موجات تفاؤل تطبع نهاية العام لبنانيًا.. بين الحقيقة والوهم!
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
كما بدأ بفراغ رئاسيّ يهيمن على الاهتمامات السياسية، ينتهي العام 2023 على المشهد نفسه، بعدما عجزت كلّ المبادرات والوساطات المحلّية، كما الإقليمية والدولية، عن وضع حدّ له على امتداد 12 شهرًا، وإن تراجع "زخمها" في الأشهر الثلاثة الأخيرة على وقع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أعادت "خلط" كلّ الأوراق، وهمّشت بصورة أو بأخرى، أو بالحدّ الأدنى "جمّدت" الاستحقاق الرئاسي، حتى إشعار آخر.
لكن، على الرغم من هذه المشهديّة التي لم تتغيّر خلال 12 شهرًا، ولو أنّها شهدت الكثير من "الصعود والهبوط" إن جاز التعبير، سُحِبت معها أسماء من "البازار"، وطُرِحت أخرى في سياقه، فإنّ شيئًا ما تغيّر في الأيام الأخيرة من العام، ويتمثّل بموجات "التفاؤل" العابرة للمعسكرين الأساسيّين، والأحزاب السياسيّة، في ظلّ "رهانات" متصاعدة على انفراجٍ في أفق العام الجديد، بل في شهره الأول، وربما أيامه الأولى.
يتجلّى ذلك بوضوح من خلال تصريحات ومواقف المسؤولين السياسيين في الأيام الأخيرة، والحديث عن حراك جديد سينطلق مطلع العام، وربما مبادرة حوارية جديدة يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري، معطوفة على وساطة دوليّة ستتجدّد، لكن، هل تستند موجات التفاؤل المذكورة إلى حقائق ومعطيات دقيقة فعلاً، أم أنّها مجرّد "وهم" يُضعها في الخانة نفسها للموجات المشابهة التي خبرها اللبنانيون أكثر من مرّة على مدى العام المنصرم؟
دوافع "التفاؤل"
يقول العارفون إنّ عدّة مؤشّرات شكّلت في مكانٍ ما "دوافع مشروعة" لموجات التفاؤل التي طبعت نهاية العام على مستوى الاستحقاق الرئاسي، والتي جاءت للمفارقة بعد الجلسة التشريعية الأخيرة التي أفضت إلى التمديد لقائد الجيش بتوافقٍ قلّ نظيره، وإن بقي "التيار الوطني الحر" خارج فلكه، حيث تولّد انطباع لدى كثيرين، بإمكانية "استنساخ" التجربة على المستوى الرئاسي، والتوصّل إلى تفاهم وطني يضع حدًا للفراغ القاتل.
تزامنت موجات التفاؤل أيضًا مع الحراك الإقليمي والدولي الذي سُجّل حول الملف اللبناني، وإن جاء هذه المرّة من البوابة الأمنية، على خلفية الأحداث المتصاعدة في جنوب لبنان، ومحاولات ضمان عدم "انزلاق" الجبهة اللبنانية إلى حربٍ تشبه في طيّاته تلك التي يشنّها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة، وربما توازي بأهميتها وحجمها تلك التي خبرها اللبنانيون في صيف العام 2006، ولا تزال ماثلة في أذهانهم.
وفي هذا السياق، يرى العارفون أنّ دوافع "التفاؤل" تمتدّ أيضًا لتشمل الزيارات المرتقبة للموفدين الإقليميين والدوليين مطلع العام المقبل، ومنها زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، والتي يُعتقَد أنّها ستكون مفصليّة وحاسمة، خلافًا لسابقاتها، وإن لم يحدّد موعدها بعد، في ظلّ حديث أيضًا عن زيارة مفترضة للموفد القطري، الذي يواصل جهوده من خلف الكواليس، باسم مجموعة الدول الخمس المعنيّة بلبنان.
المطلوب أكثر!
في ظلّ هذه الأجواء، برزت بعض المواقف الداخلية أيضًا التي عزّزت مناخات "التفاؤل"، ومن بينها قول رئيس مجلس النواب نبيه بري إنّ الاستحقاق الرئاسي يشكّل "شغله الشاغل"، وحديث رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن أهمية الركون إلى "مشاورات جانبية"، وتشجيع رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل منطق "التوافق والتفاهم"، مع دعوته الفريق الآخر إلى "ملاقاة" قوى المعارضة في منتصف الطريق.
لكنّ كلّ ما سبق لا يعني أنّ الأرضية باتت جاهزة فعلاً لتغيير "نوعيّ" على مستوى المقاربات للملف الرئاسي، بما يسمح بجعل التفاؤل "المشروع" بانفراج مطلع العام المقبل جديًا وحقيقيًا، فالأطراف لا تزال ثابتة بصورة أو بأخرى على مواقفها المُعلَنة، سواء من المرشحين المعروفين، وفي مقدّمهم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وكذلك قائد الجيش العماد جوزيف عون، أو من الخيار "الثالث" الذي لم تنضج معطياته بعد.
ولعلّ اللقاء "الودّي" الذي جمع فرنجية وعون قبل فترة عزّز "التفاؤل" بإمكانية الوصول إلى "خط وسط"، إلا أنّ ذلك لا يزال بعيد المدى وفق العارفين، الذين يشيرون إلى أنّ بين الأفرقاء من لا يزال يراهن على نتائج الحرب الإسرائيلية على غزة من أجل تعزيز حظوظ هذا المرشح أو ذاك، وهو منطق من شأنه "ترحيل" الاستحقاق الرئاسي، حتى انتهاء هذه الحرب، التي تبدو "مفتوحة" وفقًا لكل المعطيات، ولو انتقلت إلى مرحلة مختلفة.
