روى الباحث السياسي الأمريكي من غزة أحمد الخطيب في مقال له بمجلة نيوزويك كيف فقد أغلب أفراد عائلته ومنزل طفولته في قصف إسرائيلي خلال العدوان.

وقال إنه تلقى في حوالي الساعة 5 صباحًا من يوم الخميس الموافق 14 ديسمبر/كانون الأول، رسالة عبر الواتساب من والدته أن غارة جوية إسرائيلية مميتة أصابت منزل عائلته في حي "البرازيل" في رفح، جنوبي غزة، والذي كان من المفترض أن يكون منطقة آمنة.

وأضاف "دمرت الغارة المبنى المكون من ثلاثة طوابق بالكامل. وأصبح المنزل مؤخرًا موطنًا لـ 50 شخصًا. كان عمي الدكتور عبدالله شحادة، وعمتي زينب شحادة، قد فتحا المنزل أمام العائلة والأصدقاء والجيران الذين يبحثون عن مأوى، فارين من شمال غزة. لكنه (المنزل) ذهب".

ولم تكن هناك اشتباكات مسلحة، أو قوات برية إسرائيلية، ولم يكن هناك وجود مؤكد لحماس في مكان قريب. عائلتي، من جهة والدي وأمي، تنحدر من سلسلة طويلة من المهنيين التكنوقراطيين المستقلين وغير المنتمين إلى أي حزب سياسي، بحسب الخطيب.

وتابع "تجاوز عدد الشهداء 31 شخصًا. قُتل جميع عماتي وأبناء عمومتي الخمسة الذين كانوا في المبنى على الفور. بالإضافة إلى ذلك، قُتل تسعة أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثلاثة وأربعة أشهر، مع والديهم وجميع أبناء عمومتي تقريبًا في الغارة الجوية. عمل أخي وابن عمي يوسف بلا كلل لمدة ثلاثة أيام لاستخراج رفات عائلتنا من تحت الأنقاض، وقد خرج جميعهم تقريبًا مشوهين بشدة، وكانت أجسادهم ممزقة".

"كان المنزل المدمر هو منزلي الثاني الذي نشأت فيه في غزة. كنت أزور أبناء عمي وخالاتي بانتظام، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع والأعياد. كانت جدتي تربي الدجاج والبط والحمام، وكان لدى الأسرة ثلاث أشجار زيتون ضخمة وشجرة نخيل عملاقة تنتج الزيتون والتمور وتغذي الأسرة طوال العام. كنت أنا وابن عمي يوسف نلعب بشكل روتيني ألعاب الفيديو المعقدة على الكمبيوتر، وبهذه الطريقة قمت بتوسيع مفرداتي الإنجليزية.

وقبل شهر ونصف تقريبًا من هذا الهجوم المأساوي، كان منزل طفولتي، حيث تعيش عائلتي المباشرة والممتدة من جهة والدي في مدينة غزة، قد دُمر أيضًا بسبب غارة جوية إسرائيلية ضخمة بينما كان 33 شخصًا بداخله. وبأعجوبة، نجا معظمهم. كان أخي وزوجته وأطفاله الأربعة قد خرجوا بطريقة ما من تحت الأنقاض ولم يصابوا سوى بإصابات طفيفة. وللأسف، قُتل ابن عمي البالغ من العمر 13 عامًا، وأصيب 10 عمات وأعمام وأبناء عمومة آخرين بدرجات متفاوتة من الإصابات الخطيرة. وفي وقت لاحق، وفي غارة جوية لاحقة، قُتل عمي رياض، الأخ الأصغر لأبي.

ومضى قائلا "بعد ضربة 14 ديسمبر/كانون الأول، تلقيت قدرًا كبيرًا من الدعم والحب من الأصدقاء، بما في ذلك العديد من الإسرائيليين واليهود. ولكن كانت هناك أيضًا كراهية وسخرية وتعليقات باردة من الناس على جانبي هذه الحرب اللاإنسانية. وشمل ذلك المؤيدين لإسرائيل الذين شككوا في صحة الحدث، واحتفلوا بوفاة أفراد عائلتي الذين اتهموهم أنهم من حماس، وسخروا من حزني".

وأوضح أن التدمير المنهجي للمدارس والمستشفيات وأحياء بأكملها وقتل الآلاف من المدنيين ليس خطأ فحسب، بل سيفشل في جعل إسرائيل آمنة على المدى الطويل.

وقال "وهذا ليس رأيي فحسب، بل رأي الخبراء العسكريين المتمرسين مثل الجنرال ديفيد بتريوس، ووزير الدفاع لويد أوستن، وغيرهم من القادة العسكريين الأمريكيين. وحتى لو كانت حماس تعمل بطريقة تتجاهل معايير الحرب التقليدية، فإن الجيش الإسرائيلي، باعتباره قوة عسكرية تقليدية، يتحمل مسؤولية سياسية ودولية وأخلاقية للعمل مع أقصى قدر من الاحترام للقانون الإنساني الدولي ومبادئ عقيدة الحرب العادلة".

