وسط خدمات متكاملة، حضرت أجواء إيمانية تحفها الرحمات الربانية بالحرمين الشريفين، وقد عمّت المعتمرين والزائرين من كل ناحية.

في آخر جمعه من عام 2023، جاءت الجموع لتستمتع بتلك الأجواء الربانية النورانية، ولتستمع إلى خطبة الجمعة ناهلة من العلم متعرضة للتذكرة التي تنفع المؤمنين.

أخبار متعلقة صور.. سكينة وطمأنينة تعم المصلين بالحرمين الشريفين وسط خدمات متكاملةتقديم خدمات الإرشاد المكاني لـ 78,823 مستفيدًا بالمسجد النبوي"السديس" يشدد على تكثيف الجهود التوعوية لإثراء تجربة قاصدي الحرمين الشريفين

أجواء إيمانية تحفها الرحمات بالحرم المكي - شؤون الحرمين

الأجواء الإيمانية في الحرمين الشريفين

في تلك الأجواء الإيمانية الرائعة، اهتمت خطبة اليوم في الحرمين الشريفين بتذكير الجموع بتقوى الله عز وجل الله في السر والعلن.

كما أكدت على أهمية التمسك بما شرع الله سبحانه وتعالى في بيانه وتبيينه وعدم الاغترار بالدنيا الفانية.

الأجواء خلال الجمعة في المسجد النبوي - شؤون الحرمين

كما شددت على التحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل، وحض على مكارم الأخلاق، وحميد الصفات ومحاسن الشمائل.

ويمثل يوم الجمعة عيدا أسبوعيا للمسلمين، إذ يجتمعون في هذا اليوم ليؤدوا صلاتهم في خشوع ووقار في بيت ربهم سبحانه وتعالى وفي مسجد نبيهم صلى الله عليه وسلم.

وسط خدمات متكاملة - شؤون الحرمين

خدمات متكاملة لضيوف الرحمن

أما الخدمات في المسجد الحرام، فتحرص الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي على تحقيق الرضى عن جودة الخدمات المقدمة للقاصدين، لافتة إلى القيام بعدد 10 غسلات يومياً وفق منظومة عمل يقوم عليها 4000 عامل وعاملة يشرف عليهم (200) مشرف سعودي يعملون على مدار الساعة.

وبينت أن 120 مهندسًا وفنيًا يعملون بشكل دائم قبيل كل صلاة، وذلك لتغذية شبكة الصوت (8) آلاف سماعة داخل المسجد الحرام وساحاته، وتوفير عدد ( 3516 ) دورة مياه، وعدد (9.155) حافظة يومياً، وأكثر من (35.000) سجاد جديد بجميع مصليات المسجد الحرام وساحاته.

يضاف إلى ذلك 3000 عربة يدوية و 2000 عربة كهربائية، وعدد 6000 من دافعي العربات ، وتشغيل أكثر من (1000) معدة وآلة للمشاركة في أعمال الغسيل على مدار اليوم، لتصل نسبة الاستيعاب إلى (مليون و600 ألف مصل.

خدمات المسجد النبوي الشريف

الخدمات لم تغب أيضا، إذ أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي، عن مجمل الخدمات التي قُدمت للمصلين والزائرين بالمسجد النبوي خلال الفترة من الـ 7 وحتى الـ 13 من شهر جمادي الثاني الحالي، أن 553,269 زائرًا تشرّفوا بالسلام على الرسول -صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه -رضوان الله عليهما.

كما أدى 115,940 زائرًا وكذلك 113,125 زائرة الصلاة في الروضة الشريفة، وفق الإجراءات التنظيمية المتبعة في تنظيم الحشود ومواعيد الزيارة للرجال والنساء.

وأشارت إلى أن 16,175 من كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة استفادوا من الخدمات المخصّصة لهم خلال الأسبوع الماضي.

