جعجع: لن نقبل برئيس يؤمّن الاستمراريّة للأوضاع الراهنة
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "رئاسة الجمهورية ليست جائزة ترضية، لا على مستوى الوضع الداخلي ولا لجهة المعادلات الإستراتيجية"، مشددًا على أن "مطلبنا الوحيد أن يكون رئيس الجمهوريّة العتيد رئيسًا فعلياً، بكل ما للكلمة من معنى، وليس مجرد صورة تعلّق في قصر بعبدا، وبالتالي لن نقبل الإتيان برئيس للجمهوريّة يؤمن الإستمراريّة للأوضاع الراهنة".
وأوضح جعجع أن "لا علاقة لتطبيق الـ1701، بسدّة الرئاسة، من قريب ولا من بعيد، فمن يريد تطبيق أي مسألة، إما أن يكون مقتنعاً بها وإما لا، ومن يريد أن يعطي بديلاً لشيء من الممكن تحقيقه، ليعطه من "جيبه"، لا من " جيبنا"، الأمر الذي نرفضه على الإطلاق".
كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي لمنسقيّة عاليه في حزب "القوات اللبنانية"، في معراب، في حضور: النائب نزيه متى، النائب السابق أنيس نصار، الأمين المساعد السابق لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، منسق المنطقة طوني بدر، عدد من أعضاء المجلس المركزي ومنسقي مناطق أخرى، عدد من الشخصيات الإعلاميّة، وحشد من القواتيين.
استهل العشاء بالنشيدين اللبناني والقواتي، فكلمة ترحيبية لمسؤولة مكتب النشاطات المركزيّة في منسقيّة عاليه بيرلا صليبي.
وشرح جعجع مهام رئيس الجمهوريّة الفعلي فقال:"هو الذي يعيد بناء الدولة غير المتواجدة حالياً ويطبّق الإصلاحات ولا تربطه علاقة بكل الأفرقاء الذين تولّوا السلطة في الفترة السابقة كونهم مسؤولين بشكل مباشر عما آلت إليه الأمور ، وبطبيعة الحال من يريد تطبيق الإصلاحات لن يطبّقها ضد نفسه".
أما لجهة التمديد لقائد الجيش، فلفت جعجع إلى أن "القوات لم تكن الوحيدة التي سعت في هذا الاتجاه، إلا أنها كانت رأس الحربة والقاطرة الرئيسيّة له، وتمتعت بدور مركزي في هذه القضيّة، بحيث تمكّنت مع الآخرين إبقاء الاستقرار في المؤسسة العسكريّة وقوى الأمن الداخلي".
أضاف: "بعد إتمام هذا التمديد انطلق كثر من هذه الواقعة ليتساءلوا عن سبب عدم قيام القوات بالدور نفسه في ملف الاستحقاق الرئاسي، علماً أننا على كامل الاستعداد، وسنقوم بكل ما يمكننا القيام به في سبيل إجراء الانتخابات الرئاسيّة في أقرب وقت ممكن، ولا سيّما أنه لا مصلحة خاصة لنا في هذا الشأن، من هنا نتمتع بحريّة التحرّك للوصول إلى الخواتيم المرجوّة، ولكن لدينا مطلب واحد: أن يكون الرئيس المقبل "رئيساً " فنحن لا نطالب بشخصيّة محدّدة أو مصلحة معيّنة أم نسعى إلى وزارات أو حقائب أو أي مكسب شخصيّ".
وردّ جعجع على من "ينتقدنا بالقيام بالاحتفالات الميلاديّة وسواها من النشاطات ، في ظل الأوضاع الراهنة بالقول " إن الحقيقة تخالف هذا الإعتقاد، فكل ما كانت الأوضاع صعبة علينا التمسك أكثر فأكثر بمتابعةحياتنا بشكل طبيعي ، والسبب إعطاء أنفسنا جرعة أمل وحزم لمواجهة هذه الأوضاع وليس الاستسلام ".
