شمال سوريا- يعبّر الشاب أحمد الراجح عن سعادته بعد حصوله على جرعات وأدوية مجانية لوالده المصاب بسرطان القولون، وذلك بعد يوم من توزيع الهلال الأحمر القطري آلاف الجرعات والأدوية السرطانية شمال سوريا.

عانى أحمد سابقا من عدم قدرته على جلب الدواء لأن ثمن الجرعة الواحدة يبلغ 150 دولارا، ناهيك عن ثمن العلاجات المناعية التي لم يستطع توفيرها، مما دفعه للاستعانة بالمنظمات الإنسانية في ذلك.

يقول الراجح للجزيرة نت، إن وضع مرضى السرطان شمال سوريا تحسّن خلال الأشهر السابقة، وذلك بعد الحملة التي جمعت أكثر من 500 ألف دولار لصالح علاجهم، ودخول أدوية للمستشفيات مؤخرا مما خفف معاناة آلاف المرضى.

الهلال الأحمر القطري أطلق حملة "أمل وشفاء" لجمع التبرعات لمرضى السرطان شمال سوريا (الجزيرة) تخفيف العبء

وأضاف أن معظم عائلات المرضى ليس لديهم المال الكافي لتحمُّل ثمن جرعاتهم شهريا، مما يدفعهم إلى الذهاب لتركيا وتحمُّل مشقة الطريق ومصاريف السفر الكبيرة. وأكد أن حصولهم على الجرعات والأدوية داخل سوريا سيخفف كثيرا من عبء سفرهم.

وتسلّمت منظمة "سامز" الطبية العاملة في القطاع الطبي بمناطق شمال غربي سوريا دفعة أدوية لعلاج مرضى السرطان في المنطقة، مقدمة من الهلال الأحمر القطري.

وقالت مديرية "صحة إدلب" إنها سلّمت أدوية كيميائية ومناعية "نوعية" للمنظمة وأجهزة خاصة بتشخيص المرض.

وأشارت إلى أن الكمية ضمّت 12 ألف جرعة من الأدوية الوريدية، و32 ألف جرعة من الأدوية الفموية، مؤكدة أنها "كلها أدوية نوعية باهظة الثمن لا يمكن للأهالي تحمُّل تكاليفها".

يقول رئيس المكتب التمثيلي للهلال الأحمر القطري في تركيا مازن عبد الله إنه بهدف المساهمة في خفض نسبة الوفيات وتعزيز وصول المرضى لخدمات الرعاية الصحية، خصّص الهلال مبلغ مليون دولار لتوفير أدوية السرطان الأساسية لعلاج 791 مريضا من اللاجئين والنازحين المقيمين في الشمال السوري لمدة 5 أشهر.

وأضاف عبد الله -للجزيرة نت- أنه تم بناء قُدرات 25 شخصا من الكوادر الطبية العاملة في مراكز التشخيص والعلاج، وتم توريد 46 صنفا من أدوية السرطان الكيماوية والمناعية عالية التكلفة إلى مستودعات الهلال الأحمر القطري شمالي سوريا، وكذلك أجهزة التشخيص والعلاج المبكر التي ستقدم خدماتها لـ3 آلاف و500 مريض.

وبحسب عبد الله، فقد تضمنت هذه التجهيزات مازجات أدوية، ومجاهر مع شاشة إلكترونية، ومُحِمّات مائية، وبرادات صيدلانية لحفظ الأدوية، ومعقمات جافة. وقد تم تسليمها لمديرية صحة إدلب لتوزيعها على مراكز علاج السرطان المنتشرة في الشمال السوري "وفق خطة التوزيع المعتمدة".

 

أثر إيجابي

وأشار رئيس المكتب التمثيلي إلى توظيف مدربين في مجال الصحة النفسية والدعم الاجتماعي لتدريب الكوادر الطبية العاملة في مراكز علاج الأورام على الإسعاف النفسي الأولي لمرضى السرطان وذويهم.

وتابع عبد الله "سيسهم المشروع في الكشف المبكر وعلاج مرضى السرطان لجميع الفئات العمرية ذكورا وإناثا عبر توفير الأجهزة التشخيصية الحديثة والأدوية العلاجية وبناء قُدرات العاملين في هذا المجال بالتنسيق مع الشركاء ومديريات الصحة".

