كان الملك جورج الخامس في طريقه للهند ولكن عدل خط سيره الى سواكن لكي يرى امير الشرق عثمان دقنه في معتقله. رفض عثمان دقنة المثول بين يدي الملك، فقرر الملك ان يأتيه في سجنه ولكنه ايضا صمم على عدم رؤياه بل اعطى الملك قفاه. اكبر الملك هذا الكبرياء في الرجل وعلى طريقة الفرسان أخرج سيفه ورفعه عاليا تحية لدقنة، تحية الفرسان وانصرف.
I
جورج، من رمى بك في تلك المنافي؟
ووقفت كالمنبت في هــــذي الفيافي
وانت امير البر والبحر بل كل المرافي
II
خاض سفينك الميمون بحر القلزم
والى الهند ابحرت في طريق مظلم
ثم الى السودان عدلت المسير
قصدت سواكن لترى الاسد الاسير
دقنة: امير الشرق ويا له من امير
III
اذن الى السودان قد كان المسير
والى سواكن- تساكن البحر الكبير
سار الملك العزيز
مصحوبا بسيدة بلاد الانكليز
وفصيل من رجاله النبلاء
يريد يدرك ملكه، كم ذا تمدد في ذاك الفضاء
مُلْكٌ تشرق الشمس عليه ثم تغرب في المساء
IV
وبكبرياء....
طلب المليك دقنةَ ان ياتي اليه
ليبدي طاعةً بين يديه
ودقنةُ كان في الاسر لديه
ملكٌ تربع عرشاً من بلاد السند شرقاً
والي الغرب البعيد
ودقنة اسيرٌ ليس الا يرسف في قيد الحديد
هرع الرجال الي السجن لياتوا بالاسير
وابلغوه ان ياتي الى دار الامير
طائعاً باسطاً كفيه كسير
طلب المليك أن يرى دقنة وجه لوجه
وذليلاً عند قدميه
يطلب الصفح من بين يديه
V
كان دقنة قابعا في السجن اسير
خائر القوى ضعيف لكنه
بالايمان كان دوما مستجير
ومن ذاك المكان اطلق صرخة وباعلى ما يكون
ثم قال وقد عمّ السكون
"ليس لي من مليككم شئ ارتجيه"
"وابلغوه ان هذا البر ليس ملكاً بيديه"
VI
اصر المليك العنيد ان يرى ذاك الاسير
والى السجن قد عزم المسير
صحب المليكة والامراء
وكثير اً من النبلاء والوزراء
كلهم الي السجن غدو
ليرو رجلا اكل الدهر عليه
وملا الشيب مفرقيه
قابعا في سجنه كالطير الحبيس
لكنه اسد في عرين
مزهوا بكبرياء (البجاويّ) ومكتوب في الجبين
وعريكة ابت ابدا الا تلين
همو (البجه) جعد الشعور- مقاتلين
من اعطوا دروسا لجيوش الانجليز الغاصبين
قصصاً سار بها الدهر فخورا وعلى مر السنين
همو من علموا العالم اجمع
كيف يكون العز وقد كسروا ذاك المربع
VII
اذن سعى المليك لرؤية الشيخ الاسير
لكن دقنة وقد كان الامير
اشاح بوجه عن الملك الكبير
لم يكن يخش في هذه الدنيا ملوكا
لم يخش غير الله ولم يكن يرجو سواه
فيمم الحائط وجهه ولم يعر ه الانتباه
ممسك بالمصحف بين يديه
ثم اعطى المليك قفاه
VIII
لكن الملك المبجل استل سيفه الذهبي من غمده الحمراء
وكقضيب من لهيب برق السيف وتلالأ في الفضاء
ثم رفع السيف اعلى ما يكون، يلامس به كبد السماء
ثم هوي بسيفه ....ودسه في غمده!!
وحيا الشيخ بكل ما لديه
تحيةً من ادب الملوك، القاها عليه
تحية من كبير لكبير، اتت منه اليه
وكالفرسان،حيا الشيخ بكل شرف
وأرجع سيفه في غمده ثم تولى وانصرف
كالقاري – البتا – كندا
28/12/2023
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تعرف على تاريخ الاحتفال بعيد أحد الشعانين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعود تاريخ الاحتفال بعيد “أحد الشعانين” إلى القرنين الثاني والثالث في مصر، حيث كان يُحتفل به في بداية الأمر كعيد لنهاية الصوم الأربعيني المقدس، دون أن يكون له علاقة مباشرة بأسبوع الآلام. وفيما بعد، أظهرت المخطوطات القديمة التي تعود إلى القرن الرابع والخامس في أورشليم أن عيد أحد الشعانين أصبح مرتبطاً بأسبوع الآلام ومفتتحاً له.
الطقس القديم لعيد أحد الشعانين
وفقاً لما جاء في موسوعة “Ecclesiastical Dictionary”، فإن تاريخ الاحتفال بعيد أحد الشعانين غير مؤكّد.
ومع ذلك، تؤكد بعض المصادر أنه كان يُحتفل به في الشرق منذ القرن الخامس الميلادي، بينما لم يُحتفل به في الغرب قبل القرن السادس. في هذا السياق، سجلت الراهبة “إيجيريه” في كتاباتها خلال زيارتها للأماكن المقدسة في العقدين الأخيرين من القرن الرابع، أقدم وصف لطقس أحد الشعانين في أورشليم، الذي يتضمن مسيرة المؤمنين بدءاً من كنيسة القيامة وصولاً إلى جبل الزيتون.
الاحتفال في القرن الخامس
في القرن الخامس، كان الاحتفال بعيد أحد الشعانين قد انتشر في أديرة مصر وسوريا، حيث كان الرهبان يتنقلون إلى البرية خلال فترة الصوم، ويعودون إلى أديرتهم في يوم أحد الشعانين للاحتفال بإنهاء الصوم المقدس.
انتشار الطقس في الكنائس الشرقية
مع مرور الوقت، انتشر طقس أورشليم بشكل واسع، وأصبح أحد الشعانين عيداً عظيماً في الكنائس الشرقية. أصبح هذا العيد يمثل احتفالاً بانتصار المسيح، حيث يتم استقبال “الملك الممسوح” الذي يدخل مدينة الكنيسة لينشر الحب والفرح والسلام بين المؤمنين.
دخول عيد الشعانين إلى مدينة الرها
يقال إن الاحتفال بعيد أحد الشعانين دخل مدينة الرها في فترة تولّي الأسقف “بطرس” كرسي الأسقفية في سنة 498م، أو ربما قبله على يد الأسقف “قورا” الذي سبقه في المنصب.
انتشار الاحتفال في القرون اللاحقة
في القرن الخامس الميلادي، انتشر الاحتفال بعيد أحد الشعانين في كنائس الشرق وفقاً لشهادات القديس ساويرس الأنطاكي، حيث كان هذا العيد يمثل جزءاً من الحياة الدينية في العديد من الكنائس. وعادة الطواف بالسعف، التي تعتبر جزءاً مهماً من الاحتفال، دخلت على الأرجح في القرنين الثامن والتاسع.
ذكر الأغصان والزيتون في النصوص الدينية
تذكر نصوص قديمة مثل “كتاب المدائح” للبطريرك القديس ساويرس الأنطاكي توزيع الأغصان والزيتون في طقس هذا العيد.
كما أُلقيت العديد من الخطب عن عيد أحد الشعانين من قبل شخصيات دينية بارزة مثل برقلوس بطريرك القسطنطينية (434- 446م)، ومار أفرام السرياني، ويعقوب السروجي.