بو صعب: الـ1701 يُطبّق من قبل إسرائيل أولاً ثم نتكلّم كيف على لبنان تطبيقه
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، اليوم، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي قال بعد الزيارة: "قمت بزيارة سيادة المطران الياس عوده بمناسبة الأعياد من أجل معايدته ومعايدة جميع اللبنانيين ونتمنى أن تكون السنة الجديدة سنة خير، فيها هدوء وطمأنينة وراحة بال للجميع".
اضاف: "تطرقنا خلال زيارة المعايدة لثلاثة مواضيع.
وتابع: "النقطة الثانية هي الموضوع التربوي. كما يعلم الجميع فقد حصل اجتماع في هذه المطرانية بالتحديد، مع المدارس الخاصة وممثّليها وخاصة المدارس الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستاتينية والإنجيلية، اجتمعنا ووضعنا خارطة طريق حول كيف يمكن أن يكون الحل. وهذا استُتبع في اللقاء الذي حصل في بكركي وفي وزارة التربية فيما بعد وأعتقد أن التوجّه أن نصل إلى تراجع المدارس عن الإضراب الذي أُعلن قبلاً. بإمكانهم التراجع عن هذا الإضراب إذا كانت خارطة الطريق التي وضعناها خلال اجتماعنا هنا في مطرانية بيروت والتي تتطلّب تشريعاً في المجلس النيابي، أن نتمكّن من متابعته بعد رأس السنة معهم لأن النقاط الثلاث التي بحثناها قابلة للتطبيق في المجلس النيابي وهذا يعطي طمأنينة للمدارس ويسمح أن يحصل الأستاذ على حقّه والأهل المتعاونون تُحفظ حقوقهم أيضاً كما نؤمّن استمرارية المدارس الخاصة التي تعلّم 75% من طلاب لبنان، ولدينا واجب الحفاظ عليها. تطرّقنا إلى هذا الموضوع بشكل جدّي مع سيدنا المطران عوده وأؤكد أنه ابتداءً من الأسبوع الآتي كل عملنا سيكون لتأمين المطلوب ضمن تشريع أو تحضير لتشريع قوانين مطلوب تعديلها غير القانون الذي صدر، لأننا لسنا نتكلّم عن القانون الذي صدر لأن هذا يعطي الأساتذة حقوقهم ولكن هناك قوانين أخرى بإمكاننا العمل عليها حتى تعطي المدارس حاجاتها والطمأنينة التي تحتاجها حتى تستمر".
واردف قائلا: "الموضوع الثالث هو موضوع الاعتداءات الإسرائيلية اليومية التي تحصل في الجنوب وتكون نتيجتها ضحايا مدنيين بين الضحايا والشهداء الذين يسقطون في لبنان. نؤكد بأن لبنان بغنى عن حرب، لا أحد يريد الحرب ولا أحد يتمنّاها وأيّ كلام يجب قوله ابتداءً من الأسبوع المقبل إن على المستوى الإقليمي أو المنطقة بما يتعلّق بالـــ 1701 أو استقرار أكثر على الحدود، يعني الـــ 1701 يُطبّق من قبل إسرائيل أولاً ثم نتكلّم كيف على لبنان تطبيقه. كلّنا رأينا اليوم خروقات الطيران الإسرائيلي في السماء اللبنانية، هذا خرق مباشر للــ 1701 وأعتقد أن معظم الدول المهتمة، تعرف أن لا أحد يحترم الـــ 1701 وخاصة العدو الإسرائيلي. بالتالي كان هناك كلام على ضرورة الاستقرار وإبعاد شبح الحرب عن لبنان واللبنانيين".