ليست المرّة الأولى التي يشهد فيها الملف الرئاسي "زخمًا"، تدخل على خطّه موجات "تفاؤل" بفرج قريب، في سيناريو بات يصطلح عليه بـ"Déjà vu" (شوهد من قبل)، لتأتي نتيجته مرّة بعد مرّة، "مخيّبة" للآمال. مع ذلك، ثمّة من يريد تحويل "الوهم" إلى "حقيقة"، والمعادلة لذلك قد لا تكون "معقّدة"، فهي لا تتطلّب أكثر من إرادة صادقة بالمضيّ إلى الأمام، لكن هل تتوافر مثل هذه الإرادة فعلاً، أم أنّ الأنانيات والنكايات ستطيح بكل موجات التفاؤل؟!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس حماية المستهلك: اتخاذ العديد من الإجراءات الاقتصادية التي تسهم في وفرة السلع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد ابراهيم السجيني، رئيس جهاز حماية المستهلك، والمهندس ايمن عطية " محافظ القليوبية اليوم ، بديوان عام المحافظة، اجتماع موسع مع مجلس ادارة الغرفة التجارية بالمحافظة، بحضور النائب دكتور محمد عطية الفيومي، لبحث مدي توافر السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة مخفضة، خاصة مع ثبات المتغيرات الإقتصادية ومنها استقرار سعر صرف النقد الأجنبي، والجهود التي قامت بها الدولة في الإفراجات عن العديد من السلع بالموانئ، لاسيما السلع الإستراتيجية، وانعكاس ذلك علي أسعار بيع السلع في الأسواق للمواطنين ، خاصة مع قرب حلول شهر رمضان.
وقال رئيس جهاز حماية المستهلك إن الدولة إتخذت العديد من الإجراءات الإقتصادية التي تسهم في وفرة السلع الأساسية وإتاحة ومنها استقرار سعر النقد الأجنبي، والإفراجات عن العديد من السلع الغذائية من الموانئ، فضلا عن القرارات الصادرة من دولة رئيس مجلس الوزراء بشأن السبع سلع الإستراتيجية، والقرارات المنظمة من وزير التموين والتجارة الداخلية، لاسيما والإجراءات المتسارعة من الدولة والمؤسسات المعنية، نحو خفض معدلات التضخم والتي شهدناها سويا، مما تستوجب كل هذه الجهود من وجود انعكاس حقيقي علي انخفاض في أسعار السلع الأساسية .
وأشار رئيس الجهاز ، خلال اللقاء، علي تأكيده أن التاجر هو شريك أساسي في منظومة الإقتصاد المصري وأننا متواجدين اليوم لرصد الأسعار وبحث مدي توافر السلع الأساسية بالمحافظة ، لاسيما فيما يتعلق بالسبع سلع الإستراتيجية، مشيرًا إلي أنه لا بد من تكاتف كافة الكيانات التجارية مع الدولة في تحقيق مزيداً من الوفرة والإتاحة السلعية مع الإستقرار في أسعار السلع الغذائية للمواطنين بأسعار مناسبة، خاصة مع حلول شهر رمضان والذي يتزايد فيه الإستهلاك بشكل ملحوظ .
كما أكد رئيس الجهاز علي ، أن التكليفات واضحة ومحددة من رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير التموين والتجارة الداخلية، بشأن إتاحة السلع الإستراتيجية التي تهم المواطن بأسعار مخفضة، مشيرًا إلي ضرورة تحقيق مزيدا من الإنضباط خلال الفترة القادمة، وذلك بعد الجهود المبذولة من جانب الدولة وكافة مؤسساتها في السيطرة علي سعر الصرف الأجنبي وإتاحته للتجار فضلاً عن الإفراجات الجمركية المتتالية عن البضائع في الموانئ والتي أثرت علي وفرة وإتاحة السلع في الأسواق .
من جانبه أشار محافظ القليوبية، إلي أننا لدينا تجار وطنيين وغرفة تجارية بالمحافظة علي قدر عالٍ من المسؤولية تقدر الظروف والتحديات التي تحيط بالدولة علي مختلف الأصعدة، ونؤكد دائما علي ضرورة الوفرة والإتاحة السلعية في الأسواق خلال الفترة الحالية وبالأخص مع قرب حلول شهر رمضان.
مؤكداً علي طمأنة المواطنين بمحافظة القليوبية، علي تحقيق مزيداً من الإنضباط في الأسواق من خلال العمل علي تحقيق الوفرة والإتاحة السلعية من خلال التوسع في إقامة معارض أهلا رمضان وأسواق اليوم الواحد ومعارض " كلنا واحد " والمعارض التي تتم بالتشارك والتعاون مع الأحزاب السياسية علي أرض المحافظة، لتحقيق الوفرة في إتاحة السلع الغذائية بأسعار مناسبة.
كما قال الدكتور محمد عطية الفيومي " رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية بالمحافظة أننا لدينا مخزون كاف من السلع الغذائية، لاسيما السلع الإستراتيجية التي تهم المواطن تكفي الشهور القادمة وخاصة في شهر رمضان والذي يتزايد فيه الإستهلاك بشكل كبير، ومستعدون جيدًا لثبات الأسعار خلال الفترة القادمة، بل وعمل انخفاضات سعرية أخري من خلال العروض الترويجية ونعد الدولة والمواطن في مزيدا من الوفرة والإتاحة السلعية من خلال التوسع والمشاركة في إقامة معارض أهلا رمضان، فضلاً عن الإستقرار في الأسعار .