لبنان ٢٤:
2024-08-02@18:38:05 GMT

تهديدٌ بإغتيال نصرالله.. هكذا تحرّك حزب الله!

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

تهديدٌ بإغتيال نصرالله.. هكذا تحرّك حزب الله!

التهديد الإسرائيليّ الأخير باغتيال أمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله ليس جديداً. في الواقع، الدّلالات وراء الكلام غير عاديَّة ومن الممكن أن تكون إسرائيل قد اتخذت قراراً جدياً باستهداف نصرالله، بعدما وجدت أنّ حربها ضد "حزب الله" في لبنان أو ضدّ حركة "حماس" في غزة باتت تُحتّم إتخاذ خيارات وخطوات كبرى لم تكن قائمة من قبل.

 
أمس الأول، كان وزير الخارجية الإسرائيليّة إيلي كوهين واضحاً في قولهِ إنّ "نصرالله سيكون التالي"، في إشارة إلى أنّ الأخير سيكون ثاني شخصية مُستهدفة خلال الوقت الراهن إثر اغتيال إسرائيل قبل أيام ، المسؤول في الحرس الثوري الإيراني سيد رضي موسوي بغارة جوية في سوريا. إثر تلك العملية التي تحمل أبعاداً خطيرة، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إنّ اغتيال موسوي هو رسالة إلى نصرالله وليس مُجرد هجوم عادي. 
هل إسرائيل جادّة في تهديداتها؟ 
المخطط الإسرائيلي لاغتيال نصرالله قائمٌ ومنذ زمن، وقد كُشفت الكثير من العمليات سابقاً والتي كانت تهدفُ لحصول ذلك. أما اليوم، فإنّ إسرائيل باتت ترى أنّ إستهداف أمين عام الحزب بات بمثابة مطلب داخلي إسرائيلي كون صورة الكيان التي اهتزّت عقب عملية "طوفان الأقصى" في غزة يوم 7 تشرين الأول الماضي، حتّمت على تل أبيب "تصفية الحساب" مع كل من يُهددها. 
الدلالة الأساسية على جديّة إسرائيل باستهداف نصرالله قد لا تكونُ متوقفة فقط على لحظة إغتيال موسوي في سوريا. بمعنى آخر، فإن إسرائيل لم تكن تنتظر استهداف المسؤول الإيرانيّ لتوجه رسالة إلى نصرالله. في الأساس، وكما تمّ ذكره، كانت إسرائيل تُخطط لتلك الخطوة، لكن هذا الأمر تعزز أكثر بعد حرب غزة.. فكيف ذلك؟ 
حينما تقول إسرائيل إنها تلاحق قادة "حماس" في غزة وتسعى لإغتيالهم وعلى رأسهم محمد الضيف ويحيى السنوار، فإنها تكون بذلك قد وجهت رسالة غير مباشرة إلى نصرالله، والقول له إنه بعد القضاء على الحركة الفلسطينيّة في غزة، سيأتي الدور إلى لبنان. كل هذا ترافق فعلياً مع بروباغندا إسرائيلية متسلسلة لإسداء هذه الرسالة من خلال 3 عناصر أساسية: 
1- العنصر الأول وهو القول إن إسرائيل تكتشف أنفاقاً لـ"حماس" وتلاحق السنوار داخلها.  
2- العنصر الثاني وهو إعادة طرح مسألة وجود أنفاق لـ"حزب الله" في جنوب لبنان 
3- العنصر الثالث ويرتبط بالتلويح بحصول حربٍ إستباقية ضد لبنان بهدف ضرب "حزب الله" وإنهائه أو إبعاده إلى شمال نهر الليطاني. 
كل هذه العناصر والعوامل يُمكن أن تحمل التهديد غير المباشر لنصرالله، عبر القول إنه "مثلما لاحقنا السنوار، سنلاحقك"، ومثلما "اكتشفنا أنفاق حماس، فإنه لدينا قدرة على إكتشاف أنفاق حزب الله ورصدها"، ومثلما "فتحنا حرباً ضد حماس في غزة، فإنه بمقدرونا شن معركة ضد لبنان"، وبالتالي فإن الوصول إليك بات أقرب في حال تحققت كل هذه السيناريوهات. 
