فرادى ومدادى
أبديت لمحمد ابن شقيقى ياسر شوقا للمة بيت عزائنا عز الحرب التى لا اجد وصفا بها يليق ذما،لم يطل إستغراب محمد على صغره لشوقى والوحشة تستبد بكلينا مع محاصرين ببحرى لا حول لنا ولا قوة وموت احدهم طبيعيا لاتسمع بخبره لا من نائحة ولا صائحة ولا بخيمة فردة تنصب إشعارا بالرحيل وإيذانا بتقبل العزاء، هذا شائع قبل الحرب واعتيادى، وبعدها وفى خضمها المتصاعد لا يحتاج ذوى الميت تجشم عبء الإعلان عن انتهاء العزاء بمراسم الدفن من المقابر،والإعلان أسبابه تتعدد بين استمساك باعتقاد ومفهوم شرعى واستجابة لوصية المتوَفى وغالبا لظروف إقتصادية ضاغطة هى نواة الإنفجار للإندلاع الاكبر والصراع المتخذ اخطر الأبعاد،والإعلان اليوم ضرب من البطر والترف بل والمستحيل والحرب تضيّق أرض الله بما رحبت وستر الميت يحتاج لمعجزة فى مدفنة على بعد امتار والتوافر بالكاد من قبل على النصاب المطلوب للغسل الشرعى ولحمل الآلة الحدباء لأى مقبرة وليس من سعة للإختيار ومساحة تنفيذا لوصية الميت او الحرص على الدفن فى مقطوعية مقابر العائلة، العائلة الآن متفرقة أيدى سبأ،تتناقص هذه المزايا التفضيلية فى الموت سودانيا ولاعزاء للراحلين لا بانتهاء الدفن ولا بنصب خيمة فرادى او حدادى مدادى تعبيرا عن وضعية الراحل واهميته فى حياته الدنيا و إستحقاق ذوى المتوفى على المجتمع والعزاء فيه مبذول بأدب وكما تدين تدان،نسيبنا عثمان يوسف عبدالرحمن توفى قبل أسابيع ببانت غرب التى لم يفارقها حبا رغم شدة الحرب وصرعتها إثر علة وضعف رعاية طبية فدفن فى الميدان قرب السوق بين المركز الصحى وفرن حجوج التاريخى ومقبرته رُقمت بالتاسعة والستين والترقيم مستمر،والميدان محاط بالمنازل وسنوات ساحة تدافرنا فيها مع عماليق الموردة حسن حامد وبريش وتآنسنا مع الحبيب نادر خضر،الموت قبل الحرب فى مسارح المواجهات المتسعة ككل اهل السودان متوفاهم يعز من إعلان الوفاة حتى الدفن بالمئات والآلاف فالعزاء الذى تماثل صيوناته ولماته بيوت افراحنا من غنى لها حمد الريح ولود عبدالحى شوق لاهلى والصحبة وشوق لكل جميل فى الحى وشوق للشينة ولو صعبة.

و السمحة والشينة لمتى الفرح والكره،لم اقرأ على محمد اعلاه ليفهم سبب شوقى وقليل من يطيق عليه صبرا وقد اكفتنى تعابير الوجه وحركات الجسد واستبداد الوحشة بكلينا والخوف توجسا وترقبا وسط اجواء مرعبة مقاصف ومدافع متبادلة مجلجلة،وخشية على محمد دفعته للرحيل بمخاطرة لوضع نظنه افضل، وخططنا لتجنبه العواقب ولما رحل وجن ليلى وسجا ودمس، فدحت بى وحيدا الاشواق وعصفت،وانتظرت الصباح التالى عله رباح وإذ بالإسفير تحن شبكاته فلذت إليه بفرحة لم تكتمل وصاحب اسحار الجمال خبره على القروب محمول وتبعدنا بضعة امتار و مقر إقامتينا متجاورين هو بالصافية وانا بشمبات المنكوبتين وتربطنا علاقة سنوات روحية الابعاد ولم نلتق وجها لوجه ولم استطع تعزيته فى شقيقه ساحر الكمان بسبب احترازات كورونا التى لم نذق بعدها راحة.

