???? المليشيا لن تتقدم شبراً واحداً إلى الأمام نحو بقية ولايات السودان
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
لن تتقدم المليشيا شبراً واحداً إلى الأمام نحو بقية ولايات السودان لأنها لم تعد تحارب الجيش بل أصبحت في مواجهة شعب عازم على المقاومة وحماية نفسه وعرضه وماله. لن يهرب الشعب السوداني إلى أي مكان وسيواجه الجنجويد والمرتزقة.
الحرب ما عادت حاميات أو فرق عسكرية يتم إسقاطها والسيطرة عليها؛ الحرب أصبحت مواجهة بين الشعب السوداني والأوباش.
خطأ مدني والجزيرة لن يتكرر في أي منطقة أخرى.
حتى وقت قريب كان يُنظر إلى هذه الحرب كحرب بين الجيش والدعم السريع؛ قوتين نظاميتين تتحاربان بدوافع سياسية. هذه النظرة ما عادت موجودة ولا حتى في دارفور نفسها التي تنحدر منها نواة المليشيا الأولى. أوباش الدعم السريع ومن تبعهم من المرتزقة واللصوص ما عادوا يمثلون عرب دارفور سياسياً؛ مجتمعات عرب دارفور لا تنتظر منهم نصراً سياسياً ولا تعتبر حرب المليشيا في الخرطوم والجزيرة هي حربها؛ لا يوجد أي حشد أو إسناد قبلي منظم للمليشيا من دارفور. الناس في نيالا والضعين وجنوب دارفور عموماً هم أنفسهم خائفون من المليشيات وإجرامها ويعانون من الفوضى والانفلات الأمني.
إن كان هناك أطراف يمثلها الدعم السريع فهي القوى الخارجية التي توفر الدعم العسكري والسياسي لهذه المليشيا لخدمة أجندتها الخاصة ضد الدولة السودانية. آل دقلو ليسوا سوى دُمى في أيادي خارجية، حاولوا بالمال أن يشتروا بعض الإدارات الأهلية ورجال الطرق الصوفية وبعض الساسة والعساكر وغيرهم ونجحوا في ذلك وجندوا المرتزقة واللصوص ليقاتلوا معهم مقابل الغنيمة، بعض المرتزقة استجلبوهم من خارج السودان؛ أطلقوا سراح مجرمين سجناء وانخرطت صنوف من المجرمين والهمباتة واللصوص من كل مكان في السودان،
ولكن كل هذا الخليط بلا جذور حقيقية في المجتمع السوداني؛ فهذه ليست حرب مجتمعات ضد بعضها ليست حرباً أهلية ولا هي حرب طبقية؛ إنها، أي المليشيا، مجرد أداة للتخريب والتدمير يشعر الجميع من أقصى الشرق في بورتسودان حتى الجنينة بخطرها ولا يأمنها أحد؛
لا توجد أي مدينة أو قرية في الشرق أو في الشمال أو الغرب تتمنى أن يدخلها هؤلاء الأوباش، ويهرب منهم الناس في أي مكان دخلوا إليه (هذا الهروب لن يستمر بعد الآن مع المقاومة الشعبية التي بدأت تعم ولايات الشرق والشمال والوسط وكردفان، سيواجه الأوباش بالرصاص وبالسلاح الأبيض وحتى بالحجارة. لقد انتهى زمن الهروب والتشرد الذي شهدته عدة مدن دخلها الجنجويد).
نقطة أن هذه المليشيا بلا عمق اجتماعي حقيقي بعد أن انفضت عنها مجتمعات عرب دارفور (دليلنا على ذلك معلومات من الأرض تقول بعدم وجود أي تجييش أو استنفار لصالح مليشيا آل دقلو في دارفور. نعم قد يكون هناك بعض الأفراد يشاركون في هذه الحرب من أجل الغنيمة أو لأسباب تخصهم، ولكن لا يوجد تجييش وتجنيد موازي للمقاومة الشعبية للجنجويد والمرتزقة كمجرمين تم اختزالهم وتجريدهم في هذه الصفة وحدها) هذه نقطة جوهرية وحاسمة في مسار الحرب.
لا توجد قضية سياسية، ليس هناك صراع اجتماعي ولا حرب أهلية. نحن أمام ظاهرة حرب ضد الدولة تغذيها قوى خارجية بهدف التدمير والتخريب ثم السيطرة على الدولة، ووقود هذه الحرب عبارة عن مجرمين بلا أي هدف ولا أي قضية؛ السودانيون منهم يخربون بلدهم بمشاركة المرتزقة الأجانب ويشاركون في أعمال النهب والسلب والاغتصابات وجرائم القتل الفردي والجماعي. هذه المليشيا خطر على جميع السودانيين وستتم مواجهتها على هذا الأساس في كل السودان.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تعلن دخول الحرب مرحلة جديدة والبرهان يتوعد بسحقها
تعهد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان السبت باقتلاع المليشيات وتحرير كل شبر من الأرض، فيما أعلنت قوات الدعم السريع دخول الحرب مرحلة جديدة، متعهدة بتوجيه ضربات مؤلمة للجيش.
وقال عبد الفتاح البرهان إن الجيش انتقل من الدفاع إلى الهجوم ولن يهدأ له بال حتى يقتلع ما سماها المليشيا ومَن دعَمَها وساندها.
وخلال تدشينه مبادرة لدعم "أسر الشهداء والنازحين واللاجئين والمتضررين من الحرب" أكد البرهان أن "الأمور تسير كما خطط لها وسيتم تحرير كل شبر من أرض الوطن".
وأوضح البرهان أنه واثق من النصر وأن الشعب لن يسمع قريبا بمسيرات تقصف مرافق الخدمات المدنية.
في المقابل، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن استهداف قاعدة وادي سيدنا وتدمير عدد من الطائرات الحربية والمسيرات ومخازن الأسلحة، هو بمثابة رسالة مفادها أن الحرب دخلت مرحلة جديدة الآن.
وشدد طبيق على أن الأيام القادمة سوف تشهد ضربات موجعة لمواقع استراتيجية لما سماها "مليشيات البرهان والكتائب الإرهابية وأن بورتسودان هي الهدف القادم وفقا لتعبيره".
قصف على الفاشر
وفي وقت سابق، أعلن الجيش السوداني مقتل 4 مدنيين وإصابة 12 آخرين جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
إعلانومنذ أيام تواصل قوات الدعم السريع قصفها المدفعي على الفاشر، الأمر الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى، بحسب السلطات السودانية.
ومنذ 10 مايو/أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
في ذات السياق، نددت وزارة الخارجية السودانية بمقتل 11مدنيا جراء استهداف الدعم السريع مركز إيواء نازحين بمدينة عطبرة شمالي البلاد، ووصفت الحادثة بأنها جريمة إرهابية
وقالت الخارجية في بيان "نندد بالجريمة الإرهابية النكراء التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع باستهدافها لمركز إيواء للنازحين بعطبرة، وقتل 11 من النازحين، وكذلك قصفها محطة كهرباء عطبرة التحويلية".
وفي الآونة الأخيرة، تكرر الهجوم بالطائرات المسيرة على محطات الكهرباء بمدن السودان الشمالية "مروي ودنقلا والدبة وعطبرة.
وتتهم السلطات السودانية الدعم السريع بتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة على محطات الكهرباء والبنية التحتية، دون تعليق من الأخيرة.
متغيرات ميدانية
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).