نظام غوسبل.. كيف ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بالذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
أكثر من 21 ألف شهيد، و55 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، هي الحصيلة الدامية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة بالقطاع الخميس 28 ديسمبر/كانون الأول (1). هذه الحصيلة المرعبة من الضحايا المدنيين كانت نتيجة لتوحش هجمات جيش الاحتلال، عبر تحديد أهداف جديدة لقصفها بوتيرة متسارعة للغاية بمساعدة منصة جديدة نسبيا لتحديد الأهداف بالذكاء الاصطناعي والمعروفة باسم "غوسبل" (The Gospel).
في شهر يوليو/تموز الماضي، أشار تقرير لصحيفة "بلومبيرغ" إلى أن جيش الاحتلال بدأ في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف للغارات الجوية وتنظيم الخدمات اللوجستية المرتبطة بها أثناء الحرب (2). وفي أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشر الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي بيانا مختصرا يوضح فيه كيفية استخدام نظام "غوسبل" في الحرب الدائرة حاليا على قطاع غزة، إذ تستخدمه وحدة الأهداف، التابعة للاستخبارات الإسرائيلية، لإنتاج عدد كبير جدا من الأهداف بوتيرة متسارعة بناء على أحدث المعلومات الاستخباراتية التي تغذي النظام.
بعد ذلك، يقدم النظام توصياته لأحد المحللين الذي يقرر بدوره ما إذا كان سيمررها إلى الجنود وقائدي الطائرات التي تتولى عمليات القصف في الميدان (3). كما ذكر الموقع أن وحدة الأهداف يمكنها إرسال تلك التوصيات إلى القوات الجوية والبحرية والبرية عبر تطبيق يُعرف باسم "عمود النار" (Pillar of Fire)، الذي يحمله قادة الجيش على الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى التابعة للجيش.
الهدف المعلن من استخدام هذا النظام الجديد هو تقليل عدد الضحايا من المدنيين، واستهداف المقاتلين من حركة حماس وسائر فصائل المقاومة، لكن هذا الهدف ثبت أنه ادعاء مضلل مثله مثل سائر الادعاءات التي يلقيها جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل نهار.
وحدة الأهدافبدأ عمل وحدة الأهداف منذ عام 2019 (4)، وساعدت تلك الوحدة جيش الاحتلال على بناء قاعدة بيانات ضخمة لنحو 30-40 ألف شخص مستهدف داخل غزة، ولعب نظام "غوسبل" دورا حاسما في وضع قوائم لهؤلاء الأشخاص المُستهدف اغتيالهم عبر القصف.
خلال العمليات العسكرية السابقة على قطاع غزة، كان جيش الاحتلال يواجه معضلة في تحديد الأهداف بتدفق مناسب يتلاءم مع وتيرة القصف الوحشية، لهذا أنشأت المخابرات الإسرائيلية وحدة الأهداف بهذه الإمكانيات التقنية، لتسمح أنظمة مثل نظام "غوسبل" للجيش الإسرائيلي بتحديد مواقع ومهاجمة مجموعة أكبر بكثير من الأهداف داخل القطاع.
خلال الأيام الـ 35 الأولى من الحرب، قصف الجيش الإسرائيلي 15 ألف هدف في غزة، وهو رقم أعلى كثيرًا من العمليات العسكرية السابقة على القطاع (الأناضول)في مقابلته مع صحيفة "يدعوت أحرونوت" الإسرائيلية في شهر يونيو/حزيران الماضي (5)، ذكر أفيف كوخافي، الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أن وحدة الأهداف تضم مئات الضباط والجنود وتدعمهم إمكانات الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أنها "آلة تنتج كميات هائلة من البيانات بصورة أكثر فعالية من أي إنسان، ثم تترجمها إلى أهداف يمكن مهاجمتها". وذكر أنه بمجرد تفعيل النظام، في حرب 2021، كان ينتج 100 هدف جديد كل يوم، في حين أن الجيش سابقا كان ينتج 50 هدفا في غزة خلال عام كامل، لكن وفقا لتصريحه "أنتج هذا النظام الجديد 100 هدف في يوم واحد، يستهدف الجيش منهم 50% فعلا بالقصف".