تاتشر ملعون

وليد عبداللطيف عثمان دبلوك أبصر دنيا وجودنا الزائل بتقدير من عند الله بجميلة الكردافة الأبيض وناس القيافةفى عام ١٩٧٠م، درس فيها من المرحلة الابتدائية حتى المرحله الثانويه ومن ثم غادر للإسكندرية دارسا للحقوق فى جامعه بيروت العربيه وتبوأ المرتبة الأولى متقدما دفعته لدى التخرج وتدرج فى حياته بافقه الواسع ويعتز بمرحلة اشتغاله في مصنع التقطير الحديث لصاحبه و عمه محمود دبلوك، تزوج من السيدة شهيرة عمر عبدالله عمر فى العام 2008 ورزق بأميرات اربع 4 ريم. علويه. نور. ريان و ابن واحد عبداللطيف،جدو، وبينه واسرته ما يستحق أن تدونه السيدة شهيرة سفرا فى ادب العشرة وحلوها،سيرة مقتضبة لرحلة عمرية قصيرة زمانيا و عميقة عقليا،تفاعل بحب مع شباب وشبيبة الثورة تواقا عجولا لوصول السودانيين لبرارر آمنة،تشهد الاسافير ومن بعد نحن فى اخبار اليوم وطائفة من وسائل الصحافة والإعلام على نبوغه وقراءاته بعيدة المدى وتعينه ثقافته العالية وإطلاعيته الواسعة،يقرأ كل ما يواقع عينيه ولايبخس إن نقد ويصدق إن مدح،ادبٌ وليد يمشى على قدمين وذوق يحلق ويرف بجناحين،يفهم فى السياسة والإقتصاد ويهرع لكل زول ليقول حُسنا.وموت أمى من قبل يوجعنى ويحذرنى صديقى العزيز والإعلامى الصدوق على الصقير من الإقتراب والتصوير من مواضع الحسن والجمال لتقاصر كل الاوصاف امام جمال وبهاء الامهات،وسمعت النصح إلا قليلا واجتهدت لمرتين بمقالتين نالت إحداهما إستحسان وليد دبلوك فكاتبنى فى الخاص معجبا ومتتبعا لأحرفى عن بعد وقروبات تواصل مشتركة تجمعنا بمن نعرف ونجهل ودوما تسعدنى بالتعرف على الغض عصمة من الغث،فعرفتنى على وليد من قرأت تعليقه وتقريظه عشرات المرات على مقالة امى فاستشففت بره بوالديه وسائر اهله وزوجه وولده وبنته وصحبه.وامسكت فيه بقوة صديقا وفيا ومحبا تفرحنى رسائله و اتصالاته وتغبطنى توجيهاته الحيية وبعد كل تواصل نتواعد للقاء على رشفة قهوة بمنزله وتحول كورونا والمواكب وإغلاق الشوارع والكبارى.وافتقده لو غاب عن التواصل ليومين،وذات نهار حزين هاتفنى منزعجا وتاتشر ملعون منطلقا ايام المسيرات يصطدم قرب بيتهم بشقيقه عثمان ساحر الكمان وملك الدندنات بشارع المؤسسة المصلوب بينما هو يهم لمساعدة مجموعة طلاب صغار لعبور الطريق ووقع الإصطدام لما قفل راجعا بعد إنجاز المهمة النبيلة والاخيرة فى حياته.رافقه شقيقه وليد بمركز فضيل على امل والإصابات جسيمة افقدت عثمان كل فرص النجاة وتعمقت الجراحات وتعملقت فى نفس الشقيق الوليد الشفيف لما بارحت الروح جسد عثمان وإنى اشهد على إيمانه العالى ووقع كلماته ترن فى اذنى تلميذا فى الصبر يستمع لأستاذ،ولتخليد سيرته انشأ وليد قروبا فى الواتساب اطلق عليه اسحار الجمال وجمع فيه أحباب عثمان المحبين لموسيقاه وابداعيته الشاملة واثراه بمنتوج بصمة خاصة وفتح شهية المشاركة بطريقته الآثرة التى افتقد مباشرتها منذ صباح بئيس بالحرب والخبر الحربة الطاعنة وأصحاب أسحار الجمال يتبارون ولا يتسابقون محتارين فى تعديد اوجه الجميل وظننت من حب أنه إحياء لذكرى عثمان ولكن هو الوليد من رحل وجلسة المراشفة بيننا لم تتم وعلها مرجوة شربة هنية فى الصحبة والمعية الكريمة التى لا ظمأ بعدها،سبحان الله اندلعت الحرب بكل قبحها فى ايامها الاولى قرب منازل آل دبلوك وخشية على الاسر شدوا الرحال للأبيض مسقط حبهم،والوليد الذى نعرف لا تحتمل روحه تتالى الأحزان واشتدادها بالحرب وهو الممنى النفس بغد للسودانيين واعد بالخيرات والحكم الرشيد،ولأسرته الكبيرة نزجي الشكر ونسدي لإهدائها وليد نسمة خفيفة الطلة وجمالها ابدا ماكث،ولاسرته الصغيرة وشهيرته ام بناته وولده شهادة يتقلدونها مر الأزمان،فبحب وإعجاب يحدثنى عن سيدته شهيرة وما بينهما من شراكة ومقاسمة فى حب الابناء وخدمتهم والمرأة فى ادبيات دبلوك عابرة. وكم اشتقت عز حصارى للمة عزاء لمحبيه نتبادل فيها قصصا غير مكتملة بالفاتحة على روحه الطاهرة.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: أجراس الأرض عاصم فجاج

