رصد أبرد نجم حتى الآن يصدر إشارات راديو لا ينبغي أن يكون قادرا على إنتاجها
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
اكتشف العلماء إشارات راديو مفاجئة قادمة من نجم صغير "فائق البرودة" لا ينبغي أن يكون قادرا على إطلاق إنفجارات إشعاعية.
ويمكن أن يساعد الجسم السماوي الغريب العلماء على معرفة المزيد عن كيفية تطور النجوم الصغيرة.
وهذا الجسم السماوي المسمى T8 Dwarf WISE J062309.94−045624.6، أو اختصارا W0623، هو قزم بني.
إقرأ المزيد. علماء الفلك يحددون الكوكب الخارجي الأكثر انعكاسا على الإطلاق
وهذا النوع من "النجم الأولي" له تركيبة مشابهة للعمالقة الغازية مثل المشتري، ولكن يمكنه دمج ذرات الهيدروجين، دون أن يكون قادرا على الحفاظ على اندماج نووي كامل النطاق في لبّه كما تفعل معظم النجوم.
واكتشف W0623 لأول مرة في عام 2011، ويبعد نحو 37 سنة ضوئية عن الأرض. ويبلغ نصف قطره ما بين 0.65 و0.95 مرة من كوكب المشتري وكتلة أكبر بنحو 44 مرة من عملاق الغاز، ما يجعله شديد الكثافة.
وتبلغ درجة حرارة سطح W0623 المعتم نحو 800 درجة فهرنهايت (425 درجة مئوية)، وهي أبرد من نار المخيم النموذجية. وللمقارنة، يحترق سطح الشمس عند 6700 فهرنهايت إلى 14000 فهرنهايت (3700 درجة مئوية إلى 7700 درجة مئوية).
وفي الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة The Astrophysical Journal Letters، كشف الباحثون أن W0623 يصدر موجات راديو خافتة، ما يجعله أبرد نجم يتم اكتشافه على الإطلاق لإصدار هذا النوع من الإشعاع الكهرومغناطيسي، والذي ينتج عادة عن نجوم أكبر وأكثر سخونة.
وأظهر علماء الفلك في جامعة سيدني "القزم البني شديد البرودة" الذي تم فحصه في الدراسة عبارة عن كرة من الغاز تغلي عند نحو 425 درجة مئوية دون حرق الوقود النووي.
وعلى الرغم من أنه ليس أبرد نجم تم العثور عليه على الإطلاق، إلا أنه أروع نجم تم تحليله حتى الآن باستخدام علم الفلك الراديوي.
إقرأ المزيدوقال المؤلف الرئيسي الدراسة كوفي روز، طالب الدكتوراه في كلية الفيزياء: "من النادر جدا العثور على نجوم قزمية بنية فائقة البرودة مثل هذه التي تنتج انبعاثا لاسلكيا. وذلك لأن ديناميكياتها لا تنتج عادة المجالات المغناطيسية التي تولد انبعاثات راديوية يمكن اكتشافها من الأرض. إن العثور على هذا القزم البني الذي ينتج موجات راديو عند درجة حرارة منخفضة يعد اكتشافا رائعا. إن تعميق معرفتنا بالأقزام البنية فائقة البرودة مثل هذا سيساعدنا على فهم تطور النجوم، بما في ذلك كيفية توليد المجالات المغناطيسية".
وإن كيفية إنتاج الديناميكيات الداخلية للأقزام البنية أحيانا موجات الراديو هو سؤال مفتوح. وفي حين أن علماء الفلك لديهم فكرة جيدة عن الكيفية التي تولد بها النجوم الأكبر "التسلسل الرئيسي" مثل الشمس مجالات مغناطيسية وانبعاثات راديوية، إلا أنه ما يزال من غير المعروف تماما سبب إنتاج أقل من 10% من نجوم الأقزام البنية مثل هذه الانبعاثات.
ويُعتقد أن الدوران السريع للأقزام فائقة البرودة يلعب دورا في توليد مجالاتها المغناطيسية القوية. وعندما يدور المجال المغناطيسي بسرعة مختلفة عن الغلاف الجوي المتأين للقزم، يمكن أن ينتج تدفقات تيار كهربائي.
إقرأ المزيدوفي هذه الحالة، يُعتقد أن موجات الراديو يتم إنتاجها عن طريق تدفق الإلكترونات إلى المنطقة القطبية المغناطيسية للنجم، والتي، إلى جانب دوران النجم القزم البني، تنتج دفعات راديوية متكررة بانتظام.
والنجوم القزمية البنية التي يطلق عليها هذا الاسم لأنها تنتج القليل من الطاقة أو الضوء، ليست ضخمة بما يكفي لإشعال الاندماج النووي المرتبط بنجوم أخرى مثل شمسنا.
وأوضح روز: "هذه النجوم هي نوع من الحلقة المفقودة بين أصغر النجوم التي تحرق الهيدروجين في التفاعلات النووية وأكبر الكواكب الغازية العملاقة، مثل كوكب المشتري".
وحلل روز النجم باستخدام بيانات جديدة من تلسكوب CSIRO ASKAP في غرب أستراليا ومتابعته بملاحظات من مصفوفة تلسكوب أستراليا المدمجة بالقرب من نارابري في نيو ساوث ويلز وتلسكوب ميركات في جنوب إفريقيا.