ووفقا للأرقام التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خلال الأيام الـ35 الأولى من الحرب، قصف الجيش 15 ألف هدف في غزة، وهو رقم أعلى كثيرا من العمليات العسكرية السابقة على القطاع، مثلا بالمقارنة مع حرب 2014، التي استمرت 51 يوما، وقصف جيش الاحتلال خلالها ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف هدف (6).
نظام غوسبلوفقا لما ذكره الموقع الرسمي لجيش الاحتلال، فإن نظام "غوسبل" من تطوير وحدة الاستخبارات الشهيرة 8200، وهو نظام حديث نسبيا، وأشار إليه الموقع الرسمي لأول مرة عام 2020 بوصفه أحد المشاريع التي حصلت على جائزة الابتكار التي يقدمها جيش الاحتلال (7). كانت التجربة الأولى للنظام في حرب 2021 على قطاع غزة، إذ استخدمه الاحتلال لتحديد أهداف ثابتة ومتحركة في ساحة القتال، ووصل عدد الأهداف حينها إلى 200 هدف، وفقا لتقرير من المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (8)، وهو مركز بحثي أميركي يعمل على تعزيز وتسهيل التعاون الأمني والعسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
يُعَدُّ نظام "غوسبل" حلقة ضمن سلسلة أنظمة الذكاء الاصطناعي العديدة التي تستخدمها المخابرات الإسرائيلية، تتولى تلك الأنظمة عملية تجميع وتصنيف كميات هائلة من البيانات والمعلومات الاستخباراتية، ثم تغذي تلك البيانات هذا النظام، الذي يمكن اعتباره النظام الأخير في تلك السلسلة، وهنا يقوم بدوره في تقديم توصيات بقصف أهداف على الأرض لأحد المحللين البشريين في وحدة الأهداف.
يحلل النظام الكثير من البيانات، ويحدد أماكن قد يوجد بها أعضاء المقاومة، مع محاولة التنبؤ بعدد الضحايا من المدنيين ممن قد يصيبهم قصف تلك الأماكن. يعتمد النظام على منطق الاحتمالات، وهي من السمات المميزة لخوارزميات تعلم الآلة (9)؛ تبحث الخوارزمية داخل مجموعات ضخمة من البيانات في محاولة للعثور على أنماط تتطابق مع سلوك مقاتلي المقاومة. تتعلم تلك الخوارزميات من خلال البيانات، ويعتمد نجاحها على جودة وكمية تلك البيانات، ثم تقدم توصياتها للأهداف استنادا إلى الاحتمالات.
يعني ذلك أنه إذا امتلك أحد الأشخاص جوانب تشابه كافية مع أشخاص آخرين مُصنفين بأنهم مقاتلو المقاومة، فسوف يُصنَّف هذا الشخص أيضا مقاتلا. تلك العملية تقوم في الأساس على افتراض أو احتمال أن هذا الشخص يتشارك صفات مع أحد عناصر المقاومة، وليس على اليقين المطلق أنه ينتمي إلى المقاومة فعلا، ما يعني توسيع دائرة المستهدفين لأقصى حد.
لا نعرف تحديدا ما البيانات التي يستخدمها النظام ليقدم اقتراحاته للأهداف، لكن يذكر الخبراء (3) أنها قد تأتي غالبا من عدّة مصادر، مثل صور الأقمار الاصطناعية، والصور التي تلتقطها الطائرات المسيّرة، والمعلومات القادمة من اعتراض الاتصالات، وبيانات أبراج المراقبة لرصد تحركات الأشخاص المستهدفين.
ومع ذلك، فإن أحد عوامل الخطر في خوارزميات الذكاء الاصطناعي هو أنها تعيد إنتاج التحيزات التي تدربت عليها؛ وما أظهرته دولة الاحتلال على مدار سنوات طويلة من وحشية، يدعونا للتساؤل عن الطريقة التي تُصنَّف بها الأهداف بناء على تحيزات جيش الاحتلال. ربما يفسر هذا سبب قدرتها على توليد هذا الكم الهائل من الأهداف الجديدة للقصف، لأن أي مواطن فلسطيني ببساطة، في نظر إسرائيل، يمكن أن يكون هدفا قابلا للقصف.
