كيف يكون الحمد منهجا لحياتنا مع وداع عام واستقبال آخر؟، سؤال يشغل ذهن الكثيرين مع وداع عام 2023، والاستعداد لدخول عام 2024، حيث أكد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر على أن الحمد منهج حياة.

الحمد منهج حياة

وقال علي جمعة تحت عنوان: "الحمد منهج حياة" عباد الله، المعاني كثيرة، تبدأ بالمعرفة تعرفها، ثم بالعمل، ثم بالاستمرار على العمل؛ حتى تكون لك عادة، لا تتخلى عنها، ثم بعد ذلك تحولها إلى منهجِ حياة، تعيشه، ويعيش فيك.

وأوضح: أمرنا ربنا سبحانه وتعالى بمعانٍ كثيرة، نأخذ منها: الحمد، والشكر، وأعلى الحمد، وأعلى الشكر: هو لله رب العالمين، تعرفه، وتعمل به، ثم تديم العمل عليه، حتى يصير لك معيشةً، ومنهجًا، فتعيش في الحمد، ويعيش الحمد فيك.

وبين أن ربنا سبحانه وتعالى يقول: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾، فقد أمرنا بالشكر لله رب العالمين، وحتى يحوله إلى عمل، قال: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾، وحتى يصير لنا عادة، قال في ركن الصلاة، في فاتحة الكتاب: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

وأكد: فرضها عليك، وفرض عليك تكرارها، فلا بد عليك، وأنت تفعل ذروة سنام الإسلام، وهي الصلاة: أن تذكر مرارًا وتكرارًا، كل يوم: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، فتديم العمل، كل ذلك في ظاهر القول؛ وَلَكِنَّ الذي يجب أن تنقل نفسك إليه: أن يكون الحمد منهجًا؛ تعيشه، ويعيشك، فتظل في كل حركاتك وسكناتك، في دائرة الحمد لله رب العالمين.

أفضل صيغ الحمد في القرآن.. تتسارع الملائكة لكتابتها المرء على دين خليله.. علي جمعة يحذر من مصاحبة رفقاء السوء

وأكمل: هنا: أرشدنا رسول الله ﷺ ، أن نحمد الله سبحانه وتعالى على كل حال، في السراء؛ شكرًا له واعترافًا بفضله وَمَنِّهِ ونعمته علينا، وفي الضراء، كان يقول: «الحمد لله على كل حال».

وعن أبي موسى الأشعري؛ فيما أخرجه الترمذي: أن رسول الله ﷺ ، أخبرنا بِمَا هو كائن في الغيب، فقال: «إن الملائكة إذا قبضت ولد أحدكم، ناداها الله سبحانه وتعالى، فقال: أقبضتم روح ولدِ عبدي؟ فيقولون: نعم، يا ربنا، فيقول جل جلاله: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: قال: الحمد لله».

وشدد: لم يتبرم بقضاء الله، والمصيبة جلل، فَقَدَ ابنه، ولعله أن يكون وحيدًا، فَقَدَ ابنه، ولعله أن يكون ابن يومٍ، أو ابن عشرين سنة، وكل ما ظل الولد أمامك ينمو ويكبر كل ما تعلق قلبك به، والولد نعمة من النعم الكبيرة، فطر الله قلب الأم، وقلب الأب، فطرهما على حبه -حب الولد- ولذلك يدافعان عنه بلا هوادة ، بل وبلا عق، حتى لو كان ظالمًا، ينظرون إليه فيحبونه، فقدوه.

واختتم عضو هيئة كبار العلماء: يقول ربنا جل جلاله في علاه: «ابنوا لعبدي بيتًا، وسموه: بيت الحمد»، مشددًا: إذن، فقد سبق الولد أباه وأمه إلى الجنة، يأخذ بيديهما إلى الجنة؛ لأن هذا الرجل وهذه المرأة لهما ملك وبيت قد أنشأ خصيصًا باسمهما وهو بيت الحمد، فالحمد أصبح منهج حياة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحمد الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء الجمعة الأخيرة في 2023 الجمعة الأخيرة من 2023 سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

الأزهر للفتوى: تحويل القبلة يؤكد وسطية الإسلام والعلاقة الوثيقة بين المسجدين الحرام والأقصى

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن تحويل القبلة حدث يؤكد وسطية أمة الإسلام والعلاقة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى المباركين.