وكان قد استهل جعجع كلمته، بشكر الجميع على مشاركتهم في هذا العشاء، وقال: "كونوا على يقين انني أحب كثيراً حضور اللقاء السنوي معكم لتقييم عملنا خلال العام المنصرم والتحضير للسنة المقبلة ومعايدة بعضنا البعض". ولفت إلى أن "وضع "القوّات" في منطقة عاليه بألف خير، لعوامل عديدة ، في طليعتها القاعدة القواتية العريضة التي تشكّل الأساسات التي نقف عليها في المنطقة، لذا أود في هذا الإطار التوجه بتحيّة كبيرة لكل قوّاتيّة وقواتي في عاليه، أما العامل الثاني فيتمثل برؤساء المراكز الذين أوّجه لهم جميعاً ثاليوم، حاضرين وغائبين، تحيّة من القلب، اما العامل الثالث فهو سلسلة المنسقين في المنطقة الذين تعاقبوا على هذه المسؤوليّة "ويلي بينشرق كاسن"، من جهاد متى مروراً بكمال خيرالله وبيار نصار ، إلى إميل مكرزل وطوني بدر، وهنا أصل إلى العامل الأخير وهو نائب "القوّات" في عاليه حيث لا يمكنني صراحةً تقييم عمله اليوم كنائب فهذه مسألة نتركها للإنتخابات النيابيّة المقبلة حيث سنقوم ، كما نفعل عادةً، باستطلاعات رأي داخليّة حزبيّة وعامة في المنطقة لكي نبني على الشيء مقتضاه، إلا أنني سأقيّم الشخص كشخص وهنا يمكن القول أن نزيه متى هو نموذج القواتي فالصفات الرئيسيّة التي يتحلى بها نفتقدها كثيراً في مجتمعنا، من صدق واستقامة وشفافيّة ومثابرة، أما الصفة الرئيسيّة بالنسبة لي فهي أنه "عايش بشكل دائم مع ناسو" شأنه شأن عدد كبير من نوابنا، قلبه مع الناس ويسعى إلى تحقيق مطالبهم وخدمتهم بكل جهد وبكل ما أوتي من قوّة، أما مسألة التوفيق فمن الله ومنوط أيضاً بمدى استجابة المسؤولين في الدولة، الغائبة الحاضرة، وإداراتها".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی هذا
إقرأ أيضاً:
جعجع وباسيل: تنافس على المرجعية المسيحية رئاسياً
لا تزال الحركة الناشطة على صعيد الملف الرئاسي «من دون بركة»، كما يؤكد مصدر معني بالمشاورات الحاصلة، إذ لا تزال القوى كلها في مرحلة جس بعضها نبض بعض، من خلال طرح أسماء معينة من دون نجاح أي اسم حتى الساعة في تأمين الأصوات النيابية اللازمة للعبور إلى القصر الرئاسي، خصوصاً أن مجلس النواب سيجتمع في 9 كانون الثاني المقبل لانتخاب رئيس.
وكتبت بولا اسطيح في" الشرق الاوسط":عاد مؤخراً إلى الواجهة الكباش بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بحيث يسعى كل منهما إلى أن يكون المرجعية المسيحية في هذا الملف من دون إسقاط احتمالية التلاقي والتقاطع من جديد بينهما على اسم مرشح معين، كما حصل عند تقاطعهما على اسم الوزير السابق جهاد أزعور.
ومنذ فترة يحاول باسيل التفاهم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على اسم مرشح يقطع من خلاله الطريق على ترشيح؛ خصميه اللدودين رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون. ويبدو أنه تم التوصل إلى تقاطع بينهما على اسمين أو ثلاثة. وفي الوقت نفسه، هناك خطوط مفتوحة بين بري وجعجع للهدف نفسه، إلا أنه لا يبدو أن الطرفين تقاطعا على أحد الأسماء.
ولا ينفي النائب في تكتل «الجمهورية القوية» غياث يزبك، أن التنافس التاريخي بين «القوات» و«التيار» على المرجعية المسيحية لطالما كان قائماً، «لكن وبعد انتخابات 2022 أصبحت المنافسة خلفنا بعدما أكدت نتائجها أن (القوات) باتت هي المرجعية المنفتحة على علاقات عابرة للطوائف مع كل القوى»، لافتاً إلى أنه «وبمقابل مسار بناء الدولة الذي يسلكه حزب (القوات)، كان باسيل ولا يزال يسلك مساراً يناقض مشروع الدولة. لكن ذلك لا يمنع التلاقي والتقاطع راهناً على اسم رئيس يحقق مصلحة لبنان، كما تقاطعنا على اسم الوزير السابق جهاد أزعور».
ويشير يزبك، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «قناة التواصل موجودة مع (التيار)، كما مع باقي القوى لانتخاب شخصية لا تشكل تحدياً لأحد، لكن بالوقت نفسه لا تكون رمادية ومن دون طعم ولا لون». ويضيف: «لكن على القوى الأخرى أن تقترب من مواصفاتنا لرئيس يحترم المتغيرات الحاصلة في لبنان والمنطقة، وذلك لا يعني أن هناك من يسعى للاستقواء على (حزب الله) بوصفه طرفاً مهزوماً».
بالمقابل، يعدّ عضو تكتل «لبنان القوي» النائب جيمي جبور، أنه «ليست هناك مرجعية مسيحية واحدة، إنما هناك مرجعيات مسيحية، لذلك فالكباش أو الاتفاق يكون ضمن التوازنات القائمة التي لا يمكن لأحد فيها إلغاء الآخر»، لافتاً إلى أنه «كما تم في السابق التقاطع على جهاد أزعور، فلا شيء بالتالي يمنع الاتفاق مجدداً، إلا إذا كانت هناك رغبة مستورة لدى (القوات) بتمرير جلسة 9 كانون الثاني من دون الاتفاق الواسع على مرشح يصبح رئيساً نتيجة تأييد واسع لشخصه».