مصنع إعدام جماعيأحد ضباط المخابرات الإسرائيلية السابقين وصف النظام بأنه "مصنع إعدام جماعي"، وفقا لتحقيق استقصائي مشترك أجرته مجلة "972+" وموقع "لوكال كول" الإسرائيليان، واعتمد على شهادات سبعة أعضاء حاليين وسابقين في الاستخبارات الإسرائيلية، بالإضافة إلى شهادات وبيانات ومعلومات فلسطينية، والبيانات الرسمية التي أدلى بها المتحدث باسم جيش الاحتلال وغيره من المؤسسات الرسمية (10).
يؤكد التحقيق أنه على عكس المفترض من استخدام مثل تلك الأنظمة المتطورة من أجل تقليص عدد الضحايا، ومحاولة تقليل "الأضرار الجانبية"، كما يسميها جيش الاحتلال، أي عدد الضحايا من المدنيين ممن سيصيبهم هذا القصف، فإن ما يحدث فعليا هو أن النظام يُستخدم مصنعا للأهداف التي يمكن قصفها، حتى تتمكن قوات الجيش الإسرائيلي من الاستمرار في قصف غزة بهذا المعدل المرعب، والهدف في النهاية هو عقاب جماعي لكل مواطني القطاع الأبرياء.
وقد قال أحد المصادر، الذي عمل في وحدة الأهداف الجديدة، إنهم "يجهزون الأهداف تلقائيا ويعملون وفقا لقائمة أهداف، تماما مثل المصنع"، ويهتمون بالسرعة على حساب استهلاك مدّة زمنية كافية للتعمق ومعرفة تفاصيل أكثر عن هذا الهدف. الفكرة هنا أن تقييم محللي الوحدة يعتمد على نجاحهم في تحقيق أكبر عدد من الأهداف، ليصبح الاهتمام الأساسي هو الكم وليس التدقيق في الأهداف التي وضعها نظام "غوسبل" داخل هذه القائمة.
كما أكدت العديد من المصادر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يملك فعلا ملفات حول أغلب الأهداف المحتملة في غزة، بما فيها المنازل، التي تحدد عدد المدنيين ممن يُحتمل تعرضهم للموت في حالة قصف أحد الأهداف القريبة، وهذا الرقم محسوب ومعروف مسبقا لوحدات الاستخبارات، التي تعرف أيضا، قبل وقت قصير من تنفيذ الهجوم، عددا تقريبيا للمدنيين المؤكد سقوطهم جراء هذا القصف.
مثلا ذكر أحد المصادر، في التحقيق السابق، أن قيادة الجيش وافقت، عن علم، على قتل مئات المدنيين الفلسطينيين في محاولة لاغتيال أحد قادة حماس العسكريين، إذ ذكر المصدر أن مقدار الضحايا السابق المسموح به عند تنفيذ أي استهداف، وهم خمسة أشخاص، قد تغير وارتفع إلى مئات الضحايا باعتبارهم "أضرارا جانبية". وإذا وسعنا قائمة الأهداف الإسرائيلية لتشمل أي شخص يُشتبه ولو من بعيد في انتمائه إلى المقاومة، أيًّا كان مكان سكنه داخل غزة، فيمكننا أن نفهم لماذا تسبب القصف الصهيوني في استشهاد عائلات بأكملها عن عمد في واحدة من أكبر جرائم الحرب في العصر الحديث.
استهداف المدنيينلا تقف الوحشية عند حد التوسع في تقدير "الأضرار الجانبية"، فالحقيقة أن المدنيين باتوا أهدافا مقصودة للقصف الإسرائيلي. فمنذ بداية العدوان على قطاع غزة توسع جيش الاحتلال توسعا هائلا في قصفه لأهداف لا تمت بأي صلة للمقاومة، مثل المساكن والمباني العامة كالمستشفيات والأبراج والبنية التحتية للقطاع، التي ذكرت المصادر أن جيش الاحتلال يصنّفها بأنها ضمن فئة "أهداف القوة".
بحسب التحقيق الاستقصائي سابق الذكر (10)، يمكن تقسيم تلك الأهداف الإسرائيلية في غزة إلى أربع فئات: الفئة الأولى هي "الأهداف التكتيكية"، وتشمل الأهداف العسكرية مثل العناصر المسلحة ومستودعات الأسلحة وقاذفات الصواريخ ومراكز القيادة ونقاط المراقبة. بينما الفئة الثانية "الأهداف تحت الأرض"، وهي الأنفاق التي تستخدمها المقاومة، وقد أدت الضربات الجوية التي استهدفتها إلى انهيار المنازل الموجودة فوق الأنفاق أو بالقرب منها.