وتوقع عبد الله تأثيرا اجتماعيا واقتصاديا إيجابيا للحملة من خلال تغطية الفجوة في نقص سلاسل الإمداد لمراكز علاج مرضى السرطان، مما يساعد على استمرارية الخدمات التخصصية المنقذة للحياة مجانا.

ويقدر عدد المستفيدين من المشروع بـ3 آلاف و700 مستفيد مباشر و18 ألفا و500 مستفيد غير مباشر.

ويُقدَّر عدد مرضى السرطان الموثّقين شمال غربي سوريا بنحو 6000 مريض ونحو 3100 في منطقة إدلب (شمال) وحدها. ومن بين المرضى قرابة 600 شخص، وُثّقت إصابتهم بالسرطان بعد الزلزال الذي ضرب شمال البلاد في فبراير/شباط الماضي، وتتغير الأعداد يوميا نتيجة الوفيات وتشخيص حالات جديدة.

جانب من عملية تسليم أدوية السرطان في الشمال السوري (الجزيرة) احتياجات كبيرة

وقال مدير الصحة في إدلب زهير قراط إن الهلال الأحمر القطري "نسّق معنا من خلال تخصيص مبالغ لشراء الأدوية والمعدات الضرورية للسرطان، وزودونا بالدفعة الأولى التي تضم نحو 46 صنفا دوائيا من علاجات كيميائية ومناعية للسرطان، وقرابة 12 من المعدات من مجاهر ومعقمات تساعد في التشخيص والتحاليل المخبرية لمرضى السرطان".

وأكد قراط أن هذه الأدوية مهمة جدا، لأنها تخفف عن مرضى الداخل في علاج عدد لا بأس به من الأمراض وخاصة العلاجات المناعية المكلفة والنادرة، ولا يمكن تأمينها بسهولة.

وأوضح أن هناك احتياجات كبيرة تتنوع بين علاجات كيميائية وشعاعية ومناعية واستقصاءات مطلوبة وتحاليل مخبرية وطبية، لافتا إلى وجود طلبات متزايدة وحاجة كبيرة جدا لتشخيص الحالات والمرضى والبدء بعلاجهم.

وقال قراط إن هذا الأمر سيقلل من عناء مرضى السرطان، ويخفف من تحويلهم إلى تركيا، معربا عن أمله في استمرار مثل هذه الحملات والتبرعات وتأمين أدوية ومعدات للوصول إلى مرحلة يعالج فيها جميع مرضى السرطان داخل سوريا.

 

حملة خيرية

وخلال أغسطس/آب الماضي، أطلق الهلال الأحمر القطري حملة خيرية تحت شعار "أمل وشفاء"، لضمان استمرارية العلاج والرعاية الطبية المنقذة للأرواح لفائدة مرضى السرطان في الشمال السوري، عبر جمع تبرعات بقيمة إجمالية 5 ملايين و60 ألف ريال قطري لتوفير الأدوية الأساسية للعلاج الكيميائي والمناعي لصالح 220 مريض سرطان من اللاجئين والنازحين السوريين لمدة عام كامل.

وبادر الهلال من جانبه إلى تخصيص مبلغ مليون دولار لتأمين كميات من الأدوية والمعدات التشخيصية والعلاجية بشكل عاجل، وخصوصا جهاز تصوير مقطعي للكشف عن مجموعة واسعة من الأمراض والاضطرابات، وعلى رأسها السرطان، وهو جهاز غير متوفر في شمال سوريا مطلقا.

يؤكد الطبيب عمر الأحمد، مسؤول قسم الأورام في منظمة "سامز"، أن معظم الهيئات تدعم مراكز متخصصة بعلاج الأورام في مدينة إدلب ومنطقة باب الهوى بريف إدلب ومدينة الباب وجرابلس بريف حلب، وهذه المراكز تقدم الجرعات المجانية الخاصة بسرطانات الثدي والقولون والخصية والمبيض، بالإضافة إلى سرطان اللوكيميا الحادة عند الأطفال.

