نيوزويك: أصحاب الهمم أكبر ضحايا الحرب في غزة
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
قال الدكتور مهند العزة، عضو سابق في مجلس الأعيان الأردني وخبير في مجال حقوق الإنسان، إن الوضع الإنساني في غزة مأساوي، فمنذ بدأ القصف الإسرائيلي، في أعقاب موجة الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وسُوّيت مبانٍ بأكملها بالأرض.
لا أعرف حتى كيف يمكنني العيش دون ذراعي
وأضاف في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية: " كانت صرخة الغضب العالمية شرسة، لكن في خضم غضبتنا ضد هذا الدمار الشامل، يجب ألا ننسى الأشخاص الأكثر ضعفاً في هذا الوقت أو في أي وقت آخر، وأعني الأشخاص ذوي الإعاقة".
في قطاع غزة، تعد المخاطر التي يتعرض لها الفلسطينيون أصحاب الهمم أعلى بأضعاف مضاعفة؛ فهم غالباً ما يكونون أول من يفقدون حياتهم أثناء الحرب، حيث يواجهون صعوبة أكبر في إخلاء أماكنهم أو التحرك بسرعة، دون توفر التيسيرات التي يحتاجون إليها. وحتى عندما يخطر الجيش الإسرائيلي سكان غزة بنيّته قصف حي أو مبنى بعينه، أو عندما يفتح ممرات إنسانية، فإن الأشخاص ذوي الإعاقة لا يستطيعون المغادرة في كثير من الأحيان. الافتقار لمقومات الحياة
وحتى بالنسبة للقادرين منهم على مغادرة منازلهم، فإن الرعب يتضخم، وذلك كما وجدت منظمة هيومان رايتس ووتش في مقابلات مع فلسطينيين من ذوي الإعاقة في غزة، حيث أوضحت: "وصف الذين تمكنوا من الإخلاء خوفهم من الاضطرار إلى مغادرة منازلهم، المصممة لتلبية متطلباتهم المتعلقة بإمكانية الوصول والقدرة على التكيف، فضلاً عن أجهزتهم المساعدة، كالمقاعد المتحركة ومعينات المشي والمعينات السمعية. كما أثاروا أيضاً مخاوفهم بشأن عدم حصولهم على الأدوية الأساسية وتأثير ذلك على صحتهم النفسية. وقد اضطروا هم ومئات الآلاف غيرهم إلى الاحتماء بملاجئ طوارئ مكتظة، معظمها عبارة عن منشآت صحية ومدارس تفتقر إلى إمكانية الوصول الكافية إلى المياه والغذاء والصرف الصحي".
In the already extremely dangerous Gaza Strip, the risk to Palestinians with disabilities is higher by an order of magnitude. https://t.co/ug8y8qn0xV
— Newsweek (@Newsweek) December 22, 2023
والمفارقة، برأي الكاتب، هي أن الكثير من الفلسطينيين صاروا في عداد المعاقين بسبب القصف الإسرائيلي في الحروب الماضية، ومن هؤلاء سامح المصري (50 سنة)، الذي قال لهيومان رايتس ووتش إنه فقد ساقيه سنة 2008 في غارة بمسيرة إسرائيلية، وكان يحتمي بمستشفى القدس في مدينة غزة. وأضاف: "إذا قصفوا المستشفى سأموت. أعرف أنني لا أستطيع الحراك".
ويكون الأشخاص أصحاب الهمم، الذين يواجهون الإقصاء حتى في الظروف العادية، أكثر عرضة للإقصاء أثناء الأزمات والحروب، رغم أنهم الأكثر عرضة للخطر، وفرصتهم أقل في البقاء على قيد الحياة، وغالباً ما يكونون آخر من يتم إجلاؤهم أو إنقاذهم.
