لماذا لا يمكن الاستغناء عن قناة السويس المصرية؟
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
تحدث أستاذ هندسة الطرق والنقل عبد الله أبو خضرة، لـRT عن سبب قرار شركات الشحن بالعودة لقناة السويس والملاحة في البحر الأحمر والممر الملاحي خلال الأيام المقبلة.
إقرأ المزيدوأوضح الخبير المصري في تصريحات لـRT أنه بعد الأحداث العالمية في المنطقة وإعلان بعض الشركات تحويل المسارات الخاصة بها إلى رأس الرجاء الصالح إلا أنها سرعان ما عادت عن هذه القرارات ومن هذه الشركات شركة ميرسك للشحن والخدمات اللوجستية، والتي أعلنت استئناف نقل شحناتها عبر البحر الأحمر، حيث انخفض سعر سهم ميرسك 5% في انتكاسة جزئية، وتراجعت أيضا أسهم شركات الشحن الأخرى، بما في ذلك سهم هاباغ لويد الذي انخفض 6% ومجموعة ناقلات النفط فرونت لاين التي هبطت 5.
وتابع الخبير المصري أنه لا بديل عن قناة السويس، إذ أثبتت تجارب بعض الشركات الملاحية عمليا أن السير عبر طريق رأس الرجاء الصالح أو أي مسار بديل سوف يكبد الشركة الوقت والتكاليف وهو ما يسبب زيادة في سعر المنتج على المستهلك.
ونوه بأن القناة تعد أفضل الطرق البحرية وأسرعها على الإطلاق، كما أن التكلفة منخفضة مقارنة باي مسار اخر حيث أن الشحن عبر رأس الرجاء الصالح 3 أضعاف قناة السويس، ومصاريف النقل يمكن أن يزيد تكلفتها من 30 إلى 80% عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وهي زيادة غير مقبولة وضد اقتصاديات النقل البحري، بينما قناة السويس تعد الأسرع في العالم، ففي غضون 11 ساعة تصل البحر الأبيض بالأحمر وتصل آسيا وأوروبا وكل موانئ العالم، حيث أنه تم مرور أكثر من مليار ونصف طن مواد خلال هذا العام من قناة السويس رغم الأحداث الجارية كما يمكن للقناة السماح بمرور 120 سفينة دون عائق و القيام بأعمال تطوير لا نهاية لها.
وأشار أستاذ هندسة الطرق إلى أن موقع جمهورية مصر العربية الاستراتيجي يعد مركز للقارات الثلاث أسيا وإفريقيا وأوروبا وحلقة الوصل فيما بينها والخيار الأمثل والأوفر للمستثمرين، وقناة السويس هي ممر مائي صناعي بمستوى البحر يمتد في مصر من الشمال إلى الجنوب عبر برزخ السويس ليصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر، وهي تفصل بين قارتي آسيا وإفريقيا وتعد أقصر الطرق البحرية بين أوروبا والبلدان الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي، وهي أكثر القنوات الملاحية كثافة من حيث الاستخدام.
ونوه أبو خضرة بأن موقع مصر الاستراتيجي يفرض نفسه على أي مقترح لمشروعات بديلة، وهو موقع له أهميته وتفرده من بين كل المواقع الموجودة في المنطقة، وموقع قناة السويس استراتيجي لا غنى عنه، حيث أن أكثر من 12% من حركة التجارة العالمية وأكثر من 30% من حركة تجارة الحاويات على مستوى العالم تمر عبر قناة السويس بالإضافة إلى حاويات النفط والغاز الطبيعي، حيث أن السفن المارة بقناة السويس لا تحتاج إلى أعمال شحن وتفريغ للمنتجات التي تحملها كما يحدث في النقل متعدد الوسائط والذي يتطلب عملية الشحن والتفريغ أكثر من مرة والذي قد يتسبب بزيادة نسبة الهالك، وبالتالي ارتفاع قيمة التأمينات على عملية النقل.
وتابع: "تقوم الدولة بأعمال تطوير قناة السويس وعمل مشاريع التوسعة وتعميق الغاطس وعمل إزدواج للقناه وزيادة عرض المسطح المائي في تلك المنطقة إلى 40 مترا جهة الشرق وزيادة العمق من 24 مترا إلى 27 مترا، وتقليل المنحنيات الأفقية وهو ما يمنح السفن العابرة قدرة أكبر على المناورة وتقليل ساعات الانتظار إلى اكثر من 11 ساعة عما كانت عليه، كما يقلل من تأثير ضفتي القناة وتأثير التيارات البحرية وهو ما ينعكس بشكل كبير على زيادة عامل الأمان الملاحي وتيسير عبور السفن العملاقة ذات الغاطس الكبير، و كذلك عمل محطات تموين للسفن بالوقود الأخضر مما يعزز من أهمية المنطقة في حركة التجارة العالمية ومجال الحاويات و القدرة على التحول الأخضر في الملاحة البحرية في العالم من خلال تطوير البنية التحتية الكاملة و التطوير الدائم بالقناة بما يتناسب مع السفن و حركات التجارة العالمية".
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google رأس الرجاء الصالح قناة السویس أکثر من حیث أن
إقرأ أيضاً:
مصر تقطر ناقلة نفط يونانية بقناة السويس استهدفها الحوثيين
أعلنت هيئة قناة السويس، نجاح عملية قطر ناقلة البترول اليونانية "سونيون" بواسطة أربع قاطرات تابعة للهيئة الاثنين، وذلك بعد تعرضها لهجوم في البحر الأحمر من جماعة أنصار الله اليمنية "الحوثي" اليمنية في آب/ أغسطس من العام الماضي.
