سودانايل:
2025-02-02@19:54:03 GMT

فلتبقى جذوة الثورة متوقدة

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

الإجابة على سؤال الساعة السودانية ليس رهين بنتائج لقاء جيبوتي كما لا يتعلق بخيار الانحياز ألى الجيش أو الدعم السريع .بل يكمن في كيفية إبقاء جذوة الثورة متوقدة. فبمنطق الثورة كرد فعل شعبي غاضب مشبع بالوعي لواقع مأزوم مرفوض يصبح الاصطفاف مع الجيش بحمل السلاح مثل مناصرة الدعم السريع خيارا فاسدا ينطوي على خيانة وطنية.

فهما من انتاج الواقع المأزوم المرفوض من قبل الثوار.كلاهما موسوم بالتآمر ،الخذلان، الإخفاق والعدوان ، إذ تحالفا على وأد الثورة بلا وازع وطني أو حياء شعبي. الجيش أخفق في النهوض بمهامه الدنيا إذ خار في الدفاع عن نفسه و حماية المواطنين كما جبن ازاء تأمين الممتلكات العامة والخاصة.الدعم السريع كشّر عن أنياب حقد إ ثني لا يرتوي فيما لايزال ينتهك حقوق الشعب ويستبيح ممتلكاته ويفرض عليه التهجير القسري.فلا تلك المواقف الجبانة ولا هذا الغدر الفاضح يحرضان على رجاء شاف من جيبوتي . أو الرهان على أحدهما .
نخب التنوير مطالبة بتكسير القوالب الفكرية الصدئة ومن ثم عبور الحواجز السياسية العتيقة.فالجيش والدعم السريع لا يزالان حليفان ضد الثورة.فهما يعملان من منطلقات تبدو متباينة ما وسعهما من أجل عرقلة حركة التقدم ويعمّقان مأزقنا الحالي .فكلاهما يتبنيان الحرب لا السياسة سبيلا للفوز بقصبة السلطة.هذه الرؤية اليقظة تكفي لمنح تلك النخب حصانة ضد الخدر الخادع بالرهان على جيش منهار متسلح بأدوات الفساد لاسترداد الدولة أو حركة ميليشيا مسعورة بالثأر لإطلاق عملية ديمقراطية اساسها المواطنة. فقيادة الجيش فقدت الحد الأدنى من مؤهلات إعادة تأهيل قوات وطنية.بينما فقد الدعم السريع الحد الأدنى من ثقة الجماهير على نحو يحرضها على الرهان عليه بغية بناء دولة يمكن تربية أطفال آمنين في كنفها .دعك من دروس التاريخ من كمبوديا إلى أفغانستان حيث لا تصادر الميليشيات المسلحة فقط فرص الديمقراطية بل تتوغل في قمع الشعب بشراسة.فما بالك بمن يراهن عليها شريكا أساسيا في تأسيس نظام ديمقراطي.
*****
لكن السؤال المؤرّق يرتبط بكيفية إبقاء جذوة الثورة حيّة قي مجتمع فقد تماسكه ،منهك ،مثقل بأثقال أعباء الحياة اليومية.أكثر من ذلك يفتقد شبكة التواصل المفضية إلى التجميع ،التنظيم ،التحريض والاستنفار.هذا الواقع المثبّط يزيده تحبيطا حال الأطر السياسية الخربة وقياداتها الفاقدة قدرة الخلق و الإلهام المبدعة لمناهج و أساليب تجعل ما يبدو مستحيلا أقرب إلى الواقع .كيفما كان مشهد القوى السياسية مثيرا للحزن ومدعاة للأسى فإن صورة أي من الفريقين المتصارعين بالسلاح على السلطة الراهنة والمستقبلية أكثر قتامة وأدنى إلى الفشل والهزيمة. فمن الصعب ان لم يكن مستحيلا حتى في حالة انتصار أحدهما التخلي عن أدوات القتال .لأنه لم يؤسس منهجاً على فرضيات السلام وزرع الطمأنينة وانتزاع الاحترام.فعظمة مأساته الحقيقية تتجسد في اصطدامه الحتمي بجماهير الثورة ضربة لازب.
*****
تجييش المواطنين المدنيين نداء يكتسب مشروعيته حيتما يكون رفع السلاح في وجه قوة اجنبية.وقتئذٍ لا مجال لطرح السؤال عن مدى نهوض أو عجز الجيش بمهامه الوطنية .لكن تحت سقف محنتنا الراهنة يصب هذا النداء الزيت حطب حرب أهلية.بالطبع لا تتطلب المسألة جهدا بغية إبانة الفرق بين المقاومة الشعبية المسلحة والحرب الأهلية. فنحن نعيش في وطن موبوء بالحروب الأهلية.ربما من المفارقة المبكية إباحة مفهوم المقاومة المسلحة للشعب حمل السلاح في وجه النظام الظالم الفاسد. ثمة عناصر متباينة تتضافر ويكفي بعض منها لاشعال فتنة الحرب الأهلية في أي بلد.من ذلك عناصر اقتصادية ،سياسية ،طائفية أو إثنية تفرز مشاكل اجتماعية متراكبة تفضي إلى صراع مسلح يتطاول أمده .كذلك عايش لبنان حربا تطاولت ستة عشر عاما .سوريا تتوغل في حرب أهلية منذ مايزيد على عشر سنوات.كذلك تغرق اليمن في مستنقع منذ العام ٢٠١٤.لكنها لم تكن الأهلية اليمنية الأولى إذ خاضت (حرب الانفصال ) في العام ١٩٩٤.
****
لعل من المناسب تذكير دعاة تجييش المدنيين بالحرب الأهلية في اسبانيا اذ بدأت باخفاق انقلابيين في الإستيلاء على السلطة من حزب مدني منتخب. في العام ١٩٣٦.على مدى ثلاث سنوات حصدت تلك الحرب نحو ٦٠٠ الف مواطن .مذلك انطوت متون تلك الحرب على بعد ديني.اذ انفلت غضب عارم مشحون بنوبات الكراهية ضد رجال الدين. لذلك كله يتضح كم هو مكلف الإصرار على تحشيد قوى الاحتراب ،توسيع رقعة الحرب وتمديد أمدها. إذا كان ثمة رجاء يعوّل عليه في جيبوتي فهو إحتواء لهب النار ،تطويق انتشار قوات الدعم السريع،كبح عمليات النهب استرداد كرامة المواطن واستعادة هيبة الجيش.
*****
مالم يتصاعد من جيبوتي -حال التئامها- (دخان ابيض) وفق المصطلح الكنسي فليذهب (الجيش الحالي)والدعم السريع إلى مذبلةالتاريخ ولتبقى جذوة الثورة متقدة.هذا أفضل جدوى للوطن، الشعب والدولة. نعم ثمة اختلال في موازين القوى بين معسكر الحرب و معسكر الثورة.لكن هناك كذلك فارق بين طرز المقاتلين على الجبهتين كما يوجد تباين في الأسلحة لدى كل من الطرفين.اكثر من ذلك لدى معسكر الثورة تكتيكات سياسية وعقيدة وطنية كلاهما يرجحان قوة الاستقطاب الجماهيري من اجل إضافة المزيد مقابل تهزيل معسكر الحرب.فالثابت ضيق قاعدة معسكر الحرب دوما مقابل اتساع قاعدة السلام والثورة .هي قاعدة على تصعيد قيادة مقتدرة ملهمة.من المأمول فيها تصبح قاطرة تسحب كل القوى محبة السلام لجهة سودان جديد،لا ان تصبح عربة في القطار .

aloomar@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمان

ويعتبر الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على سوق صابرين هو الأحدث في سلسلة من الهجمات الدموية في الحرب الأهلية المتصاعدة التي دمرت ثاني بلد إفريقي من حيث المساحة.

اعلان

قالت السلطات الصحية يوم السبت إن هجومًا على سوق مفتوح في مدينة أم درمان السودانية شنته مجموعة شبه عسكرية أسفر عن مقتل نحو 60 شخصًا وإصابة 158 على الأقل.

كان الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على سوق صابرين هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المميتة في الحرب الأهلية المتصاعدة التي دمرت ثاني بلد إفريقي من حيث المساحة.

ولم يصدر أي تعليق فوري من قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ أبريل/نيسان 2023.

وأدان خالد العسير، وزير الثقافة والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، الهجوم، قائلاً إن من بين الضحايا العديد من النساء والأطفال. وقال إن الهجوم تسبب في دمار واسع النطاق.

"وقال في بيان: "هذا العمل الإجرامي يضاف إلى السجل الدموي لهذه الميليشيا. ويشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي".

وقالت نقابة الأطباء السودانيين إن إحدى قذائف الهاون سقطت على بعد أمتار من مستشفى الناو الذي استقبل معظم ضحايا الهحوم على السوق. وقالت النقابة إن معظم الجثث كانت لنساء وأطفال، مضيفة أن المستشفى يعاني من نقص كبير في الطواقم الطبية خاصة الجراحين والممرضين.

Relatedجنوب السودان: الفيضانات السنوية تفاقم الأزمة الإنسانية وتدفع المجتمعات إلى العيش على حافة المياهالصحة العالمية تدعو لوقف الهجمات على المنشآت الصحية في السودان بعد مقتل 70 شخصاً "كلهم اغتصبوني.. كانوا ستة"! شهادات مروعة عن جرائم قوات الدعم السريع في السودانالسودان: فرّوا من ويلات الحرب ليلاحقهم شبح الجوع أينما ولّوا وجوههم

وأظهر مقطع فيديو نشره مراسل قناة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من أكياس الجثث المرقمة والموضوعة بجانب بعضها البعض خارج المستشفى. وكان من بين الجرحى الذين يتلقون العلاج، وبعضهم على أرضية المستشفى، رجل مصاب بجراح في الصدر، وآخر في الرأس وثالث مصاب في ساقه.

