الدكتور عوض سليمية يجادل الجنرال فيكتور فرنر في كتابه الحرب العالمية الثالثة (الخوف الكبير)، ان كلمة حرب في مفهومها اليوم تتضمن شكلا مختلفاً عن اشكال الحرب التقليدية التي سادت في السابق، وان المذابح الناتجة عن الحروب الحديثة لا تقتصر فقط على القتلى من جنود الطرفين او شعبيهما، بل بتعدى ذلك التاثير ليشمل اراضي وشعوب اخرى لا تشترك في الصراع بشكل مباشر.
ولاول مرة في تاريخ الحروب تشكل التاثيرات المنعكسة مأساة كبيرة ومعاناة لمن هم خارج دائرة الصراع (ص:21). ضمن هذا السياق، يمكن اعتبار العام 2022، نقطة انعطاف تاريخية في مسار السلام الداعي الى الحرب بين القوى العظمى، وكانت اولى تأثيراته المباشرة هي، تصدر النشاط الدبلوماسي غير المعهود للدول العظمى للمشهد السياسي العام، في مسعى لاستمالة و/أو إستقطاب اكبر عدد ممكن من الدول والكيانات للانحياز لروايته، أو العمل على تحييد البعض الاخر منها عن محور الصراع في حال العجز عن الاستمالة. رافق هذا النشاط المكثف ابتعاد ملحوظ للاقطاب المتصارعة عن منصة الامم المتحدة، باعتبارها المظلة الجامعة المفترضة لممثلي شعوب الارض في حفظ الامن والسلام الدوليين، بالمقابل، ظهرت الاحلاف والتكتلات العالمية القائمة على المصالح والاهداف المشتركة، والايديولوجيا المتقاربة على المسرح الدولي. من ناحية، يمكن إدراج التجميد المتعمد لمهام الامم
المتحدة ومجلس الامن الدوليين في سياقين، الاول: عجز قوى الغرب الجماعي عن تشكيل جبهة عالمية، تطلق عليهم
واشنطن عادةً مصطلح “المجتمع الدولي” لمساندتها ضد روسيا– على غرار تلك التي شكلتها واشنطن ضد (افغانستان، العراق، ليبيا، صربيا، سوريا، ايران…)، وفشلها في إنتزاع موقف دولي جماعي يسمح لواشنطن بقيادة تحالف دولي عسكري ضد روسيا تحت غطاء اممي، او على الاقل يمنح واشنطن ضوء اخضر لفرض حصار دولي على موسكو لاخضاعها، بزعم احتلالها لاراضي دولة عضو في الجمعية العامة. وبالتالي إستحتقت هذه المنظمة التجميد. السياق الاخر: قناعة قيادة الكرملين ان الاتصالات المباشرة مع قيادات الدول وبرلماناتها بالاضافة الى القيادات الجماهيرية، على قاعدة المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة، توفر نتائج افضل مقارنة بالنقاش في قاعات الامم المتحدة ومجلس الامن. إنطلاقاً من هذه القناعات، دفعت الدبلوماسية الرسمية لكلا الطرفين المتنازعين (روسيا والغرب) الى إستخدام القوة الناعمة لتعزيز تحالفاتهما، وانطلقت جيوش الدبلوماسية تجوب مراكز صنع القرار عبر العالم في نشاطات محمومة ما إن تتوقف حتى تبدأ من جديد، وباتت المؤتمرات والقمم واللقاءات الدبلوماسية تطفو على السطح، ولا يخلو يوم-او يكاد، الا وتطالعنا فيه وكالات الانباء عن تنظيم، لقاءات، مؤتمرات، إجتماعات..، لحلفاء وشركاء دوليين، بهدف التباحث أو تطوير خطط إنمائية، امنية، اقتصادية، عسكرية، أو رصد مزيد من الموازنات الدفاعية، أو إعلان مواقف سياسية من خصوم سياسيين وأمنيين مفترضين. او مناقشة تطورات المواقف على الساحة الدولية…الخ. الى درجة انه اصبح من الطبيعي ان يجري اكثر من لقاء او قمة لتجمعات او تكتلات دولية هامة في الوقت نفسه. وعلى الرغم من اختلاف اسباب ودواعي تنظيم هذه الاجتماعات والقمم الدولية، الا انها تنتهي بــإصدار بيانات تصل بريد الاطراف المعنية دون ان تخلو من