حصاد 2023.. كتيبة الدبلوماسية المصرية خط الدفاع المتقدِم لحماية مصالح الوطن
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
أيام قليلة تلك التي تفصل بين عام يمضي وتغرب شمسه، وعام جديد يلوح في الأفق وتشرق شمسه.. عام تأفُل شمسه أثبت فيه الشعب المصري مجدداً بالتفافه حول قيادته ومؤسسات دولته مدى صلابة معدنه الأصيل ورسوخ جذور شجرته المثمرة.. وعام جديد يشرق يتطلع فيه المصريون لبزوغ فجر جمهوريتهم الجديدة بكل ما تحمله من آمال للمستقبل.
وفي عالم ينوء بالعواصف فتتزلزل أركانه، اختار الشعب من أخذ على عاتقه حشد كتائب الدولة وحشد مواردها بشرية كانت أو مادية، فجاء عام 2023 تجسيداً واضحاً لمعنى اتخاذ القيادة ومعها الشعب وضع التأهب وانتقال الدولة من مرحلة استعادة تماسك المؤسسات ثم تفعيل كامل قدراتها و استعادة هيبتها خارجياً مثلما داخلياً وصولاً لتجدد دولتنا وتحقيق آمال وأحلام مواطنيها.
وفي القلب من كتائب مؤسسات الدولة التي اصطفت في تناغم وعزم لتتكامل أدوارها خلف إنفاذ رؤية قائدها في استعادة مجد الأمة المصرية، في القلب من هذه الكتائب ظهر بجلاء دور كتيبة الدبلوماسية المصرية لتفتح مع أصدقاء مصر في الخارج نوافذ للتعاون والمصالح المشتركة مثلما تغلق على أعداء الوطن ثغرات قد تراودهم فيحاولون أن ينفذوا منها للنيل من مصالح مصر القومية، سياسية كانت أو اقتصادية، ثقافية أو حضارية.
وفى ظل تعاظم دور مصر إقليمياً ودولياً تعاظمت وتنوعت المهام التي تعكف الآلة الدبلوماسية المصرية على الاضطلاع بها لتتجاوز بها آفاق الدبلوماسية التقليدية.
وتسلحت كتيبة الدبلوماسية المصرية في تنفيذ مهامها بخبرات تاريخها العتيد كأقدم جهاز دبلوماسي في التاريخ مثلما تسلحت باحترافية وكفاءة أبنائها وعمق انتمائهم للوطن، وتسلحت قبل ذلك وبعده برؤية واعية وواضحة للقيادة السياسية حددت فيها الأهداف والوسائل ومهدت بعلاقاتها المتميزة مع قادة دول العالم الطريق لانجاز هذه الأهداف، قيادة سياسية حددت خطوطنا الحمراء مثلما عززت وعمقت مساحات الصداقة والسلام البيضاء التي تتحرك فيها آلتنا الدبلوماسية لتوسيع دوائر الأصدقاء وتعميق أواصر التعاون معهم بالتوازى مع تحييد الأعداء وتقليص أدواتهم.
واستطاعت مصر خلال السنوات الأخيرة أن تُسخِّر كافة تلك الإمكانات المُتراكمة عبر العقود الماضية، وتطويع مقومات القوة الشاملة التي تتسلح بها، مما زاد من فاعلية دورها في ترتيب الأوراق الإقليمية.
سياسة خارجية ناجعة لمصر في جمهوريتها الجديدة عنوانها ندية واحترام متبادل وشراكة وقرار وطني مستقل، وفقا للمحددات التي رسمها الرئيس السيسي في خطاب التنصيب في يونيو 2014، والذي أكد فيه أن مصر بما لديها من مقومات يجب أن تكون منفتحة في علاقاتها الدولية، وأن سياسة مصر الخارجية ستتحدد طبقاً لمدى استعداد الأصدقاء للتعاون وتحقيق مصالح الشعب المصري، وأنها ستعتمد الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية مبادئ أساسية لسياساتها الخارجية في المرحلة المقبلة، وذلك انطلاقاَ من مبادئ السياسة الخارجية المصرية، القائمة على دعم السلام والاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول، والتمسك بمبادئ القانون الدولي، واحترام العهود والمواثيق، ودعم دور المنظمات الدولية وتعزيز التضامن بين الدول، وكذلك الاهتمام بالبعد الاقتصادي للعلاقات الدولية، و عدم التدخل في الشئون الداخلية للغير.