Palestinians With Disabilities in Gaza Have No Hope for Survival https://t.co/yExzk6p64B
— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) December 23, 2023
في غزة، إذا استشعر سكان أحد المنازل غارة وشيكة أو تم تنبيههم لإخلاء منازلهم، فإن فرصة هروب مستخدمي المقاعد المتحركة تكاد تكون معدومة، إلا إذا وجدوا من يحملهم فيما تنهال القذائف من كل اتجاه، وهذا بالطبع يشكل خطراً لا يقل عن خطر البقاء في المنزل المستهدف. ولتتأمل الآن شخصاً أصم أو أعمى. من ينبهه إلى الخطر أو يساعده على الفرار منه؟ وحتى لو علم بالواقع وأدرك أن هناك خطراً وشيكاً، فلا سبيل أمامه للفرار والهرب في مثل هذه الظروف.
ما هي احتمالات إنقاذ شخص أصم أو كفيف من تحت الأنقاض، وهو لا يسمع من ينادي عليه، ولا يرى أي دلائل تنبئ باقتراب النجدة؟ يتساءل الكاتب ويقول: ومن بين قرابة مليوني شخص في خضم هذه الحرب، يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة أكبر التحديات.
ويزداد هذا الوضع تفاقماً بمرور الأيام، يضيف الكاتب، ولا يقتصر الأمر على احتمال مقتل الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة، بل هناك عشرات الآلاف غيرهم ممن أصيبوا. فمن بين 52 ألف أصيبوا بجراح في غزة منذ بدء القصف الإسرائيلي، سيعيش عشرات الآلاف حياتهم الآن، وهم يعانون من إعاقة واحدة أو أكثر.
وفي غضون ذلك، فإن أدوية الصرع والأدوية النفسية والأدوية التي يحتاج إليها مرضى التوحد، فضلاً عن المقاعد المتحركة والعكازات وغيرها من الأدوات المساندة، لم تكن على قائمة المعونات الطبية التي مرت من معبر رفح.
وتعبّر رسالته المؤلمة عن حالة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون الآن من الإعاقة في غزة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل عشرات الآلاف ذوی الإعاقة أصحاب الهمم فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقررة الأمم المتحدة الخاصة تزور مركز الابتكار التابع لـ«زايد العليا»
أبوظبي: «الخليج»
زارت ماما فاطمة سينغاثة، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية ببيع الأطفال واستغلالهم جنسياً، مركز الابتكار لإنتاج أصحاب الهمم التابع لـمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، للاطلاع على أبرز المشاريع والمبادرات التي تقدمها المؤسسة في دعم هذه الفئة وتمكينها.
وكان في استقبالها عبدالله الحميدان، الأمين العام، يرافقه عبدالله الكمالي، المدير التنفيذي لقطاع أصحاب الهمم بالمؤسسة، حيث قدم الأمين العام للمسؤولة الأممية، لمحة تعريفية وشرحاً تفصيلياًعن المؤسسة، رؤيتها ورسالتها، والبرامج التأهيلية والإنتاجية التي تسهم في تعزيز قدرات أصحاب الهمم وتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً، وعرض نماذج من المنتجات والمشاريع التي ينفذها المنتسبون للمؤسسة، وتحمل علامة «النحلة» المميزة لمنتجاتهم بورش التأهيل المهني.
وأعربت سينغاثة، عن تثمينها العميق لمستوى الخدمات المقدمة، مشيدةً بالنموذج الإماراتي المتقدم في رعاية أصحاب الهمم، وقالت: ما رأيته اليوم يعكس التزاماً حقيقياً بحماية حقوق الأطفال وتمكينهم، لا سيما أصحاب الهمم الذين يحظون في المؤسسة بفرص واقعية للنمو والاندماج والمساهمة الفاعلة في المجتمع.
ورحب الحميدان، بالزيارة وأكد أنها تعكس التقدير الدولي لجهود دولة الإمارات في تمكين أصحاب الهمم، وقال 'تجربة أبوظبي ودولة الإمارات الإنسانية في رعاية أصحاب الهمم وتأهيلهم نموذج متميز، ونحن ملتزمون بمواصلة تطوير برامجنا بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة في تمكين أصحاب الهمم وجعلهم شركاء حقيقيين في التنمية'.