الدكتور زيد احمد المحيسن: نفحات منيرة من وحي الهجرة النبوية الشريفة
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
الدكتور زيد احمد المحيسن من سؤء الطالع على امة محمد (صلعم ) انها لاتقرأ سيرة تاريخها الاسلامي المجيد ، ولا تحاول ان تتواصل مع الماضي التليد بادوات العصر المشرقة والافادة من مبادى و قيم الماضي المفيد كارضية صلبة للوقوف عليها لبناء حاضرها المعاصر واستشراف مستقبلها الواعد ، فدراسة سيرة رسولنا العظيم وهجرته المباركة وسلوكياته اثناء الهجرة وبعد الاستقرار في المدينة المنورة هي ثروة انسانية عظيمة و مدرسة فكرية وسياسية واخلاقية لمن اراد ان يتعلم فن السياسية والاقتصاد والاجتماع البشري والسلوك الانساني المتحضر لنهج الرسول ولمن سار على خطاه ايمانا وعملا صالحا .
لقد واجه رسولنا العظيم – عليه افضل الصلاة والتسليم منذ اليوم لدعوته المباركة تحديات كبيرة يعجز عن تحملها الانسان العادي ، وان يتحمل مكابداتها الجسدية وتبعاتها المعنوية من ايذاء بدني وحصار اقتصادي واجتماعي وثقافي وتنمر على شخصة الطاهر بابشع المسميات والالقاب – الساحر والمجنون والشاعر وغيرها من الصفات والمسميات – لقاء ذلك ظل طودا شامخا صلبا في مواجهة هذه التحديات لايتغير ولا يتبدل قيد انملة – ثابتا على الحق المبين واثقا بقدرة الله العظيمة على نصره ولو بعد حين ، هادما منظومة الشرك بالله وافرازتها الاجتماعية والعنصرية والاقتصاديا ، مبشرا بفجرا جديد للامة العربية الاسلامية يحمل بين طياته للعالم اجمعين – مبادىء الكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية ، دين الحريات العامة والمساواة بين الخلق – فالخلق عباد الله في الانسانية والتقوى هي معيار التفاضل عند الله ، معلنا يوم الاخاء الانساني العالمي من خلال اول عملية مؤاخاة بين البشر على اساس العقيدة والايمان موجها ان العبودية هي لله وحده لاشريك له رب العالمين ، جراء هذه المفاهيم الانسانية والاخلاقية الجديدة التي بشر بها داخل المجتمع المكي – مجتمع السادة والعبيد – واجه من جراء ذلك هو واتباعه اشرس صنوف الايذاء والعذاب فطلب منهم الهجرة الاولى والتوجه نحو الحبشة لان فيها ملكا نصرانيا عادلا يسمى النجاشي وكان لهم ما ارادوا ووفر لهم الملاذ الامن وحرية الحركة والتنقل ضاربا اروع مثلا في تاريخ التسامح الديني ، وبعد ان اطمئن رسولنا العظيم على صحبه واتباعه هاجر ميمما تجاه المدينة المنورة – يثرب – من خلال رحلة شاقة واجه اخطار الموت فيها مرارا وتكرارا – لكن الله كان الراعي والحامي له ولرفيق دربه ابو بكر الصديق رضي الله عنه خلدت هذه الرحلة في قوله تعالى (اذ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) . فالهجرة النبيوية الشريفة جسدت مسيرة تكوين امة جديدة ساهمت في الحضارة الانسانية فكرا وثقافة ومعارف وعلوم بنى عليه الغرب حضارته المعاصرة وتخلف ركبنا الحضاري بعد ان ابتعدنا عن مبادى واخلاق وتعاليم ديننا الحنيف وهدى رسولنا العظيم ، لقد كانت الهجرة حدثا كبيرا في تاريخ الحضارة الانسانية ونقطة تحول في مساراستنباط المفاهيم القيمية والاخلاقية والانسانية العادلة التي يتوق للانسان العيش لها وفي ظلالها ومع مضامينها السامية، نحتفل بالهجرة النبوية كل عام لكن مع الاسف الشديد لانعي ولا نطبق قيمها ومفاهيمها التي جأءت بها رسالة سيدنا محمد للبشرية جمعا – فكرا وثقافة وقبل هذا وذاك سلوكا حضاريا انسانيا نبيلا يافعا على هذه الارض التي نسكنها فقط – جسدا ماديا خاليا من مضامين رسالة وهجرة رسولنا العظيم علية افضل الصلوات والتسليم .
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
الدكتور أحمد علي سليمان يزور الفرع الثاني من دار النجاح في بوجور بإندونيسيا
زار الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية، الفرع الثاني من فروع دار النجاح في منطقة شبيننج بمدينة بوجور، بمحافظة جاوة الغربية، حيث كان في استقباله شيخ التربويين فضيلة الأستاذ جمهري عبد ذي الجلال، المدير الأول وأحد مؤسسي الفرع، الذي أُسّس عام 1980م، ليواصل مسيرته التربوية العريقة التي امتدت على مدار 45 عامًا.
وخلال الزيارة، أشاد الدكتور سليمان بالدور الريادي الذي تقوم به المعاهد في بناء الإنسان وخدمة الإسلام والوطن، مثمنًا الجهود المباركة التي يبذلها القائمون عليها، وعلى رأسهم المؤسس الأول وواقف المعاهد، فضيلة الشيخ مناف مخير، رحمه الله، ومعالي الشيخ الدكتور صفوان مناف، حفظه الله، الذي يواصل هذه المسيرة الخيّرة.
ويضم المعهد الثاني مقرًّا للبنين وآخر للبنات، ويفتخر بوجود عدد من خريجي الأزهر الشريف بين كوادره التعليمية. كما تمتد مساحة الفرعين، مع الأراضي الزراعية التابعة لهما، إلى نحو 200 هكتار، حيث تُزرع بالنخيل، مثل نخيل الزيت وجوز الهند وبعض الفواكه، مما يجعلها مصدرًا مستدامًا لدعم التربية والتعليم من أموال الوقف.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور سليمان إلى أن المساحات الموقوفة على جميع فروع دار النجاح تتجاوز 1000 هكتار مما يعكس حجم العطاء الرباني التي يؤمن الإنفاق ويحقق الاستدامة لهذه المؤسسة التعليمية العريقة.
وفي ختام زيارته، دعا الدكتور سليمان بالتوفيق والسداد للقائمين على المعهد، وخصَّ بالدعاء للأستاذ جمهري عبد ذي الجلال مدير الفرع الثاني، ولنجله الدكتور مصطفى زاهر نائب رئيس الفرع الثاني، لجهوده في إدارة المعهد وتطويره ليظل منارة علمية تنشر نور القرآن والإيمان.