المستفيدون من الخدمات المقدمة في المسجد النبوي. #المسجد_النبوي pic.twitter.com/9ujrYI1QLe— الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين- المسجد النبوي (@wmngovsa) December 28, 202374,519 زائراً من جنسيات مختلفة

وبلغ عدد المستفيدين من خدمات التواصل بعدة لغات 74,519 زائراً من جنسيات مختلفة، فيما استفاد 12,828 شخصاً من الخدمات المعرفية المتاحة بمكتبة المسجد النبوي، في حين استقبلت المعارض والمتاحف 3,790 مستفيداً.

كما قُدم 40,062 إهداءً منوعاً للزائرين والزائرات، إضافة إلى 13,340 خدمة إرشاد وتوجيه عبر الرقم الموحّد وقنوات التواصل، ضمن الخدمات المتاحة للعناية بالمصلين في المسجد النبوي، وشملت الخدمات الميدانية، تقديم خدمات الإرشاد المكاني لـ 78,823 مستفيدًا.

في حين قدمت خدمات التنقل بين ساحات وأبواب المسجد النبوي لعدد 50,925 زائرًا، كما قدمت أكثر من 133,600 ألف عبوة ماء زمزم، إضافة إلى توزيع 92,857 وجبة إفطار صائم في الأماكن المخصصة لإفطار الصائمين في المسجد النبوي.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: اليوم الدمام الحرمين الشريفين خطبة المسجد النبوي المسجد الحرام الحرمین الشریفین فی المسجد النبوی المسجد الحرام من الخدمات

إقرأ أيضاً:

في عالم مصطخب بالمشكلات.. خطيب المسجد الحرام: الإسلام أرسى قواعد الأخوة والمحبة

قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس؛ إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الإسلام أرسى أسس وقواعد الأخوة والمحبة، والتواصل والمودة، في غِمار الحياة ونوائبها، ومَشاقّ الدُّنيا ومَبَاهِضها، وفي عالم مُصْطَخبٍ بالمشكلات والخُصُومات، والمُتَغيرات والنزاعات.

 قواعد الأخوة والمحبة

وأضاف “ السديس ” خلال خطبة الجمعة الثالثة من جمادي الأولى من المسجد الحرام بمكة المكرمة: وفي عصر غلبت فيه الماديات وفَشَت فيه المصالح والأنانيات، حيثُ إن الإنسان مَدَنِيٌّ بِطَبْعِه، واجتماعِيٌ بفطرته، تَبْرُزُ قَضِيَّةٌ سَنِيَّةٌ، مِنْ لوازم وضرُورَاتِ الحياة الإنسانية.

وأوضح أن  تلكم  العلاقات الاجتماعية ومَا تقتضِيه مِن الركائز والروابط البشرية، والتفاعل البنَّاء لِتَرْقِية الخُلُق والسلوك، وتزكية النفس والروح؛ كي تسْمو بها إلى لُبَاب المشاعر الرَّقيقة، وصفوة التفاهم الهَتَّان.

وتابع:  وقُنَّة الاحترام الفَيْنان، الذي يُحَقِّقُ أسمى معاني العلاقات الإيجابية، المُتكافلة المتراحِمة، وأنبل وشائجها المُتعَاطِفة المُتَلاحِمة، التي تَتَرَاءى في الكُرَب بِلَحْظ الفؤاد، وتَتَنَاجَى في النُّوَبِ بِلَفْظِ السُلُوِّ والوِدَاد".

لا تزال تتقلب ببني الإنسان

 وأشار إلى أن الأيام لا تزال تتقلب ببني الإنسان حتى ساقته إلى عَصْرٍ سَحقته المَادّة، وأفنته الكَزَازة الهَادَّة. ونَدر في العالم التراحم والإشفاق، والتَّبَارُرَ والإرفاق، وفَقَدَ تَبَعًا لِذَلك أَمْنَه واسْتِقْرَاره، ومَعْنَى الحياة فيه، وفَحْوى الإحسان الذي يُنْجِيه.

ونوه بأنه ولا يخفى على شريف علمكم أَنَّ مُخالَطة النَّاس تُعَرِّض المَرْء لا مَحَالة لخطأ سَوْرَتِهم، وخَطل جهالتهم، لذا كان ولا بد من وقفة جادَّة ؛ لتَعْزيز الروابط الاجتماعية، فالشعارات البرَّاقة، لا تكشف كُرَبًا، ولا تبدِّدُ صَعْبًا.