سئل: بصدر موقف إسرائيلي هدّد باحتلال جنوب لبنان، هل تتخوّف من توسّع الحرب؟
أجاب: "لا أعرف بماذا هدّد الإسرائيلي ليصل إلى مكان يتوقّع فيه احتلال جنوب لبنان، ولكنه يعلم أن الجنوب اللبناني أو لبنان بشكل عام لن يكون نزهة بالنسبة له، دخوله إلى لبنان ليس نزهة. نعم الحرب مؤلمة، وسيحصل الكثير من الدمار في كل لبنان لأن للعدو الإسرائيلي آلة تدمير كبيرة ولكن هذه الآلة لا تعطيه ربحاً ونصراً، وأكبر دليل ما يحصل اليوم في غزة. بعد أيام طويلة من الحرب لم يستطع تحقيق إنجازات يريدها ويطمح إليها. لبنان بالتأكيد ليس نزهة بالنسبة له، لهذا لا نريد الوصول إلى هذه المرحلة. كل العمل الذي يحصل مع كل المعنيين هو من أجل إبعاد شبح الحرب عن لبنان. لا نريد الحرب ولا أعتقد أن العدو الإسرائيلي يريدها لأنه يعلم أنها ستكون مؤلمة بالنسبة له".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المجلس النیابی
إقرأ أيضاً:
سر الاستقواء الأمريكي – الإسرائيلي
شكّل الإعلان الصادر عن وزير الحرب في كيان الاحتلال يسرائيل كاتس، حول الحصول على ترخيص أمريكي بالبقاء في المناطق اللبنانية المحتلة دون قيد زمنيّ، صدمة للبنانيين وحكومتهم بعد نيل حكومة الرئيس نواف سلام الثقة وهي تبني آمالاً، كما قالت في مواقف رئيسها ووزير خارجيّتها وسبقهم رئيس الجمهورية بالقول، إنّ الحل الدبلوماسيّ والضغط الدبلوماسيّ هو رهان لبنان لإلزام كيان الاحتلال بالانسحاب من النقاط اللبنانية المحتلة داخل الخط الأزرق تمهيداً للانسحاب من الشق اللبنانيّ من بلدة الغجر الموجود أيضاً داخل الخط الأزرق وصولاً لحسم أمر النقاط التي يسجّل لبنان تحفظه على بقاء الاحتلال فيها وفي مقدّمتها مزارع شبعا المحتلة، كما نص اتفاق وقف إطلاق النار ونص قبله القرار 1701 وكفل الأمريكيّون تنفيذ كيان الاحتلال لهما، والحديث عن الحلّ الدبلوماسيّ والضغط الدبلوماسيّ هو التوصيف المنمّق لما ينتظره لبنان الرسمي من واشنطن، التي لا يُخفى على أحد حجم دورها في تظهير الصورة الجديدة للحكم والحكومة.
تجاهلت واشنطن مسؤوليتها بإصدار نفي لكلام كاتس، وتجاهل لبنان الرسميّ تجاهل واشنطن وكلام كاتس معاً، لما في الأمر من إحراج، ولبنان الرسمي لا يملك أن يقول ما يقوله بعض اللبنانيين عن مبرّرات وذرائع للموقف الإسرائيلي، لأنه يعلم أن الاتفاق واضح والتزامات لبنان فيه لا لبس حولها وهي محصورة في بند وحيد هو انسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء الليطاني، ولبنان الرسمي راضٍ عن تجاوب حزب الله مع ما طلبه منه الجيش اللبناني في هذا السياق، وكان يعلن أنه لا يعتبر أن هناك أي إخلال لبناني بالموجبات يبرر الإخلال الإسرائيلي، عندما كانت “إسرائيل” تقول إن مبرّر إخلالها هو أن الاتفاق مشروط بانتشار الجيش اللبنانيّ وانسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، كما قال بنيامين نتنياهو عشية انتهاء مدة الستين يوماً المنصوص عليها في الاتفاق لانسحاب إسرائيلي كامل إلى ما وراء الخط الأزرق.