وأضاف الأحمد للجزيرة نت أنه سيتم خلال الأيام القادمة دعم مرضى سرطان المعدة والمثانة بالجرعات المجانية، وستقدم هذه المراكز خدمات الاستشارات والمعاينات والجراحة والتشخيص والأشعة والتحاليل والمتابعة والكشف المبكر لجميع أنواع السرطانات.

يُذكر أنه خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدخلت منظمة "الأمين للمساندة الإنسانية"، بالتعاون مع منظمة الصحة التركية، جهازا إشعاعيا لمعالجة الأورام السرطانية إلى المستشفى العسكري في مدينة عفرين بريف حلب، بهدف تخفيف معاناة مرضى السرطان في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الهلال الأحمر القطری فی الشمال السوری أدویة السرطان مرضى السرطان السرطان فی شمال سوریا عبد الله

إقرأ أيضاً:

رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف يلتقي بقيادات الدعوة أئمة المساجد بشمال سيناء

قام الشيخ خالد خضر إبراهيم، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، بزيارة مهمة إلى محافظة شمال سيناء، حيث التقى بقيادات الدعوة وأئمة المساجد في لقاء تناول سبل تعزيز الدور الدعوي للأئمة ورفع كفاءتهم.  

وأكد رئيس القطاع خلال اجتماعه مع فضيلة الشيخ محمود مرزوق، مدير مديرية أوقاف شمال سيناء، وقيادات المديرية، على أهمية تحقيق أعلى مستويات الانضباط الإداري والدعوي.

وشدد على ضرورة متابعة الأداء ميدانيًا وضمان احترام الأئمة ودورهم، باعتبارهم طليعة نشر الفكر الوسطي، كما أشار إلى أهمية تحويل المساجد إلى منارات علم وفكر؛ تعزيزًا للقيم الدينية الصحيحة، وحماية للمجتمع من الفكر المتطرف.  

ووجّه رئيس القطاع بأهمية تطوير مهارات الأئمة، مع التركيز على مراجعة القرآن الكريم، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنبر لنشر العلم المستنير، ودعا إلى تعزيز المنافسة العلمية بين الأئمة، مع التأكيد على أن التميز سيعتمد على الالتزام بالمنهج الأزهري الراسخ والتصدي للأفكار الهدامة.  

وفي لقائه بأئمة المساجد في قاعة مناسبات مسجد النصر بالعريش، الذي استمر أكثر من ساعتين، استمع فضيلته لاستفسارات الأئمة وناقش معهم التحديات التي تواجه العمل الدعوي في المحافظة، وأكد اهتمام الوزارة بدعمهم، والعمل على تذليل العقبات التي تواجههم، بما يمكنهم من أداء رسالتهم على أكمل وجه.  

واختتم الشيخ خالد خضر زيارته بلقاء اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، حيث نقل شكر وتقدير الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، لجهود المحافظ المخلصة في دعم الدعوة والدعاة بالمحافظة.

تأتي هذه الزيارة تأكيدًا على التزام الوزارة بتعزيز التعاون مع الجهات المختلفة لتحقيق رسالتها الدعوية.

مقالات مشابهة

  • تحييد 34 إرهابيًا في عمليات تركية بشمال العراق وسوريا
  • رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف يلتقي بقيادات الدعوة أئمة المساجد بشمال سيناء
  • الجيش الإسرائيلي يواصل اجتياح جنين لليوم الثاني
  • في اليوم العالمي للطفل.. سبايدر مان وعرائس ديزني يحتفلون مع مرضى السرطان داخل مستشفى شفاء الأورمان
  • سبايدر مان وعرائس ديزني يحتفلون مع مرضى السرطان بالأقصر
  • إعصار القنبلة يتسبب في انقطاع الكهرباء بشمال غرب أمريكا ومقتل شخص
  • وفد من اليونيسيف والهلال الأحمر يتفقد القافلة الطبية بقرية الظهير
  • وفد اليونيسيف يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزي
  • صحة شمال سيناء ووفد من اليونيسيف والهلال الأحمر يتابعون القافلة الطبية بالظهير
  • الهلال الأحمر السعودي يُعلن عن وظيفة شاغرة