ضمنياً، هذا هو حال لسان الإسرائيليين.. ولكن هل سينجح هذا الأمر؟ ما هي عوامل القوة بهذا الشأن؟ وماذا فعل "حزب الله" بشأن نصرالله منذ بداية "طوفان الأقصى"؟ 
للتذكير، فإنّ نصرالله امتنع عن الظهور العلني بشكل مباشر وبات يظهر عبر الشاشات، اعتباراً من حرب تمّوز عام 2006. منذ ذلك الحين، كانت الإنعطافة الأكبر على صعيد عدم ظهور نصرالله مباشرة، علماً أنّ إطلالاته الشخصية المعدودة في مناسبات علنية خلال السنوات الماضية كانت تُحاط بسرية تامة وتحصلُ فجأة من دون أي معرفة أو دراية بها. 
العقلُ الذي يديرُ أمن نصرالله ليس عادياً، فمسألة حماية الأخير تأتي في سُلم الأولويات المحاطة بأسرارٍ شديدة. هنا، فإن الكثير من المسؤولين الذين زاروا نصرالله في أوقاتٍ سابقة يشرحون بعض الخطوات التي يمرّون بها قبل لقاء الأخير. المستوى الأمني هنا لا يقتصر فقط على اللقاءات، بل يرتبط أيضاً بكل ما يحصل عليه أمين عام الحزب من أدواتٍ وأغراض وذلك تفادياً لوجود أي ثغرة قد تكشف أمن نصرالله أو مكانه الذي بات يخضع لتبديلات دائمة. 
من يُراقب صور الأماكن التي يعقد نصرالله لقاءاته فيها، يتبين أنها تتبدل وتتغير، وهذا أمرٌ بديهي. الأمر هذا بات أكثر إلزامية بعد معركة "طوفان الأقصى"، وتشير المعلومات إلى أن "حزب الله" عزّز الأمن الخاص بنصرالله وجعل الأمور أكثر سرية. حتى أنّ اللقاءات القليلة التي تجري مع الأخير في الفترات الحالية، تحصلُ بناء لآلية معقدة نوعاً ما وذلك لضمان عدم وجود أي خطوة قد تكشفُ مكانه.  
في الواقع، فإن الحزب، ورغم تركيزه الكبير على الناحية الإستخباراتية، إلا أنه يُدقق أكثر في مسألة وجود جواسيس في صفوفه، كما أنه يتفحص دائماً كل من يزورون نصرالله ضمن أساليب خاصة معتمدة. عملياً، يجب على الحزب أن يكون قد تلقى الدروس من الإغتيالات السابقة التي طالت قادته، فالأمرُ هذا مهم جداً لتعزيز الأمن ومنع أي هفوات قد تكشفُ مكان أمين عام الحزب أو تعرّض حياته للخطر. 
في حديثٍ سابقٍ له، أقرّ نصرالله بأمرٍ يرتبط بالواقع الأمني الخاص به، حينما تحدث عن واقع إطلالته في الجنوب يوم التحرير عام 2000. في كلامه، كشف نصرالله أن القائد العسكري لـ"حزب الله" الشهيد عماد مغنية هو من كان يتولى تنسيق الوضع الأمني الخاص به، كما أن الراحل هو الذي قام بالترتيبات المرتبطة بزيارة نصرالله إلى الجنوب رغم وجود خطرٍ كبير على الأخير. ما يظهر هنا هو أنّ الأمور تكون محبوكة تماماً، وهناك شواهد مرتبطة بذلك، لكن الأمور باتت الأكثر أكثر تعقيداً لأن دور نصرالله تعاظم أكثر بالنسبة للإسرائيليين، ولهذا السبب فإن تحقيق هدف الإغتيال لن يكون سهلاً لكنه لم يسقط أبداً من الحسابات.        المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله أمین عام فی غزة

إقرأ أيضاً:

خطاب نصرالله والرد المحسوم.. أسهم الحرب الشاملة تتراجع؟!


