نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا تطرقت خلالها إلى إمكانية استبدال وزير الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط العدوان المتواصل على قطاع غزة، وذلك في ظل تراجع شعبيته في الأوساط الإسرائيلية.

وقال مراسل الصحيفة في مدينة القدس المحتلة، بيفر أنشيل، إن " ثلثي الناخبين الإسرائيليين يريدون انتخابات في اللحظة التي تتوقف فيها الحرب".



وأضاف في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن "نتنياهو يفقد ثقة الناس، رغم محاولات مكتبه تلميع صورته، ففي واحدة من صورتين نشرهما مكتبه، ظهر في واحدة وهو يلوح بقبضته وسط إطار الصورة واقفا إلى جانب عربة قتالية مصفحة. وفي الصورة الثانية، أزال نتنياهو عاما الخوذة التي كشفت عن شعره الأشيب ووقف مبتسما وهو محاطا بالجنود الذين يبلغ عمرهم نصف عمره في منزل عائلة فلسطينية".

وأشارت الصحيفة إلى أن الصور التي نشرت هذا الأسبوع تم اختيارها بعناية لتقديم صورتين عن نتنياهو الذي يحاول ترسيخهما في عقل المواطن الإسرائيلي: زعيم حرب وأب محسن للشعب.


واستدركت بالقول إن "دراسة مسحية أخيرة أظهرت أن غالبية الإسرائيليين لا تنظر إليه بأي منهما"، مضيفة أنه في استطلاع جرى منتصف كانون الأول /ديسمبر من قبل معهد الديمقراطية الإسرائيلي، وجد أن نسبة 66% من الإسرائيليين تعتقد أن الجيش يستطيع تدمير قوى حماس العسكرية، إلا أن نسبة 69% قالت إنها تريد انتخابات في الوقت الذي ستتوقف فيه الحرب. وقالت نسبة 39% من الذين صوتوا لحزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، إنها ستفعل هذا مرة أخرى".

وفي دراسة أخرى أجرتها جامعة بار إيلان وجدت أن نسبة 24% فقط تعتقد أن نتنياهو هو المصدر الموثوق للأخبار عن الحرب. وقالت نسبة 73% إن المتحدث باسم الجيش هو الأكثر موثوقية في أخبار الحرب. وليس الرأي العام هو الذي لا يثق بقيادة نتنياهو للحرب ولكن الطبقة العليا في المؤسسة السياسية والأمنية تحمل نفس الرأي.

وقال مسؤول بارز إن "قرارات الحرب يتخذها ثلاث جنرالات سابقين"، في إشارة إلى بيني غانتس وغادي أزكينوت، رئيسي هيئة الأركان المشتركة السابقين ووزير الدفاع الحالي يواف غالانت. وفي القرارات الكبرى لشن الحرب البرية أو الموافقة على صفقة تبادل للرهائن مقابل هدنة مدتها أسبوعا، أخر وتردد نتنياهو لعدة أسابيع. ونفس الأسلوب يستخدمه في القرار المتعلق بوقف الحرب وما يحدث بعدها. وفي زيارته لغزة يوم الإثنين نقل مكتبه عنه قوله للجنود "لن نتوقف، وأي شخص يتحدث عن التوقف، لا شيء من هذا القبيل، لن نتوقف وستستمر الحرب حتى النهاية حتى ننهيها وليس أقل".

وفي القنوات الغامضة الأخرى، وفقا للصحيفة، فإن "رسالة نتنياهو تبقى أقل وضوحا، فقد تم منح ديفيد بارينا، مدير الموساد الصلاحية لكي يتفاوض مع حماس على هدنة مؤقتة ثانية، مقابل تسليم 40 رهينة إسرائيلية أخرى. ومن جانب آخر أرسل وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، إلى واشنطن للتباحث مع إدارة بايدن بشأن الخطوات المقبلة وتخفيض مستوى العمليات".