وواصل:  ولا تُغيثُ أمَّة مَرْزُوءة ولا شعْبًا، ما لم تُتَوَّج بالمواقف والأفعال، يَتَسَنَّمُ ذِرْوَةَ سَنَام ذلك: الاحترام المتبادل؛ فهو أساس العلاقات الاجتماعية الناجحة، ويشمل ذلك؛ التقدير الشخصي، وتقدير واحترام المشاعر والآراء، والتفهم لمواقف الآخرين، فإن ذلك يؤصّل ويُسهم في تقوية الروابط، وتعزيز الأواصر.

ونبه إلى أنه إذا ساغ عقلاً قبول القناعات، واستمراء الآراء والحريات، فغير سائغٍ على الإطلاق أن تتحول القناعات إلى صراعات، والحريات إلى فتنٍ وأزمات، ولاسيما أن الأمة تعيش منعطفًا تاريخيًا خطيرًا، ومرحلة حرجة من أشد مراحل تاريخها.

 أهم موجبات الوحدة

وأفاد بأن من أهم موجبات الوحدة، ومقتضيات التضامن والاعتصام، التغاضي والتغافل، والصبر والتسامح، وحُسْنُ الظن والتماس الأعذار، قال تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.

واستشهد بما قال سبحانه: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾، ويتبع ذلك من جميل الوُدِّ والتعامل الحسن عدم الإكثار من اللَّوْمِ والعِتَاب، والتَّشَكِّي في الحديثِ والخِطَاب، فإنها تَقْطَع الأواصر بغير حِجَاب. 

وبين أنه ليست تدوم مودة وعتاب، فقلوب أهل الإيمان دمَّاحة، ونفوسهم لِلْوُدِّ لَمَّاحة، فالنّسيج الاجتماعي المُتراص الفريد يحتاج إلى صَقْل العلاقات الاجتماعية، والتحلي بمحاسن الآداب المرعية، ومعالي القيم الخُلقية، والمُدارة الإنسانية، وجبر الخواطر، ومراعاة المشاعر.

واستطرد:  وعِفَّة اللسان، وسلامة الصدور، ولقد تميّز الإسلام بنظـامٍ اجتماعي وإنساني فريد، وسبـق بذلك نُظُم البَشَر كلها؛ ذلك لأن العلاقات الاجتماعية في هذا الدين، مُنبثقـة من جوهر العقيدة الصافية.

تتميّز به المجتمعات المسلمة

وبين  أن مما تتميّز به المجتمعات المسلمة أن للدين أهميةً مركزيةً في توجيه السلوك الفردي والعلاقات الاجتماعية، وهو مصدر قِيَمِهَا الإنسانية والاجتماعية ومقياس مُثلها العُليا. والإسلام ليس قاصراً على الشؤون الاعتقادية والتعبُّدية، بل هو نظامٌ شاملٌ للحياة، يمدّها بمبادئه وأصوله التشريعية في مختلف المجالات.

ولفت إلى أن ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي العجب العُجَاب، مِمَّا يُفسد العلاقات، ويقطع حِبَال الوُدّ في المجتمعات، من الطَّعْنِ في دين الناس وأعراضهم وعقولهم وأموالهم، فيتلقفها الدَّهْمَاءُ، وتَلُوكُهَا الرُّوَيْبِضَةُ، في نَشْرٍ للشائعات وترويجٍ للأراجيف والافتراءات، مما يجب معه الحذر في التعامل مع هذه المنصات المنتحلة، والمواقع المزيّفة، التي تكثر فيها الغثائية، ومحتوى الغوغائية.

وأكد أن الإسلام جاء رائدًا للتَّراحم والتعاطف بل هو الذي أنْمى ذيَّاك الخُلُق في الخافِقَين وأصَّله، وحضّ عليه وفَصَّلَه، قال تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، وتلكم الخلال الرَّحيمة، والشِّيَم النبيلة الكريمة، التي عَنَّت العالم إدْراكَها، لَهِيَ الأمل الذي تَرْمُقه الأمم الجهيدة والشُّعوب، وتَهْفُوا لها أبَرُّ القلوب.