تهديدات مُغلفة او تحديات يمكن ان يفهمها كل طرف بشكل واضح. على مدى الاسبوع الممتد من 10-14 تموز يوليو فقط، عُقدت على الاقل ثلاث قمم عالمية علنية: كانت اولاها، الحوار الاستراتيجي الذي ضم وفد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع زعيم الدبلوماسية الروسية سيرجي لافروف في موسكو. تلاها انعقاد قمة دول حلف شمال الاطلسي “الناتو” في فيلنيوس/لتوانيا، وجاءت بالتزامن مع اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” في اندونيسيا، اعقبه عقد اجتماع وزاري لتكتل “آسيان 3+” الذي يجمع دول آسيان مع اليابان وكوريا الجنوبية والصين، وتبعه اجتماع ثالث لوزراء خارجية “قمة شرق آسيا” التي تضم 18 دولة بمشاركة واشنطن وبكين وموسكو. في الوقت نفسه، تجري التحضيرات على قدم وساق لاجتماع دول البريكس في جمهورية جنوب افريقيا الشهر المقبل، للبحث من بين امور اخرى، في تطوير العلاقات والمصالح المشتركة، ومناقشة اعتماد اعضاء جدد الى المجموعة من بينها الجزائر. بينما يتطلع جميع المشاركون الممثلون لحكوماتهم وشعوبهم في اللقاءات والمؤتمرات والقمم المنعقدة في موسكو وإندونيسيا وجنوب افريقيا، للتركيز على ضرورة الحديث عن السلام، وأولوية نشر واستتباب الامن وتثبيت حالة الاستقرار العالمي، الى جانب تفعيل ادوات التنمية المستدامة والاستثمار في الموارد الطبيعية خدمة للبشرية وتقدمها ورخائها. الى جانب التغيرات المناخية، وفقاً لنص بياناتهم. نجد ان بيانات حكومات حلف
الناتو تسير في الاتجاه المعاكس تماماً لرغبات غالبية شعوب الارض. على سبيل المثال، حمل بيان إجتماع فيلنيوس الاخير على جناحيه بين واشنطن وبروكسل، عبارات الحرص الشديد على استمرارية اشتعال الحرب في اوكرانيا، ليس فقط عبر ضمان الامدادات العسكرية والامنية والاقتصادية لكييف، بما فيها القنابل العنقودية المحرمة دولياً وطائرات الــ F16 القادرة على حمل رؤوس نووية قريباً. بل ذهب الاعلان الى مستوى توتيري اخر محوره انشاء مجلس (اقل من تحالف) “اوكرانيا-الناتو”. الى جانب، استمرار الضغط على انقره للموافقة على انضمام السويد الى عضوية الحلف، بعد نجاح الاخير في اقناع فنلندا للانضمام لصفوفه في شهر ابريل الماضي. على الجانب الاخر من الكرة الارضية، تنشط واشنطن على تهيئة الظروف وإنشاء مزيداً من الهياكل لاشعال منطقة حرب جديدة، ليس فقط عبر تأسيس هيكل الاوكوس، والذي يضم كل من (استراليا وبريطانيا الى جانب الولايات المتحدة) في منطقة المحيطين الهندي والهادي. بل من خلال إعلان جديد لوزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن على هامش اجتماع الاسيان في اندونيسيا، بأن واشنطن وحلفاؤها (اليابان وكوريا الجنوبية) متحدون في الردع، وسيعملون على صد أي عدوان تنفذه كوريا الشمالية، بالاضافة الى ذلك، اعلنت واشنطن عن نيتها افتتاح مكتب تمثيلي لحلف الناتو على الاراضي اليابانية- سيكون اول منشأة للناتو في المنطقة، بالتزامن مع استمرار تحويل تايوان الى قاعدة عسكرية امريكية موجهة نحو الصين، والدفع بالغواصة “يو اس اس ميشيغان” الأميركية العاملة بالطاقة النووية إلى مدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية لمراقبة تحركات جارتها الشمالية. غياب لغة السلام عن تصريحات قادة الغرب الجماعي وبياناتهم، تؤكد ان واشنطن عازمة على استمرار