التايمز: هل يمكن استبدال نتنياهو وسط الحرب ضد حماس في غزة؟
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا تطرقت خلالها إلى إمكانية استبدال وزير الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط العدوان المتواصل على قطاع غزة، وذلك في ظل تراجع شعبيته في الأوساط الإسرائيلية.
وقال مراسل الصحيفة في مدينة القدس المحتلة، بيفر أنشيل، إن " ثلثي الناخبين الإسرائيليين يريدون انتخابات في اللحظة التي تتوقف فيها الحرب".
وأضاف في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن "نتنياهو يفقد ثقة الناس، رغم محاولات مكتبه تلميع صورته، ففي واحدة من صورتين نشرهما مكتبه، ظهر في واحدة وهو يلوح بقبضته وسط إطار الصورة واقفا إلى جانب عربة قتالية مصفحة. وفي الصورة الثانية، أزال نتنياهو عاما الخوذة التي كشفت عن شعره الأشيب ووقف مبتسما وهو محاطا بالجنود الذين يبلغ عمرهم نصف عمره في منزل عائلة فلسطينية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الصور التي نشرت هذا الأسبوع تم اختيارها بعناية لتقديم صورتين عن نتنياهو الذي يحاول ترسيخهما في عقل المواطن الإسرائيلي: زعيم حرب وأب محسن للشعب.
واستدركت بالقول إن "دراسة مسحية أخيرة أظهرت أن غالبية الإسرائيليين لا تنظر إليه بأي منهما"، مضيفة أنه في استطلاع جرى منتصف كانون الأول /ديسمبر من قبل معهد الديمقراطية الإسرائيلي، وجد أن نسبة 66% من الإسرائيليين تعتقد أن الجيش يستطيع تدمير قوى حماس العسكرية، إلا أن نسبة 69% قالت إنها تريد انتخابات في الوقت الذي ستتوقف فيه الحرب. وقالت نسبة 39% من الذين صوتوا لحزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، إنها ستفعل هذا مرة أخرى".
وفي دراسة أخرى أجرتها جامعة بار إيلان وجدت أن نسبة 24% فقط تعتقد أن نتنياهو هو المصدر الموثوق للأخبار عن الحرب. وقالت نسبة 73% إن المتحدث باسم الجيش هو الأكثر موثوقية في أخبار الحرب. وليس الرأي العام هو الذي لا يثق بقيادة نتنياهو للحرب ولكن الطبقة العليا في المؤسسة السياسية والأمنية تحمل نفس الرأي.
وقال مسؤول بارز إن "قرارات الحرب يتخذها ثلاث جنرالات سابقين"، في إشارة إلى بيني غانتس وغادي أزكينوت، رئيسي هيئة الأركان المشتركة السابقين ووزير الدفاع الحالي يواف غالانت. وفي القرارات الكبرى لشن الحرب البرية أو الموافقة على صفقة تبادل للرهائن مقابل هدنة مدتها أسبوعا، أخر وتردد نتنياهو لعدة أسابيع. ونفس الأسلوب يستخدمه في القرار المتعلق بوقف الحرب وما يحدث بعدها. وفي زيارته لغزة يوم الإثنين نقل مكتبه عنه قوله للجنود "لن نتوقف، وأي شخص يتحدث عن التوقف، لا شيء من هذا القبيل، لن نتوقف وستستمر الحرب حتى النهاية حتى ننهيها وليس أقل".
وفي القنوات الغامضة الأخرى، وفقا للصحيفة، فإن "رسالة نتنياهو تبقى أقل وضوحا، فقد تم منح ديفيد بارينا، مدير الموساد الصلاحية لكي يتفاوض مع حماس على هدنة مؤقتة ثانية، مقابل تسليم 40 رهينة إسرائيلية أخرى. ومن جانب آخر أرسل وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، إلى واشنطن للتباحث مع إدارة بايدن بشأن الخطوات المقبلة وتخفيض مستوى العمليات".
أوضحت "التايمز" أن نتنياهو يقف على منعطف، فشعبيته في تراجع مستمر، وتخلت عنه نسبة كبيرة من قاعدته القومية، حسب الاستطلاعات الأخيرة، على الأقل. لكن صدمة 7 تشرين الأول/أكتوبر لا تزال عالقة في أذهان الإسرائيليين وهناك نسبة لا تزال تدعم الحرب وبخاصة أطراف اليمين الذين يجب على نتنياهو الحصول على دعمهم من جديد.