أمامنا مشهدان واحد ميدانيّ والثاني سياسيّ، حتى تاريخ نهاية مهلة الستين يوماً، الميداني يقول إن الاحتلال فشل في احتلال القرى والبلدات اللبنانية طوال أيام المواجهات العسكرية الممتدة من 27 أيلول 2024 الى 27 تشرين الثاني 2024، إلا أنه في أيام تطبيق الاتفاق دخل 47 قرية وبلدة ودمّر ما فيها من منازل وبنى تحتية، بعدما صار أمن الجنوب في عهدة الدولة اللبنانيّة والحل الدبلوماسيّ، والعجز الإسرائيلي عن احتلال القرى والبلدات خلال المواجهات هو الذي أجبره على قبول الاتفاق الذي ينصّ على الانسحاب الكامل، وما لمسه من قدرة على حرية التوغل والتدمير في مرحلة تطبيق الاتفاق هي ما أغراه على طلب تمديد المهلة، لكننا في السياسة كنّا طول المرحلتين أمام مشهد تعبّر عنه المواقف الصادرة عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تتحدث حصراً عن اتفاق يقضي بانسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، ومواقف أمريكية في لجنة الإشراف على الاتفاق تقول إن هناك انتهاكات إسرائيلية تهدّد الاتفاق ويجب أن تتوقف.
إذا كان الدخول في المسار الدبلوماسيّ شكل مصدر شعور الإسرائيلي بالاطمئنان لدخول مناطق لم يتمكّن من دخولها خلال الحرب، والسعي لتمديد المهلة حتى 18 شباط، ثم التنكّر للمهلة واختيار البقاء في أراضٍ لا خلاف على وجوب الانسحاب منها. فالسؤال هو ماذا حدث حتى صار لدى الإسرائيلي تعديل في الخطاب وربط الانسحاب بشروط لا تقتصر على انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني؟ ولماذا تبدّل الخطاب الأمريكي من اعتبار التأخير الإسرائيلي والبقاء في أراضي لبنان انتهاكاً للاتفاق وباتت تعطي الترخيص للبقاء دون مهلة زمنيّة، كما قال كاتس؟
الجواب المؤلم، هو أن الداخل اللبناني المعادي للمقاومة هو السبب، وأن هذا الداخل اللبناني الذي دأب على الزعم بأن لا انسحاب كامل دون إنهاء أمر سلاح المقاومة، ولا أموال سوف يسمح بوصولها بهدف إعادة الإعمار دون نزع هذا السلاح، وجد خطابه موضع طعن في مصداقيّته واتهامه بالعدائيّة لدرجة وصفه الإسرائيلي أكثر من “إسرائيل” نفسها، حتى تمّ تشييع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فتحرّك أصحاب هذا الخطاب يحملون ما يسمّونه بالتراخي الأمريكي والإسرائيلي مسؤولية ما يسمّى بتعافي حزب الله واستعادة بيئته وشعبيته، وكانت النتيجة بالون الاختبار الذي أطلقه كاتس وصمتت عنه واشنطن، كورقة ضغط بيد هذا الداخل اللبناني عساه يستطيع توظيفه، كما يزعم في محاصرة المقاومة وابتزازها، وربما تحقيق مكاسب في اتجاه تسريع وضع مستقبل سلاحها على الطاولة.
إذا كان قد حُسم أمر أن الحكومة هي حكومة القرار 1701 وليست حكومة القرار 1559، فإن ما لم يُحسم بعد، هو هل القرار 1701 هو خطوة نحو القرار 1559 أم هو خطوة نحو القرار 425؟
إذا كان نص خطاب القَسَم عن حق الدولة في احتكار حمل السلاح وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل أراضيها، استعادة لما جاء في اتفاق الطائف، فإنه من المفيد التذكير أن اتفاق الطائف ترافق مع رهانات وأحلام دبلوماسيّة شبيهة برهان قادة الدولة الحاليين، يومها مسار مدريد ووعود تنفيذ القرار 425، واليوم وعود أمريكية بتحييد لبنان عن صراعات المنطقة وأزماتها، كان كلام الطائف قبل مقتل رابين، وكانت وعود أمريكا للبنان قبل إعلان تهجير غزة.
الاستقواء الأمريكي الإسرائيلي بالداخل اللبناني، رهان يسقط مع سقوط الحل الدبلوماسي للاحتلال، كما هو حال الاستقواء من بعض الداخل اللبناني بالحضور الأمريكي والإسرائيلي.
* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية