شفق نيوز/ تناول موقع "SWI" السويسري، يوم الجمعة، المستجدات التي من الممكن أن يشهدها العالم في العام 2024، منطلقاً من التوترات التي يشهدها الشرق الأوسط والانتخابات الأمريكية وغيرها من الأحداث الدولية.

ووفقاً للمواقع فإن المنظمات الدولية في العاصمة السويسرية جنيف، تنتابها الشكوك حول المستقبل، فقد يشهد العام 2024 حلول السلام، ولكن قد يشهد كاحتمال آخر تفجّر صراعات جديدة أيضاً أو ربما عودة دونالد ترامب إلى السلطة.

عام آخر حافل بالأزمات المتراكمة. هذا ما يمكن أن يوصف به عام 2023 بإيجاز من وجهة نظر المنظمات في جنيف الدولية. ويبدو أن عام 2024 لن يكون أقل تعقيداً.

أوكرانيا

في الرابع عشر من شهر كانون الثاني/ يناير المقبل، لن يُناقش السلام في أوكرانيا في جنيف، العاصمة غير الرسمية لسويسرا، بل في جبال الألب، وبالتحديد في دافوس، حيث ستكون هناك جولة من النقاشات حول الخطة التي وضعها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للسلام.

ولم تشارك روسيا في المراحل الثلاث السابقة التي جرت في كل من جدة وكوبنهاغن ومالطا، وليس ثمة ما يُشير إلى أنها ستشارك هذه المرة.

وبالتالي، ليست هناك مفاوضات. والأمل بحلول السلام في أوكرانيا في عام 2024 لا يزال بعيد المنال. وهو ما أشارت إليه مجلة "ذي إيكونوميست" في افتتاحية لها نُشرت مؤخراً "بالنسبة لأوكرانيا، من غير المقبول السماح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي تحتلها، لاسيما بسبب التأثير الاقتصادي الناجم عن خسارة أوكرانيا لجزء من مرفئها على البحر. وبالنسبة لروسيا، الغزو ما يزال فاشلاً، لأنها لا تسيطر بشكل كامل على المحافظات الأربع التي ضمتها في عام 2022".

إحدى النقاط النادرة التي تمكنت أوكرانيا وروسيا من الاتفاق عليها هي المعاهدة بخصوص تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، التي تمَّ التفاوض بشأنها من قبل الأمم المتحدة وتركيا. وقد انتهت صلاحيتها بعد انسحاب موسكو منه في يوليو 2023.

وكان قد ساهم هذا الاتفاق باستئناف الصادرات الأوكرانية وانخفاض أسعار الحبوب، مما ساعد على منع حدوث أزمة غذاء عالمية. ورغم ذلك، لدى سؤالها من قبل منصة (Geneva Solutions)، أشارت مسؤولة أممية رفيعة المستوى إلى أنّ مناقشات رامية إلى إنعاش المعاهدة ما تزال جارية.

إحدى المنظمات غير الحكومية السرية للوساطة في جنيف، وتعرف باسم (HD Centre)، كانت قد لعبت دوراً رئيسياً في إعداد هذه الاتفاقية، بحسب ما كشف تحقيق أجرته وسيلة الاعلام "Devex"، وهي عبارة عن دبلوماسية موازية تسمح بنقاش غير مباشر بين الروس والاوكرانيين، في الوقت الذي تبدو فيه الوساطة السويسرية الرسمية مستحيلة. في عام 2024، من المحتمل أن تتابع هذه المنظمة نشاطها، بعيداً عن الأنظار.

الشرق الأوسط

حتى نشر هذا التقرير، ما يزال مصير الحرب في الشرق الأوسط غامضاً. ولم تسفر نداءات المنظمات الإنسانية المتكررة من جنيف لوقف إطلاق النار في غزة حتى الآن سوى عن هدنة إنسانية لمدة أسبوع في نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وأثناء هذه الفترة، لعبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دوراً رئيسياً، ولا سيما من خلال تسهيلها لنقل 80 رهينة إسرائيلية مقابل 240 سجيناً فلسطينياً.

ولم يعد لدى العاملين في المجال الإنساني اليوم ما يكفي من الكلام لوصف معاناة السكان المدنيين في غزة. في العام المقبل، السؤال الذي سيؤرقهم هو: هل ستؤدي الحرب إلى تصعيد إقليمي، أم إلى صراع يتجذّر مع مرور الزمن، أم إلى سلام دائم؟.

الأنفاس الأخيرة

لقد كان عام 2023 عاماً صعباً على المنظمات الإنسانية في جنيف. فالنزاعات القائمة لم تجد طريقها إلى الحل، في حين اندلعت أزمات جديدة في السودان وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة. بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي وقعت أحياناً في مناطق مُنهكة بالأصل: كالزلازل في سوريا وأفغانستان والفيضانات في ليبيا.

وتتوقع الأمم المتحدة أن تصل الاحتياجات الإنسانية في عام 2024 إلى 46 مليار دولار. ويعتبر هذا التقدير واقعياً، إذا أخذنا بعين الاعتبار مصادر التمويل المحدودة. ومع اقتراب نهاية العام، لم تتلق المنظمات الإنسانية الأممية سوى 37% من المبلغ الإجمالي وهو 57 مليار دولار الذي تحتاجه.

وفي الوقت الذي تستأثر فيه الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا على اهتمام وسائل الإعلام الغربية، سيكون من الصعب لفت انتباه الدول المانحة إلى الأزمات المنسية: من هايتي إلى أفغانستان مروراً بجمهورية الكونغو الديمقراطية واليمن وسوريا والسودان.

لقد كان عام 2023 عام أزمة أيضاً بالنسبة للجنة الدولية للصليب الأحمر، التي واجهت فجوة تمويلية كبيرة. ولأنها اتُهمت بالتشتت المُفرط و بالانجراف في الميزانية.

وصرَّحت المنظمة التي مقرها جنيف أنها ستعيد تركيز جهودها على ما يميزها: زيارة معتقلي الحرب، وتبادل الأسرى، وإعادة الروابط العائلية. وسبق أن خفضت اللجنة ميزانيتها وأعلنت عن إلغاء حوالي 1800 وظيفة.

ومع الحياد الذي غالباً ما يُساء فهمه، سيتعين على اللجنة أن تُبرهن أنها ما تزال قادرة على التميّز. وهو ما يُشكل تحد كبير للمديرة العامة الجديدة الذي سيتولى منصبها في شهر نيسان/ أبريل المقبل.

انتخابات محفوفة بالمخاطر

في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ستتجه أنظار جنيف الدولية إلى الولايات المتحدة، حيث ستجري الانتخابات الرئاسية، "مباراة عودة" محتملة سيواجه فيها الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن سلفه دونالد ترامب من جديد. قد تكون نتائج الانتخابات متقاربة، كما أشارت مجلة "ذي إيكونوميست" في افتتاحية أخرى، بحيث تُحسم من خلال أصوات بضع "عشرات الآلاف من الناخبين في حفنة من الولايات".

وخلال فترة ولايته (2016 ـ 2020)، أبدى الملياردير الأمريكي ازدراءه للتعددية، مثيراً بذلك امتعاضاً داخل المنظمات الدولية في جنيف. فقد انسحبت الولايات المتحدة، تحت قيادته، من عدة هيئات، من بينها مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية. مما أدى إلى صعود قوي للصين، المصممة على الاستفادة من الفراغ الذي تركته واشنطن لكي تترك بصمتها على نظام حقوق الإنسان.

ومن المؤكد أنّ عودة الحمائية الاقتصادية للجمهوريين ستكون خبراً سيئاً أيضاً بالنسبة لمنظمة التجارة العالمية (OMC)، حيث ظل نظام التحكيم فيها مشلولاً طيلة إدارة ترامب.

اتفاقية الأوبئة

في عام 2024، من المتوقع أن تتبنى منظمة الصحة العالمية (OMS) معاهدة بشأن الأوبئة. يجب أن تسمح المعاهدة المستقبلية، التي يجري إعدادها منذ عام 2021، لمنظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء فيها البالغ عددهم 194 دولة، الوقاية من الوباء القادم بشكل فعّال ومكافحته بشكل أفضل.

المفاوضات تتقدم، لكن ما تزال بعض الخلافات قائمة بين دول الجنوب ودول الشمال. إحدى نقاط الخلاف الرئيسية هي حماية براءات الاختراع للقاحات والأدوية. حيث تعتبر الدول التي لديها صناعة دوائية قوية، من بينها سويسرا، أنّ تخفيف القانون في هذا المجال سيكون بمثابة عائق للابتكار.

وفي حال تمَّ تبني النص النهائي كما هو متوقع في جمعية الصحة العالمية المقبلة، في نهاية شهر مايو 2024، فسيكون مثالاً حياً نادراً للتعاون متعدد الأطراف الناجح على المستوى العالمي.

مجلس الأمن

تُتخذ قرارات الأمم المتحدة السياسية في نيويورك. لكن لهذه القرارات عواقب على نشاط مقرها الأوروبي، في جنيف، حيث يتم فيه تنسيق العمل الإنساني بشكل خاص.

في عام 2024، وللسنة الثانية والأخيرة كعضو غير دائم في مجلس الأمن القوي (وإن كان مشلولاً في الكثير من الأحيان)، ستحظى سويسرا بفرصة لإيصال قيمها إلى أعلى المستويات.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي الشرق الاوسط الانتخابات الامريكية عام 2024 الصحة العالمیة الشرق الأوسط فی عام 2024 فی جنیف

إقرأ أيضاً:

داليا عبد الرحيم: الجماعات الإرهابية تُعيد هيكلة خارطة الصراعات العالمية.. باحث: الشرق الأوسط يُعاد تشكيله من قبل أطراف غير عربية.. وصراع المنطقة يؤثر على العالم أجمع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة “البوابة نيوز”، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنه في عالم يشهد تحولات أمنية معقدة وتحديات متسارعة تواصل الجماعات الإرهابية إعادة تشكيل خارطة الصراعات العالمية بأساليب أكثر تطورًا ودموية، وبينما يتطلع المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول جذرية لمكافحة هذا الخطر المتنامي، نجد أن هذه الجماعات تُطور استراتيجياتها لتواكب العصر الرقمي وتستغل النزاعات الإقليمية لتحقيق أهدافها.

وأضافت “عبدالرحيم”، خلال تقديم برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أننا سنُسلط الضوء على أبرز الجماعات الإرهابية التي برزت بقوة في عام 2024، ونتناول بالتفصيل أخطر عملياتها وتأثيرها على الأمن العالمي، موضحة أن الجماعات الإرهابية لم تعد مجرد تنظيمات تعتمد على العمليات المسلحة التقليدية؛ بل أصبحت كيانًا متطورًا يمتلك أدوات إعلامية ودعائية متقدمة، ويستغل التكنولوجيا لتحقيق أهدافه، وشهد عام 2024 عودة جماعات كـ"داعش" و"القاعدة" إلى الواجهة عبر عمليات نوعية أظهرت قدرتها على التكيف مع الظروف الجيوسياسية المتغيرة. 

وأوضحت أن بيئات النزاع المستمرة في أفريقيا والشرق الأوسط لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز نشاط هذه الجماعات، واستغلت الجماعات المتطرفة الأوضاع الإنسانية المتدهورة والفقر والجهل كأدوات لتوسيع قاعدة تجنيدها، واليوم باتت هذه التنظيمات تملك قدرات عابرة للحدود، وتُنسق فيما بينها بشكل غير مسبوق لتحقيق أهداف مشتركة، وشهد عام 2024 سلسلة من العمليات الإرهابية الدموية التي استهدفت مدنيين وعسكريين على حد سواء؛ وبرز تنظيم داعش من جديد بتنفيذه هجمات واسعة النطاق في دول الساحل الإفريقي حول بحيرة تشاد ونيجيريا أسفرت هذه الهجمات عن مئات الضحايا، وتهجير المئات من السكان المحليين وفي آسيا الوسطى.

وتابعت: نفذت خلايا مرتبطة بتنظيم القاعدة هجمات متنوعة تظهر القدرة على التخطيط الدقيق وتكتيكات مُعقدة تُظهر أن هذه الجماعات لم تفقد قدراتها رغم الضربات الأمنية المتكررة، كما طالت هجمات تنظيم داعش القارة الأوروبية في أكثر من عملية ارهابية والتي تؤكد اعتماد هذه الجماعات الإرهابية على استراتيجيات متعددة تجمع بين الترهيب العسكري والتأثير الإعلامي، وأصبح التجنيد الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي من أبرز الأدوات التي تستخدمها هذه التنظيمات لاستقطاب الشباب، حيث تُبث رسائل مُحكمة تسلط الضوء على مظالم حقيقية أو متخيلة لاستدراج العناصر الجديدة.

واستطردت: إلى جانب ذلك؛ تعتمد هذه الجماعات على الهجمات غير التقليدية مثل استخدام الطائرات المسيّرة والبرمجيات الخبيثة لاستهداف البنية التحتية الحيوية للدول؛ كما برزت تكتيكات "الذئاب المنفردة" كخيار مفضل لدى العديد من التنظيمات، حيث يتم تدريب الأفراد عن بعد للقيام بعمليات محدودة لكنها مؤثرة، وفي المقابل تواجه الحكومات تحديات ضخمة في مراقبة وملاحقة الشبكات الإرهابية المتنقلة، خصوصًا في ظل التقدم التقني واستخدام هذه الجماعات لأدوات تشفير متقدمة تمنع تتبع الاتصالات والمعاملات المالية، ولذلك أصبح التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدول أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لضمان الحد من مخاطر هذه الجماعات.

ولفتت إلى أنه يُمكننا أن نُشير الى أهم وأبرز ما استهدفه برنامج "الضفة الأخرى" وسعى من خلال حلقاته لتسليط الضوء عليه، وتقديمه للمشاهدين من تقارير معلوماتية وتحليلات موضوعية وقراءات مستقبلية ولقاءات وحوارات حصرية تقول إن أهم أهداف البرنامج تركزت في الأتي: أن معركة مصر مع أفكار وجماعات التطرف والإرهاب، وعلى رأسهم جماعة الإخوان معركة مصيرية ما زالت قائمة وممتدة، وإن نجحت مصر وشعبها في إسقاط مشروع الإخوان وحلمهم ودولتهم في ثورة 30 يونيو، إلا أن التحديات مستمرة، والتصدي لأفكار وأدبيات الإرهاب معركة لا تقل أهمية وخطورة عن التصدي لممارسات العمل الإرهابي المسلح، ومن هنا كانت الضرورة بالعناية والمعالجة الإعلامية المتكاملة للتعريف وتقريب المشاهد في مصر وخارجها بأبعاد التجربة المصرية المتفردة في التصدي الفكري للإرهاب على صعيد الأفكار والثقافة الحاضنة يدًا بيد مع التصدي الميداني المباشر لمُمارسته ومخططاته المسلحة.

وأكدت أن حلقات "الضفة الأخرى" ركزت أيضا على إبراز وعرض مفهوم “المواجهة الشاملة للإرهاب” وهو الشعار الرئيسي للمعركة التي خاضتها مصر ضد الإرهاب منذ ثلاثة عقود، والتي تبلورت واستقرت أركانها بشكل واضح وفعال بعد ثورة 30 يونيو، المواجهة الشاملة التي ترتكز على رؤية متكاملة تعتمد على التنمية الشاملة وتحسين جودة المعيشة والعدل الاجتماعي وبناء الدولة العصرية الحديثة "الجمهورية الثالثة"، وخلق مناخ ثقافي وفكري ينشر ثقافة الحوار وقبول الأخر المُغاير في الجنس أو العقيدة، ومن هنا أيضًا كانت العناية بإبراز الدور المصري الفاعل والمهم في التصدي لأخطار الإرهاب على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وتكرر في الكثير من حلقات البرنامج التأكيد على رؤية مصر ودعوة الرئيس السيسي بضرورة اتفاق إرادة المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية ودوله وشعوبه على رؤية موحدة ومتكاملة لمواجهة الإرهاب وأخطاره.

ونوهت بحرص فريق عمل البرنامج على الالتزام بالموضوعية والأمانة العلمية والتدقيق والتوثيق في إعداد “مادة البرنامج”، والاعتناء باختيار ضيوفه من الخبراء والباحثين، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنه وعلى مدار حلقات البرنامج تم استضافة ما يقترب من 100 باحث وخبير ومفكر من المصريين والعرب "السودان - لبنان - ليبيا - تونس - المغرب - الجزائر - موريتانيا - الصومال - العراق - الأردن - فلسطين - سوريا - اليمن)  ومن عدة دول أوروبية.

ولفتت إلى أنه في ظل الصراعات المستمرة والأزمات السياسية والاقتصادية أصبحت منطقتا الشرق الأوسط وأفريقيا مسرحًا خصبًا لتنامي الجماعات الإرهابية وتوسع نفوذها، من غزة إلى سوريا حيث غذت الحرب الأهلية والفوضى صعود داعش والميليشيات المسلحة، وفي ليبيا أدى الفراغ السياسي وانتشار السلاح إلى تصاعد نفوذ الجماعات الإرهابية، بينما تواجه دول الساحل الأفريقي تهديدات متزايدة من تنظيمات مثل القاعدة وداعش.

وعرضت “عبدالرحيم”، خلال برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، إنفوجرافًا يرصد أبرز بؤر الإرهاب في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتأثيرها على الأمن الإقليمي والدولي، والذي كشف عن تنامي الإرهاب في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وبدأ الإنفوجراف بغزة، حيث أشار التقرير إلى أن التطرف الإسرائيلي واستمرار الإبادة الجماعية يُغذي جماعات التطرف اليميني داخل إسرائيل ويُزيد من التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، فضلا عن سوريا حيث أن الحرب الأهلية وفوضى السلاح غذت ظهور داعش وميليشيات مسلحة، ثم دولة ليبيا والتي عانت من فراغ سياسي وانتشار السلاح الذي يُعزز نشاط الجماعات الإرهابية، علاوة على منطقة الساحل الأفريقي والتي شهدت تنظيمات كـ"القاعدة" و"داعش" اللذان يُهددان الأمن الإقليمي، ثم تأتي دولة نيجيريا والتي شهدت تواجد تنظيم "بوكو حرام" الذي قتل وهجر الآلاف وتوسع نشاطها إقليميًا، وآخرها القرن الأفريقي والذي شهد تواجد حركة "الشباب" بالصومال؛ التي زعزعت الاستقرار المحلي والدولي.

وأكدت أن العرض السابق كشف عن خريطة التهديدات الإرهابية المتصاعدة في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تتشابك الأزمات السياسية والصراعات المسلحة مع الفقر والتطرف لتهيئة بيئة خصبة لنمو الجماعات الإرهابية من غزة وسوريا وليبيا، حيث يُستغل الانقسام والفوضى لتعزيز النفوذ المسلح إلى الساحل الأفريقي ونيجيريا، وتواصل جماعات مثل القاعدة وبوكو حرام زعزعة الاستقرار وتهجير السكان، وفي القرن الأفريقي تبقى حركة الشباب الصومالية تهديدًا عابرًا للحدود؛ وكل نقطة على هذه الخريطة تُمثل جرس إنذار للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفعّال لمواجهة هذا الخطر المتنامي.

وأوضحت أنه أصبح واضحًا أن خطر الجماعات الإرهابية لا يزال حاضرًا بقوة، بل ويتنامى بشكل متسارع نتيجة تداخل عوامل معقدة من أزمات سياسية واقتصادية وإنسانية، موضحة أن التطور الكبير في استراتيجيات هذه الجماعات، سواء على مستوى العمليات الميدانية أو التوظيف الذكي للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي يجعل من التصدي لها تحديًا دوليًا يتطلب تنسيقًا وتعاونًا غير مسبوقين.

واختتمت أنه يبقى الأمل معقودًا على تعزيز الجهود الدولية لمواجهة هذا الخطر من خلال معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الأفراد نحو التطرف، وتحقيق استقرار حقيقي في المناطق التي أصبحت مسرحًا لنشاط هذه الجماعات، مشيرة إلى أن مواجهة الإرهاب ليست مسؤولية الحكومات فقط، بل هي مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي بأكمله. 