إقرأ أيضاً:

ذكرى وفاة «الشرير الطيب» توفيق الدقن

أحيا برنامج «صباح الخير يا مصر» تقديم الإعلاميين مصطفى كفافي وبسنت الحسيني عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، ذكرى وفاة الفنان توفيق الدقن الذي لُقب بـ«الشرير الطيب» صاحب الأدوار المتنوعة التي تركت بصمة في أذهان الجماهير، وذلك خلال تقرير بعنوان «ذكرى وفاة «الشرير الطيب» توفيق الدقن».

 

ذكرى وفاة توفيق الدقن

 

وأفاد التقرير: «تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان القدير توفيق الدقن المعروف بلقب «الشرير الطيب»، الذي كان أحد أبرز نجوم الفن في الزمن الجميل واشتهر بأدواره التي جمعت بين الشر وخفة الظل، وتألق في أدوار اللص والبلطجي والسكير حتى صدقه الجمهور وأحب عباراته الشهيرة رغم كرههم للشخصيات التي جسدها».

إفيهات توفيق الدقن

 

وأضاف: «ومن أبرز الإفيهات التي اشتهر بها الفنان توفيق الدقن: «صلاة النبي أحسن» و«وأحلى من الشرف مفيش» و«وسلام يا همبكة» التي مازالت متداولة حتى اليوم».

 

نشأة توفيق الدقن

 

وتابع التقرير: «ولد توفيق الدقن في مركز بركمة السبع في محافظة المنوفية، وعشق التمثيل منذ الصغر، وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1950، وبدأ حياته كموظف في السكك الحديدية أثناء دراسته ليساعد أسرته».

وواصل: «بعد تخرجه التحق بالمسرح الحر لمدة 7 سنوات، ثم عمل مع فرقة إسماعيل ياسين لمدة عامين لينضم بعدها إلى المسرح القومي، حيث استمر في العمل حتى وفاته».

 

مقالات مشابهة

  • ذكرى وفاة «الشرير الطيب» توفيق الدقن
  • ‎وليد الخريجي يبحث مع توم بيرييلو مستجدات الأوضاع بالسودان
  • الحركة الشعبية – التيار الثوري: الأجندة الإنسانية وحماية المدنيين أولوية
  • حرب الكيزان – مليشيات الكيزان: المشهد الختامي لنهاية الحركة الإسلامية في السودان 
  • المليشيا المتمردة تعاني من انهيار كلي ومتسارع
  • سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (4)
  • عاصم فرحات: المنيا تمثل هوية وعظمة مصر
  • ليبيا على مقربة من الذهب الإفريقي
  • وليدٌ وإن طال المخاض
  • عدوي: الحرب المفروضه على السودان اثرت على النشاط اﻻقتصادى والتجاري