اشعال الحروب في العالم، وأنها عثرت أخيراً على دولة أو مجموعة دول غير اوكرانيا، جاهزة للمقامرة وتدمير مقدراتها ومواردها وفقدان سيادتها واستقلالها، خدمة لمصالح النخب الغربية، ولوبيات مجمع الصناعات العسكرية في واشنطن. وزيادةً في التصعيد القائم في خليج تايوان وبحر الصين الجنوبي، اعتبر بيان قمة فيلنيوس أن تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين وروسيا ومحاولاتهما المشتركة يهدف الى تقويض النظام الدولي القائم على القواعد، وتتعارض مع قيم ومبادئ ومصالح اعضاء الحلف. وهو الامر الذي دفع الخارجية الصينية الى اصدار بيان تحذيري موازي، مفاده “ان طموحات كتلة الناتو في التوسع والهيمنة واضحة، ووضعها كتحالف نووي لن يؤدي الا الى تفاقم الازمات والتوترات الاقليمية، وان هذه الاعمال ستقابل “برد حازم من بكين.” وفي اطار البحث عن المصالح الحيوية سواء في إطار تحالفات او في سياق منفرد، عادت انقرة من جديد للطرق على ابواب الاتحاد الاوروبي، في الوقت نفسه، تنفرد -انطلاقا من موقعها الجغرافي وموقفها شبه المحايد من الازمة الروسية الاوكرانية، في محادثات وإجتماعات شائكة بين موسكو وكييف لتمديد اتفاقية صفقة الحبوب وخاصة القمح، والتي يذهب 40% من شحناتها الى الدول الاوروبية، ولا يصل منها الا 3% فقط الى الدول النامية والفقيرة. الامر الذي دفع الرئيس بوتين للتهديد بعدم تجديد صفقة الحبوب للمرة الثالثة، بسبب تجزئة الغرب لبنود الصفقة، وتجاهله احتياجات الدول الفقيرة في إمدادات الحبوب، وغياب دور فعال للامم المتحدة في انفاذ كافة بنودها والوفاء بتعهداتها. في هذا المشهد المعقد، تتضخم أعداد الرسائل اليومية الواردة الى بريد الامم المتحدة الممتلئة بالاسئلة، والتي على ما يبدو لا تجد لها طريقاً للاجابه من قبل الامين العام السيد انتونيو جوتيريش، والذي بات يقف امام المرآة لتأكيد وجود منظمته على قيد الحياة فقط، فهي غائبة عن تصحيح السرد، وضرورة تعديل المسار وقطع الطريق امام لغة المؤامرة، والنهوض باولويات عملها وواجباتها في ضرورة توفير الامن والاستقرار عبر العالم، وفي المقدمة منها الامن الغذائي للفقراء، ووقف سياسات تدفيع الثمن لشعوب العالم الفقيرة والنامية، ممن هم خارج دائرة الصراع المستمر، بسبب رفض حكوماتهم الانضمام للتحالفات المنحازة. ولسان حالهم يقول: ماذا تفيدنا شرائح تايوان الاليكترونية وتسونامي القمم والمؤتمرات اذا غاب القمح الروسي والاوكراني عن اسواقنا. باحث في العلاقات الدولية مدير وحدة الابحاث والدراسات الدولية زميل ابحاث ما بعد الدكتوراة مدرسة العلاقات الدولية SOIS جامعة اوتارا ماليزيا University Utara Malaysia UUM
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
الامم المتحدة
الى جانب
إقرأ أيضاً:
هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار "الجنائية الدولية" أمرا باعتقاله
يخشى أنصار وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت من احتمال اعتقاله خلال وجوده في الخارج، تنفيذا لأمر المحكمة الجنائية الدولية.. وهو الذي كانت إقالته قد أحدثت ضجة في الداخل ولدى حليفه الأمريكي الذي يزوره الآن. فما فرص اعتقاله؟ وأي السيناريوهات أنجع في عملية الاعتقال؟
اعلان
أيعتقل غالانت؟ هل من المعقول أن يحدث ذلك؟ هذا ما تساءلت عنه بعض التقارير.
