سودانايل:
2025-02-01@19:06:49 GMT

الشائعات في عهود الوغى

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحقيقة التي نميل إليها كل الميل، أن الناس شغوفة مفتونة بسبك الشائعات، التي تتخذ منها ألوانا مختلفة في ظل ضجر الحروب وصروفها، وغاية بعض الناس في حياكة كل هذه الأكاذيب والترهات، التي نسمعها فنظهر اغتباطنا منها أو امتعاضنا، أن يثيروا في دواخلنا خوف وخشية، أو سرور وابتهاج، فالناس في جهاد متصل، بين رفض تلك الشائعات، أو قبولها والاطمئنان إليها.


وصياغة الشائعات في أوقات الشدة والكرب، خليقة منا بالعناية والدرس، وواهما من ظن، أن حبك الأراجيف ليس فيه شيء من العجب، ولا من الغرابة، فالناس تختلق الافتراءات في كل أطوارها، ولكن في الحق، يأخذنا شيئا من الاعجاب والدهش، حيال بعض الشائعات التي تمت صنعتها في قوالب رصينة، توحي بأن مبتدعها قد حمل نفسه بضروب المشقة والعناء، تلك هي الشائعات التي تأنس إليها النفس، لأنها لم تشعر بأنها تضللها، أو تروم خداعها، ورغم أن تأليف الشائعة و بلورتها، لا يقضي فيها صاحبها ما يقضيه كل كاتب مجيد، في كتابة مقاله المترع الضاف، الذي يضيف إليه ويحذف، حتى يثق في معانيه الجيدة، ولفظه المختار، وأسلوبه الجزل، إلا أن حظها من الشهرة والانتشار يفوق ما سطره يراع حتى الجاحظ السيال، ومما لا يند عن ذهن، أو يلتوي على خاطر، أن هناك من الشائعات ما يسرف الناس في الحفاوة بها، والثناء عليها، لأنها رقيقة المزاج، قوية الحس، بعيدة الغور، أليس ذلك دليلا على أن صاحبها قد جد وعمل حتى تخرج شائعته بهذه الصورة من الحرارة والصدق؟ وفي الناحية الأخرى، نجد شائعات غثة هزيلة، بل هي غاية في السماجة والكلال، لأن صانيعها لم يسبغوا عليها تلك الصور الجميلة، التي تجعل الناس يرددونها في شغف وهيام، وما يجعلني أيها العزيز الأكرم، أرفع حاجبي من الدهشة، أن الآلة الإعلامية الجبارة، التي تخدم أجندة الدعم السريع في أرضنا التي تركض فيها المصائب، وتتسابق إليها النكبات، ورغم درايتها بطبيعة الإنسان السوداني الهشة والعاطفية، والمامها بطبيعة المجتمع الذي تسري فيه الاشاعات بصور سريعة، إلا أنها رغم كل ذلك فشلت فشلا ذريعا، في جذب الناس إليها، فجزء كبير من شرائح المجتمع السوداني، لم تنطلي عليها تلك الشائعات التي تطلقها مراكز ضخمة في محيطنا الأقليمي في بذل وسخاء، وغايتها التي تنشدها، أن تكون الغلبة لصالح جماعة "محمد حمدان دقلو" الشهير "بحميدتي" نائب الفريق أول عبد الفاتح البرهان قبل عهد قريب، ولعل السبب في ازورار الناس عن"طلس الدعامة"، أن تلك الأ باطيل لم ينضجها فكر، أو تصاحبها روية، فكيف لمن كان له حظا من نهى أو حصاة ، أن يصدق تلك البيانات التي أذاعتها أبواق الدعم السريع قبل تمكنها من عبور كوبري حنتوب، واحتلالها الهش لمدينة "ود مدني" في وسط السودان، والذي لن يدوم طويلا، فالمعارك تدور رحاها الآن، فقد ذكرت الأجهزة الاعلامية لقوات الدعم السريع قبل عدة أيام كذبا وافتراءا أن قواتها الباسلة قد فرضت سيطرتها على مدينة "ود مدني" وعلى مطارها الصخاب الذي تضج أركانه بالحركة والاضطراب، والقاصي والداني في السودان يعلم أن مدينة "ود مدني" هذه لا يوجد بها مطار في الأساس، وقد ظفر مطار مدني المزعوم هذا بسخرية الناس وتهكمهم، فقوات الدعم السريع التي عرفت بانهماكها في العجلة، وعدم التبثت، تجهل مدنها ونجوعها، ولعل العلة في ذلك، أن معظم "كماتها ومقاتليها الأشاويس"، قد قدموا من دول الجوار.
حاشية: طلس الدعامة: كلمة طلس تعني بالعامية السودانية كذب واختلاق، والدعامة لفظة تطلق يقصد بها الاختصار لقوات الدعم السريع
د. الطيب النقر  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

54 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على سوق في ضواحي الخرطوم  

 

الخرطوم - قُتل 54 شخصا السبت 1فبراير2025، جراء قصف لقوات الدعم السريع على سوق في أم درمان بضواحي العاصمة السودانية الخرطوم، وفق ما أفاد مصدر طبي وكالة فرانس برس.

وقال المصدر في مستشفى النو طالبا عدم كشف هويته، إنّ الجرحى "ما زالوا يصلون إلى المستشفى" بعد الهجوم الذي نسبه إلى قوات الدعم السريع.

وأشار المصدر إلى أن حصيلة القصف بلغت 54 قتيلا بعدما كان أفاد في وقت سابق بمقتل 40.

ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.

وقال أحد الناجين في تصريح لفرانس برس "القذائف سقطت في وسط سوق الخضار بصابرين ما يفسّر العدد الكبير من الضحايا والمصابين".

وقال أحد المتطوعين في مستشفى النو "نحتاج إلى اكفان ومتبرعين بالدم ونقالات لنقل الجرحى".

يعد المستشفى أحد آخر المرافق الطبية التي ما زالت تعمل في المنطقة، وسبق أن تعرّض مرارا لهجمات.

بعد مراوحة استمّرت أشهرا في الخرطوم، كسر الجيش الأسبوع الماضي حصارا كانت قوات الدعم السريع تفرضه على مقر قيادته العام في العاصمة السودانية.

في الوقت نفسه، أعلن الجيش استعادة مقر سلاح الإشارة وطرد قوات الدعم السريع من مصفاة الجيلي النفطية في شمال الخرطوم.

وقال شهود على هجوم السبت لوكالة فرانس برس إنّ مصدر القصف كان غرب أم درمان، وهي منطقة لا تزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وقال أحد سكان قطاع يقع إلى جنوب أم درمان " تتساقط القذائف الصاروخية والمدفعية"، مشيرا إلى هجوم لقوات الدعم السريع على محاور عدة.

- هجوم مضاد -

وتوعّد قائد قوّات الدعم السريع الجمعة بـ"طرد" الجيش السوداني من الخرطوم، مقرّا للمرّة الأولى وبطريقة غير مباشرة بالانتكاسات التي تكبّدتها قوّاته في العاصمة.

وفي خطاب متلفز نادر، قال دقلو إن عناصر الجيش لن يستفيدوا من مقرّ القيادة أو معسكر سلاح الإشارة لفترة طويلة، متعهّدا بـ"طردهم"، كما حصل سابقا.

منذ بدء النزاع واستهدافها بالقصف قبل نحو عامين، تحوّلت الخرطوم إلى ما يشبه معسكرا للمقاتلين.

في ولاية الخرطوم قُتل 26 ألف شخص بين نيسان/أبريل 2023 وحزيران/يونيو 2024، وفقا لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وأفرغت أحياء بأكملها من السكان واستولى عليها مقاتلون مع فرار 3,6 ملايين شخص من العاصمة، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.

وفق شهود تعذّرت عليهم المغادرة أو رفضوا أن يغادروا، تعرّضت المناطق السكنية للقصف بانتظام.

يعاني ما لا يقل عن 106 آلاف شخص من المجاعة في العاصمة، وفقا لنظام تصنيف تدعمه وكالات الأمم المتحدة، فيما يعاني 3,2 ملايين من الجوع عند مستويات حرجة.

وفي أنحاء البلد الواقع في شمال شرق إفريقيا، أعلنت المجاعة في خمس مناطق، معظمها في إقليم دارفور في غرب البلاد، ما من شأنه أن يؤثر على خمس مناطق أخرى بحلول أيار/مايو.

قبيل انتهاء ولايته، فرض الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عقوبات على البرهان. واتّهمت إدارته الجيش السوداني بشن هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات واستخدام الحرمان من الغذاء سلاحا في الحرب.

جاءت تلك العقوبات بعد نحو أسبوع على فرض واشنطن عقوبات على دقلو الذي اتّهمت قواته بـ"ارتكاب إبادة جماعية" وبممارسة "انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان" في دارفور حيث تعد قوات الدعم السريع في موقع قوة.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن قصف أم درمان
  • السودان: مقتل 54 شخصًا وإصابة 158 آخرين في هجوم لقوات الدعم السريع
  • السودان: مقتل 54 شخصًا وإصابة 158 في هجوم لقوات الدعم السريع
  • 52 قتيل وعشرات الجرحى في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على سوق في أم درمان
  • 54 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على سوق في ضواحي الخرطوم  
  • عاااااجل.. عشرات القتلى والمصابين في قصف لمليشيا الدعم السريع على مدينة أم درمان
  • مجلس الأمن يدين الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر
  • ماذا بعد تحرير الخرطوم؟
  • طارق أبوالسعد: مخطط «الإخوان» يسعى لتحويل انتباه الناس عن الإنجازات وتشويه سمعة الدولة
  • ود مدني بعد سيطرة الجيش.. بطء استرداد الخدمات واستعادة الحياة