَخَّصَ الدِّينُ كُلُّهُ فِي صَفْوَةِ الْخَلْقِ مُحَمَّد صلّى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً ، الذِي أَثْنَى عَلَيْهِ رَبُّهُ بِأَرْقَى وَأَجْمَلِ مَا فِيهِ فَقَالَ: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) صلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً".

 

 

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد الحرام خطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالله الجهني خطبة الجمعة من المسجد الحرام الله ع ى الله

إقرأ أيضاً:

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم..آداب يوم الجمعة

يعد يوم الجمعة من الأيام المباركة التي يحرص العديد من المواطنين على استغلالها في طاعة الله واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الأمور التي يبحث عنها الكثير، سنن يوم الجمعة للنساء، وأفضل العبادات التي يمكن فعلها. 

آداب يوم الجمعة


ليوم الجمعة آدابٌ كثيرةٌ ينبغي على المسلم أن يتحلى بها، ومن هذه الآداب ما يلي:

الاغتسال: يستحب الاغتسال يوم الجمعة، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من غسّل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلْغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها)).
التطيب: يستحب التطيب يوم الجمعة، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من اغتسل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلْغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها)).
لبس أحسن الثياب: يستحب لبس أحسن الثياب يوم الجمعة، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من اغتسل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلْغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها)).
الذهاب إلى المسجد مبكرًا: يستحب الذهاب إلى المسجد مبكرًا يوم الجمعة، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من اغتسل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلْغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها)).
الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: يستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلة الجمعة، لما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة عن أوس بن أوس الثقفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي)).
الدعاء في ساعة الاستجابة: يستحب الدعاء في ساعة الاستجابة يوم الجمعة، والتي هي آخر ساعة من يوم الجمعة، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه)).
الحرص على حضور خطبة الجمعة: يستحب الحرص على حضور خطبة الجمعة، والاستماع إليها بقلبٍ حاضرٍ، لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ترك ثلاث جمع تهاونًا طبع الله على قلبه)).
البعد عن الغيبة والنميمة: يستحب البعد عن الغيبة والنميمة يوم الجمعة، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من اغتسل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلْغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها، ويغفر له ما بين الجمعتين، وزيادة ثلاثة أيام، إلا أن يكون له لحن في قلبه)).
فضل يوم الجمعة
يوم الجمعة هو أفضل الأيام عند الله تعالى، لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة)).ومن فضائل يوم الجمعة  خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس.. فضائل يوم الجمعة يوم الجمعة، تعرف على أهمية وفضل الجمعة في حياة المسلمين فيه صلاة الجمعة، وهي أعظم صلاةٍ بعد صلاة الفرض.
فيه ساعةٌ لا يوافقها عبد مسلم وهو قائمٌ يصلي يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه.
فيه مغفرةٌ للذنوب.
أحب الأعمال إلى الله يوم الجمعة
أحب الأعمال إلى الله يوم الجمعة هي:الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
الدعاء في ساعة الاستجابة
 

مقالات مشابهة

  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • خطيب المسجد الحرام: اللهم أنج المستضعفين في فلسطين واحفظ المسجد الأقصى شامخا عزيزا
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • «الشؤون الإسلامية والأوقاف» تحتفي بذكرى الهجرة النبوية
  • “الشؤون الإسلامية والأوقاف” تحتفي بذكرى الهجرة النبوية
  • دعاء دخول المسجد كما ورد عن النبي.. «اللهم افتح لي أبواب رحمتك»
  • لعلك فهمت وفقهت يا فتى!
  • فريضة النهوض الاقتصادي وارتباطها بمبدأ الموالاة والمعاداة
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
  • الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم..آداب يوم الجمعة