وشدد على أنه لذا يجب تَعْزيز قِيَمنَا الرَّبانية الومَّاضة؛ كالرحمة والعَدْل والصِّدق والوفاء، والبِر والرِّفق والصَّفاء، والأمَانة والإحسان والإخاء، وسِوَاها مِن كرائم الشِّيم الغرَّاء والشمائل الفيحاء، التي تُعد مصابيح للإنسان تضيء دربه، وهي صِمَام أمن وأمان لصاحبها من الانحلال الأخلاقي.

وأردف:  وحياة الفوضى والعبث والسقوط في مهاوي الضلال وجلب التعاسة والشقاء لنفسه وأهله، خاصة بين الرُّعاة والرعية، والعلماء والعامة، وفي حلائب العلم وساحات المعرفة في مراعاة لأدبِ الخِلافِ والبُّعد عن التراشق بالكلمات والتلاسن بالعبارات، وتضخيم الهِنَات، فضلاً عن اتهام النِّيَّات وكَيْلِ الاتهامات، والتصنيفات. 

وأكمل : ومع الوالدين والأقارب والجيران، وكذا الزملاء في بيئة العمل، وفي مجال العلاقات الزوجية، أعلى الإسلام قيم الاحترام والاهتمام، ومتى علم الزوجان الحقوق والواجبات زانت العلاقات، ونعما سوياً بالسعادة الزوجية، والهناءة القلبية، لذا أوصى الله -جلَّ وعلا- الأزواج بقوله: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾، حيث أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- الزوجات بقوله: "فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ".

وتعجب: فكيف تُقَام حياة أو يؤسَّس بيت وسط الخلافات الحادة، والمناقشات والمُحَادَّة؟ وأنَّى يهنأ أبناء الأسرة بالمحبة وينعمون بالوُدِّ في جوٍ يغلب عليه التنازع والشِّقَاق والتناحر وعدم الوِفَاق. وهل تستقيم حياة بغير المَوَدَّة والرَّحمة؟ وكلها معارك الخاسر فيها الإنسان، والرابح فيها الشيطان، ألا ما أحوج الأمة الإسلامية إلى تفعيل فن التعاملات الاجتماعية، والعلاقات الإنسانية، ليتحقق لها الخير في الدنيا والآخرة.

ودلل بما ورد أن الله -عزّ وجلّ- يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾، منوهًا بأن وقوع الاختلاف بين الناس أمرٌ لا بد منه؛ لتفاوت إراداتهم وأفهامهم، وقُوى إدراكهم. لكن المذموم بَغْيُ بعضهم على بعضٍ، فالاختلاف أمرٌ فطري، أما الخِلاف والشِّقاق، والتخاصم والفِراق، فهو المنهي عنه بنصوص الشريعة الغرَّاء. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾.

مقالات مشابهة

  • العلاقات الزوجية.. خطيب المسجد الحرام: متى علم الزوجان الحقوق والواجبات نعما سويا بالسعادة
  • خطيب المسجد النبوي: الابتلاء سنة الحياة ليختبر الله الصبر ويزيد اليقين عند الإنسان
  • خطبة الجمعة من المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما سر ثبات الأمة في أقسى الأزمات
  • خطيب المسجد النبوي: الإيمان وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة وقت الأزمات
  • في عالم مصطخب بالمشكلات.. خطيب المسجد الحرام: الإسلام أرسى قواعد الأخوة والمحبة
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • "منارة الحرمين".. منصة لتمكين الارتباط الروحاني للمسلمين بالحرمين الشريفين
  • خدمات مصرفية مبتكرة ظهرت بمعرض الاتصالات.. شاهد
  • وزير الحج والعمرة: الترتيبات التنظيمية للحرمين تطور الخدمات لضيوف الرحمن
  • وزير الحج والعمرة: الترتيبات التنظيمية للحرمين ستنعكس إيجابًا على تطوير الخدمات لضيوف الرحمن