وتابع "المعلومات الاستخباراتية الخاطئة، وقواعد الاشتباك غير المتسقة، واستخدام الذخائر الضخمة في المناطق المدنية المزدحمة والمكتظة، واستخدام القوة النارية الساحقة لدعم القوات المتقدمة، تتسبب بشكل منتظم في خسائر لا داعي لها في أرواح سكان غزة. إذا قتل الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ ثلاثة رهائن إسرائيليين وهم يلوحون بالأعلام البيضاء ويصرخون بالعبرية، فتخيل عدد المدنيين الفلسطينيين الذين قُتلوا بسبب الاستهداف السيء أو الخاطئ والقرارات المتهورة في ساحة المعركة".

وختم في نهاية مقاله "لن أعرف أبدًا لماذا قتل الجيش الإسرائيلي العشرات من أفراد عائلتي، وشوه آخرين، ودمر منزلي طفولتي في قطاع غزة. يجب أن أعيش مع هذا الألم والظلم لبقية حياتي.

المصدر | نيوزويك + الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل الاحتلال

إقرأ أيضاً:

إحالة أوراق ربة منزل قتلت جارتها لسرقة قرطها الذهبي بالفيوم للمفتي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قضت محكمة جنايات الفيوم المنعقدة اليوم ،بإحالة أوراق المتهمة «وفاء .أ. ص"، 55 عاما - ربة منزل، إلى فضيلة مفتي الديار المصرية، لإبداء الرأي الشرعي في إعدامها، وذلك لإدانتها بقتل"عائشة.م.ص"، 65 عامًا - ربة منزل، مقيمة بكفر عبود مركز ابشواي، وحددت جلسة دور الانعقاد في الاول من شهر مارس المقبل للنطق بالحكم.

صدر الحكم برئاسة المستشار ياسر محرم درويش، وعضوية المستشارين مجدي هريدي، وبيشوي النسر، وأمانة سر محمود العمدة، وسكرتارية تنفيذ صالح كيلاني.

وترجع أحداث  القضية إلى شهر أبريل من العام الماضى، عندما تلق مدير أمن الفيوم، إخطارا من مأمور مركز شرطة أبشواي، يفيد بعثور أحد المزارعين على جثة غير مكتملة، وأعضاء بشرية منثورة داخل حقله بقرية كفر عبود التابع للوحدة المحلية لقرية أبو كساه، وانتقل لموقع الحادث قوات الأمن وفريق بحث من إدارة البحث الجنائي ووحدة مباحث مركز شرطة أبشواي، وتم نقل الأشلاء التي تبين أنها لسيدة عجوز من سكان القرية ذاتها، إلى مشرحة مستشفى أبشواى المركزى تحت تصرف النيابة العامة.

تحريات إدارة البحث الجنائي
وكشفت تحريات ادارة البحث الحنائي،  أن أنها اشلاء "عائشة.م.ص"، 65 عامًا - ربة منزل، مقيمة بكفر عبود مركز أبشواى وأنها متغيبة عن منزلها منذ 3 أيام، وأن وراء مقتلها أحدي سكان القرية وتدعى "و.أ. ص"، 55 عاما - ربة منزل.

ودلت التحريات أن المتهمة اقتحمت منزل المجنى عليها ليلًا، وسحبتها إلى إحدى الحجرات، ثم طعنتها بسكين كانت في طيات ملابسها، ثم قطعتها اربا بساطور كان بحوزتها، وألقت بأجزاء جسدها فى الحقول القريبة من القرية، ظنا منها أن الحيوانات الضالة ستلتهما وتضيع معالم الجريمة، وأرجعت التحريات سبب القتل إلى سرقة قرطها الذهبي، لمرور المتهمة بضائقة مالية.

وألقى القبض على المتهمة، وأحيلت إلى النيابة العامة التي تبين لها واستقر في يقينها اقدام المتهمة على قتل المجني عليها، فأحالتها إلى محكمة الجنايات ليتم تداول القضية في جلسات المحكمة.

مقالات مشابهة

  • مصر.. قتلت والدتها خنقاً وصرخت وسط الشارع: تخلصت منها
  • عدد قتلى وجرحى إسرائيل الذين سقطوا بنيران صديقة
  • فتاة تخنق والدتها حتى الموت
  • فتاة تخنق والدتها بالايشارب.. وتعلق باكية: مكنش قصدى
  • “اقتحام سفارة إسرائيل في القاهرة”.. لماذا تعرض تل أبيب مسلسلا عن ثورة 25 يناير 2011؟
  • لماذا تعتبر إسرائيل حركة بي دي إس خطرا وجوديا؟
  • إحالة أوراق ربة منزل قتلت جارتها المسنة فى الفيوم للمفتى
  • إحالة أوراق ربة منزل قتلت جارتها لسرقة قرطها الذهبي بالفيوم للمفتي
  • روسيا تدمر أسلحة غربية ومعدات حربية متقدمة وتكبد أوكرانيا خسائر فادحة
  • الجنايات تكشف حيثيات المؤبد لفتاة قتلت مسنا وسرقته في المرج