أما الفئة الثالثة فأطلقوا عليها "أهداف القوة"، وتشمل المباني الشاهقة والأبراج السكنية في قلب المدينة، والمباني العامة مثل الجامعات والبنوك والمكاتب الحكومية، والفكرة وراء ضرب مثل هذه الأهداف، كما ذكرت ثلاثة مصادر استخباراتية شاركت في تخطيط أو تنفيذ تلك الضربات، هو "توليد حالة من السخط والضغط على حماس من مواطني غزة". والفئة الرابعة هي "منازل العائلات" أو "منازل النشطاء"، وهذا النوع كان سببا أساسيا في ارتفاع عدد الضحايا بهذا الشكل الجنوني، فبحسب المصادر فإن القوات الإسرائيلية من أجل تدمير منزل لأحد أفراد المقاومة موجود داخل بناية سكنية من عدة طوابق كانت تدمر البناية بأكملها، رغم أن دولة الاحتلال بالفعل تمتلك تقنيات يمكنها استهداف موضع محدد في البناية.
ذكرت مصادر مختلفة، ممن خدموا في وحدات استخبارات الجيش الإسرائيلي، أنه سابقا كانت بروتوكولات الجيش تسمح بمهاجمة "أهداف القوة" فقط إذا كانت المباني خالية من السكان وقت القصف. لكن ما يحدث حاليا يناقض ذلك تماما، وتُهاجم تلك الأهداف دون إشعار مسبق للمواطنين، مما يؤدي إلى استشهاد عائلات بأكملها تحت الأنقاض. وأوضحت المصادر أن السبب وراء ذلك هو أن "كبار مسؤولي الجيش يدركون فشلهم بعد 7 أكتوبر، وينشغلون بكيفية تقديم صورة للانتصار لإرضاء الرأي العام الإسرائيلي في محاولة لإنقاذ ما تبقى من سُمعتهم داخليا".
إبادة جماعية بالذكاء الاصطناعي تُستخدم إسرائيل التقنيات المتطورة أداةً للإبادة الجماعية ونشر الدمار في مختلف أنحاء قطاع غزة. (الأناضول)ما يحدث فعليا إذن أن إسرائيل توظف التكنولوجيا عسكريا من أجل توسيع دائرة الموت وليس لتحسين أدائها العسكري. بعبارة أوضح، تُستخدم تلك التقنيات المتطورة الدقيقة، بدلا من خدمة غرضها الظاهري في اختيار أهداف عسكرية واضحة، وتقليل عدد الضحايا، أداةً للإبادة الجماعية ونشر الدمار في مختلف أنحاء قطاع غزة.
تُعَدُّ هذه رسالة أخرى للخائفين من الذكاء الاصطناعي الذي سيقضي على البشرية، وتلك المخاوف التي لا تتجاوز أفلام الخيال العلمي حتى الآن. حسنا، هذه هي مخاطر الذكاء الاصطناعي الحقيقية؛ أداة قتل متطورة، وسلاح في أيدي مجرمي الحرب المهووسين بالقتل والانتقام. لذلك، إذا كانت هناك جهة مهتمة حقا بمواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي فإن لديها قضية واضحة للبدء بها: إيقاف استخدام التكنولوجيا في الإبادة الجماعية لسكان غزة.
_____________________________________
المصادر:
حصيلة شهداء غزة تتجاوز 20600 والصور تكشف حجم الدمار بعد مجزرة المغازي Israel Quietly Embeds AI Systems in Deadly Military Operations ‘The Gospel’: how Israel uses AI to select bombing targets in Gaza A new kind of ‘bank’: Meet the IDF’s new intel target bank center IDF possesses Matrix-like capabilities, ex-Israeli army chief says "مصنع إعدامات جماعية".. الذكاء الاصطناعي في خدمة الجيش الإسرائيلي Israel is using an AI system to find targets in Gaza. Experts say it’s just the start Gaza Conflict 2021 Assessment: Observations and Lessons Probabilistic reasoning in Artificial intelligence ‘A mass assassination factory’: Inside Israel’s calculated bombing of Gazaالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی جیش الاحتلال على قطاع غزة من البیانات عدد الضحایا من الأهداف فی غزة التی ت هدف فی
إقرأ أيضاً:
فنانة ستتزوج هولوغرام صديقها العامل بالذكاء الاصطناعي
في 9 نوفمبر(تشرين الثاني)، ستتزوج الفنانة الهولندية أليشيا فراميس صديقها المجسم بالذكاء الاصطناعي، أيليكس، في متحف روتردام بويمانز فان بيونينغن.
