أسواق المال الإماراتية مرآة ازدهار الاقتصاد الوطني في 2023
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
نجحت أسواق المال الإماراتية، في مواكبة الازدهار والنمو المتسارع الذي يشهده الاقتصاد الوطني خلال العام الحالي، مع ارتفاع قيمتها السوقية بنحو 13 في المائة أو ما يعادل 406 مليارات درهم (110.5 مليارات دولار)، متجاوزة حاجز 3.6 تريليون درهم (980 مليار دولار)، انعكاساً لمسيرة الرخاء والتنمية وازدهار الاقتصاد الوطني، وهو ما أسهم في تعزيز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وتأتي الإنجازات المتواصلة لأسواق الأسهم المحلية، وسط مساعي مستمرة لمضاعفة القيمة السوقية لسوقي أبوظبي ودبي الماليين، وصولا إلى 6 تريليونات درهم خلال السنوات المقبلة، ضمن خطة استراتيجية متكاملة وضعتها هيئة الأوراق المالية والسلع والأسواق المالية تستهدف تحقيق الريادة والمساهمة في دعم نمو الاقتصاد الوطني، وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية، وذلك تعزيزاً لتنافسية الدولة في شتى المؤشرات والتقارير والمحافل الدولية.
ووفق رصد وكالة أنباء الإمارات "وام"، زاد رأس المال السوقي للأسهم المدرجة في أسواق المال المحلية بنحو 12.66 بالمئة ليقفز من 3.2 تريليون درهم في نهاية 2022 موزعاً بواقع 2.6 تريليون لسوق أبوظبي و581.9 مليار لسوق دبي، وصولا إلى 3.612 تريليون درهم في الوقت الراهن، منها 2.932 تريليون لسوق أبوظبي و680.7 مليار لسوق دبي.
شراء أجنبي ومؤسسي
وعزز المستثمرون الأجانب والمؤسسات الاستثمارية العالمية من مشترياتهم في الأسهم المحلية خلال العام الجاري، في ظل توافر فرص وخيارات استثمارية أوسع للمشاركة في مسيرة النمو القوي للاقتصاد الوطني، فضلا عن مدى جاذبية الشركات الوطنية المدرجة أمام الخطط الاستثمارية لكبرى المؤسسات العالمية والإقليمية.
ووفق رصد "وام"، حقق الاستثمار المؤسسي صافي شراء في الأسهم المحلية خلال الـ 12 شهراً الماضية بقيمة ناهزت 7 مليارات درهم خلال الفترة من يناير وحتى ديسمبر الجاري بعد تحقيق إجمالي مشتريات بقيمة 302.7 مليار درهم مقابل إجمالي مبيعات بنحو 295.8 مليار درهم.
كما سجل المستثمرون الأجانب غير العرب صافي استثمارات بقيمة أكثر من 5 مليارات درهم كمحصلة شراء في سوق دبي المالي خلال 12 شهراً الماضية بعد تسجيلهم مشتريات في أسهم دبي بقيمة 49.5 مليار درهم، مقابل مبيعات بنحو 44.49 مليار درهم.
طروحات أولية
استقطبت أسواق الإمارات في خلال العام الحالي نحو 8 طروحات أولية جديدة بعدما أظهرت الأسواق المحلية مرونتها في مواجهة التقلبات العالمية في خطوة أسهمت في زيادة عمق الأسواق، وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية، واستقطاب شريحة جديدة من المستثمرين.
وشملت الشركات التي تم طرحها في الأسواق "أدنوك للغاز" و"بريسايت ایه أي ھولدینغ بي ال سي"، إحدى الشركات التابعة لمجموعة "جي 42"، ومجموعة "الأنصاري للخدمات المالية" و"أدنوك للإمداد والخدمات بي إل سي" و"تاكسي دبي" و"إنفستكورب كابيتال" لخدمات رأس المال، ومجموعة "فينيكس" ومجموعة "بيورهيلث".
وبحسب رصد "وام"، جمعت الطروحات الأولية الجديدة ما يناهز 22.4 مليار درهم وسط إقبال قياسي من المستثمرين والصناديق السيادية والمحافظ الاستثمارية العالمية مع وصول إجمالي الطلب على 6 من هذه الطروحات لأكثر من 1.43 تريليون درهم.
تشريعات ومبادرات
وشهدت أسواق المال المحلية خلال العام الحالي أصدار نحو 37 تشريعاً جديداً أو تعديلا بهدف تطوير الأسواق، منها 6 تشريعات جديدة و21 تشريعاً معدلاً، فيما بلغ إجمالي عدد الاعتمادات لتشريعات الأسواق نحو 10 اعتمادات تشريعات موزعة بواقع اعتماد واحد لسوق أبوظبي للأوراق المالية، و5 اعتمادات لسوق دبي المالي، واعتمادين لبورصة دبي للذهب والسلع، واعتماد واحد لدبي للمقاصة، واعتماد واحد لشركة دبي للإيداع.
وكان من بين أبرز المبادرات خلال العام الحالي إعفاء الشركات الراغبة بإدراج سنداتها أو صكوكها الخضراء أو المرتبطة بالاستدامة في أحد الأسواق المحلية من رسوم التسجيل حتي نهاية 2023، وذلك تماشياً مع "عام الاستدامة"، إضافة إلى تبني المشاريع التحولية بالتنسيق مع مكتب رئاسة مجلس الوزراء فيما يتعلق بتنظيم عمليات التوريق وتنظيم السندات والصكوك الخضراء، إلى جانب أصدار قرار لتنظيم عملية تسجيل الأوراق المالية لغرض الإدراج.
وشملت المبادرات كذلك تنفيذ مشروع متابعة تحفظات وملاحظات مدققي حسابات الشركات المساهمة العامة المحلية بشأن قوائمها المالية، وتنظيم نشاط إدارة حساب استثمار تقاسم الأرباح، وتنظيم مبادرة الحملة الوطنية لمواجهة الأنشطة المالية غير المرخصة، ورفع كفاءة عمليات إدارة المخاطر والرقابة والحوكمة المؤسسية، والانتهاء من إعداد مشروعي قانون هيئة سوق المال وقانون تنظيم قطاع سوق المال.
قفزات كبيرة
وتأتي القفزة الكبيرة في أعداد الشركات المدرجة وتضاعف القيمة السوقية للأسواق المحلية في انعكاس ملحوظ للتطورات الاقتصادية التي تشهدها الدولة، حيث تستمد الأسواق قوتها من معايير موضوعية عدة تتعلق بالمؤشرات العامة لاقتصاد الدولة مثل حجم الناتج المحلي، ودخل الفرد، واستقرار الحكومة في القرارات الاقتصادية التي تصدرها وغيرها من الأمور الأخرى التي تتوفر في الاقتصاد الوطني الذي يتميز بالقوة والصلابة ونسب النمو الجيدة التي لا تتوافر في العديد من الأسواق الناشئة وحتى بعض الأسواق العالمية المتطورة.
وفى ظل التطورات الملحوظة التي تشهدها الأسواق المحلية بات سوق أبوظبي للأوراق المالية ثاني أكبر سوق في المنطقة العربية بفضل استراتيجيته في توفير أداء مالي مستقر مع مصادر متنوعة للدخل تتماشى مع المبادئ التوجيهية لأجندة الإمارات العربية المتحدة "الاستعداد للخمسين"، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد حيوي، مستدام، ومتنوع يساهم بشكل إيجابي في الانتقال إلى نموذج عالمي جديد للتنمية المستدامة، بينما أصبح سوق دبي المالي يمتلك قائمة مُتميزة من الشركات البارزة في القطاعين الحكومي والخاص الساعية إلى تنفيذ اكتتابات عامة والإدراج في السوق، الأمر الذي يدعو إلى الثقة في قدرة السوق على تحقيق إنجازات أقوى وأكبر في السنوات القادمة.
وستواصل الأسواق خلال المرحلة المقبلة العمل على تسريع إطلاق مجموعة من المنتجات والخدمات المالية لتعزيز مزاياها التنافسية، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا الرقمية لتسهيل الوصول إلى الفرص الاستثمارية وتوسيع قاعدة المستثمرين وتعزيز السيولة.
معايير عالمية
وتتولى هيئة الأوراق المالية والسلع منذ تأسيسها في العام 2000، مهمة النهوض بسوق الأوراق المالية وسوق السلع على الصعيد التشريعي والرقابي والتنظيمي، وذلك وفق أسس علمية ومهنية تتبنى أفضل المعايير العالمية في هذا المجال، حيث شرعت منذ اليوم الأول لتأسيسها في ترخيص الأسواق المالية وتنظيمها، وترسيخ مكانتها الرائدة محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وتمثلت أبرز الإنجازات التي شهدتها الأسواق تحت قيادة هيئة الأوراق المالية والسلع خلال الثلاثة سنوات الماضية، في تسجيل 45 إدراجا جديدا في سوقي أبوظبي ودبي، وتنفيذ 40 مبادرة ومشروعاً لتعزيز وتطوير السواق، وتقديم 36 تسهيلاً ممنوحة للشركات المدرجة أو قيد الطرح في أسواق المال في الدولة، إضافة إلى تعزيز القيمة السوقية للأسواق المحلية بقيمة 994 مليار درهم خلال ثلاث سنوات بارتفاع نسبته 288 بالمئة.
ولم تدخر هيئة الأوراق المالية والسلع وسعاً في الرقابة على التعاملات اليومية في الأسواق خلال العام الجاري من خلال أفضل أنظمة الرقابة الإلكترونية، لكشف أي تلاعب أو تحايل أو تعاملات بناء على معلومات داخلية، والتدقيق على تداولات المطلعين خلال فترات الحظر، إضافة إلى عمليات التفتيش الدورية وغير الدورية على الأسواق والشركات المرخصة، وكَشْف التلاعباتِ والمخالفات، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين وفقا للقوانين والأنظمة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أبوظبي دبي سوق دبي المالي أدنوك للغاز بريسايت جي 42 الأنصاري أدنوك للإمداد والخدمات تاكسي دبي إنفستكورب فينيكس بيورهيلث سوق أبوظبي للأوراق المالية الأسواق الإماراتية أسواق الإمارات سوق دبي مؤشر سوق دبي سوق دبي المالي مؤشر سوق دبي المالي سوق أبوظبي مؤشر سوق أبوظبي سوق أبوظبي المالي أبوظبي دبي سوق دبي المالي أدنوك للغاز بريسايت جي 42 الأنصاري أدنوك للإمداد والخدمات تاكسي دبي إنفستكورب فينيكس بيورهيلث سوق أبوظبي للأوراق المالية أخبار الإمارات خلال العام الحالی الاقتصاد الوطنی تریلیون درهم أسواق المال سوق أبوظبی ملیار درهم سوق دبی
إقرأ أيضاً:
«غرفة دبي»: 5357 دفتر إدخال مؤقت لبضائع بقيمة 4.3 مليار درهم خلال 2024
دبي (الاتحاد)
أعلنت غرفة تجارة دبي، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، أن عدد دفاتر الإدخال المؤقت للبضائع التي أصدرتها الغرفة واستقبلتها الدولة خلال عام 2024 بلغ 5,357 دفتر إدخال مؤقت لبضائع وسلع بقيمة بلغت 4.3 مليار درهم، مما يظهر الزخم الذي يشهده قطاع الفعاليات والمعارض في دبي، والذي يرتبط مع نظام الإدخال المؤقت للبضائع ارتباطاً وثيقاً.
ويعتبر دفتر الإدخال المؤقت للبضائع، أداة مهمة وفعالة لتسهيل استقطاب وتنظيم الفعاليات العالمية، حيث يلعب دوراً أساسياً في تسهيل مرور البضائع عبر الحدود بشكل مؤقت لمدة عام واحد على الأكثر من دون رسوم جمركية، مما يسهم بدور مهم في تعزيز حركة مرور وتنقل العارضين.
ويعتمد نظام الإدخال المؤقت للبضائع، على التعاون بين غرفة تجارة دبي وشركائها في جمارك دبي والهيئة الاتحادية للجمارك وغرف التجارة في الدولة.
وقال خالد الجروان، نائب رئيس الخدمات التجارية والمؤسسية في غرف دبي، إن نظام الإدخال المؤقت للبضائع يهدف إلى تبسيط الإجراءات الجمركية المرتبطة بنقل البضائع والسلع المخصصة للعرض، ويسهم بذلك في تعزيز آليات عمل قطاع المعارض والمؤتمرات، مما يعزز مكانة دبي وسمعتها المتنامية كوجهة عالمية للفعاليات الدولية.
ويمكن اعتبار دفاتر الإدخال المؤقت للبضائع بمثابة «جواز سفر للبضائع»، حيث تسمح بعبور البضائع عبر الحدود الدولية بشكلٍ مؤقت لمدة عام واحدٍ على الأكثر من دون فرض رسومٍ جمركية.
وتشمل البضائع التي يمكن مرورها عبر دفتر الإدخال المؤقت، العينات التجارية والمعدات المهنية والسلع المخصصة للعرض في المعارض التجارية مثل أجهزة الكومبيوتر وأدوات التصليح ومعدات التصليح ومعدات التصوير الفوتوغرافي والسينمائي والآلات الموسيقية والمركبات والمجوهرات والألبسة والأجهزة الطبية والطائرات والخيول المشاركة في السباقات والأعمال الفنية والقطع الأثرية وأزياء الباليه والأنظمة الصوتية والسمعية للفرق الغنائية، ولا يغطي دفتر الإدخال المؤقت السلع السريعة التلف أو الاستهلاكية.
ويعتبر دفتر الإدخال المؤقت للبضائع جزءاً من آليةٍ دوليةٍ موحدة تم إقرارها من خلال اتفاقية دولية للإدخال المؤقت للبضائع، والتي تسمى اتفاقية اسطنبول المبرمة عام 1990 بمبادرةٍ من منظمة الجمارك العالمية.
ويخوّل مندوبي التسويق والمشاركين في المعارض ورجال الأعمال المسافرين القيام بترتيبات جمركية بتكلفةٍ محددة وبشكل مسبق، وزيارة عدة بلدان واستخدام دفتر الإدخال المؤقت عدة مرات خلال فترة صلاحيتها التي تستمر سنة واحدة، والعودة إلى بلدانهم دون أية مشاكل أو تأخير.
ويساعد دفتر الإدخال المؤقت المصدرين على تخفيض التكاليف وذلك بإعفائهم من ضريبة القيمة المضافة والرسوم الجمركية، ولا يكون حاملو دفتر الإدخال المؤقت ملزمين بإيداع ضمانات لدى سلطات الجمارك.
كما يبسَط الإجراءات الجمركية عبر الحدود ويقلَل من المتطلبات الروتينية المعقدة إذ يسمح للمصدّرين والمستوردين باستخدام وثيقة واحدة لإتمام جميع الإجراءات الجمركية.
أخبار ذات صلة