وانعكس ما تشهده مصر من استقرار راسخ وتنمية شاملة في إطار تدشين الجمهورية الجديدة بالتبعية في تحركات واعية لسياستها الخارجية التي باتت واضحة الملامح في توجهاتها، وزادت من ثقتها في تحركاتها الدولية والإقليمية في إقليمٍ يموج بالاضطرابات والعواصف السياسية ولا تتوارى فيها مُنغِصات استقراره.
وحسبما أكد وزير الخارجية سامح شكري فقد نجحت مصر خلال عشر سنوات من العمل الشاق والعزيمة الصادقة فى أن تتبوأ دورها الإقليمي التقليدي، الذي يسعى إليها بقدر ما فُرِضَ عليها وأخلصت فيه بلا تَزيُّد.. وتمكَّنت باقتدار، من خلال القيادة السياسية، أن تنتقل من مرحلة استعادة التوازن إلى استعادة التأثير، وأن تكون طرفًا مؤثرًا في مُحيطها الإقليمي، تضع خطوطها الحمراء التي تنسج بها قوة ردع تحفظ توازن المنطقة، وتحول دون انجرافها إلى هوة الفوضى.
فعلى مدى السنوات العشر جنت مصر بقيادة الرئيس السيسي ثمار سياستها الخارجية الجديدة من خلال العمل والتحرك الدبلوماسي بشقيه الثنائي والمتعدد الأطراف بل وامتد كذلك الى الدبلوماسية الاقتصادية والتنموية والبيئية بخلاف دبلوماسية المناخ الذى بات مصطلحا جديدا فرضته التغيرات المناخية التي باتت تهدد الكوكب.
واستنادا لحقيقة كون قوة مصر الحضارية تنبع من مبادئها الراسخة فقد واصلت السياسة الخارجية المصرية نهجها الذى ما حادت عنه ولا تحيد في تبني قضايا أمتها العربية والدفاع عن كل ما يمس الأمن القومي العربي وتعزيز المصالح العربية المشتركة بيقين لا يتزحزح في أن الأمن القومي العربي جزء لا يتجزأ عن أمن مصر القومي.
ومن السودان إلى ليبيا كانت مواقف مصر ومبادراتها تتخطى بكثير ردود الفعل.. فوضعت مصر خطوطها الحمراء بأفعال صاغتها أقوال.. أفعال وسياسات، جهود وتحركات يصعب حصرها فى كل ملف تصب جميعها فى اطار الحفاظ على وحدة واستقرار وسيادة دول الجوار ورفض التدخل الخارجى فى شئونها.. جهود ومبادرات وتحركات تواصلت ولم تزل على مدار الساعة لوقف العدوان الاسرائيلى على غزة والحيلولة دون تصفية القضية الفلسطينية، ومساع مضنية لتغليب رؤية السلام وحل الدولتين استنادا لقرارات الشرعية الدولية.
ولطالما حذرت مصر من يريدون أن تمس نيرانهم حدودنا لكن التكبر والغطرسة أعمى عقولهم قبل أن يستشعروا حرارتها تحرق أصابعهم.. فجاءوا لمصر وقيادتها يسترشدون سبيلاً لطوق نجاة.
ومن إفريقيا حيث التاريخ والمستقبل المشترك والمصالح المشتركة بعمق مصر الاستراتيجى صنعت مصر سياسة خارجية أكثر عمقاً وواقعية لتدشين شراكات فاعلة وبناءة مع دول القارة واطارها المرجعى ممثلا فى الاتحاد الافريقي.. وشهد العام المنصرم زيارات رئاسية ووزارية متبادلة وقيادة مصرية لمواقف القارة السمراء في المحافل الدولية رسخت أسساً واضحة لبناء مستقبل افضل تحافظ فيها على مواردها لتبقى حقاً اصيلاً لشعوب القارة.
