أسرار جديدة عن البشر الأوائل.. كيف عاش أصحاب الكهف في العراق؟
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
تم اكتشاف أسرار جديدة حول البشر الأوائل في كهف "شاندر"، الواقع في جبال زاكروس بالعراق، ما أدى إلى تغيير المفاهيم الأساسية حول هذا الجنس البشري الذي انقرض منذ آلاف السنين.
يعد كهف "شاندر" في جبال زاكروس بشمال العراق، في منطقة كردستان الحالية، موقع دفن فريد من نوعه يعود للعصر الحجري، وفقا لما ذكر البلوجر العراقي أكو جكول.
منذ منتصف القرن العشرين، بدأ علماء الأجناس البشرية الحفر في هذه المنطقة، حيث عثروا على بقايا 11 فردًا من جنس "نياندرتال"، بما في ذلك 8 بالغين و3 أطفال.
وتابع البلوجر العراقي في لايف عبر حسابه على تيك توك: "كانت هذه القبور مدفونة في فترات مختلفة، ويعود تاريخها إلى ما بين 46 إلى 60 ألف عام".
وبحسب أكو جكول، تتشابه مدافن شاندر في المظهر الخارجي مع مدافن إنسان نياندرتال التي تم اكتشافها في مناطق أخرى، حيث تكون قبورًا ضحلة بعمق يتراوح بين 30 إلى 40 سنتيمترًا، يتم وضع الجثة على جانبها بطريقة تشبه وضع الطفل، نظرًا لعدم وجود معدات دفن لدى النياندرتال.
وعلى الرغم من أن معظم الهياكل العظمية التي تم العثور عليها في الكهف قد اندثرت خلال القتال في المنطقة، إلا أن العلماء استطاعوا الحصول على قوالب وبقايا صغيرة تُحتفظ بها.
وبعد انتهاء العمليات العسكرية في شمال العراق، استؤنفت عمليات التنقيب في المنطقة، وتم العثور على آخر "إنسان شاندر" في عام 2020، وفقا للبلوجر أكو جكول، لكن لم تُكشف حتى الآن معلومات محددة عنه.
أصحاب الكهف في العراقمن بين الهياكل العظمية الـ 11 التي تم اكتشافها في هذا الكهف التاريخي الفريد، كان هناك رجلان بارزان يُعرفان باسم "شاندر-1" و"شاندر-4".
يُقدر عمر "شاندر-1" بين 45 و50 عامًا، مما يعني أنه كان في سن متقدمة بالنسبة لهذا النوع من الأجناس البشرية السابقة، وقد عاش حياة صعبة وتعرض للعديد من الإصابات والكسور في أجزاء جسمه.
هذا الرجل "النياندرتالي" توفى من انهيار كهف وسقوط حجارة على رأسه، إلا أنه عاش عمر مديدا بالنسبة لأبناء جلدته، رغم أنه كان عاجزا تقريبا عن الحركة ولا يستطيع تأمين حاجته من الطعام، لكنه تمكن من العيش ما يعني أن المحيطين به تولوا إطعامه ورعايته لسنوات عديدة.
أما بالنسبة لـ"شاندر – 4"، فقد عثر بجانبه على ما أدهش المختصين، ففي عام 1972 اكتشف عالم آثار فرنسي متخصص في حبوب اللقاح، وجود تراكم لحبوب اللقاح في عينات التربة حيث كان يرقد هيكل "شاندر – 4".
البعض اعتقد أن ذلك يعني أن زهورا برية لا تزال تنبت في العراق حتى الآن وهي تستخدم أيضا في الطب الشعبي قد وضعت على جثته بعد موته في شكل طقوس جنائزية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أصحاب الكهف كهف شاندر البشر الاوائل العراق
إقرأ أيضاً:
وسيلة تواصل خفية.. اكتشاف توهج في جناحي البومة بلون لا يراه البشر
تُصنف البومة طويلة الأذن (أو البومة الأذناء) ضمن قائمة الطيور الجارحة الخلابة، إذ تتميز بخصل أذنية بارزة تشبه القرون ونقوش دقيقة متعرجة تمنحها قدرة عالية على التخفي وسط البيئة الشجرية.