وأضاف مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن سيدنا رسول الله ﷺ كان في مكة يصلي إلى بيت المقدس ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس؛ كي يستقبلهما معًا؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي وهو بمكةَ نَحْوَ بيتِ المقدسِ والكعبةُ بينَ يدَيهِ». [أخرجه أحمد].

ولما هاجر سيدنا النبي ﷺ والمسلمون إلى المدينة كان بيت المقدس قبلتهم ما يقرب من عام ونصف؛ فعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلَّى نحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا...». [متفقٌ عليه]

وجاء الأمر الإلهي إلى سيدنا رسول الله ﷺ بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام بمكة في منتصف شهر شعبان من العام الثاني للهجرة على المشهور، ونزل قول الله سبحانه: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}. [البقرة: 144]

وكان تحويل القبلة اختبارًا من الله سبحانه تبين من خلاله المؤمن الصادق المُسلِّم لله وشرعه، والمعاند العاصي لله ورسوله ﷺ؛ قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّاِ لنَعْلَمَ َمنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ}. [البقرة: 143] 

فكانت استجابة المؤمنين  صدقًا وهُدًي ونورًا؛ إذ سارعوا إلى امتثال الأمر ولسان حالهم يقول: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا.

أما المشركون فزادهم هذا الحدث العظيم عنادًا على عنادهم، وقالوا: يوشك أن يرجع محمدٌ إلى ديننا كما رجع إلى قِبلتِنا؛ فخاب ظنهم، وكسَد سعْيُهم، وباؤوا بغضبٍ على غضبٍ.

وفي تحويل القبلة تأكيد على عُلوّ مكانة سيدنا رسول الله ﷺ عند ربّه، فقد كان ﷺ يحبّ التوجَّه في صلاته إلى البيت الحرام، وتهفو روحُه إلى استقبالِ أشرفِ بقاع الدُّنيا؛ فعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144]، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ». [أخرجه البخاري]

وأكد تحويل القبلة على العلاقة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، تلك العلاقة التي دلت على قوتها وشرفها أدلةٌ كثيرة؛ كقول أبي ذر لسيدنا رسول الله ﷺ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى». قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ»، ثُمَّ قَالَ: «حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ، وَالْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ ». [أخرجه البخاري]

وعلى المُستوى المُجتمعي: يظهر هذا الأمر تكاتف المسلمين واتحادهم وأنهم بمثابة الجسد الواحد في التسليم لوحي الله سبحانه وشرعه، وفي حرص بعضهم على بعض، حينما خاف بعضهم على إخوانهم الذين ماتوا ولم يدركوا الصلاة إلى المسجد الحرام؛  فأنزل الحقُّ سبحانه قوله: {‌وَمَا ‌كَانَ ‌اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }.  [البقرة: 143]

ورسخ تحويل القبلة أن الغاية العظمى هي عبودية الله سبحانه والتسليم له وإن اختلفت الوجهة؛ فلله سبحانه المشارق والمغارب، قال تعالى: {وَلِلَّهِ ‌الْمَشْرِقُ ‌وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. [البقرة: 115]

وتضمن تحويل القبلة تعظيمًا وتشريفًا لأُمَّة الإسلام بالوسطية والتوفيق إلى قبلة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ لتستحق بذلك مكانة الشهادة على جميع الأمم؛ قال تعالى: {وَكَذَلِكَ ‌جَعَلْنَاكُمْ ‌أُمَّةً ‌وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}. [البقرة: 143]

مقالات مشابهة

  • أحمد الشاكر يبشر بتحرير عدد من المناطق في الخرطوم
  • المفتي: الدين منهج حياة شامل وليس مجرد مجموعة من العقائد
  • الأزهر للفتوى: تحويل القبلة يؤكد وسطية الإسلام والعلاقة الوثيقة بين المسجدين الحرام والأقصى
  • الأزهر للفتوى: تحويل القبلة يؤكد وسطية أمة الإسلام والعلاقة الوثيقة بين المسجدين الحرام والأقصى
  • المسجد الأقصى أقل قداسة من مكة .. مفتي الجمهورية يرد
  • أوقاف مطروح تفتتح مسجدين بإدارة الحمام استعدادا لشهر رمضان
  • خطيب المسجد النبوي: الاستغفار هو أكبر الطاعات وأصل أسباب المغفرة
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.. الاستغفار أعظم موجبات المغفرة
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: جاه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم (1)
  • هل ينزل الله إلى السماء الدنيا فى ليلة النصف من شعبان؟.. أمين الفتوى يجيب