حرب غزة: المقاطعة وحظر الأسلحة وقطع العلاقات..سلاح العالم لمواجهة إسرائيل
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
اعتبرت صحيفة ميدل إيست البريطانية أن والإدانات والتصويت غير الملزم في الأمم المتحدة لن يمنع الإبادة الجماعية في غزة. وحدها المقاطعة وحظر مبيعات الأسلحة وقطع العلاقات الدبلوماسية هي التي ستجبر إسرائيل والولايات المتحدة على الاستجابة لدعوات السلام.
وقالت الصحيفة إنه بينما يتطلع العالم إلى عام 2024، فإن احتفالات الأعياد يطغى عليها فشل الإنسانية في وقف الإبادة الجماعية في غزة والتواطؤ النشط من جانب الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً
تكلفة إسرائيل الخفية بحرب غزة.. آلاف متزايدة لمصابين بإعاقات دائمة
وبينما يدين بقية العالم المذبحة باعتبارها إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية، تقف إسرائيل والولايات المتحدة منعزلتين في إصرارهما على أن أعمالهما الوحشية، مبررة ذلك بأعمال العنف العشوائية التي ارتكبتها حماس من غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقدم أعضاء الأمم المتحدة نداءات مقنعة لوقف إطلاق النار الإنساني الفوري الذي دعا إليه قرار مجلس الأمن الأخير، وصوت المجلس بأغلبية 13 صوتا مقابل صوت واحد، مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت، للموافقة على القرار، وكان التصويت الوحيد ضد القرار من جانب الولايات المتحدة، وهي واحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية التي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن، وهو ما أدى إلى قتل القرار، وترك المجلس عاجزاً عن التصرف.
وبعد أن أغلقت الولايات المتحدة باب مجلس الأمن في وجه فلسطين في 8 ديسمبر/كانون الأول، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً مماثلاً في 12 ديسمبر/كانون الأول.
وتمت الموافقة على القرار بأغلبية 153 صوتًا مقابل 10، أي بزيادة 33 صوتًا بنعم مقارنة بالتصويت السابق في الجمعية العامة في أكتوبر. ورغم أن قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة، إلا أنها تحمل ثقلاً سياسياً، وقد بعث هذا القرار برسالة واضحة مفادها أن المجتمع الدولي يشعر بالاشمئزاز إزاء المذبحة التي شهدتها غزة.
وفي 13 ديسمبر/كانون الأول، تحدثت بي بي سي مع ريتشارد دالتون، القنصل العام البريطاني السابق في القدس، السفير لدى ليبيا وإيران، حول الأزمة ودور الولايات المتحدة فيها.
وقال دالتون: "الولايات المتحدة ضعيفة"، "لم تستخدم أي نفوذ حتى الآن. تتحدث عن هزيمة استراتيجية محتملة لإسرائيل وتنتقد الحرب العشوائية، لكن إسرائيل تقرأ نوايا الولايات المتحدة بشكل مختلف تماما [كضوء أخضر]".
اتفاقية الإبادة الجماعية
وهناك أداة يمكن للعالم أن يستخدمها لمحاولة فرض نهاية للمذبحة هي اتفاقية الإبادة الجماعية، التي صدقت عليها إسرائيل والولايات المتحدة.
ولا يتطلب الأمر سوى دولة واحدة لرفع قضية أمام محكمة العدل الدولية بموجب الاتفاقية، وبينما يمكن أن تستمر القضايا لسنوات، يمكن لمحكمة العدل الدولية اتخاذ تدابير مؤقتة لحماية الضحايا.
وسارعت المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق مع حماس بتهمة ارتكاب جرائم حرب، لكنها تماطل في التحقيق مع إسرائيل.
وخلال زيارة قام بها مؤخرًا إلى المنطقة، منعت إسرائيل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان من دخول غزة، وانتقده الفلسطينيون بسبب زيارته للمناطق التي هاجمتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنه لم يقم بزيارة مئات المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية ونقاط التفتيش ومخيمات اللاجئين في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وقالت الصحيفة إن الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية التي تتخذها الدول بشكل فردي قد يكون لها تأثير أكبر من أفعالها الجماعية من خلال الأمم المتحدة، والمحاكم الدولية.
وبينما لم تعترف نحو عشرين دولة بإسرائيل قط، قطعت بوليفيا الآن علاقاتها مع إسرائيل بسبب هجومها على غزة، في حين سحبت دول أخرى - مثل تشاد وتشيلي وكولومبيا وهندوراس والأردن وجنوب أفريقيا وتركيا - سفراءها أو دبلوماسيين.
وتحاول دول أخرى تحقيق الأمر في كلا الاتجاهين: إدانة إسرائيل علناً مع الحفاظ على مصالحها الاقتصادية. وفي مجلس الأمن، اتهمت مصر إسرائيل صراحة بارتكاب جرائم إبادة جماعية، واتهمت الولايات المتحدة بعرقلة وقف إطلاق النار.
الاتفاقيات الإبراهيمية
ومع ذلك، فإن شراكة مصر الطويلة الأمد مع إسرائيل في الحصار المفروض على غزة ودورها المستمر، حتى الآن، في تقييد دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبرها الحدودي، تجعلها متواطئة في جريمة الإبادة الجماعية التي تدينها.
وإذا كانت مصر تعني ما قالته في مجلس الأمن، فيتعين عليها أن تفتح معابرها الحدودية أمام كل المساعدات الإنسانية المطلوبة، وأن تنهي تعاونها مع إسرائيل في الحصار، وأن تعيد تقييم علاقاتها المذلة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وأدانت قطر، التي عملت جاهدة للتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة، الإبادة الجماعية الإسرائيلية في مجلس الأمن. لكن قطر كانت تتحدث نيابة عن مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والبحرين والإمارات.