أوضحت "التايمز" أن نتنياهو يقف على منعطف، فشعبيته في تراجع مستمر، وتخلت عنه نسبة كبيرة من قاعدته القومية،  حسب الاستطلاعات الأخيرة، على الأقل. لكن صدمة 7 تشرين الأول/أكتوبر لا تزال عالقة في أذهان الإسرائيليين وهناك نسبة لا تزال تدعم الحرب وبخاصة أطراف اليمين الذين يجب على نتنياهو الحصول على دعمهم من جديد.

وأشار إلى أنه "على الرغم مما ينظر إليه في الخارج كمروج للحروب إلا أن نتنياهو لا يشعر بالراحة أكثر من ارتياحه بشن حرب شاملة ضد غزة وتصوير نفسه بأنه يدافع عن مصير إسرائيل".

وذكرت أن مسيرة نتنياهو العسكرية قبل 50 عاما، حيث عرض عليه في 1972 رتبة عسكرية، لكن مقابل ذلك كان عليه البقاء في الجيش والالتحاق بوحدة مشاة. ولأنه قضى خمسة أعوام في وحدة الكوماندو "سايرت ماكال"، والموكلة بمهام خلف خطوط العدو، فلم تكن لديه رغبة في قيادة وحدة من المجندين في وحدة ليست للنخبة، ولهذا قرر ترك الجيش. وتشكلت تجربته العسكرية في الوحدات الصغيرة، وفي فترة الحكم التي قضاها وهي 16 عاما كان يمقت أن يرسل وحدات مدرعة للمعركة، فهو لم يكن يحب ضجيج المدرعات.


ونقلت عن مسؤول أمني قوله إن "تفضيل نتنياهو صورة مستر أمن، لم تدعمها أعماله" و "فوق كل هذا فهو يحاول تجنب المخاطر ولا يحب الأوضاع العسكرية التي لا يشعر أنه ليس متحكما بها بالكامل".

واعتبرت الصحيفة أن "إسرائيل تخوض حربا شاملة لم ترها منذ عقود، وغريزة نتنياهو تدعوه لتخفيض وتيرتها، لكنه لا يريد الظهور بمظهر من يفعل هذا حتى لا ينفر قاعدته الداعمة له. كما أن نتنياهو لا يشعر بالراحة مع المواقف السياسية للجيش، فهو مقتنع أن معظم الجنرالات هم من النخبة اليسارية التي تعارضه، مع أن بعضهم ليسوا من اليسار إلا أنهم يعارضونه".

وأضافت أنه "على الأقل، هناك سبعة جنرالات خدموا في حكوماته منذ صعوده للسياسة عام 1996 انضموا بعد نهاية خدمتهم لأحزاب مكرسة للإطاحة به. ويضم هؤلاء بيني غانتس، الذي ليس عضوا في حكومة حرب نتنياهو بل الرجل الذي يحتمل أن يحل محله لو تم تنظيم انتخابات".

واختتمت التقرير بالقول، إن "نتنياهو لا يشعر  بالراحة لترك الأمور في يد الجنرالات. ويقول إن الدول التي تواجه حروبا عادة ما تجتمع معا، على الأقل في بداية الحرب وقبل أن تشعر بالخيبة وتتراجع شعبية الرئيس، لكن إسرائيل تعيش مرحلة دعم الحرب وتراجع في شعبية زعيمها بالوقت نفسه. والدعم هو للجيش وجنرالاته، رغم فشلهم بمنع هجوم حماس، لكن ينظر إليهم اليوم على أنهم هم القادة والمدافعون في الحرب. وينظر لنتنياهو بأنه متطور في الهجوم لأنه سمح لحماس البقاء في الحكم طوال تلك السنوات. ولا يثقون به لقيادتهم في الحرب التي جرت إسرائيل نتيجة لهذا، فهذه ليست حرب نتنياهو".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو غزة فلسطينية فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن نتنیاهو لا یشعر

إقرأ أيضاً:

لافروف: هدف نتنياهو بتدمير حماس غير واقعي.. لديها قدرات ودعم من العالم الإسلامي

قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، إن هدف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المتمثل بتدمير حركة حماس بالكامل، هو مطلب غير واقعي، مضيفا أن التهدئة في غزة تبقى بعيدة المنال.

وأضاف، في تصريحات عقب زيارته لماليزيا اليوم الأحد، أنه "لا توجد حتى الآن أي آفاق لوقف إراقة الدماء هذه. ردا على دعوات لوقف إطلاق النار قالت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها نتنياهو إنها لن تتوقف حتى تدمير حماس بالكامل. في رأيي، ويشاركني العديد من زملائي وجهة النظر هذه، من غير الواقعي التدمير بشكل كامل لمنظمة قائمة لديها ما يكفي من القدرات والدعم، بما في ذلك في العالم الإسلامي".

وبين لافروف، أن بعض الدول تحاول إعداد مقترحات تسوية جديدة تنص على وقف تدريجي للعنف، "نظرا لأن إسرائيل ترفض وقفا فوريا لإطلاق النار".



وتابع الوزير الروسي، أن "بعض الدول العربية، مصر وقطر (تحديدا) تعمل مع الأمريكيين، كما أنها تعقد اجتماعات مع الإسرائيليين. ليس صحيحا تماما، برأيي، أن يبقى الفلسطينيون أنفسهم مستبعدين من الاتصالات التي من شأنها تحديد مصيرهم في نهاية الأمر"، مؤكدا أن روسيا "ستواصل المساهمة في استعادة الوحدة الفلسطينية".

وأعرب لافروف أمل موسكو في أن تسمع حكومة ما وصفه بصوت الأغلبية الساحقة في العالم بشأن الوضع في غزة، مستعرضا إحصائيات عن أرقام الضحايا من المدنيين في القطاع.

ولفت إلى "المعايير المزدوجة" للغرب فيما يتعلق بالصراع الأوكراني، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قائلا إنها "تظهر الآن واضحة للغاية".

وأردف لافروف بالقول، إنه "لعقود عدة، تم تجاهل حق الفلسطينيين في دولتهم، التي أعلنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن الأراضي المخصصة لذلك كانت تتقلص".



ومنتصف الشهر الجاري، قال لافروف إن جميع القرارات التي اتخذها مجلس الأمن في الـ10 أشهر الأخيرة بشأن غزة بقيت حبرا على ورق.

وأكد على أن الشرق الأوسط يواجه اليوم تهديدات أمنية غير مسبوقة، مشددا على الحاجة للحوار الصادق لوقف إراقة الدماء وتخفيف معاناة المدنيين.

وأشار إلى تمتع روسيا بعلاقات تاريخية جيدة مع دول المنطقة، وأنها واحدة من الدول الـ150 التي تعترف بدولة فلسطين، مبينا أن "استمرار إراقة الدماء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يظهر أن هذه القرارات ظلت حبرا على ورق".

وأشار إلى أن هجمات إسرائيل بدعم من حليفها الأمريكي في الشهور الـ10 الماضي أسفرت عن دمار هائل، متهما الولايات المتحدة بالمسؤولية عن تردي الأوضاع في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: التعديلات الأخيرة تقوض الصفقة وادعاء رفض حماس كذب
  • حماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بعرقلة اتفاق الهدنة في غزة
  • مجلة بريطانية: أزمة صحة نفسيّة بما فيها ميول انتحارية تتفاقم لدى الجنود الإسرائيليين
  • حماس: نتنياهو يماطل باتفاق وقف إطلاق النار
  • ميدل إيست آي: خطة لتسليم غزة إلى “لجنة وطنية” مؤيدة لدحلان
  • هيرست: هذه الدول تعمل على إيجاد كيان يحكم غزة بعد الحرب
  • إسرائيل تُشعل مجدل شمس وحزب الله يهدّد كاريش.. الفيتو الأميركي لا يمنع نتنياهو من توسيع الحرب
  • لافروف: تدمير حماس كما يريد نتنياهو هدف غير واقعي على الإطلاق
  • لافروف: هدف نتنياهو بتدمير حماس غير واقعي.. لديها قدرات ودعم من العالم الإسلامي
  • الاحتلال يغرق بالفشل أمام أنفاق غزة.. لا حلول لفك شيفرة المقاومة