خطيب المسجد النبوي: الحسد والبغضاء يورثان الندامة وسوء العاقبة
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
تحدّث الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، في خطبة الجمعة اليوم، عن حسن الخلق، مبيناً أنه لفظ يجمع الخصال والفضائل الحميدة التي حضّ عليها ديننا الحنيف، محذراً من سوء الأخلاق، والحسد، والبغضاء، والتعالي عن الناس لأن ذلك يورث الندامة، ويُفضي إلى سوء العاقبة في الدنيا والآخرة.
وأوضح الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة اليوم، أن أعظم الأرزاق حسن الأخلاق، وأن الخلق الحسن غناء الفقراء وزينة الأغنياء، وحلية السعداء، فمن حسنت أخلاقه، درّت أرزاقه، ومن ساءت أخلاقه طاب فراقه، فكم من رضيع رفعه خلُقه، وكم من وضيع وضعه خلُقه، وأن من حسُن خلُقه أراح واستراح، وانجذبت نحوه الأرواح، مورداً الحديث الذي رواه أبي ذر – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقِ الله حيثما كنت وأتبِع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" أخرجه أحمد والترمذي.
وبيّن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – مع ما خصّه الله به من جميع الشمائل والفضائل، والأخلاق الزكية والأوصاف العليّة، كان يدعو الله أن يهديه لأحسن الأخلاق، ويصرِفُ عنه سيئها.
وقال الشيخ البدير: "الأخلاق الصالحة ثمرة العقول الراجحة، فمن لانت كلمته حسُنت عِشرته، ووجبت محبته، وعظُمت مودته، وارتُضيت صحبته، وتواردت على مدحه الألسن"، مبيناً أن حُسن الخلق هو القيام بالحقوق والإحسان والبرُّ والصلة وسلامة الصدر، وحُسن البِشر، وصدق الحديث، والعدل وقبول العذر، والعفو والمساهلة والمسامحة، والتخلّي من الرذائل، والتحلّي بالفضائل، وترك الخوض في أخبار الناس وتتبّع أحوالهم، واستقصاء أمورهم، وحكاية أقوالهم وأفعالهم، والبحث والتنقير والتفتيش عن أسرارهم، وترك الغلظة والفظاظة والجفاء، والتقطيب والعبوس، وترك العجلة والعنف والطيش، وأن تصل من قطعك، وتُعطي من حرمك، وتعفو عن من ظلمك، ولا تقابل الأخلاق السيئة بمثلها: قال الله تعالى "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ".
وأضاف: "أن المؤمن يبلغ بحُسن الخلق، وكرم السجّة، وكفّ الأذية وجميل العٍشرة، شريف المنازل وعظيم الدرجات، فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إن المؤمن ليُدرك بحُسن خُلُقه درجة الصائم القائم" رواه أبو داوود.
وحذّر من سوء الخلُق والمشارسة والمشاكسة والمعاسرة في مخالطة الناس، مبيناً أن ذلك دليل الخذلان والحرمان، وأن من عظُم كبرياؤه واستحسن حال نفسه واستحقر من دونه، ونظر إلى غيره شزراً وتبختراً، ولا يرى لأحد عليه حقاً ولا فضلاً، سقطت مكانته، وطالت ندامته، وذهبت كرامته، فلا يزداد من الله إلا بُعداً ولا من الناس إلا بُغضاً، لسوء خلقه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المسجد النبوي خطبة الجمعة حسن الخلق الحسد الاخلاق صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (حَدَثَ نِقَاشٌ عندنا بين رُوَّاد المسجد حول مدى جواز إلقاء السلام على مَن يقرأ القرآن، فنرجو بيان الحكم الشرعي في هذه المسألة.
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن إلقاء السلام على قارئ القرآن مشروعٌ، والخلاف فيه دائرٌ بين الكراهة والاستحباب، فيَسَعُ المكلَّفَ أنْ يُلْقِيَ السلامَ عليه أو لا يَفعَل، مِن غير إثمٍ عليه في ذلك ولا حرج.
وأوضحت جدار الإفتاء أنه لا يُشرع لغيره الإنكارُ عليه، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ الأَوْلَى مراعاةُ حال القارئ فإن كان مستغرِقًا في التدبر والترتيل، ولا يحزنه عدمُ السلام عليه، تُرِكَ السلامُ عليه، أما إذا لَم يكن مستغرِقًا في التدبر والترتيل، أو كان يحزنه عدم إلقاء السلام عليه، فالأَوْلَى في هذه الحالة والمستحبُّ إلقاءُ السلام.
وذكرت دار الإفتاء أن السلام تحيةٌ مِن عند الله، أهداها أهلَ الإسلام، وأَمَرَهُم بإفشائها؛ فقال تعالى: ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور: 61].
وعن عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنهما أنَّ رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّ الإسلام خيرٌ؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» متفق عليه.
وتابعت: وللسلام أثرٌ عظيمٌ في توثيق أواصر الأُلفة والمحبة في المجتمع؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".