وتستعرض أرصاد علمية حديثة حالة مثيرة لهذا النوع من البوم، تتعلق بظروف إضاءة معينة تدفع إلى لمعان وردي فاقع على ريش جناحيها الداخليين، ناجم عن أصباغ حساسة للضوء تُعرف باسم "البورفيرينات"، وهي غير مرئية للعين البشرية، لكنها مكشوفة أمام الطيور الأخرى التي ترى ضمن طيف الأشعة فوق البنفسجية، بما فيها البوم نفسه.
وفي الدراسة المشتركة بين جامعة ميشيغان الشمالية ومرصد وايتفيش بيرد بوينت، والمنشورة في دورية "ذا ويسلون جورنال أوف أورنيثولوجي"، أجرى الباحثون فحصا لريش الجناحين الداخليين لنحو 99 بومة أثناء هجرتها عبر شبه الجزيرة العليا بولاية ميشيغان في ربيع 2020، وقد استهدف الفريق توثيق درجات التوهج المختلفة وتفسير ما قد تعنيه من إشارات بيولوجية.
ولأن هذه الإشارات الوردية تبقى مخفية عن أعين الفرائس من الثدييات الصغيرة والقوارض، فإنها قد تمثل وسيلة تواصل خفية بين الطيور نفسها، تتيح لها تبادل المعلومات حول الهوية أو الحالة الصحية أو الاستعداد للتزاوج دون أن تنكشف أمام فرائسها.
لا يقتصر الأمر على اللمعان الضوئي فحسب، إذ إن أصباغ البورفيرينات تتعرض للتحلل مع التعرض المستمر لأشعة الشمس، مما يجعل درجة التوهج مرتبطة بعمر الريش وحالته.
إعلانوقد بينت الدراسة أن الطيور الأكبر سنا، خصوصا الإناث ذات الريش الداكن، تمتلك تركيزات أعلى من هذه الأصباغ الفلورية، في حين أظهرت الطيور الأصغر سنا أن الأفراد الأثقل وزنا منهم يتميزون بتوهج أكثر وضوحا.
وتشير هذه النتائج إلى أن التوهج قد يشكل "إشارة حقيقية" تعبر عن الحالة الصحية للطائر، ورغم أن لون الريش وحده قد يتيح تقدير جنس البومة (الإناث داكنات أكثر من الذكور)، فإن التوهج تحت الأشعة فوق البنفسجية يضيف بعدا أكثر تعقيدا إلى أنظمة الإشارات الداخلية خلال عروض التزاوج.
وتحمل الإناث معدلات أعلى بكثير من هذه الأصباغ مقارنة بالذكور، رغم أن الذكور هم من يؤدون العروض الطيرانية خلال موسم التزاوج، الأمر الذي أثار حيرة الباحثين.
وقد اقترحت الدراسة فرضية بديلة تتجاوز التفسير السلوكي، مفادها أن هذه الأصباغ قد تؤدي دورا في تنظيم الحرارة. فمن المعروف أن الأصباغ الفلورية في قشور البيض تساعد على عكس الأشعة تحت الحمراء وتنظيم حرارة الجسم، ومن المرجح أن تقوم الأصباغ نفسها بوظيفة مشابهة في الأجنحة الداخلية للإناث، مما يساهم في تقليل فقدان الحرارة أثناء فترة حضانة البيض.
وتشير الدراسة إلى أن هذا التوهج لا يتبع نمطا ثنائيا بسيطا، أي أن شدة التوهج لا تنقسم إلى حالتين واضحتين فقط (مثل موجود أو غير موجود، قوي أو ضعيف)، بل إنه يتوزع عبر طيف من الاختلافات المرتبطة بالحجم والعمر والجنس معا.
ويبدو أن التوهج الفلوري يعمل كآلية متعددة الوظائف، تجمع بين الإشارات التناسلية والتنظيم الحراري والتواصل الاجتماعي، في مشهد يعكس مدى التعقيد البالغ في أنماط التكيف الطبيعية.