من المقرر أن يجري وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، يوم الأحد القادم، رحلة هي الأولى له بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه -هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو-، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية في قطاع غزة.
من المقرر أن يسافر في طائرة "إلعال" الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة لإجراء مباحثات مع مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية.
جرائم حرب وإبادة: قادة صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية.. تعرف عليهم؟
أمنت إسرائيل نفسها بالنسبة لواشنطن، التي لن تتخذ أي إجراء إزاء غالانت بشأن مذكرة الاعتقال، لكن تل أبيب تخشى أن تضطر طائرة غالانت للهبوط في الطريق في إحدى الدول الأعضاء في الجنائية الدولية، وحينئذ يكون هناك احتمال باعتقاله.
وكانت صحيفة يدعوت أحرونوت العبرية قالت إن البيت الأبيض أوضح أن الولايات المتحدة "ترفض القرار بشكل أساسي"، أي قرار المحكمة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو ويوآف غالانت عندما كان وزيرا للهجرة قبل اجتماع مجلس الوزراء 7 تموز يوليو 2019Abir Sultan/ AP
وقالت الصحيفة ذاتها إن هناك مخاوف في إسرائيل من مخاطر توجه غالانت إلى الولايات المتحدة. وتأتي الزيارة أيضا بعد أن منعه نتنياهو من زيارة الولايات المتحدة قبل إقالته.
وكان المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبد الله قال يوم الاثنين، إن "على الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي أن تتعاون مع المحكمة تبعا للفصل التاسع من النظام"، بشأن مذكرتي الاعتقال اللتين صدرتا بحق نتنياهو وغالانت.
وأضاف: "أما الدول غير المنضمة إلى النظام فيمكن لها أن تتعاون مع المحكمة طوعا".
Relatedزلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في حق نتنياهو وغالانتمعظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالانت في عزلة دبلوماسية؟ ومستعدة لاعتقالهما!تجدد القصف الإسرائيلي على غزة وضاحية بيروت الجنوبية.. ودعوات دولية لاعتقال نتنياهو وغالانت
وكان منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أكد أنه يجب على الدول الأعضاء "احترام وتنفيذ" قرار المحكمة. ورغم ذلك تنوعت ردود أفعال الدول الأوروبية على ذلك، بين مؤيد ومعارض ووجود موقف غير واضح.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توقيف نتنياهو وغالانت؟ حزب الله يقصف حيفا وعكا وفضيحة تسريب جديد بمكتب نتنياهو وغالانت يؤكد أن لا أهمية للبقاء في فيلادلفيا الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لغالانت وهاليفي وهما يتابعان عملية اغتيال نصر الله قطاع غزةالولايات المتحدة الأمريكيةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني يوآف غالانتبنيامين نتنياهوالمحكمة الجنائية الدولية
اعلاناخترنا لك
يعرض
الآن Next خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين بغزة وحزب الله وإسرائيل في تصعيد متواصل
يعرض الآن Next واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبين واليابان لمواجهة الخطر الصيني
يعرض الآن Next روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا بينما تحاول كييف صد الهجمات الصاروخية
يعرض الآن Next هل أصبح الهوى سعوديا في عرف نجوى كرم؟ كلمة أشعلت جدلا بعد تعديل كلمة في أغنية دقوا المهابيج
يعرض الآن Next هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
اعلانالاكثر قراءة 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان حب وجنس في فيلم" لوف" اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها
اعلان
LoaderSearch
ابحث مفاتيح اليومكوب 29حزب اللهروسياجنوب لبنانوسائل التواصل الاجتماعي انهيارات أرضية -انزلاقات أرضيةفلاديمير بوتينصاروخقصفتل أبيبإيرانبوليفيا
الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعونا
النشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024