وكان حوالي 70 شخصًا قد لقوا مصرعهم الأسبوع الماضي في هجوم لقوات الدعم السريع على المستشفى الوحيد الذي كان يعمل في مدينة الفاشر المحاصرة في المنطقة الغربية من دارفور.

أدى الاقتتال الدامي بين الإخوة الأعداء إلى مقتل أكثر من 28,000 شخص وأجبر الملايين على النزوح عن بيوتهم وترك بعض العائلات تأكل العشب في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة في الوقت الذي تجتاح فيه المجاعة أجزاء من البلاد.

وقد اتسم الصراع بارتكاب فظائع جسيمة، بما في ذلك القتل والاغتصاب بدوافع عرقية، وفقًا للأمم المتحدة والجماعات الحقوقية.

وقالت المحكمة الجنائية الدولية إنها تحقق في جرائم حرب مزعومة وجرائم ضد الإنسانية. وقد اتهمت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع ووكلائها بارتكاب إبادة جماعية في السودان وفرضت عقوبات على قائدها الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

Relatedالحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازححميدتي: قصة "تاجر إبل" أراد أن يكون "ملك" السودانحرب الظل بين حلفاء حميدتي والبرهان.. من له مصلحة في السودان؟الولايات المتحدة تفرض عقوبات على 7 شركات مرتبطة بقوات الدعم السريع في السودانأبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟دول أخرى تدخل على خط الصراع بين الإخوة الأعداء

فدولة الإمارات هي واحدة من أكبر مستوردي الذهب في العالم، وقد أسست تجارة مربحة بعشرات المليارات من الدولارات سنوياً من المعدن النفيس المستخرج من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في السودان.

في الأشهر الأخيرة، تعرضت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي لضربات متعددة في ساحة المعركة، ما منح الجيش اليد العليا في الحرب. فقد فقدت سيطرتها على العديد من المناطق في الخرطوم، ومدينة أم درمان، والأقاليم الشرقية والوسطى.

كما استعاد الجيش السوداني السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، حيث توجد أكبر مصفاة نفط في البلاد.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تطهير عرقي وانتهاكات جسيمة.. الجنائية الدولية تتجه لإصدار مذكرات اعتقال بحق متهمين بجرائم في دارفور الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازح يونيسف: الأطفال في السودان تحت تهديد المجاعة والأوبئة في ظل الصراع المستمر عبد الفتاح البرهان عسكريةقوات الدعم السريع - السودانمحمد حمدان دقلو (حميدتي)الإمارات العربية المتحدةهجوماعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. حماس تسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة و183 فلسطينيا إلى الحرية مجددا منهم 18 من ذوي الأحكام العالية يعرض الآنNext ضربة جديدة لحكومة ميلوني: إعادة 43 مهاجرا من ألبانيا إلى إيطاليا نزولا عند حكم قضائي يعرض الآنNext شاهد كيف كان رد فعل أسرة الأسير الإسرائيلي الفرنسي عوفر كالديرون بعد الإفراج عنه يعرض الآنNext النرويج تفرج عن سفينة يقودها طاقم روسي بعد الاشتباه بدورها في تعطيل كابل بحري يعرض الآنNext دراسة تُثير القلق: ثغرات أمنية خطيرة في "ديب سيك" وترويج لمحتوى ضار وتحريضي اعلانالاكثر قراءة أسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية انتشار عدوى مقاطعة المتاجر الكبرى في دول البلقان احتجاجاً على ارتفاع الأسعار إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة سوريا إسبانيا: القبض على "عصابة إجرامية" سرقت 10 ملايين يورو من منازل فاخرة "نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك".. ترامب أكيد من قبول عمان والقاهرة لخطة تهجير الفلسطينيين اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسقطاع غزةدونالد ترامبإطلاق سراحالذكاء الاصطناعيمحادثات - مفاوضاتإسبانيارفح - معبر رفحروسياالضفة الغربيةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • دروس من تجربة الحرب الراهنة
  • السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمان
  • الجيش السوداني يواصل تقدمه في الخرطوم.. والدعم السريع تقرّ بالخسائر
  • الجيش السوداني يتقدم لاستعادة مناطق حيوية من الدعم السريع
  • قائد قوّات الدعم السريع يتوعّد بـطرد الجيش من الخرطوم
  • من قتل جلحة الجنرال المشاغب في الدعم السريع ولماذا يصمت الجيش السوداني؟
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش (شاهد)
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش
  • الدعم السريع يعترف بالانتكاسات ويتعهد بطرد الجيش من الخرطوم  
  • السودان.. حميدتي يقر بخسارة "الدعم السريع" مناطق لصالح الجيش