بدوره قال محمد يسري، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن الأحداث في 2024 كانت ساخنة للغاية في مناطق النزاع، ومن الطبيعي أن تتزايد نشاطات الجماعات المتطرفة بصورة غير مسبوقة. 

وأضاف "يسري"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن أوروبا اتخذت العديد من الإجراءات لمنع تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب، ومنع حدوث العمليات الإرهابية سواء من قبل التطرف الإسلامي أو اليمين المتطرف، مشيرًا إلى أن ألمانيا شهدت حادثًا مأساويًا، حيث نفذ طبيب سعودي متطرف عملية إرهابية  في برلين.

وأوضح أن الصراع في الشرق الأوسط يؤثر سلبًا على كافة دول العالم بسبب وجود تشابكات كثيرة من الناحية الحضارية بين أوروبا والشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الجماعات المتطرفة في حالة تزايد في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، وشهدت بليجكا وألمانيا الكثير من الأعمال المتطرفة خلال الفترة الأخيرة.

وأشار إلى أن عام 2025 قد يشهد أمورًا أشد خطورة مما حدث في 2011، وقد تتشكل بؤرًا إرهابية في أوروبا للانتقام مما يحدث في الشرق الأوسط من حروب وأزمات، موضحًا أن تصاعد أحداث العنف في 2024 كان أمرًا طبيعيًا نظرًا لاشتعال مناطق النزاع بصورة غير مسبوقة في الشرق الأوسط والعالم.

واختتم أن الكثير من الدول في أوروبا مثل ألمانيا والنمسا اتخذوا الكثير من الإجراءات لمواجهة التطرف الذي اشتعل في أوروبا خلال العام الماضي.

من جانبه قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط من خلال ضرب حماس وحزب الله وسوريا، مشيرًا إلى أن معالم الشرق الأوسط بدأت تتشكل خلال الفترة الحالية.

وأضاف "عبد الفتاح"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن شكل الشرق الأوسط الجديد للأسف صُنع من قبل أطراف غير عربية مثل أنقرة ودولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن العرب كانوا غائبين عن رسم ملامح العالم العربي، موضحًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على وكلائها في إدارة المنطقة مثل أنقرة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع تراجع  الدور الإيراني نتيجية ضرب حزب الله وإسقاط نظام الأسد.

وأوضح أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أعلن عن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، ولكن هذا الأمر ليس حقيقيًا، مشيرًا إلى أن التحالف الدولي قد يكون هزم داعش بصورة قاسية، ولكن التنظيم لم ينته كفكرة وتنظيم، وانتقل إلى بيئات حاضنة في منطقة الساحل والصحراء في القارة السمراء.

ولفت إلى أن تنظيم داعش الإرهابي انتقل إلى ليبيا، وما زالت هناك خلايا للتنظيم متواجدة في سوريا، وهذه الخلايا بمثابة قنابل موقوتة، مشيرًا إلى أن الأكراد يُحذرون الغرب من فقدان السيطرة على الدواعش الموجودين في السجون حال استمرار الضربات التركية للأكراد "قسد"، مؤكدًا أن هناك زيادة في عدد وفيات العمليات الإرهابية بزيادة تُقدر بأربع أضعاف، وهذا دليل على أن الإرهاب لم ينته، حتى وإن نجح التحالف الدولي في القضاء على التنظيمات.

وأكد أن التنظيمات الإرهابية مثل داعش وبوكو حرام والقاعدة تمتلك قدرات تفوق قدرات العديد من الجيوش في الدول الإفريقية، وهذا يؤكد أن هذه الجماعات تحصل على دعم من قبل أجهزة استخبارات دولية، موضحًا أن التنظيمات الإرهابية تقوم الآن بالإتجار في المخدرات والسلاح، وتتعاون مع العصابات المنظمة في جرائم إرهابية، للحصول على المال والسلاح. 

وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية تُسيطر على حقول النفط وبعض المناجم، وتستخدم عوائد هذه الأصول في تجنيد المزيد من الإرهابيين والقيام بعمليات إرهابية سواء في إفريقيا أو أوروبا، موضحًا أن الإرهاب أصبح خطرًا يُداهم كافة الدول، منوهًا بأن الإرهاب السيبراني يسعى لتجنيد عناصر إرهابية من قبل مواقع التواصل الاجتماعي في الدول المستقرة، وليس الدول الهشة مثلما كان يحدث في السابق.

واختتم أن الإرهاب تطور بشكل كبير، وأصبح هناك خلايا نائمة لتنظيم داعش في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، للقيام بعمليات الذئاب المنفردة، موضحًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للاعتراف بالنظام الجديد في سوريا، وتعمل على إعادة تقديم نظام الإسلام السياسي الموجود في سوريا كنظام مُعتدل، لافتًا إلى أن تعاطي أمريكا مع الإدارة السورية هو تعاطي ملغوم.

وقال عبد الحميد توفيق، الباحث السياسي السوري، إن الشكل السياسي الجديد للدولة السورية لم يتبلور بعد، مشيرًا إلى أن أحمد الشرع رئيس الإدارة الجديدة في سوريا تحدث عن تأجيل الانتخابات لمدة تصل لأربع سنوات لإعداد الدستور والتحضير للانتخابات. 

وأضاف "توفيق"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن أحمد الشرع تحدث عن إطلاق حوار وطني شامل خلال الفترة المقبلة دون أن يتحدث عن مصير الفصائل المسلحة التابعة لهيئة تحرير الشام، أو الفصائل الموالية لأنقرة وتقاتل الآن الأكراد بدعم تركي، موضحًا أن المشهد المسلح في سوريا هو من يطفو على السطح، خاصة وأن الفصائل المسحلة في سوريا ليست على قلب رجل واحد، ومن المُعتاد أن تتقاتل هذه الفصائل عند إسقاط السلطة، وهذا الأمر ليس بعيدًا عن سوريا خلال الفترة المقبلة.

وأوضح أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لن يتعاون مع التنظيمات الإرهابية في سوريا بشكل مُطلق في المنطقة، لأن هذا الأمر قد يُسبب قلقًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي الحليف التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن سجون الأكراد تحتوي على أكثر من 10 آلاف داعشي، وهذا الأمر بمثابة تحدي كبير، خاصة وأن الأكراد يلوحون بهذه الورقة في وجه أنقرة، بمعنى أن أي هجوم على هذه المناطق قد يؤدي إلى فرار الدواعش؛ وهذا يهُدد أمن المنطقة بصورة كبيرة والمصالح الأمريكية.

وتساءل قائلاً: "هل سيدفع ترامب السلطة الجديدة في سوريا بالعمل ضد داعش؟، هل سيُقدم ترامب على إضفاء شرعية على السلطة السورية الجديدة المصنفة كنظمة إرهابية؟.

مقالات مشابهة

  • جورج مارشال أهم الشخصيات العسكرية الأمريكية.. لماذا عارض تأييد إسرائيل؟
  • ما الهزات السياسية الارتدادية المقبلة في الشرق الأوسط؟
  • طالبان: سنغلق جميع المنظمات غير الحكومية التي توظف النساء
  • بريطانيا تتعهد بتقديم مساعدات لتلبية احتياجات الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا
  • عام كامل على متابعة إسرائيل أمام العدل الدولية.. ما الذي تحقق؟
  • الأمم المتحدة: الشرق الأوسط يشهد تصعيدًا خطيرًا للأعمال العدائية بين إسرائيل والحوثيين
  • أمير الحدود الشمالية: العناية بالقرآن وتشجيع حفظه وتدبره تتصدر اهتمامات المملكة
  • داليا عبد الرحيم: الجماعات الإرهابية تُعيد هيكلة خارطة الصراعات العالمية.. باحث: الشرق الأوسط يُعاد تشكيله من قبل أطراف غير عربية.. وصراع المنطقة يؤثر على العالم أجمع
  • باحث: الصراع في الشرق الأوسط يؤثر على العالم أجمع
  • فوز "ميتسوبيشي" بـ3 ألقاب ضمن جوائز "سيارة العام في العالم العربي"