وقد أسفر الهجوم عن اندلاع حريق هائل في غرف القيادة والماكينات والإعاشة، ما أدى إلى تعطل أجهزة التحكم والسيطرة بشكل حال دون إمكانية إبحار الناقلة، وسط مخاوف من حدوث تلوث بيئي أو انسكاب بترولي أو حتى انفجار.
ويبلغ طول الناقلة، التي ترفع علم اليونان، 274 متراً، وعرضها 50 متراً، بينما يصل غاطسها إلى 31 قدماً.
وقد تمكنت هيئة قناة السويس من قطر الناقلة خلال رحلتها عبر القناة ضمن قافلة الجنوب، قادمة من البحر الأحمر في طريقها إلى اليونان.
وأوضح رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، أن تجهيزات عملية القطر استلزمت إجراءات معقدة استمرت عدة أشهر، تم خلالها تفريغ حمولة الناقلة البالغة 150 ألف طن من البترول الخام قبل السماح لها بعبور القناة.
وأضاف أن عملية التفريغ تمت في منطقة غاطس السويس، تحت إشراف شركتي إنقاذ معينتين من قِبل مالكي الناقلة، وذلك في إطار خطة عمل مشتركة أشرف عليها فريق إنقاذ بحري.
24 ساعة لقطر الناقلة
وأشار ربيع إلى استخدام ناقلة أخرى مماثلة في عملية تفريغ الحمولة، مع مراعاة معدلات حسابية دقيقة لتجنب أي أضرار قد تلحق ببدن الناقلة.
كما أشاد بجهود اللجنة المركزية لمكافحة التلوث التابعة للهيئة، والتي تابعت أعمال التفريغ وتأكدت من الإجراءات المتخذة لضمان عدم حدوث تسريب أو تلوث في المحيط الخارجي للناقلة.
ولفت ربيع إلى رفع الهيئة درجة الجاهزية لمواجهة أي طارئ خلال عملية القطر، حيث تم تخصيص لنش لمكافحة التلوث باسم "كاشط 2". وأوضح أن الناقلة عبرت القناة مقطورة بواسطة قاطرة إنقاذ مصاحبة لها، مع إرشادها من قبل القاطرة (بركة)، وهي أكبر قاطرات الهيئة بقوة شد تصل إلى 160 طناً، بالإضافة إلى تأمينها بواسطة ثلاث قاطرات أخرى من الجانبين والخلف.
واستغرقت عملية القطر نحو 24 ساعة، بمشاركة 13 مرشداً في مناطق الغاطس والقناة، حيث تم تنفيذ العملية على عدة مراحل تخللتها فترات انتظار وتبديل للمرشدين.
وبدأت العملية من غاطس السويس مساء السبت، وصولاً إلى منطقة الانتظار في البحيرات المرة الكبرى، حتى عبور سفن قافلتي الشمال والجنوب، ثم استكمال القطر حتى منطقة البلاح، وصولاً إلى مدينة بورسعيد.
وأكد ربيع أن العملية خضعت لمتابعة دقيقة من مركز مراقبة الملاحة ومحطات الإرشاد المنتشرة على طول القناة، مشدداً على جاهزية الهيئة للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية، من خلال منظومة عمل متكاملة تشمل كوادر مؤهلة وإمكانيات مادية وفنية.
كما أشار إلى قيام الهيئة بإجراء محاكاة كاملة لهذه النوعية من العمليات في أكاديمية التدريب البحري لضمان نجاحها، بالإضافة إلى توفير حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية التي تلبي متطلبات العملاء في الظروف الاعتيادية والطارئة.
تراجع إيرادات القناة
من جهته، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن تراجع إيرادات قناة السويس يعود إلى التوترات الجيوسياسية في المنطقة، والتي تأثرت بشكل كبير بتداعيات الحرب في غزة.
وأعرب عن توقعاته بعودة حركة السفن في القناة تدريجياً إلى مستواها الطبيعي بدءاً من شهر نيسان/ أبريل المقبل، في حال استمرار وقف إطلاق النار في القطاع والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأكد رئيس هيئة قناة السويس أن أزمة البحر الأحمر فرضت تحديات أمنية غير مسبوقة في المنطقة، مما انعكس سلباً على استقرار سلاسل الإمداد العالمية. وشدد على ضرورة تضافر الجهود الدولية لاحتواء التبعات السلبية وضمان استمرارية الخدمات البحرية في المنطقة.
يذكر أن جماعة الحوثي قد هاجمت عدة سفن تجارية وحربية مرتبطة بدولة الاحتلال الإسرائيلي، باستخدام زوارق مسلحة وطائرات مسيرة وصواريخ، وذلك تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.
وقد أدت هذه الهجمات إلى اضطراب الممرات الملاحية العالمية، مما دفع العديد من الشركات إلى تحويل مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، الأطول حول أفريقيا، بدلاً من المرور عبر قناة السويس.
وقد خسرت قناة السويس نحو سبع مليارات دولار من إيراداتها خلال العام الماضي بناء على تصريحات لرئيس النظام عبدالفتاح السيسي، حيث تراجعت الإيرادات بأكثر من 60 بالمئة مقارنة بعام 2023.
كما انخفضت الإيرادات بنسبة 61.2 بالمئة لتصل إلى 931.2 مليون دولار في الفترة بين تموز/ يوليو وأيلول/سبتمبر الماضي، وذلك على خلفية تراجع حركة السفن العالمية.