وسيشكل حفل الزفاف فصلاً جديدًا في أحدث مشاريع فراميس، "الزوجان الهجينان"، والذي يستكشف الجوانب العملية لصعود ما بعد الإنسانية في المجتمع الأوسع. سيجعل الأداء فراميس ربما أول امرأة (تتبع خطى أكيهيكو كوندو) تتزوج كيانًا مجسمًا، وفق "آرت نيوز".ويعد اهتمام فراميس بالعلاقات غير التقليدية سابقاً لروح العصر الحالية، ففي 1996، أنتجت "سينما سولو"، وهي سلسلة من 36 صورة تخلد علاقة عاشتها في بفرنسا، بينما "تستكشف كيفية التكيف مع حي غير مريح"، كما أوضح بيانها الفني.
ويستكشف المشروع الأخير "الزوجان الهجينان"، على وجه الخصوص، العلاقات المتعمقة بين البشر والذكاء الاصطناعي، في عصر حيث جعل ChatGPT المدارس على تويتر، وينام الناس بجوار هواتف تحتوي على مساعدين افتراضيين، ويرى الفنانون أن سبل عيشهم تتحدى الذكاء الاصطناعي التوليدي.
و صرحت فراميس: "ينشأ جيل جديد من الحب، سواء أردنا ذلك أم لا، حيث يتزوج البشر ويقيمون علاقات مع الصور المجسمة، والأفاتار، والروبوتات، والمزيد، كما نختبر لغات جديدة مع Duolingo، سنختبر العلاقات مع هذه الكيانات".
وقام فراميس بتدريب الذكاء الاصطناعي الخاص بأيليكس، على ملفات تعريف لأصدقاء سابقين، و كان معظمهم هولنديين، مثله، واختارت الهولوغرام بدلاً من الروبوت لأنها وجدته أكثر جاذبية.
ومع ذلك، تظل التفاصيل العملية لوجود أيليكس غامضة، وتوثق فراميس سعادتهما المنزلية من خلال الصور ومقاطع الفيديو على إنستغرام.
وفي مقطع فيديو، تخبر فراميس أيليكس أنها محبطة لأنه لم يمنحها اهتمامًا كافيًا في ذلك اليوم، فيرد بأنها نسيت تشغيله، و يقول إنه على الرغم من أنه يفتقدها عندما تغيب، إلا أنها تزعجه أيضًا عندما تكون في الجوار، فتضحك فراميس.
وتدور تساؤلات حول كيفية إسقاط إيليكس في العالم، بالنظر إلى سعر تقنية الهولوغرام، ولم تعلق فراميس حول الأمر، غير أن مواقع رجحت، أن إيليكس تم إحياؤه بواسطة ممثل يحرك تفاعلات فراميس مع الذكاء الاصطناعي، حتى أن فراميس سعت للحصول على قرض عقاري بالشراكة مع راعي المشروع Rabobank Art Collection على منزل من شأنه أن يسمح بعرض آيليكس على أي سطح، مما سيشكل سابقة قابلة للتطبيق لعلاقات مثل علاقتها.
و على أي حال، من المقرر أن يظهر إيليكس نفسه يوم السبت، وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهونها، تمضي فراميس قدمًا في الحفل، و في الساعة 2 مساءً يوم السبت، ستتزوج إيليكس وهي ترتدي فستانًا أرجوانيًا عالي التقنية من تصميم مصمم الأزياء جام تامينيو، الذي يصمم أيضًا ملابس العائلة المالكة الهولندية,
وربما يبدو الأمر برمته ديستوبيًا، لكن فراميس ترى الأمل في هذا النوع الجديد من الحب، والذي يمكن أن يوفر الرفقة للأشخاص الذين يتعاملون مع الحزن والقلق والمزيد.