ومرورا بآسيا والقوى البازغة التي تقفز بقوة لصدارة وقيادة اقتصاديات العالم وتجارته شهدت علاقات مصر بالصين والهند واليابان دفعات أكبر انخرطت مصر في اطارها بشراكات استراتيجية ثنائية وتجمعات في مقدمتها تجمع بريكس.
وامتداداً لأوروبا التي تكتلت دولها في كيان الاتحاد الأوروبي جار مصر الشمالي والمتوسطي وشريك مصر التجاري الأول تجدد اتفاق الشراكة بين الجانبين ليغطي كافة أوجه التعاون أخذا في الاعتبار الأولويات المستجدة للجانبين وفى العالم.. فيما شهدت علاقات مصر الثنائية مع مختلف دوله الأعضاء قدراً عالياً من التنسيق والتعاون على مختلف الأصعدة عززته زيارات رئاسية ووزارية متواصلة ايمانا بأهمية مصر ومكانتها الجيوستراتيجية وقدراتها البشرية المتميزة واقتناعا بأن مصر المستقرة تظل هي مفتاح السلام والاستقرار في شرق وجنوب المتوسط بانعكاساته المباشرة على سلام واستقرار أوروبا.
ووصولاً لعلاقات مصر بالولايات المتحدة وروسيا يرى المراقبون السياسيون ان الدبلوماسية المصرية نجحت باقتدار فى ادارة نمط علاقات متوازنة قائمة على الندية والاحترام المتبادل مع كل من واشنطن وموسكو رغم تنامى حالة الاستقطاب والعداء بين هاتين القوتين فى العديد من مناطق العالم مثلما في العديد من ملفات السياسة والتجارة وغيرها.
ولم تكن الالة الدبلوماسية في ظل تزاحم وحدة ملفات اجندة الملفات السياسية الدولية لتغفل مهمتها الأساسية في رعاية المصريين بالخارج في ظل التوجيهات الحاسمة من القيادة السياسية بأن يكون المصريون بالخارج في قلب أولويات واهتمامات الدبلوماسية المصرية.. وجاء مشهد الانتخابات الرئاسية بالخارج ليظهر مدى التلاحم الذى تجلى بوضوح بين رعايا مصر بالخارج الذين يناهز عددهم ١٤ مليون نسمة وسفارات وقنصليات مصر.. وبدت معه بعثات مصر الدبلوماسية بالفعل البيوت الآمنة التي يستنشق فيها المصريون رغم بعد المسافات عطر الوطن فتمتلئ صدورهم بالهوية وروح الانتماء.
ووسط بحور من الأمواج المتلاطمة التي تهز كوكبنا من حروب دامية الى صراعات داخلية، من كوارث طبيعية الى جائحة وكوارث صحية.. ومن تغير المناخ الى تغير منظومة القيم والأخلاق يتابع شعبنا بوعى وبصيرة ما يدور حول ديارنا وما أبعد من حدود جوارنا.. ومن وضع الحركة الدؤوبة والمبادرة.. من دور الفاعل المُبادِر تحركت آلة مصر الدبلوماسية في الخارج للتعامل مع كل الملفات بعقل واعٍ ورؤية واضحة وأدوات بناءة وفعالة دفاعا عن مصالح مصر الحيوية وأمنها القومي.. تحركت آلتنا الدبلوماسية للأمام خطوات أخرى واثقة في عام 2023 بـ مبادىء مصر الحاكمة واضعة نصب أعينها أن تكون خط الدفاع المتقدم للدفاع عن أحلام المصريين وآمالهم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر وزير الخارجية سامح شكري الشعب المصري وزير الخارجية سامح شكري الدبلوماسية المصرية الدبلوماسیة المصریة
إقرأ أيضاً:
اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. السيسي: مستمرون في بناء قدرات القوى الشاملة لحماية الوطن
تقرأ في عدد «الوطن»، غدا، موضوعات وقضايا جديدة من وجهات نظر مختلفة، حول الشأنين المحلي والدولي، وإلى أبرز العناوين:
الصفحة الأولى- السيسي: مستمرون فى بناء قدرات القوى الشاملة لحماية الوطن