المصدر: phys.org
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الفضاء نجوم
إقرأ أيضاً:
نجوم النعائم
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
واليوم أيضا لن نتحدث عن نجم مفرد، بل سنتحدث عن مجموعة من النجوم وقد أطلق عليها العرب اسم نجوم النعائم، وقسموها إلى النعائم الشمالية وهي أربعة نجوم تشكل جزءًا من «إبريق الشاي» الشهير في كوكبة القوس، والنعائم الجنوبية وهي أربعة نجوم في الكوكبة نفسها، وفقًا للمعاجم اللغوية ف«النَّعائِم» هو جمع لكلمة «نَعامة»، ويشير إلى مجموعة من النجوم التي تشكل منزلة من منازل القمر، تُصور على هيئة النعامة، وقد كانت النعامة أحد الحيوانات التي تعيش في الصحراء العربية، وقد وصفها الشعراء في معلقاتهم وقصائدهم، فلا غرابة حين يقومون بتسمية النجوم المتناثرة في السماء بقطعان النعام.
وفقًا للتقويم الفلكي العربي، تُعتبر «النعايم»، المنزلة الرابعة من منازل فصل الشتاء، وتبدأ في 15 يناير وتستمر لمدة 13 يومًا خلال هذه الفترة، يكون الطقس شديد البرودة، خاصة في الليل والصباح الباكر، وقد اعتمد العرب القدماء على منازل القمر والنجوم، بما في ذلك «النعائم» لتحديد مواعيد الزراعة والأنشطة الفلاحية، خلال هذه الفترة، وكان المزارعون يجهزون أراضيهم للزراعة، حيث تُزرع خلالها الكثير من المحاصيل، كما استخدم المغاربة «المنازل» لتحديد مواعيد الزراعة، وحصاد المحاصيل، وغرس الأشجار، وجني الغلات، بالإضافة إلى تحديد مواسم الصيد البري وقنص الطيور.
ولأن «النعائم»، تشير إلى مجموعة من النجوم وليس نجمًا واحدًا، فإن خصائصها الفلكية التي أثبتتها الدراسات الحديثة تشير إلى أنها تختلف من نجم لآخر من حيث القطر ودرجة الحرارة، والبعد عن الأرض، ولكن تتراوح أحجام النجوم بين حوالي 5% من حجم الشمس إلى حوالي عشرة أضعاف قطر الشمس، أما درجات الحرارة السطحية للنجوم، فتتراوح بين 3,500 درجة كلفن للنجوم الحمراء الصغيرة إلى 30,000 درجة كلفن أو أكثر للنجوم الزرقاء الكبيرة.
وإذا أتينا إلى الشعر العربي وورود هذه النجوم فيه فنجدها في كل العصور الأدبية في الشعر العربي، كما نجد لها شواهد في المنظومات والقصائد العمانية، فنجد مثلا الشاعر العماني سليمان النبهاني يصف قوم ويمدحهم بأنهم وصلوا في العلو والرفعة مكانة لم تصل لها نجوم النعائم فقال:
همُ القوم سادوا كلَّ حيٍ وشيَّدوا مراتبَ لم تبلغ مداها النَّعائمُ
ليوثٌ صناديد غُيوث هواطل جبال منيفات بحار خضارمُ
كما أن البحار العماني أحمد بن ماجد ذكرها في منظوماته الفلكية فقال:
والقَلبُ والشولَةُ والنَعَائِم
وَبَعدَهَا البَلدَةُ تَطلُع دائِم
ثُمَّ السعُودُ الأَربَعَة والفَرغُ
يا طال ما فُصِّل عليها الشُّرعُ
حتى أننا نجد أبو طالب بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر النعائم في مقطوعة شعرية وهو يصف أن بني هاشم بلغوا في المجد مكان نجوم النعائم، وذلك بفضل محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول:
لَقَدْ حَلَّ مَجْدُ بَني هاشمٍ
مَكانَ النَّعائِمِ وَالنَّثْرَةْ
وَخَيْرُ بَنِي هاشمٍ أَحْمَدٌ
رَسولُ الْإِلَهِ عَلَى فَتْرَةْ
ونجد الشاعر الجاهلي عامر بن الظرب العدواني يذكر النعائم في إحدى قصائده ويقرنها مع نجم النسر فيقول:
سَمَوْا فِي الْمَعالِي رُتْبَةً فَوْقَ رُتْبَةٍ
أَحَلَّتْهُمُ حَيْثُ النَّعائِمُ والنَّسرُ
أَضاءَتْ لَهُمْ أَحْسابُهُمْ فَتَضاءَلَتْ
لِنُورِهِمُ الشمْسُ الْمُنِيرَةُ وَالْبَدْرُ
في حين نجد أن الشاعر الأموي أبو طالب المأموني يذكر نجوم النعائم مقرونة بنجم السهى فيقول:
سيخلف جفني مخلفات الغمائم
على ما مضى من عمري المتقادم
بأرض رواق العز فيها مطنب
على هاشم فوق السهى والنعائم
ونرى الشاعر العباسي أبو العلاء المعري في لزومياته يذكر هذه النجوم في معرض مدح أحدهم ويذكر الصوم أيضا فيقول:
وَرِثتَ هُدى التَذكارِ مِن قَبلَ جُرهُمٍ
أَوانَ تَرَقَّت في السماءِ النَعائِمُ
وَما زِلتَ لِلدَينِ القَديمِ دِعامَةً
إِذا قَلِقَت مِن حامِليهِ الدَعائِمُ
وَلَو كُنتَ لي ما أُرهِفَت لَكَ مُديَةٌ
وَلا رامَ إِفطاراً بِأَكلِكَ صائِمُ
وإذا أتينا إلى الشاعر العباسي الشريف المرتضى نجده يشبه النوق وهي تمشي في الليل مثل نجوم النعائم التي تنتثر في السماء فيقول:
ركبوا قلائصَ كالنّعائمِ خرّقَتْ
عنها الظّلامَ بوَخْدِها تَخرِيقا
يَقطَعن أجوازَ الفَلا كمعابِلٍ
يمرُقن عن جَفْنِ القِسيِّ مُروقا