وبموجب ما يسمى باتفاقيات إبراهيم، أدار شيوخ البحرين والإمارات ظهورهم لفلسطين للتوقيع على مزيج سام من العلاقات التجارية الأنانية وصفقات الأسلحة بمئات الملايين من الدولارات مع إسرائيل، في حين كانت السعودية حتى ذلك الحين يستعدون مؤخرًا للسير على خطاهم.
ورعت دولة الإمارات القرار الصادر في 8 ديسمبر/كانون الأول في مجلس الأمن، ومع ذلك، لم تتخل الإمارات ولا البحرين عن صفقاتهما الإبراهيمية مع إسرائيل، ولا عن دورهما في سياسات الولايات المتحدة "القوة تصنع الحق" التي عاثت فسادا في الشرق الأوسط لعقود من الزمن.
ولا يزال أكثر من ألف من أفراد القوات الجوية الأمريكية وعشرات الطائرات الحربية الأمريكية متمركزين في قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي، في حين تستخدم البحرية الأمريكية المنامة كقاعدة منذ عام 1941، لمقر الأسطول الخامس الأمريكي.
المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات
إحدى الحكومات التي واصلت دعمها لفلسطين هي حكومة الحوثيين في اليمن، التي تفرض حصارًا على مضيق باب المندب في الطرف الجنوبي من البحر الأحمر ضد السفن والسفن الإسرائيلية المتجهة إلى إسرائيل أو منها.
بعد أن أطلقت النار على عدة سفن أو صعدت عليها أو احتجزتها، تقوم أربع من أكبر خمس شركات شحن في العالم بإعادة توجيه سفنها حول القرن الأفريقي لتجنب تزايد أقساط التأمين والمخاطر التي تتعرض لها سفنها وطاقمها.
اقرأ أيضاً
6 آلاف حالة.. الجنود المصابون بحرب غزة يمثلون تحديا للنظام الصحي الإسرائيلي
وبحسب خبراء فإن إسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، لم يحدث إلا بعد أن تبنت البلدان في مختلف أنحاء العالم حملة عالمية لعزله اقتصاديا وسياسيا.
لذا فإن حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض العقوبات قد تكون استراتيجية فعالة للمساعدة في إسقاط إسرائيل، ونظامها الذي يمارس الإبادة الجماعية والتوسعية وغير الخاضع للمساءلة.
وخلصت الصحيفة إلى إنه يجب على زعماء العالم أن يتحركوا إلى ما هو أبعد من الأصوات غير الملزمة والتحقيقات العقيمة إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وفرض حظر على مبيعات الأسلحة، وقطع العلاقات الدبلوماسية وغيرها من التدابير التي من شأنها أن تجبر القادة الإسرائيليين والأمريكيين على وقف المذبحة ودحر الأساطير والأكاذيب التي استحضروها لاستخدام مخاوف شعوبهم كسلاح وتبرير الفظائع التي لا نهاية لها.
المصدر | الخليج الجديد + ميدل إيست آيالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة العالم أمريكا إسرائیل والولایات المتحدة دیسمبر کانون الأول الولایات المتحدة الإبادة الجماعیة فی مجلس الأمن مع إسرائیل فی غزة
إقرأ أيضاً:
قراصنة يخترقون بعمق شركات اتصالات كبرى فى الولايات المتحدة
قالت شبكة “CNN” الأمريكية نقلا عن مصادر، إن قراصنة اخترقوا بعمق شركات اتصالات كبرى في الولايات المتحدة للتجسس على المحادثات الهاتفية، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
شعبة الاتصالات تكشف تفاصيل زيادة أسعار كروت الشحن والإنترنت (فيديو) الاتصالات تشارك في مؤتمر المناخ Cop29 بأذريبجان
وأشارت الشبكة إلى أن ممثلون عن قطاع الاتصالات التقوا مسئولى الأمن القومي الأمريكي وسط قلق بشأن تجسس صيني.
وفي إطار آخر، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن أسماء جديدة لشغل مناصب رفيعة ضمن حكومته المقبلة، ودفع باسم سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» وأحد المروجين المتحمسين لفرض رقابة سياسية على «الاحتياطي الفيدرالي»، لتولي منصب وزير الخزانة.
كما رشّح الطبيبة من أصل أردني جانيت نشيوات، لمنصب «الجراح العام»، والدكتور مارتي ماكاري لقيادة إدارة الغذاء والدواء، ولاعب كرة القدم الأميركي السابق ومساعد البيت الأبيض سكوت تيرنر، لمنصب وزير الإسكان والتنمية الحضرية.
وفيما يلي أبرز المرشّحين الذين أعلنهم ترمب في إدارته الجديدة.
بيسنت لـ«الخزانة»
كان اسم بيسنت قد ورد بين المرشحين المفضلين لتولي هذا المنصب، وهو مُقرّب من عائلة ترمب منذ فترة طويلة، وسيضطلع بدور رئيسي في تنفيذ البرنامج الاقتصادي للرئيس الأميركي المنتخب، بالإضافة إلى السيطرة على الدين العام.
وقال ترمب في بيان، إن بيسنت «سيساعدني على إطلاق عصر ذهبي جديد للولايات المتحدة، وترسيخ دورنا كأكبر اقتصاد في العالم ومركز للابتكار وريادة الأعمال ووجهة لرؤوس الأموال، مع ضمان بقاء الدولار من دون أدنى شك العملة الاحتياطية في العالم». تخرّج بيسنت في جامعة ييل، وبدأ حياته المهنية عام 1991 في شركة الملياردير جورج سوروس الاستثمارية (إس إف إم)، وتركها مرة أولى في عام 2000 ليطلق صندوقه الاستثماري الخاص.