- رئيس الحكومة: استثمارات ومشروعات «الوادي الجديد» عنوان لـ«التنمية المتكاملة»
- «المالية»: تسهيلات وحوافز لمشروعات ريادة الأعمال
- عودة العمل بنظام تقسيط توصيل الغاز الطبيعي للمنازل بدون مقدم.. ولا فوائد
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال بحق «نتنياهو وجالانت»
- «قطاع البترول» تنمية وتطوير واكتفاء
الصفحة الثانية- بروتوكول بين «صناعة الجلود» و«جسور» لزيادة صادرات القطاع
- «الصناعة» تدعو المُصنعين للمشاركة بمعرض لتوطين مستلزمات الإنتاج
- تنفيذ 35 مشروعا لمياه الشرب والصرف بـ1.9 مليار جنيه بدمياط
- وزيرة البيئة تُثمن زيادة حصة مصر فى صندوق التكيّف إلى 20 مليون دولار
- د. محمود خليل: «شاور» و«زنكى»
- مباحثات «مصرية - إماراتية» لتعزيز التعاون والشراكة والاستثمار فى الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة
- «عطاء»: تطوير 80 مدرسة لاستقبال الطلاب من «ذوى الهمم»
- «الرقابة المالية»: تأسيس أول مختبر تنظيمي لدعم الشركات الناشئة
الصفحة الثالثة
- «مدبولي»: الارتقاء بمنظومة التعليم العالي أولوية.. وإتاحة التدريب للطلاب بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل
- «سويلم»: التوسع فى النظم الحديثة للري وحصر الآبار الجوفية
- الاحتلال الإسرائيلي ينفذ مجزرة تحصد 66 فلسطينياً فى «غزة»
- .. ويواصل قصف لبنان.. و«هوكستاين» يلتقى «نتنياهو» من أجل التهدئة
- «الشيوخ الأمريكي» يرفض وقف بيع الأسلحة إلى إسرائيل
الصفحة الرابعة- عمار على حسن: جيش إسرائيل.. دفاع أم عدوان؟ (1)
- خالد منتصر: أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي
- ناصر عبدالرحمن: التفاصيل الشخصية المصرية (2)
- أمينة خيرى: الإدارة الجديدة و«مطاريد» المنطقة
- بلال الدوي: صراع الكبار فى مجلس الأمن
- د. دعاء الهلاوى: البيتكوين.. الذهب الرقمي
الصفحة الخامسة
- «قطاع البترول» تنمية وتطوير واكتفاء
- 1.7 تريليون جنيه الموازنة الجديدة.. والإنتاج 74 مليون طن خلال 2023
- خبراء: الفرص الاستثمارية الجديدة تسهم فى دفع عجلة التنمية وتحقيق مكاسب للاقتصاد
- وزير البترول الأسبق: إنتاج مصر من الغاز الطبيعي سيصل لأكثر من 5 مليارات قدم مكعبة بنهاية 2025
الصفحة السادسة- دورة مميزة حملت شعار «كامل العدد»
- فى مصر.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى فى رحلة من السعادة والمتعة
- «درة»: «وين صرنا» فيلم يحكى قصة حقيقية لأسرة فلسطينية عاشت ظروف الحرب ونقلتها بصدق
الصفحة السابعة- تحليل يكتبه أحمد أيوب: اختبار قوى للفريقين
- وقف نزيف النقاط البنك الأهلي مع بيراميدز.. وفاركو ضد إنبى للخروج من دائرة التعادلات
- قرارات مصيرية الزمالك يرفض طارق حامد «والشيبى» يطلب مليون دولار
- الأناكوندا» إلى أين؟ مصطفى محمد بين مغادرة «نانت» وترقب بطل الدوري الإنجليزي السابق
الصفحة الثامنة- اللوف البلدى.. ثروة فى «بلد المواويل»
- تمثيل وغناء.. «هجرة الماء» الأفضل فى «شرم الشيخ الدولى»
- فى الحفظ والصون عرض متحفى لمقتنيات أحمد زكى بمركز «ثروت عكاشة»
- من المشرط للريشة «سمر» تركت طب الأسنان واحترفت الرسم: أصعب قرار
- اللعبة الشعبية ابنك فى أمان مع «روبلوكس».. رقابة مشددة