مطابقًا للتوقعات، جاء خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الأول بعد جريمة الاغتيال الإسرائيلية التي استهدفت القائد العسكري الكبير في الحزب فؤاد شكر، المُصنَّف على أنّه المسؤول العسكري الرقم واحد في صفوفه، سواء لجهة التأكيد على صمود المقاومة وصلابتها، وقدرتها على تجاوز "صدمة" الاغتيال، أو لجهة التأكيد على "حتميّة" الرد، الذي لا نقاش ولا جدال في أنّه آتٍ، ولو تعمّد عدم تحديد أيّ مهلة زمنية له.
 
في الخطاب، كان السيد نصر الله واضحًا وحازمًا في "تشخيص" فداحة الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل، حين عدّد جوانبها المختلفة، بدءًا من استهداف عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، وصولاً إلى اغتيال فؤاد شكر مع كلّ ما ينطوي عليه من رمزية، لكن مرورًا أيضًا بالفاتورة "الثقيلة" على المدنيّين تحديدًا، باعتبار أنّ المبنى الذي تمّ استهدافه مليء بالسكان وليس قاعدة عسكرية، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، جلّهم من النساء والأطفال.
 
وإذا كانت الأنظار كلّها شخصت نحو ما يمكن أن يقوله السيد نصر الله، على وقع "حبس الأنفاس" المستمرّ منذ ارتكاب العدو الإسرائيلي لجريمته، التي تزامنت أيضًا مع جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، فإنّ علامات الاستفهام بقيت مطروحة في أعقابه حول السيناريوهات والاحتمالات، فهل خفّض الخطاب أسهم "الحرب الشاملة" بعدما وصلت إلى ذروتها في الأيام الأخيرة، أم أنه رفعها بصورة أو بأخرى؟!
 
قواعد اشتباك جديدة
من استمع إلى خطاب السيد نصر الله لا بدّ أن يستنتج أنّ ما بعد جريمة اغتيال القائد العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر لن يكون كما قبله، على كلّ المستويات، بما في ذلك مستوى "الإسناد" الذي سيستمرّ على جبهة الجنوب، الذي عادت إلى نشاطها بعيد الخطاب مباشرة، وذلك بعد "تجميد قسري" لم يصمد طويلاً، علمًا أنّ الأمين العام للحزب كان واضحًا بأنّ عمليات الجبهة غير مرتبطة بالردّ على اغتيال شكر، الذي سيأتي منفصلاً، بالشكل والمضمون.
 
من ضمن الاستنتاجات أيضًا أنّ "جبهات الإسناد" بمجملها ستختلف بدورها عن المراحل السابقة، فما حصل من اغتيال لفؤاد شكر وإسماعيل هنية في ليلة واحدة، لا يُفهَم سوى في سياق "الضغط الميداني" على هذه الجبهات، وهو تحديدًا ما دفع السيد نصر الله للحديث عن "معركة كبرى ومفتوحة"، باعتبار أنّ "هذه لم تعد جبهات، بل معركة مفتوحة في كلّ الجبهات"، مشدّدًا على أنّها دخلت في "مرحلة جديدة"، وهنا بيت القصيد على هذا الصعيد.
 
بهذا المعنى، يتحدّث العارفون عن "قواعد اشتباك جديدة" ستدخل حيّز التنفيذ في المرحلة المقبلة، على مستوى الجبهة الجنوبية وغيرها من الجبهات، فالعدو الإسرائيلي هو الذي كسر قواعد الاشتباك السابقة، ولو لم تكن مُعلَنة، وهو الذي تجاوز كلّ الخطوط الحمر، وبذريعة يدرك القاصي والداني أنها كانت واهية، وبالتالي فلا بدّ من أن يتحمّل التبعات والنتائج، مهما بلغ مستوى الاستنفار الدولي، وفق قاعدة أنّه من بادر إلى الهجوم والغدر.
 
الردّ المنتظر وسيناريوهات الحرب 
بعيدًا عن الجبهة الجنوبية وقواعد الاشتباك الجديدة على خطّها، تبقى كلّ الأعين شاخصة نحو ردّ المقاومة على اغتيال قائدها العسكري، والذي كان السيد نصر الله أكثر من حازم في تمرير الرسائل بشأنه، بدءًا من "فصله" عن كل العمليات القائمة حاليًا على الجبهة الجنوبية، حتى لا يعتقد أحد أنّ الفاتورة سُدّدت بعملياتها، ولو كانت "نوعية"، وصولاً إلى تأكيد "حتميّته"، ليس فقط من باب ردّ الاعتبار، ولكن أيضًا من باب "الثأر" بما يليق بدم الشهيد شكر.
 
لكن، بموازاة التأكيد على هذه "الحتميّة"، ترك خطاب السيد نصر الله الباب مفتوحًا أمام الكثير من السيناريوهات "غير الحتمية"، فهو لم يحدّد شكل الرد، ولا توقيته، الأمر الذي يضعه العارفون بأدبيّات الحزب في خانة الرغبة بترك الإسرائيلي على تأهّبه واستنفاره، وهي الحالة التي بدأها منذ لحظة تنفيذ جريمته في الضاحية الجنوبية، ولو أكثر من التهديد والتهويل، وفق قاعدة أنّ الحرب تبقى مرهونة بردّة فعل "حزب الله" على الهجوم الإسرائيلي.
 
ومن الأسئلة التي تركها الخطاب مفتوحة، ذلك السؤال عن أسهم الحرب، التي لا شكّ أنّها وصلت إلى ذروتها في الأيام الأخيرة، ولكن ثمّة من يعتقد أنها عادت لتتراجع، ولو "نسبيًا" بعد الخطاب، للعديد من الأسباب، بينها ما فُهِم أنّ الرد "المحسوم" لن يكون فوريًا وانفعاليًا، بل مدروسًا، علمًا أنّ السيد نصر الله مرّر رسالة أساسيّة في هذا الصدد، حين قال إنّ محور المقاومة يقاتل "بغضب" لا بدّ من أنّ تفجير الضاحية زاده، ولكن أيضًا "بعقل وحكمة"، وهنا نقطة الارتكاز.
 
  إذا كان العدو الإسرائيلي "يرهن" الحرب المفتوحة كما يقول، بحسب حجم ردّ "حزب الله"، فإنّ الأخير يعتبر أنّ العدو هو الذي فتح باب المعركة المفتوحة بـ "العدوان" الذي شنّه على الضاحية الجنوبية لبيروت. ومع أنّ الحزب يؤكد على معيار "الحكمة" في التعامل مع ما حصل، فإنّ الثابت بالنسبة إليه أنّ "ردع" الجنون الإسرائيلي يبقى واجبًا عليه، حتى لا تصبح بيروت ساحة مستباحة بالنسبة إليه، مهما كلّف الأمر من تضحيات!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • سلامي مُعزياً السيد نصرالله: “إسرائيل” ينتظرها الانتقام القاسي لاغتيال شكر
  • الحزب يُحضّر للحرب... كيف علّقت إسرائيل على خطاب نصرالله؟
  • خطاب نصرالله والرد المحسوم.. أسهم الحرب الشاملة تتراجع؟!
  • ضغوط ديبلوماسية لردٍّ ضمن القواعد.. ميقاتي: الحل لا يكون الا سياسياً عبر الـ1701
  • كيف ردت إسرائيل على خطاب حسن نصرالله؟
  • بعد ساعات من خطاب نصرالله.. إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل من لبنان
  • مقتل 4 سوريين في غارة إسرائيلية جنوب لبنان
  • قتلى ومصابون سوريون في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان
  • ماذا سيعلن نصرالله اليوم؟
  • ماذا سيفعلحزب اللهخلال الساعات المقبلة؟