وأشار إلى أنه "على الرغم مما ينظر إليه في الخارج كمروج للحروب إلا أن نتنياهو لا يشعر بالراحة أكثر من ارتياحه بشن حرب شاملة ضد غزة وتصوير نفسه بأنه يدافع عن مصير إسرائيل".
وذكرت أن مسيرة نتنياهو العسكرية قبل 50 عاما، حيث عرض عليه في 1972 رتبة عسكرية، لكن مقابل ذلك كان عليه البقاء في الجيش والالتحاق بوحدة مشاة. ولأنه قضى خمسة أعوام في وحدة الكوماندو "سايرت ماكال"، والموكلة بمهام خلف خطوط العدو، فلم تكن لديه رغبة في قيادة وحدة من المجندين في وحدة ليست للنخبة، ولهذا قرر ترك الجيش. وتشكلت تجربته العسكرية في الوحدات الصغيرة، وفي فترة الحكم التي قضاها وهي 16 عاما كان يمقت أن يرسل وحدات مدرعة للمعركة، فهو لم يكن يحب ضجيج المدرعات.
ونقلت عن مسؤول أمني قوله إن "تفضيل نتنياهو صورة مستر أمن، لم تدعمها أعماله" و "فوق كل هذا فهو يحاول تجنب المخاطر ولا يحب الأوضاع العسكرية التي لا يشعر أنه ليس متحكما بها بالكامل".
واعتبرت الصحيفة أن "إسرائيل تخوض حربا شاملة لم ترها منذ عقود، وغريزة نتنياهو تدعوه لتخفيض وتيرتها، لكنه لا يريد الظهور بمظهر من يفعل هذا حتى لا ينفر قاعدته الداعمة له. كما أن نتنياهو لا يشعر بالراحة مع المواقف السياسية للجيش، فهو مقتنع أن معظم الجنرالات هم من النخبة اليسارية التي تعارضه، مع أن بعضهم ليسوا من اليسار إلا أنهم يعارضونه".
وأضافت أنه "على الأقل، هناك سبعة جنرالات خدموا في حكوماته منذ صعوده للسياسة عام 1996 انضموا بعد نهاية خدمتهم لأحزاب مكرسة للإطاحة به. ويضم هؤلاء بيني غانتس، الذي ليس عضوا في حكومة حرب نتنياهو بل الرجل الذي يحتمل أن يحل محله لو تم تنظيم انتخابات".
واختتمت التقرير بالقول، إن "نتنياهو لا يشعر بالراحة لترك الأمور في يد الجنرالات. ويقول إن الدول التي تواجه حروبا عادة ما تجتمع معا، على الأقل في بداية الحرب وقبل أن تشعر بالخيبة وتتراجع شعبية الرئيس، لكن إسرائيل تعيش مرحلة دعم الحرب وتراجع في شعبية زعيمها بالوقت نفسه. والدعم هو للجيش وجنرالاته، رغم فشلهم بمنع هجوم حماس، لكن ينظر إليهم اليوم على أنهم هم القادة والمدافعون في الحرب. وينظر لنتنياهو بأنه متطور في الهجوم لأنه سمح لحماس البقاء في الحكم طوال تلك السنوات. ولا يثقون به لقيادتهم في الحرب التي جرت إسرائيل نتيجة لهذا، فهذه ليست حرب نتنياهو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو غزة فلسطينية فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن نتنیاهو لا یشعر
إقرأ أيضاً:
ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين :"ندعم المسار السياسي الذي يستهدف تعزيز الاستقرار"
قال ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين، :"ندعم المسار السياسي الذي يستهدف تعزيز الاستقرار والأمن بالمنطقة ويؤدي إلى حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة".
وكان صرح الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن مقتل زعيم حركة “حماس” يحيى السنوار يجب أن يشكل نقطة تحول في مسار الصراع في الشرق الأوسط، داعيًا إلى استغلال هذا التطور للبحث عن حلول دبلوماسية ، جاءت تصريحات بوريل عقب إعلان الجيش الإسرائيلي رسميًا مساء الخميس عن مقتل السنوار في عملية عسكرية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأكد بيان الجيش الإسرائيلي أن العملية جاءت بعد مطاردة استمرت عامًا كاملًا. وقال الجيش في بيانه: “يعلن جيش الدفاع والشاباك أنه في ختام عملية مطاردة استغرقت عامًا كاملًا، قضت يوم أمس قوات من جيش الدفاع على الإرهابي المدعو يحيى السنوار، زعيم حماس، في جنوب قطاع غزة”. وأشار البيان إلى أن السنوار كان مسؤولًا عن تدبير وتنفيذ “مجزرة السابع من أكتوبر”، وقاد حركة حماس خلال الحرب الأخيرة.